مفاتيح ملموسة بديلاً لكلمة سر الكمبيوتر
الرجل-دبي: يتصادف في كثير من الأحيان أن ينسى المرء كلمة السر التي تشغل جهاز الكمبيوتر خاصته أو هاتفه النقال أو أي برامج أخرى. ولتسهيل معالجة الأمر، طورت كبرى شركات البرمجة مفاتيح مادية، كالتي تستخدم لفتح السيارة أو المنزل ليتم استخدامها للدخول إلى البرامج والأجهزة الإلكترونية بدلاً من كلمة السر، وتتطلع غوغل إلى تفعيل هذه الخدمة قريباً. وذكرت مجلة "نيو ساينتست"، في تقرير لها نشرته حول هذا الموضوع، أخيراً، أن كلمة السر "123456"، ما تزال أكثر الشيفرات شيوعاً حتى الآن، على الرغم من بساطتها، مشيرة إلى أن الكثير من الأشخاص يستخدمون كلمة السر ذاتها لفتح أكثر من برنامج أو جهاز، وذلك لصعوبة تذكرهم كلمات سر عديدة في الوقت ذاته. وبينما يستخدم العاملون في شركة فيسبوك مفاتيح مادية لتفعيل حساباتهم الإلكترونية ومختلف البرامج الأخرى، تخطط شركة غوغل تفعيل هذه الخاصية العام الجاري. وقد تكون هذه المفاتيح عملة رمزية خاصة تؤدي الغرض نفسه. غوغل 2014 وتسعى شركة غوغل إلى جانب شركات أخرى تقديم خدمات الشراء الإلكتروني أو فتح حسابات على الإنترنت لتعزيز خواص الأمان عبر استخدام عنصرين للتثبت من كلمة السر. فإذا دخل شخص ما على حسابه الخاص من جهاز كمبيوتر ليس له فستطلب منه غوغل إدخال معلومات إضافية للتأكد من هويته. وقد تكون هذه المعلومات رمزاً مُعيناً يُرسل كرسالة قصيرة إلى الجوال. ويتوقع الخبراء في شركة البحث العملاقة أن تكون المفاتيح المادية قريباً جزءاً من هذه العملية. وتجري غوغل حالياً تجارب على بطاقة تشفير خاصة تسمى "يو بي كي"، يتم إدخالها في ناقل البيانات الـ"يو أس بي"، لتحاكي بذلك طريقة إدخال كلمة السر عبر لوحة المفاتيح. وفي شركة فيسبوك يستخدم جميع العاملين بالفعل بطاقات كهذه. ويقول جون فور فلاين، أحد مهندسي خواص الأمان في الشركة إن النظام يقدم أسهل طرق تفعيل البرامج، مضيفاً "نحن نراقب أحدث التقنيات في هذا المجال، وخاصة تلك المتعلقة بدخول الكمبيوتر واستخدام المفاتيح المادية هو أحد هذه التقنيات". وعلى الرغم من صعوبة تقليد بطاقة التشفير "يو بي كي"، التي تستخدمها شركة فيسبوك، إلا أن ذلك احتمال وارد. من جهتها طورت شركة "فيرايو"، مفاتيح خاصة على شكل عملة رمزية تعتزم طرحها بالأسواق في أبريل المقبل، مطلقة عليها أسم "أوبال"، حيث استغرق العمل على إنتاجها في شكلها النهائي عقداً من الزمان، بذل خلاله الخبراء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، جهداً مميزاً وعلى رأسهم الباحث سيريني ديفيدز. ويوضح الأخير أن خواص المفتاح الفريدة من شأنها توليد إشارة كهرومغناطيسية تمر عبره لفتح الجهاز بشكل يصعب تقليدها. ويشبه شكل وحجم العملة الرمزية هذه الصابون الموجود في الفنادق. وتحتوي العملة على رقاقة صغيرة بها عيوب صغيرة تنشأ أثناء تصنيعها وتكسبها خواص مميزة ونادرة. ويمكن تشغيل بطارية العملة الرمزية بهزها. وبهزها مرة أخرى يتم شبكها مع جهاز الكمبيوتر أو لوح الأي باد عبر البلوتوث. ويقول توني لو فيرغر، مدير الاستراتيجيات في الشركة إنه: "طالما أن جهازك لا يبتعد أكثر من 3 أقدام من العملة الرمزية فيمكنك فتحه بطريقة سهلة، وقد لا تتنبه إلى أنه يتم تفعيل عنصري حماية". ويقرأ الكمبيوتر إشارات البلوتوث المنبعثة من العملة الرمزية، ويطابقها مع المعلومات المخزنة، فإذا تساوت يُفتح الجهاز. درجة الأمان وتؤكد شركة "فيرايو"، أن درجة الأمان في جهاز "أوبال"، تفوق تلك الموجودة في بطاقة التشفير الخاصة "يو بي كي". وفي هذا الصدد يقول ديفيد مراهي، رئيس مكتب التكنولوجيا في الشركة إنه: "لا يوجد مفتاح سري يمكنه مهاجمة أو انتزاع المعلومات من العملة الرمزية". ويستخدم النظام الموجود في المفتاح الضوء المُنعكس عن البلورات السائلة، والتي توفر عشوائية أكثر من الرقاقة السليكونية، الأمر الذي يُصعب تقليدها. وتعمل الشركة حالياً مع شركات يابانية لإدخال هذه التكنولوجيا في أجهزة الهاتف النقال، وإتاحتها في الأسواق. ولكن السؤال المطروح هو ماذا يفعل المستخدم في حال أضاع المفتاح؟ شركة "فيرايو"، تطمئن المستخدمين بقدرتها على إيقاف عمله، وبالتالي حماية ممتلكات المستخدم من السرقة.