محمد التركي : اول شاب سعودي يقتحم اسوار هوليوود
عمر نصر-دبي:
عمل مع كبار نجوم السينما في هوليوود، مثل ريتشارد غير، وإيما روبرتس، وزاك إيفرون، طموحه السينمائي جعله يغامر ويقتحم أسوار هوليوود، ليثبت نفسه ويكون من أوائل السعوديين والقلة العرب الذين كان لهم موطئ قدم في بيئة تنافسية صعبة، جمع في مسيرته المهنية بين إنتاج الأفلام، وريادة المشاريع، كما أنّه ناشط في العمل الخيري، نجح التركي في مدّ الجسور بين الشرق والغرب، حيث في رصيده الإنتاجي حتى اليوم تسعة أفلام من بينها الفيلم الشهير "ما عرفته مايزي What Maisie Knew"، و"أربيتراج Arbitrage"، و"عالم للراشدين Adult World"، و"راقص الصحراء Desert Dancer"..
"الرجل" التقت المنتج السينمائي السعودي محمد التركي وكان لنا معه الحوار التالي:
1-حدثنا عن بداياتك ودراستك وذكرياتك مع السينما؟ رافقني شغف السينما طوال حياتي، وقد درست في جامعة ريجنت في لندن، وكنت منذ صغري ألتحق بالمدارس الصيفية وأنضمّ إلى دورات، التحقت مثلاً بدورة في (New York Film Academy)، وغيرها. درست فيها الإخراج السينمائي. وكنت أصور أفلاماً قصيرة خاصة بي. وعندما ذهبت إلى الجامعة، درست التواصل الإعلامي والسياسة. ولكنني عندما تخرجت، عملت في شركة والدي، في المجال النفطي.
2-لماذا السينما؟ وكيف تبلورت ونضجت فكرة عملك في هذا المجال ؟ كانت السينما هواية بالنسبة لي، لم أكن أفكر بالعمل في هذا المجال، ولكن عندما بدأت العمل في شركة "الروابي" في السعودية، جاءتني فرصة العمل على فيلم عن طريق زميلة كنت أدرس معها في لندن، اسمها زينة درّة. ما حدث هو أن والديّ كانا متفهمين جداً، ونصحاني بالمشاركة، وكانا يتوقعان للتجربة أن تفشل، وأن أعود إليهما وإلى السعودية خلال ستة أشهر، بعد أن أكون قد أشبعت فضولي ومغامرتي في أمر لن ينجح، لأكمل طريقي بعد ذلك في العمل العائلي والمجال النفطي، لكن هذا لم يحصل، والحمد لله فقد نجح الفيلم. وقد شارك الفيلم في مهرجان ساندانس Sundance 2010 وفاز بجوائز عدة. كما عُدّ أفضل فيلم في مهرجان وارسو السينمائي، وفي المهرجان السينمائي الآسيوي الأمريكي. وبعدها فتحت أمامي الأبواب، بدأت العمل خلال ثمانية أشهر على فيلم "أربيتراج" Arbitrage من بطولة ريتشارد غير Richard Gere، وانفتحت أمامي آفاق هوليوود.
3-أين تجد نفسك بعد سنوات؟ أتمنّى هذه السنة أن أبدأ بتنفيذ عمل مع شريكي أركادي، بحيث ننتج خمسة أفلام خلال السنوات الخمس المقبلة، بمعدل فيلم كل سنة، وحلمي، أن أصل إلى ما وصل إليه هارفي وينستين في هوليوود، وأن أكون أول سعودي في هذا المستوى من العالمية، لا أرى نفسي سوى في المجال السينمائي. ما إنتاجك أو فلمك الأقرب إلى قلبك؟ فيلم "أربيتراج" Arbitrage من أقرب الأفلام إلى قلبي، فهو بداية مسيرتي الفنية، والفيلم الذي اشتهر عالمياً، وحقق ما يزيد على 30 مليون دولار في شباك التذاكر بالسينما الأمريكية. أعدّ الفيلم رمزاً لي، خاصة أنه افتتح مهرجان أبوظبي السينمائي، حضر الافتتاح معي ريتشارد غير الذي جاء إلى أبوظبي، طُلب مني إلقاء كلمة الافتتاح، فصعدت مع ريتشارد غير إلى المسرح أمام جمهور محتشد، وتحدثنا، شعرت أنني حققت حلمي وأتيت بهوليوود إلى منطقتي؛ يحتل هذا الفيلم مكانة خاصة في قلبي.
