لماذا لا تصمد الشركات العربية أمام عروض الاستحواذ العالمية؟
المزيد من الشركات العربية في مجالات مختلفة تحقق نجاحات وتنمو وتحقق أرقاما قياسية لم يسبق أن سمعنا بها من قبل في المنطقة.
قصص النجاح تتزايد والشركات الناشئة العربية تجد بالفعل طريقها إلى النجاح والشهرة الدولية والعالمية، وهذا خبر جيد للمنطقة التي لطالما قيل إن الشباب فيها فاشلون، وإن الحكومات لا تساعد على توفير فضاء أفضل للاستثمار ولإقامة الشركات الناشئة.
لكن الشركات العربية ينتهي بها المطاف لتصبح جزءا من شركات عالمية كبرى، والتي تواصل الاستحواذ عليها واحدة تلو الأخرى.
أوبر وكريم في كيان واحد.. كيف تمت صفقة الأستحواذ الأضخم في الشرق الأوسط؟
بالطبع سمعنا مؤخرا باستحواذ أوبر على كريم في صفقة وصلت إلى 3.1 مليار دولار أمريكي لتكون صفقة قياسية وكبيرة مثيرة للأنظار.
يأتي هذا الاستحواذ بعد عامين من استحواذ أمازون على سوق دوت كوم في صفقة وصلت قيمتها إلى 580 مليون دولار أمريكي.
قبل سنوات استحوذت ياهو على مكتوب في صفقة تجاوزت قيمتها 85 مليون دولار أمريكي، بينما أقدمت المجموعة الألمانية للتجارة الإلكترونية روكيت إنترنت بالاستحواذ على طلبات بقيمة 165 مليون دولار أميركي.
هذه كانت أبرز الصفقات والقائمة في الواقع طويلة وقيمة الصفقات في تزايد أيضا، وهناك اهتمام متزايد من الشركات العالمية بالمنطقة والاستثمار فيها، وهناك توافق على أن الويب العربي أمامه مستقبل كبير لذا فالخدمات والمواقع القائمة فيه تتلقى عروض استحواذ عليها عندما تحقق النجاح.
والسؤال هو لماذا تفشل الشركات العربية في الصمود أمام استحواذ الشركات العالمية؟
-
طموح محدود في نهاية المطاف
طموح أغلب أصحاب الشركات الناشئة العربية يتوقف في الواقع عند إنشاء شركة ناجحة ولديها حصة سوقية جيدة، ومن ثم بيعها لمن سيعرض أكبر مبلغ ممكن.
هذا لأن الشركات الناشئة في الواقع تعتمد على التمويل الذاتي وتمويل المستثمرين وهي غالبا لا تحقق أي أرباح بل تخسر المال.
لذا فالهدف لدى الكثير من الشباب العرب هو بناء شركات ناشئة وناجحة على مستوى جودة الخدمات وانتشارها، ومن ثم بيعها للشركات العالمية والأجنبية التي تريد الدخول إلى الأسواق المحلية ولديها القدرة على تحويل أعمالها إلى مربحة.
-
إغراء المال لا يقاوم
بعد سنوات قليلة من بناء شركتك الناشئة تتلقى عرضا مغريا يعوضك عن كل المال والوقت الذي أنفقته ويضمن لك ملايين من الدولارات للعيش بها أو استثمارها في مشاريع أخرى.. ولم لا تبدأ من جديد في شركة أخرى أو الحصول على كمية من أسهم الشركة المستحوذة للربح منها، سيكون من الصعب عليها مقاومة العرض خصوصا إن كنت لا تملك خطة للمدى الطويل.
يرى رائد الأعمال في المنطقة أن بيع شركتك وتحقيق مكسب مادي كبير منه يعوضه عن كل ذلك، في النهاية يرى هؤلاء أن الحصول على بضعة ملايين من الدولارات أفضل من المخاطرة بالمزيد من السنوات والإنفاق المادي لكسبها وقد لا يتحقق ذلك.
-
الفشل في تحويلها إلى شركات مربحة
مختلف الشركات الناشئة المشهورة والتي تتمتع بانتشار كبير هي في الواقع شركات غير مربحة، وهي تحتاج إلى استراتيجية وصبر وكسب ثقة المستثمرين حتى تتحول إلى شركات مربحة.
أغلب رواد الأعمال في المنطقة ينجحون في بناء شركات ناشئة مشهورة وذات شعبية كبيرة ومتنامية ويتوسعون بسرعة ويقدمون منتجات وخدمات عالية التنافس. لكنهم في المقابل يفشلون على المستوى المادي ولا يستطيعون التقليل من الخسائر والتخلص منها والتحول إلى شركات ناشئة مربحة.
تحصل هذه الشركات في جولات الاستثمار والتمويل على مبالغ طائلة للاستمرار في تشغيل أعمالها وتمويل عملياتها، ولم نسمع بأحدها تنضم إلى البورصة في الإمارات أو بورصات أخرى في المنطقة للحصول على التمويل والرغبة القوية في الاستمرار كشركات محلية قادرة على النجاح في النهاية.
هذه هي أبرز الأسباب التي تجعل الشركات العربية تفشل في الصمود أمام استحواذ الشركات العالمية، بالطبع بناء شركات ناشئة عربية وتزايد عددها ونجاحاتها هو أمر مفرح، لكن المحزن أنها تتحول في النهاية إلى شركات تابعة للعلامات التجارية العالمية.