كلاهما في وضع سيء.. المشكلة المشتركة في أسلوب إيلون ماسك ومارك زوكربيرغ
الأشهر الفائتة كانت حافلة لكل من إيلون ماسك ومارك زوكربيرغ. الأول وبعد فترة طويلة من المواجهات مع كل الجبهات قام بخطوة خاطئة أطاحت به من رئاسة شركة تسلا. أما الثاني والذي واجه فضيحة كبيرة تتعلق بالمشاركة غير المشروعة لمعلومات المستخدمين ونشر الاخبار الكاذبة فهناك محاولة جديدة لعزله.
اقتراح عزل مارك زوكربيرغ طرح عام ٢٠١٧ من قبل المساهمين ولكنه فشل وذلك لانه حصته المسيطرة تجعل قرارات المساهمين غير الممثلين في مجلس الإدارة رمزية.
مؤخراً تم إعادة طرح الاقتراح من قبل أربعة صناديق أميركية تملك أسهماً في فيسبوك وسيناقش الإقتراح في الجمعية العمومية التي ستعقد في مايو/ أيار من العام ٢٠١٩.
ورغم أن المشاكل تختلف بشكل كلي بينهما ولكنهما يعانيان من مشكلة مشتركة في أسلوب إدارة أعمالهما وربما هذه المشكلة قد توضح الخلل الذي جعل الأول يصبح في موقف لا يحسد عليه والثاني يتجه ليكون في الموقف نفسه.
للحفاظ على نجاحك طويلًا.. الملياردير "ستيف كيس" يقدم لك خلاصة صمود تفوقه
مشكلة ماسك وزوكربيرغ المشتركة
كلاهما مهووس بالسيطرة.. ماسك و زوكربيرغ يتشاركان برغبة بالسيطرة على كل شيء داخل الشركة. ورغم أن زوكربيرغ يظهر للعالم بأنه «رجل الشعب» ولكن حين يتعلق الأمر بالأعمال فهو بارع جداً في التكتيك «الحربي» وقد قام ولسنوات طويلة بإبعاد أي تهديد محتمل والقضاء عليه سواء من المنافسين أو من الذين يعملون داخل الشركة.
زوكربيرغ ومنذ سنوات يقوم وبدقة بالغة ببناء شبكة من الاتباع المخلصين له الذين لا يناقشون أوامره. الأشخاص هؤلاء الذين يملكون الإخلاص المطلق له هم في مناصب أساسية وحساسة داخل الشركة لانه هو حرص على أن تتم ترقيتهم. أما الذين لا يطيعون أوامر زوكربيرغ أو لا يوافقون على رؤيته أو يسيرون معه في مشاريعه يتم إستبعادهم.
أحدث مثال على ذلك هو ما حدث في إنستغرام. مؤسسا التطبيق كيفين سيستروم ومايك كريغر وذلك بعد أشهر قليلة من إستقالة جام كوم وبراين اكتون وهم مؤسسي واتساب.
بعد إستقالة مؤسسي إنستغرام تم الإعلان بأن أدم موسيري هو الرئيس الجديد لإنستغرام. وأي شخص يقرأ بين السطور سيجد بإن الإستقالة لم تكن بسبب «الرغبة بالعمل على مشروع جديد» كما تم الإعلان عنه بل لأن سيستروم وكريغر إكتفيا من سيطرة زوكربيرغ المتزايدة على كل منتج خاص بالشركة. أدم موسيري ورغم أنه له إنجازته الكبيرة بحكم أنه كان المسؤول عن «النيوز فيد» والذي هو الاهم في فيسبوك ولكنه أيضاً من المقربين جداً من مارك زوكربيرغ.
زوكربيرغ وضع تنفيذياً كرئيس لشركة يتعامل معها وكأنها فرع من فروع فيسبوك وليس كشركة مستقلة وبالتالي الهم الأساسي كان هو أن تكون إدارة هذا الفرع من قبل شخص لا يملك عادة السلطة والسيطرة التي يملكها المؤسسيين.