4-ما طموحاتك في المجال السينمائي على الصعيد الشخصي؟ طموحاتي في المجال السينمائي، طبعاً أنا أرى السينما والأفلام كتسلية، فأهم شيء بالنسبة لي هو أن يتسلّى المرء عندما يذهب إلى السينما، وأن يستمتع، وفي الوقت نفسه، أحب أن أرسل الرسائل من خلال أفلامي. أفلامي الثلاثة التي عملت عليها، "أربيتراج" Arbitrage، و"بأي ثمن"At Any Price ، و"عالم للراشدين"Adult World ، كلها تبدأ بعد الأزمة المالية، سواء تدور أحداثها في وول ستريت أو في مزارع إلينوي أو في مدينة صغيرة في سيراكوز، نعم، أحب أن يتعلّم المشاهد شيئاً ما حين يشاهد أحد أفلامي، وطبعاً، أتمنى أن أعمل على فيلم عربي مشترك مع هوليودد لخدمة العالم العربي.
5-كيف تقييم السينما الخليجية؟ وكيف وجدت مهرجان دبي السينمائي؟ هذه هي السنة الثانية التي أحضر فيها مهرجان دبي السينمائي، واحتفالاً بعشر سنوات على المهرجان، كان من المهم جداً أن أكون هنا، لقد جاء افتتاح المهرجان بفيلم "عمر" فيلماً عربياً دعماً لنا نحن السينمائيين العرب. والسينما الخليجية تطورت، لقد عرض فيلم "وجدة" السنة المنصرمة في افتتاح مهرجان البندقية السينمائي، وحضرتُه للمرة الثانية في دبي، واشترته شركة "سوني بكتشرز" بالاشتراك مع "روتانا"، هذا يمثل في الوقت نفسه دعماً لنا، من الرائع أن تشاهد فيلماً سعودياً يدخل في سباق جوائز الأوسكار. والسينما الإماراتية أنتجت أفلاماً ممتازة أخرجها علي مصطفي ونواف الجناحي وعبدالله الكعبي. وأعمل حالياً مع علي مصطفى على فيلم نشترك في إخراجه. آمل أن يكون على مستوى عالمي.
6-ما حلمك بالنسبة للسينما في السعودية؟ وكيف تقييم أعمال الشباب السعوديين؟ تغيّرت السينما السعودية على يد المخرجة السعودية هيفا المنصور، حين فاز الفيلم بجوائز عدة في المهرجانات العالمية، وأوصل السينما العربية بالأحرى إلى المستوى العالمي المرموق، ودخل سباق أهم جائزة عالمية يتوق إليها أي سينمائي وهي جائزة الأوسكار. اشترت شركة "Sony Pictures Classics" حقوق توزيع الفيلم في أمريكا، وعرض الفيلم في أغلب السينمات العالمية. وفي الوقت نفسه، فإنّ الكوميدي السعودي فهد البتيري سوف يمثل في فيلمي الأخير "From A to B" من إخراج الإماراتي علي مصطفى، ونتنمى أن نكرر تجربة هيفا المنصور.
