يوجد الكثير من رجال الأعمال الذين لعبوا دوراً حيوياً في الاقتصاد الأمريكي وتصدره المشهد العالمي، ولكن القليل منهم يمتلك براعة وإنجازات تشارلز ستيورت موت، رائد صناعة السيارات الأمريكية وأحد مؤسسي شركة جنرال موتورز الشهيرة، وواحد من السياسيين الأمريكيين فقد كان عمدة مدينة فلينت بولاية ميشيغان.
شاهد| 90 عاما للأقصى.. أبرز المبادرات السعودية لدعم القضية الفلسطينية (إنفوجراف)
ولد تشارلز موت في 2 يونيو 1875 في نيوارك، مقاطعة إسكس، حصل على درجة البكالوريوس بالهندسة من معهد ستيفنز للتكنولوجيا في عام 1897. عمل أثناء دراسته في أعمال عائلته التجارية الخاصة بتصنيع إطارات الدراجات في نيويورك، وقرر بعد تخرجه أن يصبح مشاركاً فعالاً في شركة العائلة "ويستون موت" وتمكن من توسيع نطاق الشركة في السوق من خلال ابتكاره عجلات مانواكتورينغ للمركبات.
وبعد وفاة والده، قام عمه بتعيينه في منصب رئيس الشركة من عام 1903 حتى عام 1913، وقام خلال هذه الفترة باتخاذ أهم قرار في مسيرة الشركة وهو نقلها إلى مدينة فلينت للاقتراب بشكل أكبر من قطاع السيارات الناشئة، وتمكنت الشركة من تحقيق نمو كبير بعد أن اندمجت مع شركة بويك للسيارات الفاخرة.
لم يشترِ ملابس جديدة في حياته.. عادات غريبة لتوفير المال كان يطبقها مؤسس «أيكيا»
بدأت رحلته مع شركة جنرال موتورز منذ تأسيسها حيث قامت بالاستحواذ على 49% من أسهم شركة العائلة "ويستون موت"، وبذلك أصبح ستيورت شريكاً في إنشاء عملاق السيارات، وفي عام 1913 قامت جنرال موتورز بالاستحواذ على باقي 51% من الشركة مقابل 3 ملايين دولار أمريكي مع إبقائها تحت قيادة ستيورت موت.
أصبح ستيورت واحد من أكبر المساهمين في جنرال موتورز على المستوى الفردي بحلول 1942 بعد اتخاذه قرارات هامة وقيامه بالعديد من الأعمال الإستراتيجية التي أدت إلى توسيع أعمال الشركة، وبقي في الإدارة لفترة طويلة من الزمن، وكان جزءاً من مجلس الإدارة العالمية لمدة 5 عقود امتدت من 1913 حتى 1973 شغل خلالها منصب نائب رئيس وعمل في اللجان المالية والتنفيذية للشركة.
ومن جهة أخرى، شارك موت في الحرب العالمية الأولى وفي الحرب الإسبانية الأمريكية، كما شغل منصب عمدة مدينة فلينت لثلاث مرات بين 1912 و1918. أصبح موت رئيس الفريق الاستشاري في جنرال موتورز في مقر ديترويت في عام 1921، واشتهر بأعماله الخيرية فقد أسس مؤسسة تشارلز ستيورت موت في عام 1926 التي ساهم من خلالها في تمويل العديد من الخدمات التعليمية والإجتماعية لفلينت وغيرها من المدن الأمريكية، وشارك في إنشاء مستشفى تشارلز ستيورت موت للأطفال في عام 1969.
كان تشارلز موت واحداً من قادة الأعمال النادرين الذين ساهموا بشكل فعّال في نهضة الاقتصاد الأمريكي وتصدره اقتصادات العالم، وقد تم تسمية أحد مباني جامعة كيترينغ وجامعة شيكاغو باسمه تكريماً لإنجازاته الكبيرة. وكان عضواً في الفيلق الأمريكي والمحاربين القدامى في الحرب الإسبانية ومنظمة إلكس وكيوانيس وغيرها. توفي في مدينة فلينت بولاية ميشغان في 18 فبراير من عام 1973 عن عمر يناهز 97 عاماً.