"الذكاء الاصطناعي والاقتصاد العالمي".. 6 تريليونات دولار سنوياً وأكثر!
أدار مدير "معهد ماكنزي" العالمي الشريك الرئيس لشركة "ماكنزي آند كومباني" جوناثان فوتسيل، حلقة نقاش أثناء الجلسة الافتتاحية في معرض "جيتكس" حول الذكاء الاصطناعي.
وتحدث فوتسيل عن الموجة المرتقبة والوشيكة من التغيير الرقمي وضرورة أن تستعد الشركات لها وقال "لقد بدأنا نلمس فوائد حقيقية اكتسبتها معظم الشركات التي تبنتها في وقت مبكر". وكشف أن هذا الجيل من الذكاء الاصطناعي يمكن أن "يولّد قيمة تصل إلى 6 تريليونات دولار سنوياً في الاقتصاد العالمي، سواء في قطاعات التجزئة أو الصناعة أو النقل أو الصيدلة، إذ سيحصل تغيير جذري للوظائف مثل إدارة خدمة العملاء والمبيعات والتسويق والأخطار من خلال هذه التقنيات".
وتحدّث الشريك المساعد في "ماكنزي الشرق الأوسط" عبد القادر لمع، في كلمة رئيسية خلال "جيتكس" عن التقرير الصادر مؤخراً عن "معهد ماكنزي العالمي" والمتعلّق بالمدن الذكية، طارحاً أمثلة عملية حول دور تكنولوجيا المدينة الذكية، "في تطوير المجتمع وزيادة جودة الحياة عموماً".
وأوضح أن التطبيقات الذكية "يمكنها إنقاذ حياة 30 إلى 300 شخص سنوياً في مدينة يبلغ عدد سكانها 5 ملايين نسمة". و وفقاً للمع يمكن أن "يصل أول المستجيبين إلى أماكن الطوارئ بسرعة أكبر في وقت يتراوح بين دقيقتين و17 دقيقة بحسب نقطة الانطلاق". ولم يغفل أيضاً "إمكان خفض أوقات التنقلات اليومية 30 دقيقة".
وأشار لمع إلى ما ورد في تقرير "معهد ماكنزي العالمي" حول المدن الذكية، معتبراً أن الحلول الذكية "تغيّر اقتصادات البنية التحتية، وتساعد الحكومات المحلية على إعادة التفكير في تقديم الخدمات". ومع ذلك، قال "لن تتحقق القيمة الحقيقية إلا إذا تبنى الناس الخدمات الذكية". وأكد أن "الموجة المقبلة من جهود المدينة الذكية، تحتاج إلى التركيز على الأفراد وليس على التكنولوجيا".
وأعلن أن على قادة المدن الذكية "التركيز بشكل إضافي على الفئات والأحياء الأقل حظاً لضمان تنمية عادلة وشاملة". وشدد على ضرورة أن "تُستخدم التكنولوجيا لبناء مجتمعات وإعطاء السكان صوتاً أعلى في بناء الأماكن التي يعيشون فيها".
SheInnovates#: (هي تبتكر) حضّ السيدات على العمل في مجال التكنولوجيا
وفي حلقة نقاش بعنوان "صف 2040 : #SheInnovates": تحدثّت الشريك المساعد في "ماكنزي الشرق الأوسط" ديزيريه الشبير، عن القيمة التي يتيحها التنوع في الشركات والاقتصاد، والتمثيل الحالي للنساء في قطاعات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وسبل تعزيز مشاركة الإناث.
وأعلنت الشبير أن الأبحاث تظهر أن "الفِرَق المتنوعة هي أكثر إبداعاً وابتكاراً، وتضيف قيمة كبيرة إلى العناصر الأساسية". ولفتت إلى أرقام بيّنت أن "الشركات التي أسّستها أنثى، تحقق أداء أفضل بنسبة 63 في المئة من المنافسين الذكور". وعزت ذلك جزئياً الى "صعوبة تواجه الفِرَق المكوّنة فقط من الذكور، في إبراز القيمة في مجال المنتجات الموجهة للسيدات أو تصميمها".
