المصرفي البحريني عدنان يوسف: تنبّأت بالأزمة المالية ولم يصدقني أحد
البحرين- حامد الشهري
عندما يحدث خطبٌ جلل في المصارف العربية، دائماً ما تتجه بوصلة الصحفيين نحو المصرفي البحريني عدنان يوسف رئيس اتحاد المصارف العربية، حيث تترقب الأسواق حروفه، ويبني عليها المستثمرون آملهم، تجده أينما حل متأبطاً جهاز الآيباد وحقيبة السفر التي ترحل معه لمتابعة شؤون أكثر من 500 منشأة مصرفية منتشرة في ثلاث قارات تابعة لمجموعة البركة المصرفية، فيها مليار عميل، يصعب أن تجده في مكتبه لكثرة ترحاله، ولكن لا تجد صعوبة في مشاهدته في صالات المطارات يهم لاتخاذ وجهة سفر لمتابعة شؤون مصارفه.
دائماً ما يردد الصحفيون "وعند يوسف الخبر اليقين" بسبب القدرة الكبيرة لديه على تبسيط المعلومات المصرفية للإعلاميين وتذليلها، وطرحها بأسلوب يسهل تلقفه، تستهويه لغة الأرقام، فعندما يتحدث إعلامياً تكون لغة الأرقام طاغية في حديثة، لا يُشكل عليه التنقل بين
بساتين المال تجده تارة مصرفياً، وتارة محللاً مالياً، وتارة اقتصادياً ضليعاً في بحورها وخباياها.
يؤكد أن سر نجاحه في قيادة إمبراطورية مالية شاسعة الأطراف، هو أنه يثق بمن يضعهم في مناصبهم ويقدم لهم الصلاحيات المطلقة، بعد أن يرسم لهم السياسات العليا وخطة عملة السنوية، ولا يجعل أذنه تصغي لأحاديث الواشين، ولا يسمح بتخطي الموظف لمراجعة، لأن فيها عدم احترام لأشخاص أكبر منه قدراً في العمر والمهنية.
"الرجل" حاورت عدنان يوسف في مكتبه في مجموعة البركة في مملكة البحرين.
- هلّا حدّثتنا عن البدايات؟
ولدت في جزيرة المحرّق بمملكة البحرين عام 1958، من عائلة متدينة، وعشت في فريج الشيوخ في جزيرة المحرّق، ونشأت في عائلة ثرية كانوا نواخذة، وأسرتي كانت تتكون من 9 ذكور، ولم ينجب والداي أنثى. عشنا حياة تعتمد على التطوير والاعتماد على الذات، وكان بيتنا مقابلاً لمنزل الحاكم في ذلك الحين، وهو الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة الذي حكم البحرين بين عامي 1923 و 1942. كنا في منزل كبير يجمعنا ورغبة من والدي طلب شراء منزل حاكم البحرين في ذلك الحين، واشتريناه من ابن حاكم البحرين الشيخ دعيج بن حمد بن علي آل خليفة، وتزامنت هذه الفترة برغبة الشيوخ في الانتقال من المحرق إلى المنامة.
- كيف كانت حياتك الاجتماعية، خاصة أن جيرانك أبناء الحاكم؟
كانت العلاقة طبيعة جداً تسودها ألفة كبيرة؛ كنا نجتمع في الموائد وفي المناسبات ومرابع السمر، ويجمعنا التحدي في مباراة كرة القدم، حيث إن فريقي الذي ألعب به كان يضم الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة رئيس المستشفى العسكري والشيخ حمد بن عبدالله آل خليفة رئيس السلاح الأميري والشيخ إبراهيم بن خلفية آل خليفة وزير الاسكان السابق، كنا نلعب ولا فرق عندنا بين ابن حاكم أو محكوم، كانت حياة جميلة تغلفها المحبة منزوعة من الغل والتحاسد والتنافر.
