هل تقضي تكنولوجيا الهواتف على الصحافة المطبوعة؟ (إنفوجراف)
بعد مرور 16 عامًا على إصدارها انتهى مصير صحيفة "واشنطن إكسبرس" التابعة لـ "واشنطن بوست"؛ عقب قرار وقف طباعة الصحيفة الورقية التي كانت تُوزَّع مجانًا على ركاب المترو في مدينة واشنطن الأمريكية، ويرجع السبب في ذلك للتوسع الذي شهدته شبكات الاتصال في المترو، والثورة الرقمية التي صاحبت انتشار الهواتف الذكية.
على مدار أعوامٍ ماضيةٍ، كانت صحيفة "واشنطن إكسبرس" تُوضع في صناديق الصحف المجانية، أو يوزعها العمّال على ركاب المترو في واشنطن، وقد تجاوز عدد النسخ المطبوعة أكثر من 190 ألف نسخة يوميًّا، لينخفض بشكل ملحوظ ووصل إلى 130 ألف نسخة بحلول عام 2007 نتيجة التطور التكنولوجي.
وفي عددها الأخير، ألقت "واشنطن إكسبرس"، الضوء على "تكنولوجيا الموبايل"، وأنهت مشوارها في عالم الصحافة الورقية بكتابة مانشيت ساخر، حمل عنوان "نتمنى أن تستمتعوا بهواتفكم النتنة!".
وسائل الإعلام الجديدة
لا شك في أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت الآن أدوات إعلام وصحافة جديدة، فإذا سألتَ شخصًا عشرينيًّا عن المصدر الذي يتلقى منه الأخبار، فإنك تجد إجابته تلقائية، بأنه غالبًا يستند إلى "فيسبوك، أو جوجل، أو تويتر".
وتوفر لك وسائل التواصل الاجتماعي، التي تستخدمها مجانًا على هاتفك الذكي، قدرًا هائلًا من المعلومات، كما أنها تنقلك إلى عوالم إخبارية مختلفة وواسعة وفوضوية ومزدحمة، ويسهل الوصول إليها في أي وقت.
وبعد التطور الكبير الذي شهدته سوق الإعلام؛ منذ انتشار وزيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على مدار العقد الماضي، حاولت الصحف المطبوعة مواجهة هذا التغيير؛ عبر إضافة خصائص مرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي إلى مواقعها الإلكترونية، من أجل السماح لمستخدميها بمشاركة المحتوى الخاص بموقع الصحيفة مع آخرين.
وأدرك مسؤولون بوسائل الإعلام التقليدية، أن وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الهواتف الذكية؛ من شأنها زيادة القدرة على التواصل بين الأفراد، كما أنها تساعد على بناء قاعدة جماهيرية واسعة تضم أناسًا من كل حدب وصوب، وهناك من تمكن من استخدام التقنيات التكنولوجية الحديثة، والبعض تجاهلها وتعامل معها كأنها شيء لم يكن؛ ما ترتب عليه انهيار مؤسسته الإعلامية التي بات أغلب الناس ينظرون إليها باعتبارها مؤسسات عفا عنها الزمن.
من أي يحصل الناس على الأخبار؟
وجدت الأبحاث أن أكثر من 50% من الأشخاص بأنحاء العالم يتلقون الأخبار العاجلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ بدلًا من مصادر الأخبار الرسمية مثل الصحافة المطبوعة، والراديو، والتليفزيون.
وبحسب الأبحاث والدراسات التي أُجريت في هذا الشأن، فإن 59.5% من الناس يحصلون على أخبارهم من التليفزيون، و28.8% يطالعون الصحف الورقية، و27.8% يحصلون عليها من وسائل التواصل الاجتماعي، و18.8% من الناس يعرفون الأخبار من الراديو، و9.5% من مصادر أخرى.
الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي لفترة قد يعزز صحتك النفسية
ويتربع موقع "فيسبوك"، على عرش وسائل التواصل الاجتماعي التي يستخدمها الأشخاص؛ من أجل الحصول على المعلومات وتلقي الأخبار، إذ إنه يعد مصدر المعلومات لنحو 60% من الأشخاص، بعد أن أصبح من السهل الولوج إلى المواقع الإخبارية من خلال "فيسبوك" في عام 2009، ويليه "تويتر" الذي يبلغ عدد مطلعي الأخبار عبره نحو 12.7%، ثم "جوجل +" بنسبة 11.6%.
وسائل سريعة لنقل العواجل
تتميز وسائل التواصل الاجتماعي بأنها أسرع من الصحافة في نشر الأخبار العاجلة، لهذا السبب زاد الإقبال على موقع "تويتر".
فبإمكان تلقي الأخبار والأنباء العاجلة فور حدوثها، وأنت جالس مكانك ومن دون تكبد عناء الذهاب إلى أحد المتاجر من أجل شراء الصحيفة، أو الانتظار إلى اليوم التالي من أجل قراءة الأخبار والاطلاع على القصص الجديدة.
من أكبر عيوب الصحف المطبوعة ووسائل الإعلام التقليدية، أنها بطيئة ومحكومة بسياسة تحريرية تحد من نشر بعض القصص والتقارير، في المقابل تتمتع وسائل التواصل الاجتماعي بقدر كبير من الحرية، وتمكن مستخدميها من نشر ما يحلو لهم وقتما شاءوا.
صحافة المواطن
حوَّلت وسائل التواصل الاجتماعي، المواطنين في مختلف بقاع الأرض إلى إعلاميين، فمن خلال كبسة زر يستطيع أي شخص في أي مكان نقل بث مباشر للحدث الذي يشاهده، أو عرض صور ومقاطع فيديو، سواء كان ذلك حريقًا كبيرًا، أو حفلًا غنائيًا لأحد كبار النجوم، أو حادثة بإحدى الطرق الرئيسة، وبإمكان الآخرين مشاركة هذا الحدث.
حاولت وسائل الإعلام التقليدية استخدام هذه الميزة من خلال السماح لقرائها بنشر المواد الخاصة بهم لديها، وهناك بعض الصحف التي خصصت قسمًا خاصًا أطلقت عليه أسماء توضح أنه يضم محتوى خاصًا بالجمهور، وتمثل ذلك في مقاطع فيديو وصور وغيرها من الأمور.