7-حدثنا أكثر عن صندوقك السينمائي من حيث الفكرة والطموح، ومن هو المستهدف؟ صندوقي السينمائي سوف يحثّ على تصوير خمسة أفلام هوليوودية كل سنة لمدة خمس سنوات، وباعتباري رجل أعمال فإن الأرباح تهمّني في مجال عملي، لكننا سنحاول بالطبع أن نخصص فيلماً واحداً على الأقل من هذه الأفلام كل سنة، كي يخدم وطننا العربي. هل يمكن أن نشهد في المستقبل مخرجين عرباً عالميين في هوليوود؟ بدأنا نشهد مخرجين عرباً عالميين في هوليوود. هيفاء المنصور، ونادين لبكي، والمرحوم مصطفى العقاد. كلهم مخرجون عالميون، وفي خطتي الكبرى أتمنى أن أدخل عالم الإخراج وأنضم إلى هذه القائمة ليس منتجاً فقط، بل مخرجاً عالمياً.
8-من هو ملهمك في السينما وفي الحياة؟ ملهمي في الحياة هو والدي، حفظه الله، عبدالعزيز التركي. طبعاً أمتلك الكثير من طباعه.علّمنا عمل الخير منذ الصغر من خلال مساهمته في الجمعيات الخيرية التي يرأسها، جمعية السرطان السعودية، سباق الجري الخيري السنوي، وغيرها من الجمعيات الخيرية. ولكن ما يعجبني في والدي أنه انسان متفهّم، عرف أنني أردت دخول مجال السينما، فشجّعني على ذلك. وكذلك فإن الوالدة تمثل مصدر إلهام لي، أطال الله عمرها. أهلي بشكل عام هم مصدر دعم أساسي بالنسبة لي. ومن المخرجين، أحب أعمال هيتشكوك، وديفيد لاينش، وفيديريكو فلّيني، وبيدرو المودوبار من إسبانيا، وستيفن سبيلبرغ، والقائمة تطول.
9-ما نصيحتك لطلاب السينما العرب؟ لا تستسلموا. ومادمتم تملكون حلماً، فحالوا الوصول إليه، والصبر طبعاً، أكثر ما أردده على مسامع الطلاب: من يصبر ينل، من الضروري للمرء أن يكون صبوراً وقنوعاً في عمله، وأنصحهم في الوقت نفسه أن يشاركوا في المهرجانات العربية، وأن يصنعوا أفلاماً قصيرة، وأن يحاولوا التعرّف إلى كل من يمكنه المساعدة على إثراء معلوماتهم ومعارفهم.
10-ما حدودك في السينما؟ أو هل هناك خطوط حمراء بالنسبة لك في أعمالك؟ حدودي في السينما هي أن أنتج أفلاماً مسلية، وفي النهاية، أنا رجل أعمال، أريد تحقيق الأرباح، أبحث عن السيناريوهات المسلية، عندي خطوط حمراء، فأنا لا أريد أن أنتج أفلاماً تتدخل بالدين أو السياسة، لا أريد العمل في مثل هذه الأفلام، دخلت عالم السينما من مدخل الفن وأنظر إليها من منظور التسلية. عربياً،
11-من المخرج الذي تفضله؟ طبعاً أحب أعمال المخرجة اللبنانية نادين لبكي، وأحب أسلوبها في تصوير الأفلام وأسلوب القصة الروائية التي تعمل عليها. فمثلاً فيلم "كراميل" وفيلم "وهلأ لوين؟" من أفلامي المفضلة التي شاهدتها في المهرجانات العالمية.
12-من هم النجوم الذين تطمح إلى أن تخرج لهم أعمالاً؟ نحن في صدد نقاشات لإخراج فيلم من بطولة ريان جوسلينغ Ryan Gosling ، وفي الوقت ذاته، أحلم بالعمل مع النجم جاك نيكولسون Jack Nicholson والنجمة ميريل ستريب Meryl Streep، لأنني أعتقد أن عملهم تحفة فنية متكاملة. ومن حيث المخرجون، لدي رغبة في العمل مع ورنر هرتزوغ وأمثال كوينتن تارنتينو وستيفن سبيلبرغ.