ولم نكن تلك الفترة نفرق بين أبناء الشيوخ وأبناء الآخرين، بل إننا عندما نذهب إلى المدرسة وندرس في الفصول، لا يكتشف المدرس بأنه يدرس أحد أبناء الحاكم إلا من الاسم.
- هل كانت لديك هوايات رياضية؟
كنت في أيام الصبا ألعب في نادي شط العرب وكنت لاعباً مميّزاً، وكان أكثر ما يميّز النادي هو أنه يجمع ما بين الرياضة البدنية والثقافة، فتجد أحياناً الندوات والمحاضرات والمسرحيات تقام في النادي، وهذا عزز فيّ مقابلة الجمهور والتعامل معه، ورفع حالة الرهبة التي قد تقابلني أمام الحشود الكبيرة من خلال التعود على الوقوف على خشبة المسرح والقيام بأدوار مسرحية، وكان النادي مشهوراً ودائماً ما كانت تصلنا دعوات للعب مباريات من الكويت والسعودية والامارات، وسبق أن غادر أشقائي الذين يكبرونني للعب مباريات في السعودية، وكانوا يغادرون بواسطة "اللنجات" (نوع من القوارب) وفي إحدى المرات لعب النادي مباراة في المنطقة الشرقية، وكان متقدماً وحضرت شخصية كبيرة يبدو أنه كان أمير المنطقة في ذلك الحين، وطلب الفريق السعودي منا تغيير النتيجة حتى لا يقعوا في حرج حضور الأمير وخسارتهم المباراة وتم تلبية طلبهم حباً من النادي.
- كيف تنظر إلى منزلكم القديم والذي كان في ذلك الحين مزراً لكبار الشخصيات ؟
وزارة السياحة والآثار البحرينية قامت بتسجيل 3 مجالس في منزلنا الذي يزيد عدد غرفه على ثلاثين، ضمن الآثار البحرينية، وقد قام بعض المخرجين التلفزيونين بتصوير مقاطع من مسلسلات تحكي الماضي البحريني، ودائماً ما أشعر بالحنين إلى غرفه وممراته، فكل زاوية تذكرني بوالديّ وإخوتي؛ إنها فترة جميلة إلا أنه وحرصاً منا على عدم انقطاع زوّار مجلسنا، فإننا خصصنا يوم الجمعة لاستقبال الزوار وتجاذب أطراف الحديث معهم.
- ما الترفيه الذي كنتم تحصلون عليه في تلك الفترة ؟
كان والدي يكافئنا بأن نصيّف في البحرين، وكانت المصايف تتوزع في الجزر المجاورة لنا في ذلك الحين التي أصبحت في الوقت الحالي متصلة، وكان أهالي المحرق عادة ما يصيّفون في عراد وأم الحصى والجابور، التي هي حالياً ضاحية السيف، وكانت القضيبية مصيفاً شهيراً كذلك، وكنا نبني غرفاً لنا في المصايف من سعف النخل نجلس فيها بعض الأيام لتغيير الجو.
- أين كانت مراحل الدراسة؟ ومن أبرز المدرسين الذين لا تنساهم ؟
جميعها في جزيرة المحرّق، وكانت المرحلة الثانوية هي المرحلة الأبرز من حياتي وكنت أدرس في مدرسة أُسست عام 1919، وهي مدرسة حكومية وكانت أقدم مدرسة في البحرين، ولا أنسى معلمين لهم فضل في حياتي العملية، فقد درّسني أول حكم دولي خليجي في كرة القدم اسمه إبراهيم الدوي، والاستاذ خليفة الزياني وكان أفضل لاعب في منتخب البحرين في الستينات، والاستاذ أحمد الضاعن، والاستاذ محمد عبدالملك والاستاذ محمد العيد، وقد كنت موفقاً دراسياً في تلك المرحلة.
