كيف تحول هنري سي من بائع متجول لواحد من أغنى رجال أعمال الفلبين؟
من متجر صغير لبيع الثياب الشعبية بدأ الملياردير الفلبيني هنري سي حياته المهنية ومن ثم أصبح بائعاً للأحذية إلى أن انتهى به المطاف كمؤسس ومالك لإمبراطورية برايمي هولدينغز للبيع بالتجزئة التي وضعت اسمه في مكانة متقدمة بقوائم أثرياء العالم عموما وواحد من أغنى رجال الأعمال في الفلبين خصوصا.
على عكس المتوقع.. لماذا يبهرنا القادة الذي يركزون على السلبيات؟
النشأة
ولد هنري سي بمدينة جينجيانغ فوجيان إحدى المقاطعات الصينية في 25 أكتوبر 1924 لأسرة فقيرة في قرية آنخويه أكمل تعليمه الثانوي في مدرسة تشيانغ كاي شيك، وحصل على درجة البكالوريوس في جامعة الشرق الأقصى في عام 1950. ثم انتقل إلى الفلبين بسبب عمل والده.
بدأ سي حياته عاملا في متجر والده لبيع الثياب الشعبية "الساري" لكنه فوجئ ذات يوم في عام 1946 بألسنة النيران تتصاعد من متجره وتلتهم كل شيء بناه بجوار والده الذي قرر أن يعود أدراجه إلى البلد الأم وأصبح "سي" بائعًا متجولًا كي يتمكن من إعالة نفسه.
وقد ساهم هذا العمل في إيقاظ رائد الأعمال بداخله، فبدأ بوضع استراتيجيات لتعظيم الدخل، وطور عدداً من المنتجات التي يعرضها للبيع، وبدأ أعماله الخاصة ببيع الأحذية الرخيصة المصنعة في ماريكينا.
شو مارت
وفي عام 1949 تمكن من اقتراض الأموال من أحد المصارف الصينية واستخدمه في تعزيز تجارته إذ أسس متجرًا في مانيلا تحت العلامة "شو مارت"، والذي نمت مبيعاته سريعًا وتوسعت أعماله بقوة، حتى تحول إلى سلسلة مراكز تجارية متكاملة متعددة الأقسام، وتم تغيير الاسم إلى "إس إم"، واليوم تمتلك 43 مركزًا مثله في الفلبين والصين.
رجل الإدارة
وتتويجا لجهوده وإنجازاته الكبيرة في مجال الأعمال وإضافاته للاقتصاد الفلبيني، حصل "سي" على جائزة رجل الإدارة لعام 1999 من نادي "ماكاتي" للأعمال، والدكتوراه الفخرية في إدارة الأعمال، وصنفته وسائل الإعلام كأحد رموز الأعمال الخيرية.
العمل المصرفي
اتجه هنري للعمل في القطاع المصرفي وقد ساعد على إعادة تنظيم وتعزيز المؤسسات المصرفية وخاصةً مصرف بانكو دي أورو، أصبح هنري سي حالياً يمتلك مصرف الصين، وفي عام 2006 قام بشراء بنك "PCI" وفي عام 2007 قام بدمجه مع بانكو دي أورو.
يتولى "سي" حاليًا منصب رئيس مجلس الإدارة الشرفي لـ"إس إم إنفستمنتس"، والتي تعد إحدى أكبر مجموعات الأعمال في الفلبين، إذ حققت إيرادات سنوية قدرها 6.7 مليار دولار عام 2016، وتصل قيمتها السوقية لأكثر من 21 مليار دولار.
كما تصدر "سي" قائمة "فوربس" لأغنى الرجال في الفلبين طيلة 11 عامًا، وقُدرت ثروته الصافية بنحو 20 مليار دولار في 2018 مقارنة بـ2.7 مليار دولار فقط في 2009.