وكشفت عن أن "الذكاء الاصطناعي قادر لوحده على توليد ما بين 10 تريليونات دولار و15 تريليوناً سنوياً على الصعيد العالمي". ومع ذلك، اعتبرت أن "الإناث يشكلّن 14 في المئة فقط من المتخصصين في الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، ما يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى تحيز كبير في تصميم التكنولوجيا ذاتها، وإلى توجّهات خاطئة".
وأبدت الشبير خشيتها من أن "يصبح تمثيل النساء أقل بشكل ملحوظ، مع زيادة الطلب على مهارات تكنولوجيا المعلومات والبرمجة بنسبة تصل إلى 90 في المئة خلال السنوات الـ 15 المقبلة". ولاحظت أن المشكلة "تبدأ في وقت مبكر في المدارس، إذ على سبيل المثال تبدي 32 في المئة فقط من الفتيات في الولايات المتحدة اهتماماً بالكمبيوتر مقارنة بـ 74 في المئة من الفتيان". وأشارت إلى أن "نسبة الخريجات في علم الكمبيوتر في الجامعات، تصل الى 18 في المئة فقط".
وفي مناصب التنفيذيين التقنيين، لاحظت الشبير "وجود 11 في المئة من السيدات، ثلثهن فقط في مناصب تنفيذية وفي الإدارة العليا".
ولإطلاق هذه الفرص، أكدت الشبير "حاجة الشركات إلى الترويج لنماذج نسائية تعزيز الحضور القيادي، لاستهداف السيدات واستبقائهن في شكل أفضل، ورعايتهن في مجال القيادة في قطاع التكنولوجيا".
المدن الذكية محور نقاش "ماكنزي" مع قادة القطاعات
"المدن الذكية: حلول رقمية لمستقبل أكثر ملاءمة للعيش، كيفية تحسين المدن الذكية لنوعية حياة السكان"، هو عنوان طاولة مستديرة نظمتها "ماكنزي" على هامش المعرض، بالتعاون مع "جيتكس". وتحدّثت خلال اللقاء شخصيات بارزة منها وزير السياسة الرقمية والإدارة العامة في حكومة كاتالونيا جوردي بوينريو.
وقدّم فوتسيل النتائج الرئيسية لتقرير المدن الذكية الصادر عن "معهد ماكنزي العالمي"، مركّزاً على أحد مواضيع التقرير المتعلق بالتعاون الضروري بين القطاعين العام والخاص، لتقديم هذه التقنيات بفعالية، لا سيما عندما يتصل الأمر بالخدمات العامة.
وقال فوتسيل خلال اللقاء، "يمكن للمدن استخدام مجموعة من التطبيقات الذكية لخفض الانبعاثات بنسبة تتراوح بين 10 و15 في المئة، والحد من النفايات الصلبة غير المُعاد تدويرها بكميات تتراوح بين 30 كيلوغراماً و 130 للشخص الواحد سنوياً، والحد من الآثار الصحية السلبية الناجمة عن تلوث الهواء بنسبة 8 الى 15 في المئة".
وخلُص فوتسيل، إلى أن "لدى كل مدينة حاجات ومحركات فريدة"، مؤكداً "القدرة على تحقيق نتائج أفضل، حتى في أكثر المدن المتقدمة والمتكاملة تكنولوجياً".
كاتالونيا الأولى أوروبياً
وعرض جوردي بوينيرو تحوّل كاتالونيا إلى المدينة الأولى في أوروبا التي تنفّذ استراتيجية المنطقة الذكية، معتبراً أن "عوامل النجاح الخمسة لتحدي الثورة الرقمية، تتمثل بالقيادة والبيئة الودية وتعزيز المواهب المحلية، فضلاً عن إرساء العلامة والمكاسب السريعة التي تبرز المحاسبة". وشدد على أن "القيادة هي العامل أكثر أهمية، إذ يستحيل تعزيز أمة رقمية تضم مواطنين رقميين، من دون الإرادة السياسية للابتكار وإدخال الحلول الرقمية".
يُذكر أن مركز دبي التجاري العالمي استضاف "أسبوع جيتكس للتقنية" على مدى أربعة أيام واختتم فعالياته أمس، وأغناه المتحدثون من "ماكنزي" بخبرتهم في مجال الذكاء الاصطناعي والمدن الذكية، وأفضل الممارسات لضمان الشمولية للفتيات والشابات في مجال التعليم.