- من أين بدأت حياتك العملية؟
بعد تخرجي في الجامعة عام 1975، عملت في حبيب بانك، ولفترة بسيطة شهدت خلالها قيام الحكومة البحرينية بتأميم البنك. وفي عام 1976 اتجهت إلى بنك امريكان اكسبرس وعملت فيه. ركزت خلال عملي فيه على تمويل مشاريع في دول الخليج والسعودية تحديداً، التي كانت تمر بطفرة مشاريع كبيرة، فركزنا العمل هنالك. وكانت البنوك الامريكية لأول مره تحط قدمها في المنطقة العربية، بعدها انتقلت إلى المؤسسة العربية المصرفية التي أسسها الأب الروحي لي المصرفي الشهير عبدالله السعودي الذي كان له دور بارز في توسيع أعمال المؤسسة على الخارطة العالمية، وبناء كيان استثماري كبير يفاخر فيه، وعملت فيها نحو 20 عاماً وخرجت منها نائباً للرئيس التنفيذي عام 2000، تنقلت خلالها في عدد من المناصب الادارية والفنية، وكانت المؤسسة في ذلك الحين، تعدّ أكبر بنك على مستوى العالم العربي، وكان تسمى لكبرها وتوسّع أعمالها ورأس مالها الضخم "ستي بنك العرب". وأتى بعدها في الكبر البنك الاهلي التجاري السعودي.
- ما قصة دخولك إلى مجموعة البركة المصرفية ؟
بعد أن تقاعدت من المؤسسة العربية المصرفية، كانت لديّ الرغبة في الاستقلال والبحث عن مشروع والعمل فيه، إلا أن عرض الشيخ صالح كامل جعلني أغيّر مساري وأعود مرة أخرى للعمل في قطاع المال، حيث كان يرغب في إنشاء مجموعة تكون مظلة لجميع أعماله المصرفية المنتشرة في كثير من الدول. وكانت يريد ضمها تحت كيان واحد يحقق له أرباحاً مالية، ويسهم في تخفيف أعباء المتابعة عليه. ومن هنا نشأة فكرة إنشاء المجموعة وبدأنا العمل، وتم تعيين مجلس الإدارة ونحن حالياً لدينا أكثر من 500 فرع منتشرين في 16 دولة على ثلاث قارات ولدينا مليار عميل ويومياً تتصاعد أرباحنا وأعداد عملائنا.
قصتي مع وسائل الاعلام..
كنت في الفترة الماضية عندما تقلدت مناصب رفيعة في المؤسسة العربية المصرفية أتحدث كثيراً لوسائل الإعلام الغربية، ليس تجاهلاً لدور الإعلام المحلي، إلا أن شحّ الصحفيين المتخصصين في المال والاقتصاد لا يغريني في التعمق في الحديث عن الشأن المصرفي المحلي، إلا أنه في الفترة القريبة الماضية تبدل الحال بعد وجود صحفيين عرب لديهم مخزون معرفي عن المصارف يفاجئني أحياناً، وسعة اطلاع تدفعني إلى فتح ملفات اقتصادية شديدة العمق والدقة معهم. كما أن تقلدي رئاسة اتحاد المصارف العربية جعل هذا الحضور الإعلامي يكون مكثفاً عندما ألتقي الإعلاميين في المناسبات والمحافل المصرفية.
- ما سبب تميّز الفترة التي توليت فيها رئاسة اتحاد المصارف العربية بكثرة التواصل خارجياً؟
الخبرة السابقة لي في التخاطب مع الأجهزة الإعلامية الدولية ولدت لديّ قناعة بأن الصورة المصرفية الإسلامية في الغرب تحتاج إلى مزيد من التوضيح لرجال الأعمال الغرب والبنوك العالمية، وهذا جعلني احرص على عقد كثير من المؤتمرات والندوات في الخارج للتعريف الواقعي بالمصرفية الإسلامية وأبرز ايجابياتها. وقد نجحنا في تأسيس بنوك اسلامية في بريطانيا وألمانيا وألبانيا والبوسنة والهرسك واليونان وفرنسا ودول أخرى؛ كل هذا جاء بعد التواصل الشفاف في تلك الدول.
