لهذا السبب اختار الملك سلمان نيوم للراحة والاستجمام
يوما بعد يوم تزاد أهمية مشروع نيوم لاسيما مع الزيارة التي بدأها أمس خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز وكذلك عقد جلسة لمجلس الوزراء بها اليوم "الثلاثاء ليصبح أول اجتماع من نوعه يعقد خارج القصور الملكية المعروفة التي تشهد عادة اجتماعات الحكومة الدورية ومن بينها روضة خريم وقصور "اليمامة" و"الصفا" و"السلام" و "العزيزية" وغيرها من المواقع التي عقدت فيها جلسات مجلس الوزراء سابقا .
الملك يأمر باستضافة 1500حاج من ذوي شهداء الجيش اليمني والقوات السودانية
الحلم يتحول حقيقة
هذه الزيارة تأتي تأكيدا على أهمية المدينة التي ستحتضن واحداً من أبرز المشاريع السعودية العملاقة، التي تمتاز بمناخها الجيد، وتضاريسها المتنوعة والذي تسير التحضيرات له على قدمٍ وساق بلا كلل ولا ملل، وقد نجحت الهيئة الخاصة بالمشروع برئاسة الأمير محمد بن سلمان خلال 10 أشهر فقط في تحويل الحلم إلى حقيقة بقضاء خادم الحرمين الشريفين إجازته الصيفية في نيوم التي وصلها -أيده الله- أمس حيث سيقضي -حفظه الله- بعض الوقت للراحة والاستجمام.
طبيعة خلابة
يُعد الموقع الجغرافي لمشروع نيوم فريداً من نوعه، فهو أكثر برودة من المناطق المحيطة به، إذ تعتبر الحرارة فيه أقل بنحو 10 درجات مئوية من متوسط درجات الحرارة في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي. وتعود هذه الظاهرة إلى الطبيعة الجبلية للمنطقة المحيطة بها، إضافة إلى تيارات الرياح القادمة من البحر الأحمر حيث تقع نيوم عليه مباشرة على مساحة 26.5 ألف كم2، وتتمتع بشواطئ خلابة بكر على امتداد أكثر من 460 كم، والعديد من الجزر ذات الطبيعة الأخاذة، والشعاب المرجانية الساحرة، والكائنات البحرية التي تخطف الأنظار، فضلاً عن المحميات الطبيعية للحيوانات النادرة، كما تتمتع بالجبال ذات المناظر الخلابة التي تطل على خليج العقبة والبحر الأحمر وتغطي قممها الثلوج خلال فصل الشتاء، بالإضافة إلى الصحراء المثالية الممتدة بهدوئها وجمالها؛ ما يجعلها وجهة جاذبة للسياحة، ومثالية للإقامة والعيش.
خادم الحرمين يترأس جلسة الوزراء من «نيوم»
معالجة التسرب الاقتصادي
ويهدف المشروع إلى تطوير قطاعات اقتصادية رئيسة للمستقبل، إلى جانب القطاعات التي تعالج مسألة التسرب الاقتصادي في المملكة والمنطقة عموماً، وقد تم تحديد تسعة قطاعات اقتصادية رئيسة لتعزيز الحضور الاقتصادي للمشروع، تتمثل في مستقبل الطاقة والمياه ويشمل الاعتماد بشكل كامل على الطاقة المتجددة، وحلول تخزين الطاقة، وحلول النقل، إضافة إلى التصنيع، والأبحاث والتطوير. وعلاوة على ذلك، استخدام التقنية الصديقة للبيئة لتعزيز آلية استخدام المياه بأكفأ الطرق وأمثلها.
الوجهة الأمثل
وقد جاء المشروع ليصبح الوجهة الأمثل للعيش في العالم، مع توفير مزايا فريدة تتخطى بقية المراكز العالمية الأخرى، حيث إن بيئة الأعمال التجارية تعد بيئة تجارية ملائمة، إذ إن بيئة العيش تكون بيئة مريحة وممتعة لحياة اجتماعية نابضة بالحيوية، وهو ما ستوفره "نيوم" لسكانها وزوارها؛ بفضل تصميمها وتوظيفها لأحدث التقنيات العالمية في مجال الأمن والسلامة، وتعزيز كفاءات أنشطة الحياة العامة؛ من أجل حماية السكان والمرتادين والمستثمرين، والحفاظ على الممتلكات العامة والشخصية؛ لتصبح من الأكثر أمناً في العالم إن لم تكن الأكثر.
طريقة الاستعلام عن مخالفات المرور برقم اللوحة في السعودية
تكنولوجيا مبتكرة
وقد أولى القائمون على المشروع أهمية كبيرة لمواكبة أحدث الطرق التكنولوجية المبتكرة الصديقة للبيئة، وسيكون التنقل عبر سيارات وطائرات ذاتية القيادة تستخدم الطاقة المتجددة عوضاً عن المصادر التقليدية؛ ما يجعلها خالية من التلوث، كما سيتم استحداث معايير مبتكرة للبناء؛ لتشييد منازل خالية من الكربون، كما ستتمتع "نيوم" ببنية تحتية تحاكي المستقبل تضع الإنسان على رأس الأولويات، وتخضع التقنيات الحديثة لخدمته ليعيش المستقبل، كذلك ستكون الروبوتات الحديثة في خدمتك؛ لتقوم بالأعمال الشاقة والمتكررة؛ وتتفرغ للإبداع والقيام بالمهام الابتكارية، كما ستتوفر الشبكات المجانية للإنترنت الفائق السرعة بشكل مجاني في الشوارع والطرقات، بالإضافة إلى ذلك ستشمل التقنيات المستقبلية مزايا فريدة، يتمثل بعضها في حلول التنقل الذكية كالقيادة الذاتية للطائرات، والسيارات ذاتية القيادة، كما ستتم أتمتة جميع الخدمات المقدمة والإجراءات فيها بنسبة 100%، وإتاحتها للجميع بمجرد اللمس.
مبان فخمةً
وتظهر وثيقة تصميم للمشروع تم تداولها في فبراير الماضي مبانيَ فخمةً ذات تصميم حديث تحمل سمات التصميمات الإسلامية وبلاط السيراميك الملون، حيث يضم مجمع القصور مهابط لطائرات الهليكوبتر ومرسى وملعب جولف.
وقد بدأ العمل بالفعل في مشروع "نيوم" وذلك من خلال بحث سبل التعاون والاستثمار مع شبكة واسعة من المستثمرين الدوليين كما تم البدء بتأسيس بعض ركائز البنى التحتية الرئيسية. وسيتم الانتهاء من المرحلة الأولى لـ"نيوم" بحلول عام 2025.
وكانت السعودية بدأت مطلع العام الجاري 2018 إرساء عقود تطوير منطقة "نيوم" الاقتصادية العملاقة في شمال غرب المملكة، وطلبت حينها من شركات بناء محلية تشييد عدة قصور هناك، فيما قال مسؤولون إنه من المتوقع أن يبلغ مجموع الاستثمارات العامة والخاصة بالمنطقة في نهاية المطاف 500 مليار دولار.