أي القطاعات أكثر استفادة من الذكاء الاصطناعي؟ (إنفوجراف)
مصطلح «الذكاء الإصطناعي» يثير ردود أفعال مختلفة، فهناك فئة تتخوف منه إذ أنه بالنسبة اليها يمهد لسيطرة الآلات على حساب البشر ولكننا ما نزال أبعد ما يكون عن تحقق هذا الامر، لان سيطرة الالات تحتاج الى تطوير ذكاء إصطناعي كامل بذكاء خارق وما زلنا في المراحل الأولى. في عالم الأعمال الذكاء الإصطناعي «المحدود» حالياً يمكن الإستفادة منه، لانه يوفر الوقت والجهد ويعود على الأعمال بفائدة كبيرة. الذكاء الاصطناعي هو الذكاء الذي تبديه الآلات والبرامج بما يحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها.
ومن القدرات الذهنية البشرية التي يحاكيها هي القدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل على أوضاع لم تبرمج في الآلة. خلال السنوات الماضية، تطور الذكاء الإصطناعي بوتيرة سريعة وتعد تقنية التعلم العميق أبرز مظاهره والتي هي قائمة على تطوير شبكات عصبية صناعية تحاكي في طريقة عملها أسلوب الدماغ البشري ما يعني أنها قادرة على التجريب والتعلم وتطوير نفسها ذاتياً من دون تدخل الإنسان.
التقنية هذه يمكنها أن تعيد صياغة الطريقة التي تتعامل بها الشركات مع موظفيها والأيدي العاملة لديها. وهي يمكنها القضاء على الأعمال الروتينية التي تتعلق بالمستويات الأساسية لأي عمل كان. فما هي القطاعات التي تستفيد أكثر من غيرها من الذكاء الإصطناعي؟
قطاع الصحة
قطاع الصحة هو الأكثر إستفادة من الذكاء الإصطناعي وقد بدأ بحصد النتائج الإيجابية منذ مدة وما تقوم به دبي هو أكبر دليل على ذلك. القطاع هذا يعاني من مشكلة «المعلومات» الهائلة التي يملكها ما يجعل فرزها والعثور على أنماط محددة مترابطة مهمة مستحيلة. الأنظمة المعتمدة على الذكاء الإصطناعي يمكن فرزها بسرعة أكبر وإكتشاف وتحديد الأنماط المتكررة، من خلال تحليل كمية المعلومات الهائلة الموجودة في قواعد البيانات الصحية الضخمة ثم إستخدام هذه النتائج في تحسين مستوى جودة الرعاية الصحية المقدمة للمرضى.
كما يساهم في تشخيص وعلاج الامراض بالإعتماد على ما توصلت اليه الابحاث والدراسات. أما لناحية العناية فيمكن رسم المنهاج الواضح والمحدد لرعاية المرضى وعليه يقلل من الاخطاء الطبية. كما يمكن للتطبيقات الذكية المرتبطة به أن تتيح رعاية المرضى الذي هم بحالة مستقرة من منازلهم ما يقلل من الطلب على الخدمات الصحية داخل المستشفيات.
يسهل أيضاً تطبيق نظام الملفات الطبية الموحد والمشترك بين جميع مؤسسات الرعاية الصحية. كما أنه يسرع من عملية إنتاج الادوية وذلك بسبب القدرة على فحص البيانات والعثور على أسباب الشفاء من بعض الامراض والبناء عليها بشكل سريع وبالتالي العثور على الية تطوير العلاج.
مجال الإعلانات
الذكاء الإصطناعي يجعل مجال الإعلانات أسهل وأذكى وأكثر فعالية. الذكاء الإصطناعي يسهل عملية البحث وترتيب المعلومات الخاصة بالجمهور المستهدف، كما أنه يدرس سلوك الشخص على الإنترنت وبالتالي يظهر له الإعلانات وفق ما يهمه وما قام بالبحث عنه والإطلاع عليه. غوغل طورت في العام ٢٠١٥ رانك براين والذي تمكن وبنجاح من إستنتاج الغاية خلف عمليات البحث وبالتالي باتت تظهر للمستخدم ما يهمه وفي النهاية إرضاء الزبون والمعلن في الوقت عينه.
بعض الشركات الإعلانية في الدول الغربية بدأت بإعتماد مبدأ الإعلان وفق الجنس والعرق والسن، وذلك من خلال كاميرا ترصد الشخص وبالتالي إظهار الإعلان وفق هذه الخصائص، فمثلاً للرجل سيتم عرض إعلانات للسيارة أو الادوات الرياضية اما للمرأة فسيتم عرض إعلانات المكياج والعطور. الذكاء الإصطناعي أظهر أيضاَ بانه يمكنه تصمم الإعلانات الإبداعية. فأول إعلان إبداعي صممه الذكاء الإصطناعي كان في العام ٢٠١٥ وحين عرض الإعلان هذا على الجهة المعنية مع إعلان اخر صممه البشر حاز الاعلان الذي صممه الذكاء الإصطناعي على الاعجاب والموافقة.
التجارة الإلكترونية
التجارة الالكترونية تعيش مرحلتها الذهبية حاليا، فهي منجم ذهب، وبما أن المنافسة شرسة فان الحاجة للإبتكار ضرورية. كل شخص دخل متجر الكتروني عاش تجربة الذكاء الإصطناعي، فمثلاً حين يعرض لكم موقع أمازون بعض المنتجات التي ينصح بها فان ذلك يتم عن طريق الذكاء الإصطناعي. فمن خلال سلسلة من الخوارزميات المعقدة يتم تحديد المنتجات التي قد تشتريها إعتماداً على بروفايلك الديموغرافي وعلى تاريخك الخاص بالتسوق الإلكتروني وحتى المنتجات التي إطلعت عليها ولم تقم بشرائها. وعليه يتم تحليل كل هذه المعلومات بسرعة وتحديد المنتجات التي قد تهمك وبالتالي «ينصحك» أمازون بشرائها.
خدمة الزبائن
خيار الدردشة المباشرة مع المسؤولين عن الموقع الذي تدخله بشكل عام هو عبارة عن روبوت. روبوتات الدردشة تمكن الزبون من التواصل مع العلامة التجارية في أي وقت كان. بطبيعة الحال لا يتم الإعتماد عليها بشكل كلي إذ احياناً قد يكون خلف الشاشة بشري يجيبك. هذه الروبوتات حالياً هي المسيطرة على خدمة العملاء في المجالات التقليدية التي تتعلق بالمبيعات وموعد التسليم وغيره. هي مبرمجة للإجابة عن الأسئلة المباشرة التقليدية والمسار التقليدي يسهل برمجته وبالتالي يتفرغ البشر الى التعامل مع الإستفسارات الاكثر تعقيداً وليس تلك القائمة على الأسئلة التقليدية.
قطاع صناعة السيارات
بطبيعة الحال هناك السيارات ذاتية القيادة القائمة على مبدأ الذكاء الإصطناعي. ولكن الامر غير محصور بهذه الجزئية فحسب بل إن غالبية شركات السيارات باتت تعتمد على خدمات الذكاء الإصطناعي مثل اليكسا من اجل السماح للشخص بالتحكم بكل الامور التكنولوجية بالسيارة من خلال الأوامر الصوتية. الشركات التي بدأت بالإعتماد على هذه التقنية هي مرسيدس بنز التي وفرت مساعداً شخصياً من خلال الذكاء الإصطناعي، بي أم دبليو التي ادخلت اليكسا الى سيارات موديل ٢٠١٨ وكيا التي أعلنت أنها ستدمج غوغل اسيستنت في أنظمة السيارات الخاصة بها.