تنبأت بوقوع الازمة العالمية قبل اشهر
علمت بأن هنالك أزمة مالية ستحدث ولكن ليس بالمستوى الذي وصلت إليه، بعد اطلاعي خلالي خبرتي المصرفية على كثير من التعثرات المالية في آسيا، وأمريكا اللاتينية، وبعض الدول الأوربية، والمنطقة العربية، عندما شاهدت النمو الكبير غير المبرر في الاقتصاد العالمي تلمّست وقوع المشكلة، والارتفاع الكبير في أرباح الشركات المالية، فليس كل نمو إيجابياً، أيقنت بحدوث المشكلة، وقد ذكرت هذا الحديث وهذه التوقعات خلال أحد المؤتمرات المالية في فرنسا، وقلت هذا الحديث إلى مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، وفوجئت بوقوع المشكلة بعد أشهر من حديثي لها.
وأتوقع أنني لست الوحيد الذي تنبّأ بوقوع مثل هذه المشكلات، فهنالك اقتصاديون لديهم القدرة الكبيرة على قراءة الاحداث بشكل مميّز، إلا أنهم كانوا لا يفضلون الحديث في الاعلام، وبعضهم متحفظ في إبداء هذه الهواجس، والبعض الآخر يخشى من ردة فعل الجمهور واتهامهم له بالتضليل وخلق حالة هلع داخل الأسواق فيفضل السكوت.
- ما رأيك بالاعلام الاقتصادي، بوصفك رجل اقتصاد؟
قد أصدمك بحديثي هذا، ولكن الحقيقة أنه أحياناً ما يكون منحازاً، فهنالك الكثير من الدراسات المالية تتجاهلها بعض القنوات المؤثرة، وتحاول البعد عن إثارة الأسواق وبثّ حالة الهلع، وهذا حدث في الأزمة العالمية، فكثير من القنوات العالمية، أخفت بعض الحقائق إلا أن الأمور تكشفت بشكل كبير، وفي المقابل تعامل الإعلام في أزمة الديون لدبي بكل "خبث"، حينما انقضّت القنوات وذكرت معلومات مضللة منافية للحقيقية، وقامت بخلط المعلومات، حيث ساوت بين الدين العام والدين الخاص في الشركات التي تمتلك فيها حكومة دبي جزءاً، وأخذت الدين كما هو كتلةً واحدة بالمبلغ وليس بفترة سداد الدين - استحقاق الدفع - فالإعلام أوهم المتلقي بأن حكومة دبي لديها ديون قد حلّت وقد تسبّب كارثة، ما انعكس على انخفاض أسعار العقار وانهيار في بعض المؤسسات المالية في ذلك الحين. ومصداقاً لحديثي نحن الآن نشاهد دبي تقف شامخة دون أي تأثّر.
- أنت سليل عائلة انخرطت بالعمل في المؤسسات المالية؟ لماذا هذا التخصص تحديداً؟
أنجبت والدتي وهي تنحدر من أصول بدوية، تسعة أبناء ذكور، خمسة منهم يعملون مديرين لمؤسسات مصرفية ومالية داخل البحرين وخارجها، وأربعة رجال أعمال. كما أن زوجتي كانت تعمل معي في إحدى المؤسسات المصرفية وتزوجتها، وبعدها هجرت العمل المصرفي وتفرغت لتربية الأبناء. كما أن الله تعالى رزقني بنتين وكلتاهما تعمل في الحقل المالي؛ فنحن عائلة تشربت المال والأرقام.
