لرواد الأعمال احذروا.. خططكم الاستراتيجية ربما ليست استراتيجية أو خطة بالأساس!
في كل الأوقات يجتمع مجموعة من المديرين في منتجع لمدة يومين من أجل التوصل إلى "خطة استراتيجية"، لكن هل ينجحوا حقاً في وضع خطة ذات استراتيجية؟.
يقول جراهام كيني الرائد في مجال الاستراتيجيات وقياس الآداء: في بداية ندواتي العامة حول التخطيط الاستراتيجي، أطلب من الحاضرين، وهم أعضاء مجلس إدارة ورؤساء تنفيذيين، أن يكتبوا مثالاً لاستراتيجية. فينظرون إليّ بتهكم في البداية لأنهم يدركون أن هذه مهمة صعبة. ولكني أخبرهم أن هذا سؤال صعب بالفعل وأن عليهم الاستمرار دون توقف.
ودائما تكون النتائج مذهلة بالنسبة لي ولهم. وأعرض عليكم فيما يلي بعض الردود في آخر ندوة لي: الإجراءات مثل "إطلاق خدمة جديدة " أو "مراجعة ملاءمتنا لأعمال التقاعد". الأنشطة مثل "تسويق منتجاتنا من خلال القنوات الصحيحة". الأهداف مثل "تحقيق إيرادات صافية بقيمة 100 مليون دولار". الوصف واسع لما يحدث مثل "عملية التخطيط من البداية إلى النهاية" أو "العمل من أجل أصحاب العمل".
إنفوجراف| ما هي «الإدارة المؤقتة».. وما الذي تستفيده المؤسسات من الاستعانة بها؟
ولكني آسف للجميع، فلا واحدة مما سبق يعد استراتيجية.
لسوء الحظ، بعض المديرين التنفيذيين يتحدثون عن "الاستراتيجية"، دون أن يعرفوا ما تعنيه هذه الكلمة بالضبط. فلماذا إذاً هذه الحيرة؟ تبدأ المشكلة بالكلمة نفسها "فكرة يساء فهمها بشكل واضح في دوائر مجالس الإدارة". فالحيرة تكمن في الفرق بين "الهدف" و"الاستراتيجية" و"الإجراءات". (أرى ذلك في كثير من الأحيان في الخطط الاستراتيجية المنشورة أيضًا) وبشرح الفرق للحضور، سيبدؤون العمل بشكل جيد.
"الهدف" هو شيء تحاول تحقيقه وهو علامة على نجاح المنظمة. أما "الإجراءات" فهي تحدث على المستوى الفردي ويقدمه المديرون يومًا بعد يوم. لذلك، وبطبيعة الحال، عندما يفكرون في "استراتيجية" فإنهم يركزون على ما يفعلونه. ولكن هذه أيضًا ليست استراتيجية. تحدث "الاستراتيجية" بين هذين الاثنين على مستوى المنظمة ولا يمكن للمدراء "الإحساس" بها بنفس الطريقة لأنها مجردة. ويتمتع المديرون التنفيذيون بميزة وهي "نظرتهم الشاملة للمنظمة".
الاستراتيجية هي وضع عمل واحد ضد الآخرين على سبيل المثال "شركة جنيرال موتورز ضد شركة فورد وشركة تويوتا". وهذا يعنى ربط كل ما له صلة بالعوامل الاستراتيجية بكل مجموعة رئيسية من أصحاب الأعمال.
المنظمة هي جزء من نظام يتكون من مجموعة تعاملات بينها وبين أصحاب الأعمال الرئيسيين مثل العملاء والموظفين والموردين والمساهمين. وتختلف المنظمات في تفاصيل هذه المجموعات بناءً على مدى تعقيد الصناعة التي تقوم بها.
إنفوجراف| 83 ٪ من موظفي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يشعرون بالإجهاد والتوتر في العمل
وتتمثل مهمة فريق التخطيط الاستراتيجي في إنتاج مواقف من شأنها تقديم قيمة كبيرة لأصحاب الأعمال الرئيسيين في المنظمة وتفي بأهداف المنظمة. وبالرجوع إلى قائمة الردود نجد أن: "تحقيق إيرادات صافية بقيمة 100 مليون دولار". نجد أن هذا هدف، وليس استراتيجية. حيث تقدم الاستراتيجية هدفاً وذلك من خلال توفير موقف حول العوامل الاستراتيجية ذات الصلة وهي العملاء في هذه الحالة.
