البعض يستغلك.. هكذا ترفض مساعدتهم وتجعلهم يقدرونك في نفس الوقت!
عندما تطلب المساعدة من شخص ما، فإنك تتوقع أن هذا الشخص سيمد يد العون إليك، ويكون من الصعب أن تسمع كلمة "لا" ردا على رفض المساعدة، فهذين الحرفين البسيطين لديهما القدرة على كسر الكبرياء لأي إنسان.
إنفوجراف| الروتين كلمة سيئة السمعة.. إليك إيجابيات الروتين اليومي المذهلة
وعليك أن تدرك أيضا أنك لست وحدك من يشعر بذلك، بل في بعض الأحيان يبدأ البعض في التفكير جديا في علاقاتهم ببعض الأشخاص بعد رفضهم مد يد العون لهم، ويتسائلون عن مدى اهتمام هؤلاء الأشخاص فعليا بهم، فالشعور بالإحراج يترك أثر قوي في النفوس يصعب التخلص منه.
ولإدراكنا لمدى الأذى الذي تتركه كلمة "لا" في نفوس الأخرين، نضطر أحيانا في قبول مساعدة البعض رغما عنا، ونقع في فخ "نعم"، وذلك لتجنب إيذاء مشاعر الأخرين.
مثال:
على سبيل المثال .. فلنفترض أنك تواجه يوم عمل صعب، وأنت في مقر العمل، لتجد شخص يقرع باب مكتبك، لتجده أحد الزملاء يبحث عن من يساعده في إنهاء تقرير عاجل وعليه أن ينتهى منه قبل انتهاء موعد الدوام بعد الظهر.
يوجه الزميل السؤال لك قائلا:"هل ستساعدني؟"، في الواقع أنت يومك مزدحم ومتكدس بالأعمال أنت الأخر ، ولكن لعلملك بالأثر السلبي الذي سيعود على نفس زميلك عندما يتلقي الرفض منك، فأنت ستوافق وتقول "نعم" وستقدم لزميلك يد العون للانتهاء من التقرير الهام.
لماذا يصعب علينا قول "لا"؟
حتى الأشخاص الأكثر استقلالية بالذات بيننا لديهم الرغبة في قبول مساعدة الأخرين، فالأمر يعود إلي غريزة البقاء الموجودة لدى البشر، ففي المراحل الأولى من تاريخ تطور البشر، كان كل فرد في المجموعة يعمل على دعم باقي أفراد المجموعة ويظهرون الولاء لبعضهم ويساعدون ويساندون بعضهم.
وبالتالي كانت "نعم" الخيار الأفضل لكل البشر بقبول مساعدة الأخرين، فهي كانت تعني "نعم سنساندك، نعم سندافع عنك، نعم للبقاء"، فهذا الخيار ساهم بشكل كبير في بقاء المجموعات البشرية والأفراد علي قيد الحياة.
اليوم يمكننا أن نعيش حياة استقلالية بشكل أكبر، ولكن الغرائز القديمة التي تعيش بداخلنا لا تزال قوية، إلي جانب ذلك فنحن لدينا الرغبة القوية في تكوين الروابط الاجتماعية وأن يكون لنا انتماءات، فنتعلق بالأخرين، وفي الغالب نحاول قبول ساعدتهم بقول "نعم" من أجل أن نكس محبتهم وودهم ونضمن بقائهم داخل حيز حياتنا اليومية، لأنك لو قلت لا فهذا ينقل شعور سيء عنك للأخرين وهو أمر لا يرغب فيه أحد على الإطلاق.
ثلثا الرؤساء التنفيذيين للبنوك في الشرق الأوسط يواجهون خطر فقدان وظائفهم !
سؤال واحد يصنع الفارق:
إذا، فما الذي يجب أن تفعله في مثل هذه المواقف؟ فأنت لا تريد لا وتدوس على مشاعر الأخرين، ولحسن الحظ هناك حل يخرجك من هذا المأزق.
بكل بساطة، عندما يطلب منك شخص ما المساعدة، اسأله "كيف؟"
هذه الطريقة تعد أقل أثرا وغلظة من قول "لا" ، فهذا السؤال لا يكسر الكبرياء الخاص بطالب المساعدة، كما أنه ينقل الكره في ملعب طالب المساعدة، فسؤال "كيف" يحمله المسئولية عن دوره في هذه العملية، فهو يجبر طالب المساعدة على توضيح ما يريده وحقيقة حاجته للمساعدة، فإذا وجدت أن طالب المساعدة لا يرغب في التفاعل أو لا يريد العمل معك على حل المشكلة ، فهذا سيسهل عليك الرفض بقول "لا" وسيرفع عنك الحرج، لأنك كشفت أمام طالب المساعدة أن المشكلة ليده هو وليست ليدك.
السؤال بكيف بدلا من منح إجابه ب"لا" تحمي كبرياء الشخص الآخر، وتحترم رغبتهم في طلب المساعدة، ويعزز الانتماء واحترام الذات، كما تحفاظ على شعبيتك بها وتحافظ على حب الأخرين لك.
فأنت لم تجاوب بالرفق، فالشخص سيفسرها على أنها سؤال ومحاولة للحصول على تفاصيل أكثر على كيفية تقديم المساعدة.
فسؤالك "كيف" يشجع الشخص الآخر على تولي المسؤولية عن الموضوع من خلال تحديد ما يحتاجه، حتى لو يكن متأكدا بعد أنه يحتاج تلك المساعدة، فطرح هذا السؤال يجبره على التفكير في الخطوات التي يجب اتخاذها من أجل تنفيذ المهمة، وهو ما سيجعل الشخص فعلا على دراية كاملة بالمهمة ويجعله ينظر هل فعلا هو في حاجه للمساعدة، أم أنه قادر على تنفيذها ولم يكن مدركا لذلك، وسيجعلك تكتشف ما إذا كان الشخص فعلا في حاجة للمساعدة، أم أنه كان يبحث عن من يقوم بتلك المهام بدلا منه فقط.
قدر وقتك، وارفض مساعدة البعض:
إذا قمت بالأمر على الطريقة الصحيحة، فإن رفضك لمساعدة بعض الأشختاص بعد اتباعك للخطوات السابقة، قد يكسبك المزيد من احترام الناس، فإذا تمكنت من وضع حدود واضحة، فإن الشخص الأخر سيدرك أنك لست من الأشخاص الذين يمكن الضغط عليهم واستغلالهم.
فعندما تعطي انطباعا من الثقة فالأخرين سيلتقطون ذلك منك على الفور، ففي مجال الأعمال عندما تقوم بالترويج لنفسك بأنك ترفض منح المساعدة للأشخاص المتغطرسين، فهذا يزيد الطلب على الحصول على خدماتك.
في المرة القادمة عندما يطلب منك أحد الأشخاص المساعدة في العمل، بدلا من قول "لا"، وجه له سؤال ب"كيف"، إنها بسيطة بشكل لا يمكن تصديقه، وهي طريقة تصلح مع الزملاء والأصدقاء والأقارب. فقط فكر دائما كم ستوفر من الوقت عندما تتوقف عن قول "نعم" لكل من يطلب منك المساعدة، ومنحها فقط لمن يستحق.