- كيف تقضي يومك بين عائلتك؟ وهل أنت مقصّر معهم ؟
لك أن تتخيّل بأنني أسافر 20 يوماً في كل شهر، أكون فيها خارج منزلي أتنقل بين 16 دولة فيها فروع مجموعة البركة أتابع الأعمال وأراقبها وأسعى إلى تطوير واستحداث منتجات تسهم في رفع أرباح المجموعة بمساعدة زملائي، وتعزز ثقة المسؤولين ومجلس الإدارة بأدائي، وهذا ينعكس على عدم قدرتي على البقاء مع اسرتي أوقاتاً طويلة، ولكن زوجتي لها فضل كبير في تربية بنتيّ ليلى وعائشة. ورغم أنني كنت آمل بأن أقضي معهما أوقاتاً ممتعة وألاعبهما وهما صغيرتان، فإن ظروف عملي منعتني أو قللت ذلك. وأطمح إلى أن أعوض ذلك مع حفيدي القادم قريباً، وباقي الأحفاد.
اطول اجازة في حياتي كانت 10 ايام
أنا لا أسافر للسياحة في الخارج، كما أنني لم أحصل خلال فترة عملي التي أستمرت نحو 25 عاماً على إجازة تزيد على 10 أيام متواصلة، وفي حالة شعوري بملل الأسرة، فإنني اصطحبهنّ معي في رحلات العمل التي لا تنتهي حتى اخفف تقصيري معهنّ، وأنا من أشد الرافضين لقضاء إجازات في دول أوروبية بميزانيات مرتفعة وأعدّه من الإسراف غير المبرر، فأعجب من كثير عندما يحجزون في أفخم الفنادق ويصرفون الملايين؛ أليس الفقراء أحق بها؟ أنا لا أبذخ خلال رحلات سفري مع العائلة.
- تدير مجوعة البركة المصرفية صاحبة الانتشار الدولي الواسع،، كيف نجحت في إدارته؟
العمل مع الشيخ صالح كامل يتطلب مزيداً من الحرص والكفاءة، فهو رجل أعمال تشرّب الحرفة المصرفية ويتقنها ويفهم دهاليزها، وهذا يدفعني إلى مضاعفة جهدي في تقديم رؤية مصرفية مقنعه له، كما أن انتشار المصرف الدولي يجعلني أدير أعمالهم في لحظة، فتجدني أعمال في المطارات وفي الطائرة وجلسات السمر والمنزل ومكتبي؛ فأنا أمارس عملي بين السماء والأرض، ولي الآن نحو 10 أعوام وأنا أعمل مع الشيخ صالح كامل؛ والمجموعة في تصاعد ونموّ مستمرين والحمد لله.
- دائماً ما يكون هنالك شخصيات تؤثر في حياة المتميّزين، من الشخصيات التي أثرت فيك؟
بداية لا أنسى فضل معلمي الاستاذ عبدالله عمار السعودي المصرفي الليبي الشهير، وهو أول من أخذ بيدي في دروب المصارف ودعمني، وعملت معه قرابة 20 عاماً، نهلت منها العديد من المعارف التي عززت مقدرتي في الفترة الحالية. ورغم أنه شخصية مصرفية مرموقة ويشغل حالياً منصب الرئيس التنفيذي لشركة ASA للاستشارات، فإنه كان لا يتورع عن الحديث معي بكل تواضع، خلال بداياتي المهنية المؤسسة العربية المصرفية قبل نحو عشرين عاماً، وكانت أذني صاغية له، فخلال الاجتماعات أتسمّر على كرسيّ أرقب نظراته وتعبيرات وجهه وأبرز النقاط التي يركز عليها، ولهذا أفتخر بأني كنت تلميذاً نجيباً في مدرسة عبدالله السعودي.
وقد تولى هذا الرمز المصرفي رئاسة البنك العربي الليبي الخارجي من 1972 حتى 1980، وتمكن خلالها من تأسيس فروع لهذا البنك على مستوى العالم. وقد عمل مع البنك المركزي الليبي مسؤولاً عن تأميم البنوك الاجنبية في ليبيا. وتم اختياره من قبل كل من البنك الدولي وصندوق النقد "الشخصية المصرفية الاكثر ابتكاراً" في عام 1980، وهى جائزة معترف بها من قبل جامعة جورج تاون، ونال جائزة الشخصية المصرفية في عام 1991، وكان أول شخصية تنال جائزة "الشخصية المصرفية العربية" في عام 1993، من قبل اتحاد المصارف العربية. كما نال جائزة افضل شخصية مصرفية في عام 1991، من قبل الجمعية المصرفية العربية الاوروبية.