لنفترض أن فريق التخطيط الاستراتيجي يحدد "السعر" كعامل استراتيجي. في هذه الحالة، لنجعل شركة بيع مشروبات، وتمتلك نشاطًا تجاريًا وطنيًا. وقد أوضحت موقفها من هذا العامل بشكل واضح جداً: "تقدم أدنى سعر للمشروبات"، ففي هذه الحالة من غير المتوقع أن يجد العميل سعراً أقل لأن الشركة تطرح أقل سعر بالفعل، وهذا هو موقف الشركة من السعر.
وبدلاً من ذلك، دعونا ننظر في شركة تويوتا. فالعامل الاستراتيجي ذو الصلة بنوع الهدف بالنسبة للعملاء هو "السلامة". فمن خلال مراجعة مواده، يمكننا تفسير موقف الشركة من هذا على النحو التالي: السلامة هي الأهم، وسياراتنا هي من بين الأكثر تقدمًا، وثقةً، والأكثر أمانا على الطريق.
يجب على فريق التخطيط الاستراتيجي تحديد بعض الإجراءات على مستوى المشروع أو البرنامج لضمان التنفيذ. فكان على ماكدونالدز مثلا القيام بذلك عندما أخذت مجموعة من المنتجات موقعاً مهماً "نطاق الوجبات التقليدية ولكن مع زيادة التركيز على السلطة ومع اختيار العملاء لتصميم البيرغر الخاصة بهم"، وعروض خاصة دورية لتحفيز اهتمام العملاء.
كيف تخطف انتباه الحاضرين في اجتماعات العمل خلال 60 ثانية فقط؟ (إنفوجراف)
ويمكنك تصور الإجراءات عالية المستوى التي قد تتبع هذا مثل: تصميم برنامج تدريبي لجميع الموظفين في إجراءات التعامل مع الأغذية حسب الطلب.
إذا قمت باستعراض عام للعملية التي أشرت إليها، فيمكنك رؤية أنها تنطوي على تصميم النظام. حيث يتم الاجتماع مع كل مجموعة رئيسية من أصحاب الأعمال لتحديد ما تريده المنظمة (هدف) وما يريده صاحب العمل الرئيسي (العوامل الاستراتيجية)، فالعملاء يريدون أداء فعال على عوامل معينة مثل السعر وخدمة العملاء. وبعد ذلك يجب أن يقرر فريق التخطيط الاستراتيجي موقف المنظمة من هذه العوامل (الاستراتيجية). وهذا مشروطًا بالطبع من خلال أبحاث العملاء.
بعد أن تفعل ذلك، فإن الخطوة التالية هي ضمان التطابق وهو التناسب بين علاقات الموظفين وعلاقات العملاء وعلاقات العملاء وعلاقات الموردين، وما إلى ذلك وهو ما نسميه تصميم النظام.
بحكم خبرتي في التعامل مع العملاء على مدى سنوات عديدة، يمكنني القول إن الفرق التنفيذية تفشل في التعامل مع التخطيط الاستراتيجي من منظور تصميم النظام. وأحد الأسباب الرئيسية لذلك هو أن المديرين مثل "الإدارة المالية والموارد البشرية والتسويق" يتعاملون مع المهمة من وجهة نظرهم الوظيفية الإدارية، وبالتالي، فإنهم يفكرون في "العمل" عندما يقصدون التفكير في "الاستراتيجية". كما إن اتباع نهج أصحاب الأعمال في التخطيط الاستراتيجي يدفع المديرين إلى زيادة تفكيرهم إلى مستوى المنظمة.
تذكر أن التخطيط الاستراتيجي رحلة، وليس مشروعًا. فالخطط تتطلب تعديل مستمر. ابدأ خطتك بالاعتكاف لمدة يومين. ولكن لا تنهيها هناك.