تكيف بالعمل مع الكبار سناً واستفد منهم في 3 أمور
حقاً، تتعدد الأجيال في وقتنا الحالي داخل أماكن العمل وكأنها باقة تضم أبناء الألفيات ذات الفترات الزمنيّة المتباينة، فربما تجد نفسك تعمل جنباً إلى جنب الكبار من أبناء الجيل الصامت أو مواليد منتصف العشرينيات حتي منتصف الأربعينيات من القرن العشرين، فضلاً عن افتقار روح التماسك بين الأجيال المتباعدة سناً، والذي يعد من أكبر المخاطر التي تواجهها القوى العاملة، وفقاً لدراسة مستقلة اشترك بها عدد من المدراء التنفيذيين، ومن هنا ينبغي عليك كفرد من أفراد منظومة العمل أن لا تنظر للكبار سناً على أنهم أشخاص من المحال التوافق معهم، ولكن من الأفضل أن تضعهم في صورة المرشد الناصح لك الذي قد يعينك على توجيه بوصلتك إلى طريق يقودك للنجاح بعملك.
ومن أبرز الاختلافات البينة بين أصحاب الأعمار المتباعدة، أولوياتهم وأهدافهم والتي من شأنها أن تحدث فروقات واضحة المعالم بين هذه الأطراف مجتمعة، وإذا لم يتم إدارة هذا التباين بأساليب أكثر فعالية وتأثيراً،. فمن المحتمل أن تستكمل مسيرة العمل في تحقيق أغراض متقاطعة كأجيال الألفيات المختلفة المتباعدة. وفي محاولة لعلاج وإغلاق هذه الفجوة أو على الأقل تقليص حجم هذه الفوهة، هناك ثلاثة أمور يمكنك أن تتعلمها بالعمل مع الكبار مقاماً وسناً.
من ينتصر في معركة الشركات الأكثر قيمة في العالم.. "آبل" أم "أمازون"؟
أولاً: اجعل الاجتماع مع الكبار وجها لوجه من أولوياتك
من الضروري أن تشير في جدول مواعيدك الشخصي للإجتماعات بمدرائك من الكبار سناً، كما يجب عليك حجز طاولة غذاء شهرية لمن تعتبره مرشدك ودليلك في الحياة المهنية. فلنواجه أبناء الألفيات السابقة ونسعي للتكيف معهم، وهم في العموم بالعادة يكونوا أكثر سكينة وراحة في التعامل مع التكنولجيا، حيث يتواصلوا ويتفاعلوا مع الكل من خلال شبكات السوشيال ميديا وتطبيقات أجهزة المحمول الخاصة بهم، بينما يمتلك 40% من شركاء العمل القدماء والكبار سناً أجهزة محمول ذكية، ورغم مواكبتهم للمستحدثات من الأمور، إلا أنهم نشأوا في وقت كان الناس فيه يعطون الأولوية للقاءات المباشرة وجها لوجه على المستوى الشخصي والمهني أيضاً. لذلك يجب عليك أن لا تغفل هذه النقطة إذا كان مديرك بالعمل كبير السن، فمن المفضل لديه أن تجتمع معه وجها لوجه وأن يراك ويستمع لك بشكل مباشر، وليس بمجرد إرسال رسائل البريد الإلكتروني إليهم فحسب.
ثانياً: احرص على الحضور مبكراَ
كن متواجداً قبل الموعد المقرر، وهو من شأنه أن يمنح فرصة لمديرك الأكبر عمراً بالاستعداد للمقابلة وعقد الاجتماع، ولكن عندما تحضر متأخراً عن الموعد المحدد فإنك تبعث رسالة بعدم احترامك للشخص المراد مقابلته وعدم تقدير المجهودات التي يقدمها ويصنعها لك ولبقية زملائك بمقر العمل.
كيف أصبح العمال والحراس والطهاة أغنى موظفي شركة صني أوبتيكال الصينية؟
ومن بين تلك المواقف التي تبرز قيمة حضورك مبكراً مايسرده لنا هيرشل جارفين، المؤلف الموسيقي الحائز على العديد من الجوائز في الآونة الأخيرة، في تسجيل فيلم قصور الأموات أو "موراتيلى مانشينس" والذي وضع فيه قصائد للشاعر دونالد هول البالغ من العمر89 عامًا. ويقول الموسيقي جارفين أنه عندما يقرر للذهاب إلى الشاعر الكبير مقاماً وسناً، كان يخصص لنفسه ساعة زمنية إضافية لقيادة السيارة للوصول بالميعاد المحدد، وفي كل مرة يوجّه له الفنان الشاعر كلمات مصحوبة بابتسامة قائلا له " أتيت في الوقت المناسب".
ويذكر أنه في مرة تأخر عن الموعد ببضع دقائق فيما قابله الضيف دون التفوه بأي كلمة تذكر، فيما استوعب هيرشل جارفين الرسالة، وعاهد نفسه بأنه يجب عليه فيما بعد القدوم مبكراً في أية مقابلات لما لها دور طيب في نقل إنطباع حسن عن الحاضر لدى المستضيف أو القائم على الإجتماع.
ثالثاً: كن متئنياً
في حياتنا العملية عادة ما يكون أغلبنا منشغل في إرسال رسائل البريد الإلكتروني وكتابة التقارير وغيرها، وهي الأمور التي من شأنها أن تغيّب عن عقولنا مفاهيم التعرف على العالم المحيط بنا والاقتراب منه أكثر، كما نفشل في استغلال الوقت لإنشاء العلاقات المجتمعية المتنوعة.
ما هو الاقتصاد الأزرق؟ وكيف تستفيد منه الدول في علاج مشكلات مثل البطالة؟
ولكن عندما تقضي وقتاً مع أحد الكبار سناً، كن على يقين بأنه سيكون مرشدك ومساعدك في إلقاء الضوء على ما لاتراه أو لا تكترث به رغم ما سيضيفه لك من معاني وقيم ومبادئ في حياتك ككل، كـ"رؤيتك للغابة من بين الأشجار"، والتى ستزّود فكرك بالعديد من وجهات النظر تجاه هذه الجملة وما تحمله من مضامين، بالإضافة إلى تبادل الخبرات ومالها من وزن في وضع ما يجري بحياتك داخل السياق. وفي مقدمة ذلك كله، سيكون هؤلاء الكبار عوناً لك في أن لا تأخذ كل الأمور من حولك على محمل الجد، وأن ترصد وتلاحظ تلك الأشياء الصغيرة المحيطة بك، بالإضافة إلى أن تبدأ في تخصيص وقت لك من أجل المرح والانطلاق.