كما أن هنالك شخصية أخرى أثرت فيّ وهي الشيخ صالح كامل الذي كنت دائماً ما أسمع منه عبارة "إعمار الأرض"، وكانت تمرّ أمامي دون أن انتبه إلا أنه استوقفي في إحدى المرات، وقال نريد من خلال مصرف البركة أن نعمّر البلد والولد؛ لا نريد أن نستفيد نحن دون غيرنا، نريد أن يكون المصرف مدراً للوظائف التي تحقق للبشرية الأمان الوظيفي والمعيشة الكريمة وتقيهم الفقر، وتسهم في تطوير قدراتهم وهذا انعكس تماماً على أعمال المجموعة والتي يعمل فيها أكثر من 10 آلاف موظف حول العالم، نسعى من خلالهم إلى إعمار الأرض.
- ترأست اتحاد المصارف العربية لدورتين على ماذا ركزت بها؟
حرصت على دعم الروابط وتوثيق أواصر التعاون بين المصارف العربية وإبراز كيانها العربي تحقيقاً لمصالحها المشتركة، وتطوير العمل المصرفي والتمويلي في الدول العربية، وزيادة فعالية الدور الذي تقوم به المصارف ومؤسسات التمويل العربية في دفع عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وركزت على أن يكون الاتحاد سنداً أساسياً وحقيقياً للعمل الاقتصادي العربي المشترك، وحجر الأساس في عملية بناء التعاون المصرفي وتطويره، ووضعه في خدمة أغراض التنمية المصرفية والمالية والاقتصادية على كامل مساحة الوطن العربي، وتعزيز شبكة من العلاقات الاستراتيجية مع كبرى المؤسسات المصرفية والمالية المنتشرة في دول عربية أخرى، بحيث يتعاون الاتحاد معها لتوفير خدماته المتنوعة للقطاعات المصرفية في هذه الدول الأعضاء.
- من هم أعضاء اتحاد المصارف العربية ؟
يضم الاتحاد حالياً أكثر من 320 مؤسسة تشتمل على أبرز المؤسسات المصرفية والمالية العربية وأكبرها. وهذا يجعل الاتحاد أكبر تجمع مصرفي ومالي في المنطقة. وأعضاء الاتحاد فئتان: الأولى تضم الأعضاء العاملين، وتشمل المؤسسات المصرفية وصناديق التنمية العربية والمصارف العربية ـ الأجنبية المشتركة، وشركات وهيئات ومؤسسات التمويل والاستثمار العربية. والفئة الثانية تضم الأعضاء المراقبين وتشمل المصارف المركزية والاتحادات والجمعيات المصرفية العربية، والمصارف والمؤسسات المالية العربية المشتركة التي تقل نسبة المساهمة العربية فيها عن 51% وبحد أدنى 25%.
هل تمنيت يوما ان تكون ثرياً؟
لو يعود بي الزمن إلى الوراء، لما اخترت مهنة المصرفي وكنت سأتجه إلى الطب أو الهندسة، لأنني أعشق أن أكون لصيقاً بالناس وأتلمّس احتياجاتهم وهمومهم، أما المال فهو أمر لا يهمني كثيراً، مازلت أتذكر ما كان يقوله لي والدي رحمه الله، وهو يذكرني بالزهد: "إذا نظرت إلى أن المال الذي تملكه هو مالك، فسوف يتعبك، ولكن إذا نظرت إلى أنه مال الله وأنه تعالى استخفّك فيه، فسينوبك الاجر والثواب والبركة ودعاء الناس.