المقاربة نفسها إعتمدها ماسك الذي يملك سلطة مركزية في تسلا. فمجلس الإدارة عبارة عن أشخاص مخلصين له بالإضافة الى شقيقه، ومجموعة اخرى من الاشخاص الذين هم جزء من سبايس اكس أيضاً. خلال السنوات الماضية رفض ماسك كل طلب بتعيين اعضاء مستقليين ضمن مجلس الإدارة وحتى انه في إحدى المرات طلب من مستثمر «شراء أسهم في فورد ان لم يعجبه الوضع في تسلا».
كيف تصل لأهدافك بأقصر الطرق؟.. الإجابة في معادلة الملياردير الأمريكي "راي داليو"
هوس السيطرة شائع في سيلكون فالي
ذا إيكنوميست وصفت اصحاب الشركات الشباب في سيلكون فالي بالديكتاتوريين المهوسسين بالسيطرة وحتى انها قسمتهم بين مهووسين بالسيطرة وبين المتعصبين للسيطرة.
الفئة الاولى التي تعاني من الهوس بالسيطرة هي التي توحد قوتها المالية مع سلطتها داخل الشركة.. ما يعني عند بيع الحصص أو تراجع تأثير القوة المالية السلطة على الشركة تتراجع. إيلون ماسك مثلاً يملك ٢٠٪ من الحقوق المالية والتصويتية في تسلا.. ولكن هذا كان قبل معاقبته. وهذه النوعية من الإدارة تجعل الشركة عبارة عن «شخص واحد يصعب تخيل الشركة من دونه». ولهذا السبب نجد شركات كبرى مثل أبل ومايكروسوفت قد تخلت عن هذا المبدأ كلياً ولم تعد الشخص مختزلة بصورة شخص واحد.
اما الشركات التي تدار من قبل متعصبين للسيطرة فهو يملكون فئات مزدوجة من الاسهم وعليه حتى ولو تراجع التعرض الإقتصادي فإن قدرتهم على التصويت وعلى فرض سلطتهم لا تتأثر.. وأبرز مثال على ذلك غوغل .
الديكتاتورية لم تعد تجدي نفعاً
المشكلة مع زوكربيرغ وماسك هي أن السيطرة الديكتاتورية لم تعد تجدي نفعاً . فيسبوك يعاني من مشاكل عديدة كالهجمات والاختراقات وغيرها وفي حالة تسلا لا يحتاج الامر الى محلل من الطراز الاول لمعرفة أن مجلس إدارة حازم كان بإمكانه تجنيب الشركة وماسك شخصياً كل هذه المشاكل.
أي شخص في أي بيئة عمل يعاني من هوس السيطرة يمكنه أن يحول حياة الجميع الى جحيم، فكيف هو الامر ان كان هذا الشخص هو رأس الهرم.
المهووس بالسيطرة هو الشخص الذي يأتي اولاً الى مكان العمل والذي يغادر اخر شخص، هو الذي يحاول جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات وبالتالي بالسيطرة على كل موقف ممكن وعلى كل تفصيل ممكن. مسك مثلاً كان ينهك نفسه بتفاصيل عملية التصنيع في معامل تسلا.
مارك زوكربيرغ يملك عقلية مماثلة ولكنه لم يتأثر صحياً ونفسياً، بعد، كما حصل مع ماسك ولم يعانى من إنهيار نفسي علني.
كلاهما يرفض منح السلطة «الضرورية» للموظفين، فالعودة إليهما ضرورية ولهذا السبب نجد ان العقول « المبتكرة» تغادر واحداً تلو الاخر فهما لا يمكنها التفويض لان في عقلهما يصدقان بانهما الأفضل من دونهما لا يمكن لشيء أي يسير على خير ما يرام.
مؤلف "كيف تكون ثريًا؟" يخبرك بالسر.. أسوأ قرار مالي اتخذه المليونير ديفيد باخ في حياته