لهذه الأسباب عليك اختيار المهارة عن الموهبة.. كيف توظف أشخاصا ماهرين؟
الموهبة سلعة ثمينة في عالم الأعمال. عوضاً عن تقييم الموظفين، باتت الإدارات الآن تقيم المواهب، ما دفع الشركات التي كان لديها فرق ومسؤولون للتوظيف، يستعينون بأشخاص لجذب المواهب.
مع التطورات والتغيرات التي شهدها عالم التوظيف والصناعات المختلفة، أصبح المديرون والمسؤولون يقلقون كثيراً إزاء نقص المواهب، وافتقار مؤسساتهم إلى الأشخاص الموهوبين الأكفاء الذين يساعدونها على الوصول إلى القمة.
حسناً، لقد حان الوقت للمنظمات للتوقف عن التركيز على المواهب وأن تعمل على جذب الأشخاص أصحاب المهارات عوضاً عن ذلك، كما تقول سوزان لوكاس، استشاري الموارد البشرية ومؤلفة كتاب Evil HR Lady.
تقول لوكاس إن عندما نستخدم كلمة "موهبة" للإشارة إلى الموظفين، فإننا نعني بذلك أننا في حاجة إلى أن يكونوا على معرفة، ولديهم المهارات والقدرات اللازمة للقيام بعملهم منذ اليوم الأول، ما يعني أنهم ليسوا في حاجة إلى تعلم إلى مهارات جديدة أو اكتساب أشياء تساعدهم على التطوير من أنفسهم، لأنهم موهوبون بالفعل.
أكثر اجتهاداً
على الجانب الآخر، أوضحت لوكاس أن الموظفين الماهرين غالباً ما يكونون أكثر اجتهاداً ومثابرة عن نظرائهم الموهبين، خاصة وأنهم يبذلون الكثير من الجهد ويحاولون تزويد أنفسهم بكل ما ينقصهم حتى يصبحوا جديرين بالمناصب الكُبرى، ولكي يصلوا إلى درجات أعلى في السلم الوظيفي، خلاصة القول فإنهم يكونوا أكثر تفانياً في العمل، كما أنهم يعملون على اقتناص الفرص من أجل تعزيز قدراتهم.
لذلك في المرة القادمة التي تقوم فيها بتقييم أحد المتقدمين للوظائف الشاغرة في شركتك، تأكد أنك لست في حاجة إلى معرفة ما إذا كان يعرف كيف ينفذ المهام، وضع في اعتبارك أن الموظفين الأكفاء ليسوا هؤلاء القادرين على القيام بكل شيء، ولكن حاول جذب من لديه قدرة على التعلم واكتساب مهارات جديدة، لأن هؤلاء مادة خصبة تستطيع تشكيلها واستثمارها من أجل تحقيق النجاح، وبلوغ أهدافك.
كيف تعرف ما إذا كان الشخص قادر على تعلم شيء ما؟ حسناً، ارجع إلى ماضيهم لمعرفة ما إذا كانوا قد تعلموا أشياء في الماضي أم لا، حاول أن تُقيم التقدم الذي أحرزوه خلال حياتهم المهنية.
هل لديهم تاريخ في النهوض مُجدداً بعد الانتكاسات التي يتعرضون لها، هل تعلموا شيئاً من الصعاب التي عاشوها في الماضي؟. إذا كانت الإجابة نعم، فتأكد من أن هؤلاء الأشخاص قادرون على تعلم مهارات جديدة، كما أنهم شجعان ويتسمون بالمرونة، ويملكون عقلية تساعدهم على تحقيق النمو، وسيضيفون كثيراً إلى المؤسسة وربما يكونون من الأسباب التي تساعدها على تحقيق التقدم.
عملية صعبة
لكن عليك أن تعلم أن هذه التدقيق فيما إذا كان المرشحون للوظائف قادرين على اكتساب مهارات جديدة لن يكون سهلاً، ولكنه سوف يستغرق الكثير من الوقت، كما أنه سيحتاج إلى بذل الكثير من الجهد، لأنك ستضطر إلى مراجعة السير الذاتية، والاطلاع على الحسابات الشخصية وربما قراءة ما بين السطور، ولكنه في الوقت نفسه يستحق العناء.
تقول لوكاس إنك عندما تعثر على المرشحين الذين لديهم الاستعداد على اكتساب مهارات جديدة، والتعلم والاستفادة من تجارب الآخرين، وعندما تكون شركتك مستعدة للاستثمار في هؤلاء الأشخاص وتدريبهم وتطويرهم، فإنك ستتمكن من تحقيق نجاح كبير قد يمكنك من التغلب على كل منافسيك.
اُحسن كتابة التوصيف الوظيفي
التوصيف الوظيفي شديد الأهمية في عملية اختيار الموظفين الماهرين وضمهم إلى فريق العمل الخاص بك، عليك تجنب أن يكون مُملا أو غامضا، من الضروري أن يكون التوصيف الوظيفي بسيطاً وواضحاً وموجزاً وجذاباً. وتأكد من اللغة المُستخدمة فيه خالية من التحيز ولا تنفر من يقرأه. وفي الوقت نفسه عليك أن تكون واقعياً، وألا تبالغ في مزايا المنصب الشاغر الذي تريد أن يشغله أحد الأشخاص، وألا تمنح المُرشحين له توقعات مبالغ فيها أو غير واقعية.
لا تضيع وقتك ووقتهم
يجب أن تتطور عملية التوظيف بالتزامن مع التطور التكنولوجي وسلوكيات الأشخاص، تستطيع توفير الكثير من الوقت والجهد خلال عملية التوظيف والبحث عن الموظفين الماهرين من خلال استخدام الأدوات التكنولوجية الجديدة، والتي ستساعدك على العثور على أفضل المُرشحين، والتي تتنوع ما بين إجراء المقابلات على الفيديو ومن خلال التطبيقات الإلكترونية والرقمية المختلفة.
المصادر: الأول