ما الذي يمكن توقعه للذكاء الإصطناعي عام ٢٠١٩ ؟
الذكاء الإصطناعي في كل مكان هذه الأيام، والحديث عنه في تزايد مستمر. كل الشركات الكبرى تستثمر وبشكل كبير في التكنولوجيا مثل أمازون وفيسبوك ومايكروسوفت وغوغل. ولكن الذكاء الإصطناعي ليس فقط للشركات الكبرى، فالتكنولوجيا متاحة للجميع والإستثمار فيها بات أسهل وأقل تكلفة من ذي قبل. حالياً الذكاء الإصطناعي بات متاحاً بشكل أكبر من خلال خوارزميات المصدر المفتوح، ومن خلال الهاردوير المتخصص. غوغل ترانسفير فلو أصدر برنامجاً مفتوح المصدر يمكن أي شخص من تعلم خوارزميات الذكاء الاصطناعي والبناء عليها. كما أن أبل وغوغل وتسيلا ونيفيدا وفرت هاردوير متخصص بالذكاء الإصطناعي ما يزيد الاداء الخاص بهذا الذكاء بشكل كبير.
ومع كل هذه التسهيلات التطورات، ما الذي يمكن توقعه للذكاء الإصطناعي في العام ٢٠١٩ ؟
الرجل الثاني.. سلاح أي مدير تنفيذي لمواجهة المشاكل وتحقيق النجاح المنشود
تغلغل الذكاء الإصطناعي في الشركات
في العام ٢٠١٨ بدأت الشركات تدرك حقائق الذكاء الإصطناعي وما الذي يمكنه فعله وما الذي لا يمكنه فعله. وبعد إمضاء السنوات الماضية بتحضير أنفسهم من خلال الدراسة والتجربة وتحضير المعلومات ومعرفة في أي مجالات يمكن للذكاء الإصطناعي أن يؤدي الى نتائج سريعة وممتازة وفي أي مجالات يفشل في تحقيق اي تقدم يذكر.. الشركات في العام ٢٠١٩ مستعدة تماماً الى الانتقال الى الخطوة التالية وهي تبني المفهوم بشكل كلي.
في الخدمات المالية، الذكاء الإصطناعي متغلغل منذ مدة طويلة والعام ٢٠١٨ شهد على الكثير من التطور وفي العام ٢٠١٩ سيفرض سيطرته بشكل اكبر. الشركات التي تعمل في مجال المبيعات باتت تدرك أهمية الذكاء الإصطناعي ليس فقط من اجل تحليل سلوك الزبائن ولكن من أجل تسهيل عمليات البيع والشراء وهي حالياً تملك برامجها الخاصة التي تعمل على تطويرها. وكذلك الامر بالنسبة للمجالات الصناعية التي تعتمد أكثر من غيرها على التكنولوجيا التنبؤية القائمة على كل المعلومات الخاصة بها وتجاربها السابقة.
الذكاء الإصطناعي سيطال قسم الموارد البشرية في كل الشركات وبشكل كبير بحيث سيساعد على أتخاذ القرارات سواء في التوظيف أو الطرد. حتى في مجالات الإدارة الذكاء الإصطناعي يتم إستغلاله بشكل كبير من أجل العثور على الحلول. الشركات في العام ٢٠١٩ ستعتمد على الذكاء الإصطناعي من أجل زيادة الارباح، تحسين مستوى الخدمات، زيادة نسبة التفاعل مع الزبائن وإتخاذ قرارات أفضل.
الفيديو والذكاء الإصطناعي والصوت
الصوت هو الذي سيهمن على التواصل في عالم الأعمال، وقد شهدنا خلال الفترة الماضية طفرة في التطبيقات والبرامج التي تدمج بين الصوت والذكاء الإصطناعي من أجل تحسين التفاعل، المبيعات وخدمات الزبائن. في العالم ٢٠١٩ سنشهد على تطبيقات جديدة ستمكن الشركات من إستخدام الصوت، الذكاء الإصطناعي والفيديو من أجل تحليل المضمون، تحليل التصرفات والأفعال غير اللفظية، والحصول وبشكل فوري على كل المعلومات والداتا.
مميزات الذكاء الإصطناعي ستحسن نوعية الإجتماعات
في العام ٢٠١٩ الإجتماعات عبر الفيديو ستكون الأكثر إعتماداً والسبب هو أن البرامج والتطبيقات التي يتم الاعتماد عليها والقائمة على الذكاء الإصطناعي باتت تتضمن مميزات تحسن نوعية الإجتماعات بشكل كبير كما أنها تحسن الإنتاجية بشكل هائل. مثلاً ميزة تحويل الصوت الى نصوص، توفر الكثير من الوقت والجهد، فلا داع لا لكتابة الملاحظات ولا لجعل شخص ما يسجل ما يحدث في الاجتماعات فالبرامج المدعومة بالذكاء الإصطناعي ستحول كل ما يحدث داخل الإجتماع الى نصوص. من المميزات الاخرى ، المساعد الشخصي الإفتراضي، نظام التعرف على الصوت والذي يوفر مباشرة معلومات مرتبطة بالشخص وغيرها من المميزات التي من شأنها أن تجعل الإجتماعات عبر الفيديو المدعومة بالذكاء الإصطناعي أفضل بكثير وأكثر انتاجية وفعالية من الإجتماعات وجهاً لوجه.
الثقة ستتضاعف بالذكاء الإصطناعي
في البداية وعندما تم الحديث عن الذكاء الإصطناعي الكل تخوف منه ومن الفكرة التي تقف خلفه والمدى الذي يمكنه ان يصل اليه. ولكن مع الفهم الأكبر لآلية عمله بات هناك ثقة أكبر به . البعض يشبه العلاقة في العام ٢٠١٩ بين البشر والذكاء الإصطناعي بالعلاقة مع الطبيب. فالمريض لا يطلب من طبيبه كل المعلومات التي استند اليها من اجل تشخيص حالته، بل هو يقبل التشخيص لانه يثق بطبيبه لانه خبير في مجاله. وكذلك الحال بالنسبة للذكاء الإصطناعي الذي تجاوزت قدراته خلال الفترة الماضية قدرات البشر، وفي العام ٢٠١٩ سنتقبل ذلك وسنبدأ بالوثوق بشكل أكبر بالتحليلات و«التشخصيات» التي يقدمها.
الذكاء الإصطناعي سيخلق فرص عمل
بطبيعة الحال هناك بعض الوظائف التي لن يكون بإمكان البشر القيام بها لان الذكاء الإصطناعي سيقوم بها بوقت أقصر وبفعالية ودقة أكبر. العام ٢٠١٨ لم يكن سهلاً وفي العام ٢٠١٩ سنستمر برؤية البشر يخسرون وظائفهم لصالح الالة، ولكن الخبراء يتوقعون الى أنه ومع الربع الاخير من العام ٢٠١٩ فإن الذكاء الإصطناعي سيبدأ بخلق فرص عمل جديدة للبشر.
ففي الوقت الذي سيتم خسارة ١،٨ مليون وظيفة بسبب المكننة خصوصاً في مجالات الصناعة، فان ٢،٣ مليون وظيفة سيتم إستحداثها. وهذه الوظائف ستكون بشكل عام في القطاعات الصحية، التعليم، والقطاعات العامة.