اكتشاف تقنية ثورية تستطيع تحويل الخلايا السرطانية إلى طبيعية
في خطوة علمية هامة، كشف "معهد كوريا المتقدم للعلوم والتكنولوجيا (KAIST)"، عن تطوير تقنية جديدة لعلاج سرطان القولون، بقيادة فريق بحثي يرأسه البروفيسور "كوانج-هيون تشو".
ترتكز التقنية المبتكرة على تحويل الخلايا السرطانية إلى حالة مشابهة للخلايا الطبيعية، بدلاً من تدميرها، وفقًا لما نشره موقع "نيوز ميديكال"، وتعد هذه الطريقة بمثابة نقلة نوعية، قد تقلل بشكل كبير من الآثار الجانبية لعلاجات السرطان الحالية، وتفتح آفاقًا جديدة للمرضى.
مفهوم "التوأم الرقمي" لتحليل مسارات الجينات
استند الفريق البحثي في تطوير هذه التقنية إلى ملاحظة الخلايا الطبيعية، حيث وجدوا أنها تعود أحيانًا إلى مراحل مبكرة من تطورها خلال عملية تكون الأورام.
وبناءً على هذه الملاحظة، صمم الباحثون ما أطلقوا عليه اسم "التوأم الرقمي"، وهو نموذج محاكاة لشبكة الجينات التي تتحكم في مسار تمايز الخلايا الطبيعية "تحولها إلى خلايا متخصصة".
اقرأ أيضًا: اختبار جديد يرصد سرطان القولون بدقة 83%
وعبر تحليل هذا التوأم الرقمي، تمكن الفريق من تحديد المفاتيح الجزيئية الرئيسية التي تحفز عملية تمايز الخلايا، وعند تطبيق هذه المفاتيح على الخلايا السرطانية للقولون، لوحظ تحولها إلى حالة مشابهة للخلايا الطبيعية، وقد تم التحقق من هذه النتائج من خلال تجارب مخبرية ودراسات على الحيوانات.
خطوة نحو علاج شامل لأنواع متعددة من السرطان
وأظهرت الدراسة الحديثة هنا، أن هذه التقنية يمكن أن تطبق بشكل منهجي، مما يوفر أداة جديدة لتحليل الخلايا السرطانية وفهم مساراتها بدقة، وعلى عكس النهج التقليدي، الذي يعتمد على اكتشافات عشوائية، يمثل "التوأم الرقمي" وسيلة منظمة وفعالة لتطوير علاجات أكثر دقة.
وقد وصف البروفيسور "كوانج-هيون تشو" النتائج بأنها "ظاهرة مذهلة"، مشيرًا إلى أن هذه الدراسة تمثل مفهومًا جديدًا لعلاج السرطان القابل للعكس، من خلال إرجاع الخلايا السرطانية إلى حالتها الطبيعية.
وأكد أن التقنية تقدم أداة أساسية لتحديد الأهداف الجزيئية، التي يمكن أن تسهم في تحويل مسارات الخلايا السرطانية، مما يمهد الطريق لعلاجات مستقبلية تستهدف أنواعًا متعددة من السرطان.
فيما تقدم هذه النتائج أملاً واعدًا لمرضى السرطان حول العالم، حيث يمكن أن تكون هذه التقنية بداية لعصر جديد في علاج الأورام، يعتمد على استعادة وظائف الخلايا الطبيعية بدلاً من القضاء عليها.