الاعلامية رشا قندي: عقلية الرجل أقرب إلى عقليتي
الرجل- دبي:
قد يختلف مفهومها في تعريف كلمة رجل عن مفهوم البعض. فالرجولة بالنسبة لها ليست صفات تشريحية، وإنما سلوك يكتسبه المرء ويربى ليكون أهلا له. فليس كل الذكور رجالا. بالتالي ينبغي أن يكون الرجل رجلا كي يستفزها ويحتفظ باهتمامها واحترامها.. فالرجل الحقيقي يشكل تحديا بالنسبة لها انها اعلامية لامعة هي رشا قنديل مقدمة برنامج نقطة حوار في قناة بي بي سي العربية ، "الرجل" التقتها وكان الحوار الصريح:
في البداية ماهي علاقتك بالرجل؟
في مجتمعاتنا المرأة القوية “مسترجلة” وإن كنت أكره التنميط. أنا شخصيا أحترم الرجل. وأعتبره شريكا مهما في حياتي. وأحيانا خصما أحترمه، فقط لو كان على مستوى هذه الندية أو الصداقة أو الحب أو الخصومة. معظم من أثروا في حياتي إيجابا كانوا رجالا. الطريف أن من أثروا سلبا لم أعد أتذكرهم لأنهم غير أهل للتحدي، وليس سرا أن معظم أصدقائي رجال. عقلية الرجل أقرب إلى عقليتي وإن كنت أحترم جدا السيدات القويات.
من هو الرجل صاحب الاثر الاكبر في حياتك؟
عمي رحمه الله لأنه كان صديقي ومن بعده أستاذي رحمه الله الأستاذ حسن أبو العلا. هذان الرجلان أثرا في حياتي بدرجة كبيرة. فالأول قدم لي الصديق منذ سن صغيرة والثاني علمني الكثير وكان له الفضل الكثير فيما وصلت إليه إن كنت وصلت إلى شيء وكان له عظيم الأثر في أسلوبي في إدارة الحوارات وتخطي حاجز الرهبة الذي بدأت به عملي في بي بي سي نظرا لكوني صغيرة السن وفتاة وسط فطاحل الإذاعة العريقة في أوج نجاحها لكن أستاذي تبناني وشجعني كثيرا وتلمس في شخصيتي قوة وحجة شجعتني وأصقلت شخصية المرأة القوية في كل ملامح شخصيتي المهنية بدءا من صوتي وحتى أدائي وأسئلتي وطريقة إدارتي لحواراتي.
انت اليوم احد وجوه بي بي سي اللامعة ما الذي قادك الى هذا المجال ومن اين كانت البداية؟
أشكركم، البداية كانت من أمي فهي كانت من لمس في حب الكتابة والموسيقى والأدب واللغات. هي من سيدات التربية والتعليم وشجعت كثيرا اهتمامي بكل هذه المجالات. اهتمت بقراءاتي وشجعت محاولاتي الصغيرة منذ سن مبكرة. بعد ذلك شجعتني على الالتحاق بالعمل الإعلامي وبالفعل تقدمت للعمل بالإذاعة المصرية في سن الحادية والعشرين. عملت كمذيعة للأخبار أمام العمالقة الأستاذ محمود سلطان رحمه الله والأستاذ إكرام شعبان والأستاذة عائشة ابو السعد وسعدت بتعلم الصحافة من الأستاذ محمد السعيد فائق وكنت محظوظة جدا. ثم تقدمت في عام ٢٠٠٣ للعمل بمكتب هيئة الإذاعة البريطانية بالقاهرة والتقيت بالأستاذ حسن ابو العلا ومن هنا كانت البداية الصحفية الحقيقية بعد أن كانت البداية الإذاعية بالإذاعة المصرية.
حالياً ماذا يعني لك العمل الإعلامي، هل هو حرفة اعتدت عليها ام هواية تمارسينها باحتراف؟
العمل الإعلامي بالنسبة لي وسيلة وليس غاية. فحلمي لن يتوقف هنا. أعتبر العمل الإعلامي خطوة على طريق مساعدة الآخرين للوصول إلى الحقيقة والنهوض بالمجتمعات. حلمي التالي هو العمل العام والتطوع في إحدى منظمات الأمم المتحدة أو المنظمات المدنية غير الربحية حينما أتمكن من ذلك للمساعدة أكثر في الوصول إلى أصحاب القصص على الأرض وقد تمكنت من ذلك بعض الشيء في عملي الميداني في مخيمات اللاجئين ومواقع الحروب ونقاط الربيع العربي الملتهبة إلى آخره.
ما المواقف التي غيّرت من قناعاتك أو أثرت فيك بشكل كبير؟
أعترف أنني شخصية معقدة ومن الصعب جدا تغيير قناعاتي. منذ سن صغيرة علمتني القراءة ومتابعة البشر ألا أصدر أحكاما على أحد وأن أتعلم من التجربة الإنسانية دون تصنيفات أخلاقية. لكن تجاربي أنا الشخصية أثرت في بشكل كبير وتعلمت الكثير مؤخرا. بعض قناعاتي ترسخت في الواقع عن ازدواجية المعايير في مجتماعتنا وتظاهر قطاعات كبيرة منا بما ليس فيها. سيما ظاهرة التدين وادعاء الأخلاق. لو تخلصنا من هاتين العادتين المكتسبتين البغيضتين صرنا في مكان أفضل. لكنني مؤمنة بالتغيير ودائما لا أفقد الأمل. شخصيا أؤمن بأنه واجب واجب أن نتفائل وأن نعمل وأن نكون أمينين مع أنفسنا أولا كن نكون أمينين مع غيرنا.
