القاتل الصامت للشركات الكبرى.. 5 نماذج تعلمك الدرس
خمس شركات كُبرى، وخمس مشاكل كبيرة. واحدة من هذه الشركات هي شركة تكنولوجيا عملاقة، والاثنين الأخيرتين تعملان في قطاع الطاقة، واثنتان تعملان في مجال النقل. بخلاف ذلك فلا يوجد أي شيء مُشترك يجمع بينهم، المشاكل التي واجهت كل شركة تختلف على نطاق واسع أيضاً عن تلك التي واجهت غيرها. أو هذا ما يبدو، في حقيقة الأمر، فإن كل حالة من حالات الفشل التنظيمي التي مرت بها كل شركة من هؤلاء تمثلت في افتقارها بشكل كبير إلى التواصل.
لنُلقي نظرة أكثر عمقاً على الشركات الخمسة وعلى مشكلاتها.
نوكيا
لأكثر من عقد من الزمان، كانت شركة نوكيا أكبر مُصنع للهواتف المحمولة في العالم. لكن عندما أصبحت الهواتف الذكية أكثر رواجاً وانتشاراً في أسواق الاتصالات، فقدت الشركة العملاقة ميزتها التنافسية. وفقاً لتقرير عميق صدر لتحليل مشكلة نوكيا، فإن الشركة العملاقة تعاني كثيراً لتحويل أفكارها الجيدة إلى مُنتجات، تنبع معظم المشكلات من عادات الاتصال، وتفضيل إجراء مناقشات غير مركزة حول الاستراتيجية عن وضع خطط واضحة تساعد الشركة على طرح هواتف جديدة وعصرية في الأسواق.
إنرون
كانت واحدة من أكبر شركات الطاقة الأمريكية، ولكنها أعلنت إفلاسها في ديسمبر من عام 2001، وكان هذا الإفلاس الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة. أشار بحث علمي اُجري لمعرفة أسباب انهيار الشركة إلى أن السبب الرئيسي تمثل في فشل كبار القيادات في القيام بمجموعة من المسؤوليات القيادية القائمة على الاتصالات، مثل توصيل القيم المناسبة، والانفتاح على أسباب ومؤشرات المشاكل.
ستار برينس كروز لاين
في أبريل 2012، أخبر ركاب السفينة السياحية ستار برينس أعضاء طاقم السفينة أنهم رصدوا قارب صيد يُرسل لهم إشارات على أنهم يمرون بمحنة. مع ذلك، لم تتوقف السفينة من أجل تقديم المساعدات، وتوفي شخصان على متن قارب الصيد في وقت لاحق بسبب الجفاف. وفيما بعد أصدرت شركة خطوط الرحلات البحرية بياناً قالت فيه إن تعطل التواصل تسبب في العجز عن نقل الركاب.
شركة البترول البريطانية
أدى انفجار منصة النفط البحرية العميقة ديب ووتر هورايزن في أبريل 2010 إلى حدوث أزمة هائلة في شركة البترول البريطانية وشركائها. ومن بين العوامل الرئيسية التي تسببت في حدوث الكارثة كان ضعف الاتصالات، والفشل في مشاركة المعلومات المهمة، وفقاً لتقرير صادرة عن اللجنة التي درست الحادثة.
الخطوط الجوية التايلاندية
عندما فقد بياسفاستي أمراناند عمله كمدير تنفيذي في الخطوط الجوية التايلاندية في مايو 2012، كان سبب إقالته غريباً إلى حد ما. تولى أمراناند المنصب لثلاثة أعوام فقط، وحصل على تقييم جيد من قبل مجلس إدارة الشركة. إلا أن تقريرا إعلاميا أوضح أن رئيس شركة الطيران قال إن مشكلات الاتصال بين أمراناند ومجلس الإدارة تعرقل جهود الشركة لتحقيق أهدافها.
لم يقع الاختيار على هذه الأمثلة بشكل عشوائي، كما أننا لم نعمل بجد لإيجادها، بمجرد إجراء مسح بسيط وسريع للفشل التنظيمي في المؤسسات سنحصل على العديد من القصص المشابهة لهذا النمط، أو من خلال تصفح المواقع الإلكترونية الخاصة ببعض الشركات ستتمكن من معرفة أن سبب فشلها يتمثل في الفشل في الاتصال، وعدم القدرة على التواصل.
يعي كل القادة والمديرين العواقب الشديدة الناتجة عن اتباع نهج سيئ وفقير في الإدارة المالية، كما أنهم يدركون مدى خطورة اتباع نهج متساهل في إدارة الأفراد، لكن كم من القادة يقدّرون المخاطر الناجمة عن ضعف قنوات الاتصال، والافتقار إلى القدرة على التواصل، والعجز عن التوصل إلى طريقة تساعد على تدفق الأفكار والمعلومات داخل منظماتهم.
يميل هؤلاء القادة الذين يديرون الموظفين بشكل فعال ما يسمح بتدفق المعلومات والبيانات داخل الشركة إلى اتباع نهج مُعين، كما أنهم يتبنون وجهة نظر مُعينة ويميلون إلى بعض الممارسات، كما أنهم يتبعون طرقا تمكنهم من الاقتراب إلى الموظفين والتعرف عليهم بصورة أفضل. غالباً ما يضع هؤلاء القادة والمديرون أنظمة اتصال تعزز الحوار بين الجميع، عوضاً عن لعب دور الآمر الناهي وأن يكونوا الأشخاص الوحيدين الذين يتخذون قرارات، فهم يشركون الموظفين في كل الأمور من خلال السماح لهم بأن يصبحوا أعضاء فعالين في عملية الاتصال، كما أنهم يتبعون أجندة صارمة تساعد على خلق دوائر اتصال تسمح للجميع بأن يكونوا متواصلين دائماً.
خلاصة القول، فإن قادة الشركات التي تحقق النجاح يعملون جاهدين على ضمان أن يتحدث الموظفون مع بعضهم البعض، وأن ينصت كل منهم للآخر.