لرواد الأعمال.. توقف عن إهدار المال على بناء فريق العمل
بناء فرق العمل هو مصطلح يستخدم لوصف مختلف النشاطات التي يتم اللجوء لها من أجل تحسين العلاقات الاجتماعية بين أعضاء الفريق كما أنها تحدد دور كل شخص من الأشخاص داخل الفريق عبر جعل الأعضاء يقومون بمهام ما تتطلب التعاون أو التنافس.
وتعتمد بعض الشركات نظام المقاربة أو «النشاطات» التي لا علاقة لها بالعمل، مثل تنظيم حدث ما أو التخطيط لمسابقة من نوع ما تتضمن انخراط أعضاء الفريق في مهام تتطلب التعاون.
إليكم هذه النصيحة من "كارلوس فالديس دبينا" الذي أمضى أكثر من ٢٥ عاماً في مجال الأبحاث والتطبيق في مجال فعالية فرق العمل «غالبية المقاربات المعتمدة في الشركات لبناء فرق العمل هي مضيعة للوقت والمال»؛ مؤكدًا أن اختيار الأشخاص المناسبين للعمل ضمن الفريق ليس بالأمر الصعب، فالاختيار يتم وفق المهارات وفق ما تحتاج إليه الشركة، ولكن الجزئية الصعبة هي جعل هذا الفريق يعمل وبتناغم كليا مع بعضه البعض، وهذا هو التحدي هو الذي يستنزف الموارد والوقت.
كارلوس فالديس دبينا الذي قدم لنا هذه النصيحة عمل لأكثر من ١٧ عاماً في شركة "مارس"، وهو يروي لنا تجربته مع تخطيط الشركة لحدث ما من اجل تقوية الروابط بين فرق العمل خصوصاً بين المديرين.. حيث قامت الشركة بإستئجار أوركسترا من اجل تعليم القادة آلية العمل معاً. بطبيعة الحال التجربة هذه كلفت الكثير من المال ولم تحقق النتائج المطلوبة.
التقنيات التي تعتمدها الشركات من أجل بناء فرق العمل قد تؤدي وعلى المدى القصير الى تعزيز الروابط، وذلك لان الأشخاص ضمن الفريق خلال «التنافس» يملكون مشاعر متشابهة وبالتالي يشعرون بأن ما يجمعهم ببعض البعض أقوى من المراحل السابقة. ولكن هذا التأثير مؤقت لانه يرتبط بحدث ما ترفيهي الى حد ما وبالتالي هذه المشاعر لا يمكنه أن تصمد امام الضغوطات اليومية المرتبطة بمتطلبات العمل.
في العام ٢٠١١ تم إجراء دراسة شاملة حول الآلية التي يمكن اللجوء اليها من أجل زيادة فعالية فرق العمل من دون اللجوء الى تنظيم الاحداث التي تحتاج الى ميزانية ضخمة. النتائج أظهرت بأن السر هو ما يظنه الجميع بأنه مقاربة خاطئة، بناء الفريق الذي يملك روابط قوية ويمكنه التعاون بشكل مثالي لا يبدأ بالعلاقة والثقة، بل يبدأ بالتركيز على المحفزات الفردية.
الدراسة التي شملت تحليل معلومات عن ١٢٥ فريق عمل، وتضمنت المقابلات وإستطلاعات الرأي مع مئات الموظفين، شملت نقاط مثل، حجم وضوح فرق العمل حول أولوياتها، أهداف كل فرد داخل فريق العمل وأهداف الآخرين ضمن الفريق نفسه، وما الذي يجعلهم يشعرون بالثقة وما الذي يجعلهم يشعرون بالتوتر والقلق. رغم أن الإجابات إختلفت ولكنها تشابهت الى حد كبير وهي إختصرت مشاعر موحدة وهي أن أي عضو في الفريق يكن الإعجاب لزملائه وهو يدرك بان عليهم التعاون بشكل أكبر.. ولكنهم لا يقومون بذلك.
إستطلاعات الرأي كشفت بأن أعضاء فرق العمل يشعرون بالوضوح حول أهدافهم، وأنهم يشعرون بالمسؤولية والإنتماء الى العمل الذي يتم تكليفه به. وبعد تحليل معمق واكبر للمعلومات تبين بأن نقاط القوة هي «العمل» و«النتائج».. أي باختصار هي أن أي عضو من أي فريق عمل يقوم بما هو مطلوب منه ويحب تولي المهام التي تبرز اسمه. في هذه الحالات يمكن للفرد أن يبرع فيما يقوم به من دون أي تعاون من أي نوع كان.. وعندما كانوا يقومون بتسليم مشاريعهم أو المهام التي يعملون عليها، قلة التعاون تلك، التي أدت الى نتائج جيدة كان يتم تقديرها من قبل المدير وذلك لأن ما يكترث له المدير هو النتائج.
الفشل في التعاون هو نتيجة مباشرة «للبراعة»
الواقع هو أن فشل أعضاء فرق العمل بالتعاون كان نتيجة مباشرة لقدرتهم على ولقيامهم بعملهم بشكل مثالي وبسبب دعم الإدارة لتلك البراعة التي تمكنهم من القيام بالعمل الذي تم توظيفهم من اجل القيام به. على الضفة الاخرى، التعاون كان هدفاً «مثالياً» غامضاً حيث لا قواعد ولا قوانين كما أن المفهوم العام عنه هو أنه «فوضوي» لانه يجعل من الصعوبة بمكان على الإدراة تحديد هوية «العضو» الافضل وبالتالي لمن يجب ان تذهب المكافأة.
بناء فرق العمل وتدميرها.. الإدارة هي الملامة
كما قلنا، المقاربات التي تعتمدها الإدارة من خلال تقدير الجهود الفردية هي التي تجعل مبدأ بناء فرق العمل صعب المنال. وذلك لأنها تشجع على عدم التعاون من خلال تقديم الدعم لكل من يبرع سواء كان متعاوناً مع زملائه أم لا يكن. ثم تنفق الكثير من المال من أجل خلق الروابط التي لم تكن واضحة بشأنها منذ البداية.
يمكن للشركات خلق إطار عمل تستطيع من خلاله تعزيز التعاون وبالتالي بناء فرق العمل من دون ان تناقض نفسها في المقاربات المكلفة مادياً.
البداية وبكل بساطة هي السماح للعاملين ضمن الفريق الواحد باكتشاف تأثير التعاون على النتائج بشكل إيجابي.
ولكن ما هو مطلوب من الشركة هو رسم خارطة طريق تؤدي الى ذلك. هناك بعض المشاريع التي تحتاج لان يتعامل معها فرد واحد من واحد وهناك مشاريع تحتاج الى التعاون . الشركات عليها أن تميز بين النوعين وأن تكون واضحة تماماً حول هوية المشاريع وما تحتاج اليه . وعليه حين تقوم بتكليف فريق عمل ما بمشروع يتطلب عملاً جماعياً فهي ستجعل النتائج مسؤولية الجميع.. وهكذا سيتعلم الفريق إيجاد القنوات المناسبة للتعاون ولتقديم أفضل نتائج ممكنة.
هذه المقاربات تؤسس الى تعاون طويل الأمد، وعوض إنفاق المال وإضاعة الوقت على نشاطات بناء الفرق، يمكن لكل شركة وضع الخطة الخاصة بها التي تؤسس لمبادئ تحدد أسس بناء الفرق والتعاون.
كيف تحول هذا الرجل من أغنى رجال البرازيل إلى سجين وديونه مليار دولار؟
المصدر: ١