كيف تستخدم مايكروسوفت الذكاء الإصطناعي لمحاربة الأخبار المزيفة ؟
قبل 8 سنوات تم إطلاق محرك بحث بينج من مايكروسوفت، وهو ثاني أكبر محرك بحث في العالم حاليا بعد جوجل على مستوى الحصة السوقية والشهرة. وتبدو مشكلة الأخبار المزيفة فرصة جيدة للشركة من أجل التسويق لمحرك بحثها وتحقيق نتائج مثلى، وهي التي تطور محرك بحثها ليكون أذكى في توفير نتائج البحث للمستخدمين.
جارتنر تكشف تأخر 57 % من المؤسسات في تقديم مبادراتها الرقمية
لكن الذكاء الإصطناعي على ما يبدو لن يبقى محصورا على تطوير نتائج البحث ولكن أيضا في مكافحة الاخبار المزيفة وتقديم نتائج بحث نظيفة ومثلى وذات مصداقية أفضل من جوجل.
يقول جوردي ريباس، نائب رئيس شركة مايكروسوفت المسؤول عن شركة Bing: "لقد استخدمنا التعلم العميق بطريقة أكثر كثافة في منتجنا ولذا فنحن قادرون على تطوير بعض الميزات والسيناريوهات المثيرة للاهتمام".
بالنسبة إلى المستخدم، يبدو البحث بنفس الطريقة التي يعمل بها دائمًا: مربع بحث وزر "انتقال" - فما الجديد؟ كيف يمكن أن يختلف البحث اليوم عن البحث الذي تم إجراؤه قبل خمس سنوات؟
يجيب جوردي قائلا: "أعتقد أن الاختلاف الرئيسي هو أن الخوارزميات التي نستخدمها، تتطور مع مرور الوقت".
ويضيف: "كنا دائمًا نستخدم الذكاء الإصطناعي والشبكات العصبية للبحث ولكن في هذه المرحلة، يمكننا استخدام حساب أعلى ونماذج أعلى. قد تكون على دراية بالعمل الذي قمنا به مع شركة إنتل حيث نستخدم FPGAs (أي: الرقائق الخاصة) التي يتم دمجها في أجهزة مركز البيانات لدينا ، وما تسمح لنا هذه الـ FBGA بالقيام به للتعلم العميق هو تقديم نتائج أكثر ملاءمة، والاستفادة من فهم القراءة الآلية وبعض تقنيات التعلم العميق الأكثر تقدمًا".
يقدم بينج النتائج الفورية وهي اجابات واضحة في أعلى صفحة نتائج البحث لا تتطلب من المستخدم زيارة نتائج البحث المعروضة بل قراءة الجواب المعروض ويمكن أن يتوسع بتصفح الروابط المعروضة له.
مثلا عند البحث عن "هل القهوة جيدة بالنسبة لك؟" فإن محرك البحث سيقدم بعض الأجوبة الفورية في أعلى نتائج البحث على شكل بطاقات.
ورغم ان هذا السؤال عليه جدل كبير ويعد واحدا من المواضيع التي تنشر حولها عشرات التقارير المزيفة، فإن مهمة بينج حسب جوردي هو عرض نتائج بحث عادلة ومتكافئة بعيدا عن التحيز.
هناك عوامل عديدة بناء عليها يتم اختيار الجواب الصحيح، منها مصداقية المصدر، فمثلا إن كان المقال من بي بي سي فهو ذات مصداقية أكبر من مدونة ناشئة تعرض جوابا آخر عن السؤال نفسه.
من جهة أخرى تستطيع زواحف بينج التي تقوم بأرشفة صفحات الويب قراءة البيانات الموجودة في مختلف صفحات الويب، ويمكنها أن تقارن بين نتيجتين من نتائج البحث بناء على المستندات والبراهين التي قدمتها كل من الصفحتين أو الموقعين وتفضيل النتيجة التي تحتوي على البراهين الموثوقة والمعتمدة.
ولا تعد مهمة تقديم نتائج بحث نظيفة سهلة وهو ما أكده جوردي الذي قال: "أعتقد أن مهمتنا يجب أن تكون لتوفير نتائج موثوقة وقد يتطلب الأمر جهداً إضافياً، وقد يتطلب الأمر نماذج أعمق، قد يأخذ المزيد من تحليل المشاعر وتحديد إشارة التأليف هذه بشكل أفضل. إن مزيجًا من كل هذا هو ما نعمل عليه وأعتقد أنه يجب أن نتحمل مسؤوليتنا في توفير نتائج بحث موثوقة وذات مصداقية".
ولا يرى نائب رئيس شركة مايكروسوفت المسؤول عن شركة Bing أن تفوق جوجل بامتلاك حجم أكبر من المستخدمين والبيانات سيجعله يتفوق في على بينج في السباق على تقديم نتائج بحث نظيفة وخالية من الأخبار المزيفة.
وقال في هذا الشأن: "لقد وصلنا إلى مرحلة نمتلك فيها بيانات كافية، خاصة في [سوق أجهزة الكمبيوتر]، حيث يمكننا الحصول على إشارة قوية جدًا بأن المنتج يتحسن". "لقد جاء المزيد من الناس إلى المنتج، لذا أعتقد أنه بقدر ما يكون المزيد من البيانات أفضل، فقد تمكنا من الاستفادة من البيانات التي نمتلكها في النمو بشكل جيد جدًا، كما تمكنا من القيود المفروضة على التأكد من أن الخوارزميات ذات كثافة كبيرة قدر الإمكان لتوفيرها مرة أخرى باعتبارها ذات صلة بالنتائج المحتملة".
وتراهن مايكروسوفت على استغلال نقطة ضعف جوجل في تقديم نتائج بحث خالية من الأخبار المزيفة لصالحها بالتالي كسب المستخدمين الذين يكرهون نتائج البحث التي تؤدي إلى المعلومات المغلوطة والأخبار المزيفة.