لماذا يصعب على الكبار سنًا العثور على وظائف؟
قد يواجة الموظفون الأكبر سنًا صعوبة كبيرة في العثور على وظائف تناسبهم، بعد غيابهم لفترة عن سوق العمل، ولقد وجدت دراسة أُجريت مؤخرًا عن التمييز على أساس السن أن المديرين والمسؤولين عن التوظيف، لا يقومون بتوظيف أشخاص في منتصف العمر أو كبار السن حتى إذا كانت سيرهم الذاتية مبهرة وملفتة للنظر.
أصدر مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في سان فرانسيسكو نتائج الدراسة وهي الأكبر على الإطلاق، والتي أُعدت للكشف عن مشكلة من أكبر المشاكل في سوق العمل، وهي توظيف كبار السن، وما إذا كان المسؤولون مستعدون لتوظيف أشخاص فوق سن الـ49 عامًا، وهذا السؤال مهم وحاسم في سوق العمل، كما أن له تأثير كبير على الاقتصاد العالمي
يتم استبعاد العمال الأكبر سنًا بشكل روتيني حتى في الوظائف التي لا تحتاج إلى مهارات وقدرات خاصة. ووجدت الدراسة أن المسؤولين يعملون على توظيف أكبر عدد من الشباب ومن هم الأصغر سنًا، ثم تقل النسبة بالتدريج فيوظفون كلما زاد عمر الموظف عن الأربعين.
التمييز على أساس الجنس
ولم يقتصر الأمر على تجاهل المسؤولين وأصحاب العمل لكبار السن في جميع الوظائف، ولكن النساء يواجهون تمييزًا واضحًا ربما أسوأ من الرجال. ووجدت الدراسة أن النساء الأكبر سنًا يتلقون مكالمات هاتفية من المسؤولين عن التوظيف في الشركات التي يتقدمون للعمل فيها بنسبة أقل حوالي 47 بالمئة من الفتيات الشابات والنساء الأصغر سنًا.
لا يمر الرجال بنفس التجربة ولا يعيشون نفس الظروف التي تختبرها النساء في مجال العمل. ولكن الدراسة توضح أن الذكور كبار السن الذين يتقدمون للوظائف، خاصة في مجالات مثل المبيعات والأمن والتنظيف، يتلقون مكالمات هاتفية من المسؤولين عن التوظيف في الشركات أقل كثيرًا من الأصغر سنًا.
وتقول الدراسة إن المسؤولين عن التوظيف لا يتصلون بالنساء الأكبر سنًا، ليس لأنهم تجاوزوا الأربعين أو الخمسين من أعمارهن فقط، ولكن لأنهم يعتقدون أن شكلهن وهيتئهن الجسمانية لم تعد لائقة.
وحسب الدراسة فأنه حتى الآن لا يوجد تفسيرات منطقية توضح لما تواجه النساء الأكبر سنًا هذه الصعوبات في العثور على الوظيفة، إلا أن الأمر يعيد إلى الأذهان دراسة أجريت منذ فترة، تقول إن مظهر النساء يتغير كثيرًا بعد كبرهن في السن، وهذا ما يجعل المسؤولين عن التوظيف يتجاهلونهن ولا يتحدثون إليهن مرة أخرى حتى إذا كانت لديهن كافة المقومات التي تجعلهن مرشحات مثاليات للوظيفة.
رسمياً.. مؤسس" علي بابا" يغادر مجموعته العملاقة ويتجه للأعمال الخيرية
ووجدت الدراسة أن أصحاب العمل الذين يمارسون التمييز على أساس السن يقومون بمخاطرة كبيرة للغاية. سواء كان هذا التمييز قائم على رفض تواجد كبار السن في العمل، أو بناء على القوالب النمطية التي يتعامل بها البعض مع كبار السن.
وفي الوقت ذاته هناك بعض الأخطاء التي يقترفها الكبار في السن عند التقديم للعمل في وظيفة، فتؤثر على فرص حصولهم على وظائف، ومن بينها:
استخدام حسابات إلكترونية قديمة
استخدام حسابات إلكترونية قديمة في ياهو أو AOL تجعلك تبدو كبيرًا جدًا في السن، وتظهر وكأنك لا تواكب التطورات الحديثة، لذا من الأفضل إنشاء حسابات إلكترونية جديدة واحترافية على جي ميل أو الأوت لوك.
ليس لك وجود على مواقع التواصل الاجتماعي
يجب أن يكون لك حسابات على المواقع الإلكترونية مثل تويتر أو فيسبوك أو لينكدإن وغيرها، لأن أحد أكبر الأخطاء التي يقوم بها الكبار في السن الذين يرغبون في الحصول على وظائف هي التقدم للعمل في شركة أو مؤسسة دون أن يكون لهم وجود على منصات الوسائل الاجتماعي.
انتظار العثور على وظيفة مثالية
يجب على الأشخاص الأكبر سنًا تخطي الماضي والمضي قدمًا، وألا ينتظرون حتى يعثرون على الوظيفة المثالية والتي تتناسب مع مهاراتهم وخبراتهم، فعليهم أن يكونوا أكثر مرونة ويقبلون المتاح أمامهم حاليًا.
عدم امتلاك شبكة اتصالات وعلاقات
يجب أن يكون لديك شبكة كبيرة من الاتصالات والعلاقات لمساعدتك على العثور على وظائف بعد أن يكبر سنك، وحتى يساعدك هؤلاء الأشخاص على التعرف على شخصيات بإمكانها إعادتك مرة أخرى إلى سوق العمل.
نقص المرونة في المفاوضات حول الراتب
يجب أن تكون أكثر مرونة في المفاوضات الخاصة بالراتب، والإجازات، والامتيازات الأخرى.
كتابة سيرة ذاتية طويلة ومبالغ فيها
يجب ألا تزيد سيرتك الذاتية عن صفحتين، حتى يكون بإمكان المسؤولين عن التوظيف مراجعتها في غضون 20 أو 30 ثانية فقط. وعليك اختيار صيغة مناسبة لكتابة السيرة الذاتية، مع مراعاة أن تكون خالية من الأخطاء اللغوية والنحوية، وعليك أن تشير إلى إنجازاتك ومهاراتك بطريقة مبتكرة، ولا يجب أن تذكر أموراً تجاوز عمرها 10 أعوام.