عُذرا.. لكن تقنيات الذكاء الاصطناعي أغبى مما تعتقدون
يتزايد الاهتمام بـالذكاء الاصطناعي كلما مر الوقت ومع زيادة التنافسية بين الشركات والمؤسسات ورغبة كل منها في التفوق على الآخرى، وفي الأونة الأخيرة أعلنت الحكومة الألمانية عن خطتها باستثمار 3 مليار يورو للبحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي، كذلك تنفق الشركات مليارات الدولارات للحصول على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي.
إلا أن مليارات الدولارات التي تنفقها الشركات والمؤسسات على البحوث والاستثمارات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي لم تؤتي ثمارها حتى الآن، وأثبتت الدراسات التي أُجريت مؤخرًا أن هذه المبالغ الطائلة لم تُثمر عن أي شيء سوى إحداث ضجة تسويقية ولكنها لم تساعد على تطوير أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي.
ووجدت أبحاث ودراسات أن ما يجرى ترويجه عن تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي ما هو إلا خدع تسويقية تقوم بها الشركات التكنولوجية من أجل جني مبالغ طائلة، لأن هذه الأدوات والتقنيات غير قادرة على فعل أي شيء بمفردها، وربما تقع المؤسسات التي تعتمد عليها فقط بعد الاستغناء عن العنصر البشري أنها وقعت في مشاكل كبيرة.
بلغ 81 مليار ريال.. كيف ارتفع حجم إنفاق المستهلكين في السعودية 4.8 % خلال أكتوبر الماضي؟
لماذا وقعنا في غرام الذكاء الاصطناعي؟
وربما يكون أحد أسباب افتنانا بالذكاء الاصطناعي هو تفكيرنا بأننا سوف نملك آلات قادرة على القيام بالأعمال التي يقوم بها الإنسان حاليًا، دون اقتراف أي أخطاء، علاوة على أن هذه الآلات ليس لديها مشاعر وخالية من العيوب لذا ستتمكن من النجاح في تحقيق ما فشل فيه البشر، ما جعل بعض الشركات تفكر في استبدال أطقم موظفيها بالآلات.
ومن المفهوم سبب حب الناس للربط بين فكرة الذكاء والتشغيل التلقائي، لاسيما وأن التشغيل التلقائي يدور حول فكرة استبدال العنصر البشري بالآلات، ولكن في حقيقة الأمر فإن الأمرين منفصلين عن بعضهما تمامًا، فالتشغيل التلقائي عبارة عن عملية يجري فيها تنفيذ العمليات بشكل تلقائي ومتكرر لا يتطلب أي ذكاء، أما الذكاء فيتمثل في الاستجابة للبيئة والتعامل مع أي كافة الظروف، ما يؤكد أن الانسان الآلي أو غيره من أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي أكثر غباءًا مما يعتقد كثيرون.
ومع ذلك، تبقى هذه الأدوات مفيدة جدًا وضرورية وتساعد على زيادة الإنتاجية وتجعلنا نعيش حياة أفضل وبطريقة مريحة، بالإضافة إلى كونها هامة جدًا في بعض الصناعات مثل النقل، والطعام والكيماويات والطاقة.
هناك الكثير من الشركات التي تستمر مبالغ كبيرة من أجل استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير خدماتها وإرضاء عملائها، ما جعلها تستبدل العنصر البشري بتطبيقات إلكترونية قادرة على محاكاة السلوك البشري من أجل الرد على العملاء والمستخدمين أسرع، والتفاعل معهم بطريقة أفضل.
والمثير للدهشة هنا هو أنه حتى أكثر البرامج والتقنيات حداثة ليس بالذكاء الذي نعتقده، فهو قادر على الحفاظ على التوازن وتنفيذ المهام بطريقة رائعة، ولكنه عاجز عن فعل أي شيء من تلقاء نفسه، أو التأقلم مع المواقف.
إلى أين يقودنا ذلك؟
من الضروري هنا أن تتوقف كل من الشركات والمستثمرين عن الانبهار بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وعليهم التأكد من أن الذكاء والذكاء الاصطناعي يختلفان عن بعضهما البعض تمامًا، وأن الانسان الآلي أو غيره من تطبيقات الذكاء الاصطناعي قادرة على تنفيذ المهام بطريقة أفضل وأسرع ولكنها في الوقت نفسه عاجزة عن التفكير، أو التكيف مع الظروف البيئة المختلفة، ولا تستطيع التعامل مع المشاكل أو المفاجأت، لذا لا غنى عن العنصر البشري.