من بيع الصحف لقائمة فوربس.. كيف أصبح مايكل ديل رائد الأعمال الأكثر نجاحاً
مايكل ديل اسم معروف في مجال صناعة التكنولوجيا، فهو أحد قادة ثورة الحواسيب الآلية في الثمانينيات، إذ أنشأ مؤسسة ديل للكومبيوتر المعروفة الآن باسم "Dell Inc". كما أن قصة كفاحه وتحقيقه النجاح دائما ما تساعد الكثير من رواد الأعمال الشباب على التعلم والازدهار. يعتبر مايكل ديل أحد رواد الأعمال الأكثر نجاحاً على الإطلاق.
أصغر مدير تنفيذي في قائمة فوربس
أصبح مايكل ديل أصغر مدير تنفيذي ينضم إلى قائمة فوربس لأثرى 500 شخص في العالم، إذ اُدرج اسمه فيها وهو في عامه الـ27، وكثيراً ما يُشار إلى ما حققه من انجازات إلى أنه "نجاح حدث بين عشية وضحاها".
وُلد مايكل ديل في هيوستن تكساس، كان والده أخصائي تقويم أسنان، ووالدته مستشارة بالبورصة. كان ديل مفتوناً بالأعمال التجارية وإدارة الأعمال والإلكترونيات منذ سن صغير، ومع بلوغه عامه الثامن قدم طلباً لامتحان معادلة مرحلة الثانوية، رغبة في إنهاء تعليمه والانضمام إلى عالم الأعمال بشكل أسرع.
خلال فترة المراهقة، استخدم ديل الأموال التي جناها من خلال العمل في وظائف بدوام جزئي للاستثمار في الأسهم والمعادن الثقيلة، وكان مفتوناً بالأجهزة الإلكترونية وأي شيء يتعلق بهذا الشأن. عندما وصل إلى عامه الـ15 اشترى أحد أجهزة آبل، وقام بتفكيكه فوراً، لمعرفة ما إذا كان قادرا على إعادة جمعه وتركيبه مرة أخرى.
عندما وصل إلى المرحلة الثانوية، عمل في بيع الصحف والجرائد، واستخدم مهاراته في البحث عن البيانات لتحديد قاعدة العملاء الذين لا يتلقون هذه الخدمة، فكسب 18 ألف دولار في عام واحد، فقرر مكافأة نفسه بشراء جهاز كمبيوتر جديد وسيارة بي إم دبليو، في الوقت نفسه كان يُخطط لإنشاء مشروعه التجاري الخاص به.
شركة صغيرة
كان والداه يأملان أن يواصل دراسة الطب، ولكنه بدأ شركة صغيرة لبيع بعض الأجهزة الإلكترونية في عامه الأول في جامعة تكساس. لم يكن بوسع مستخدمي الكمبيوتر لأهداف شخصية شراء معداتهم من متاجر البيع بالتجزئة في هذه الفترة، فقام ديل بشراء أجهزة آي بي إم، وأضاف إليها ذاكرة إضافية ومحركات أقراص وباعها بأسعار تقل عن المطروحة بالأسواق بنسبة تتراوح ما بين 10 إلى 15%. ثم قام بتسجيل مشروعه في ولاية تكساس، وأطلق حملة إعلانية في الحرم الجامعي، حققت نجاحاً كبيراً، وجذبت العديد من الأشخاص في الداخل والخارج.
بعد عدة أشهر انتقل ديل من غرفته الصغيرة في الحرم الجامعي إلى شقة واسعة ملأها بالأجهزة الإلكترونية والمعدات الإلكترونية، وقام بجمع الأجهزة، وباعها إلى تجار التجزئة بأسعار بسيطة.
نجاح مايكل ديل مؤسس شركة ديل مُنقطع النظير
ورغم الوعد الذي قطعه لوالديه بأنه سيركز على دراسته الجامعية ويقلص نشاطه التجاري، إلا أنه أعلن للجميع بحلول عطلة الربيع أن مشروعه حقق مبيعات وصلت إلى 80 ألف دولار في الشهر. وكان مُستعداً لترك الدراسة وإدارة عمله بدوام كامل.
أسس ديل شركة عُرفت في البداية باسم أجهزة الكمبيوتر المحدودة، وكان رائداً في بيع أجهزة الكمبيوتر الشخصية عن طريق الطلب الهاتفي. وبحلول عام 1986، كانت الشركة تقدم أول خدمة دعم فني مجانية، وهي ممارسة جرى اعتمادها لاحقاً على نطاق واسع في صناعة الكمبيوتر.
أعماله الخيرية
انشغالاته الكثيرة ومهامه المُتعددة لم تنسه أهمية مشاركته في الأعمال الخيرية. قال ديل الذي عُرف عنه أنه شخصية سرية وخجولة للغاية، أنه خرج من القوقعة التي حبس نفسه فيها على مر السنين الماضية، وأرجع الفضل في ذلك لزوجته سوزان، التي تزوجها في عام 1989، ولديهما أربعة أطفال.
جنباً إلى جنب، أسس الزوجان مؤسسة خيرية خاصة تحمل اسم مايكل وسوزان ديل، تهدف إلى مساعدة المحتاجين وضحايا الحروب والكوارث الإنسانية في جميع أنحاء العالم، مثل ضحايا تسونامي في جنوب آسيا. وفي عام 2006 تبرعت المؤسسة بمبلغ 50 مليون دولار لجامعة تكساس.
في عام 2004، استقال ديل من منصب الرئيس التنفيذي للشركة، ولكنه بقى أحد أعضاء مجلس الإدارة، وأصبح عضواً في مجلس ادارة المنتدى الاقتصادي العالمي، واللجنة التنفيذية لمجلس الأعمال الدولي، كذلك بات عضواً في مجلس مستشاري الرئيس الأمريكي للعلوم والتكنولوجيا، بالإضافة إلى العديد من المناصب الدولية المرموقة.