كيف تقود فريقك المتعدد الجنسيات بنجاح؟
للنجاح في عالم الأعمال في العصر الراهن فإن الشركات تدرك بإن إعتمادها يجب أن يكون على التنوع في شركاتها. وحتى ولو لم تكن الشركات تؤمن بهذه النظرية، فعصر العولمة وظهور الشركات المتعددة الجنسيات فإن فرق العمل المتعددة الجنسيات ضرورية. الفرق المتعددة الجنسيات هي مصدر قوة للشركات لانها عبارة عن تجمع لخبرات ووجهات نظر مختلفة، ومعرفة دقيقة بتفاصيل سوق هذا البلد أو ذاك. ولكن مع الفائدة الكبيرة تأتي التحديات، فكل شخص ضمن هذا الفريق يأتي من بيئة مختلفة، وبالتالي عادات وتقاليد وقناعات ومقاربات وحتى أساليب تواصل مختلفة.
الإختلاف هذا يفتح الباب على مصراعيه أمام سوء الفهم بسبب عدم القدرة على التواصل ضمن القنوات الصحيحة، وعليه التعاون سيكون في حده الادنى وقد يتحول في مرحلة ما الى عدم ثقة ما ينعكس سلباً على الأداء وبالتالي على الشركة.
الصعوبات التي تواجه من يدير فريقاً متعدد الجنسيات
يجب التمييز بين حالتين هنا، الحالة الأولى هي فريق متعدد الجنسيات يعمل عن بعد، والفريق المتعدد الجنسيات الذي يعمل في المكان عينه. ومما لا شك فيه أن إدارة فريقاً متعدد الجنسيات عند بعد هو الأكثر صعوبة.
بشكل عام الفريق حتى ولو كان متعدد الجنسيات فهو وحين يعمل في مكان واحد ويتم التواصل بين أعضاء الفريق الواحد بشكل يومي فان الإختلافات الإجتماعية، تصبح أقل كما أن الروابط العاطفية بين أعضاء الفريق يتم تكوينها، كما ان التفاعل ضمن الإطار العام للشركة يجعلهم يعملون كفريق واحد.. ولكن هذه «الرفاهية» غير متوفرة حين يكون الفريق عبارة عن أشخاص موزعين في أماكن مختلفة جغرافياً.
ولكن في كلتي الحالتين سواء كان الفريق المتعدد الجنسيات يعمل عن بعد أو في المكان عينه فإن هناك نقطة غاية في الأهمية تعد من أبرز الصعوبات التي تواجه من يحاول إدارة هكذا فريق. النقطة هذه تتعلق بالأكثرية والأقلية، أي في حال كان هناك غلبة لجنسية معينة فإن إختلال موازين القوى أمر مؤكد.
مثلاً لو افترضنا أن فريق العمل هو عبارة عن ٥ موظفين يحملون الجنسية الألمانية، و٢ يحملون الجنسية الاميركية وشخص يحمل الجنسية الفرنسية. بطبيعة الحال الأقلية ستعتبر أن الأكثرية هي الأقوى، وهذه الفئة الاخيرة ستعتبر أن «الأقلية» لا تساهم بما يكفي في إنجاز الأعمال. في الواقع كلما قل عدد جنسيات محددة ضمن فريق العمل كلما شعر هؤلاء بأنهم «بمفردهم» وأن الحصول على دعم المدير وحمايته ضروري. وهكذا ستجد نفسك أمام «تكتلات» قائمة على الجنسية داخل فريق العمل الواحد.
فكيف يمكن للمدير تجاوز العقبات التي تتعلق بإختلاف العادات والتقاليد والهويات ومفهوم الية التواصل وحتى توزيع القوى وإدارة الفريق المتعدد الجنسيات بنجاح؟
فهم الإختلافات الثقافية
لقيادة فريق متعدد الجنسيات بنجاح على الشخص أن يملك فكرة وافية عن خلفية كل موظف الثقافية. بطبيعة الحال ليس المطلوب التعمق بالموضوع بل معرفة الصورة العامة لان ما هو مقبول مهنياً في بعض المجتمعات مستهجن في مجتمعات اخرى. هذه المعرفة يمكن إكتشافها خلال رحلتك مع الفريق من خلال الإستفسار من العاملين أنفسهم عن هذه النقطة أو تلك. هذه المعرفة يجب نقلها للموظفين الاخرين الذي يحملون جنسيات أخرى، فالشخص يمكنه فهم الاخر بشكل أفضل حين يفهم الخلفية التي ترتبط بالتصرفات وآلية التفكير.
بناء الثقة مع الفريق
النقطة هذه هامة لإدارة أي فريق عمل ولكن أهميتها تصبح مضاعفة عندما تقود فريقاً متعدد الجنسيات. الفريق هنا وبسبب الإختلافات في كل شيء عملياً، وبسبب إختلال موازين القوى التي تحدثنا عنها اعلاه فإن أي موظف يشعر بأن مديره لا يكترث لامره لن يتمكن من الوثوق به وعليه كل شيء سيكون موضع الكثير من الشكوك والتشكيك.
الثقة هذه يمكن الحصول عليها في فريق متعدد الجنسيات من خلال الإعتناء بالموظفين على الصعيدين الشخصي والمهني. السؤال الذي يطرحه هنا أي مدير هو كيف سيجد الوقت للقيام بذلك؟
الامر بسيط، وضع قوانين تتناسب مع طبيعة الفريق ولا تتساهل على الإطلاق مع إنعدام الحساسية الثقافية. كما يجب زرع روح العمل تحت شعارات تتمحور حول فكرة «مختلفون وانما كيان واحد». وطبعاً هناك دائماً الوقت للحديث ربما أسبوعياً مع الفريق بحيث يتشارك كل شخص مع الزملاء تفاصيل أساسية تتعلق بثقافته. وهكذا تكون تنشر الوعي وتظهر لفريقك بأنك تكترث لكل الأعضاء فرداً فرداً.
هوية عامة جامعة
إدارة الفريق المتعدد الجنسيات بنجاح يتمحور حول جعل الفريق المختلف الهويات يمتلك هوية واحدة.. وهذه الهوية هي هوية الشركة. هوية الشركة الجامعة هي العمل من اجل هدف واحد وعليه كمدير عليك توجيه كل الطاقات نحو تحقيق أهداف الشركة. للتخلص من كل الحواجز يمكن وبشكل دوري الإجتماع بالموظفين والحديث عن مكانة كل واحد منهم في الشركة ودوره في نجاحها. ولكن هناك ضرورة ملحة لجلسات تقييم للفريق ككل والتركيز على دوره ككيان واحد يعمل تحت هوية واحدة في تحقيق الأهداف الموضوعة.
الإنتباه للغة المعتمدة للتواصل
بطبيعة الحال في حال كان الفريق المتعددة الجنسيات الذي تقوده كله من العرب فالمشكلة هذه ستكون في حدها الادنى . ولكن إن كنا نتحدث عن فريق يضم جنسيات اجنبية مختلفة فحينها، اللغة المستخدمة ستكون الإنكليزية. وبالتالي سيكون هناك من يجيدها ومن لا يجيدها وهنا أنت امام فئة مهيمنة تشارك وفئة اخرى تسمع وتتفرج. دورك كمدير سيكون التكرار والتبسيط للتأكد من أن الجميع فهم ما يتم الحديث عنه.
ماذا تعرف عن نظرية «التركيز على الفوائد» لزيادة الإنتاجية في العمل؟