وانت تقدمين برنامج سياسي (نقطة حوار) لنتفترض انك تعرضت لاهانة ما من قبل ضيف او متصل كيف تتعاملين معها؟
مهنيا وشخصيا أعتقد أنني لا أسمح أن أوصل نفسي لمرحلة التجاوز الذي قد يوصل إلى الإهانة. أحيانا يستكبر البعض خصوصا المسؤولين أن توجه إليهم أسئلة مباشرة أو أن يقاطعوا لإعادتهم إلى مسار الحوار لكنني الحمد لله أتمكن من استدراك الأمر والرد بشكل مهذب وحاسم يعيد الأمور إلى السياق اللائق. في النهاية لا أحد فوق المساءلة الإعلامية طالما اللياقة المهنية متبعة ولا خروج عن حدود المهنية .
عندما يتناقض ما تقدمين مع قناعاتك السياسية او اي قناعات اخرى فلمن تكون الغلبة؟
أفصل تماما بين قناعاتي السياسية وبين عملي ولدي خبرة تقارب الخمسة عشر عاما تدربت خلالها على هذا الفصل. في النهاية أنا على قناعة أنا مؤسستي تتيح لي العمل بحرية ومهنية وأنها لا تفرض أبدا أحندة سياسية في أي اتجاه. المسألة صعبة طبعا في تغطية الأحداث في مصر ولكن في النهاية هناك قواعد مهنية وميثاق شرف نحتكم إليه وهناك ضمير شخصي يحكم الأداء.
ما الذي تعنيه "بي بي سي" في حياتك وما برامجك التلفزيونية المفضلة ؟
بي بي سي هي تقريبا ثلثي سيرتي الذاتية. هي المدرسة الثانية التي أصقلت ما تعملته في مدرستي الأم الإذاعة المصرية وإلى جانبها تمكنت من إدارة عدد من المناظرات في Front Line Club و LSE إضافة إلى عملي لسنتين مع الخدمة العالمية في بي بي سي بعدما قدمت استقالتي من بي بي سي العربية بين عامي ٢٠٠٥ و٢٠٠٧ قبل أن اعود إليها صحفية أولى براديو بي بي سي ثم لألتحق بتلفزيون بي بي سي في ٢٠٠٩. برامجي المفضلة الآن هو برنامج همزة وصل لأستاذي محمود المسلمي وبرنامج صندوق النغم للأستاذة ناهد نجار وبرنامج صديقتي ملاك جعفر بلا قيود.
من هم الشخصيات الذين التقيتهم وأجريت حوارات معهم، وتركوا بصمة في مسيرتك؟
د. مصطفى محمود وكان ذلك في عام ٢٠٠٢ وكذلك د. نوال سعداوي ودكتورة إليدا جيفارا ابنة الزعيم الكوبي الراحل تشي جيفارا إضافة إلى معظم رجالات الصف الأول والثاني من السياسيين الحاليين في مختلف أنحاء العالم العربي والشرق الأوسط وبعض المسؤوليين الغربيين وسياسيي الكتلة الشرقية.
هل ترين بأن المرأة العربية حصلت أخيراً على حقوقها امام الرجل، أم ان الطريق طويل ؟
الحقوق تؤخذ ولا تمنح. بالتالي إذا لم تحصل المرأة العربية أو غيرها على كامل حقوقها فلا تلومن إلا نفسها. المرأة العربية بدأت طريق الحصول على حقوقها قبل مثيلتها الغربية بعقود. الحركة النسوية في مصر مثلا بدأت قبل بداية العشرينيات بينما مثيلتها بدأت في أمريكا وأروبا بشكل ملحوظ بعد ذلك. الطريق طويل لأننا للأسف نسير للوراء والسبب في التدهور هو المرأة ذاتها. معظم الإخفاقات التي صابتنا جاءت من تنازلات وجرائم ارتكبت من قبل سيدات في حق سيدات. لكن على الرغم من ذلك هناك سيدات كثر يرفعن الرأس ويحققن انتصارات كل يوم ويثبتن أن الحقوق لا تجتزأ والانتصارات الشخصية والمهنية تصب في النهاية في منبع العمل العام والحقوق الجمعية للمرأة.
أين تجدين نفسك مستقبلاً، في برامج اخرى أم لديك طموحات خارج المجال الإعلامي ؟
أجد نفسي في مجال العمل العام وأحلم ببرنامج جديد أعمل على فكرته حاليا ولكن سأبقي الإعلان عنه لحينها.
ما هي الخطوة القادمة في حياتك المهنية وهل تشعري بانك لااضية عن وضعك الحالي؟
الخطوة القادمة مهنيا هي المزيد من التفرغ للكتابة وتقديم البرامج الحوارية لأنني أعتقد أننا بحاجة ماسة للمزيد من البرامج التي تقدم للمتلقي صورة أوضح عن مسؤوليه وعما يمكنهم أن يقدموا بالفعل على أرض الواقع لا ما يقدموه من وعود فقط.
حدثينا عن العائلة في حياتك؟ الام الاب الاخوة الزوج ان وجد؟
عائلتي مصرية أصيلة. والدي يعمل بالمحاماة ووالدتي على المعاش وكانت من سيدات التربية والتعليم لدي أختان إحداهما درست المحاسبة ولديها طفلان والأخرى موسيقية ومدرسة مسرح محترفة. غير مرتبطة حاليا ولدي الكثير من الأصدقاء.
ما هي اصعب لحظة واجهتها على الهواء مباشرة؟
لحظة إعلان تنحي الرئيس السابق حيث كانت أول لحظة لي على الهواء من القاهرة فور وصولي يوم ١١ فبراير ٢٠١١ وطبعا كان يتعين علي أن أحافظ على رباطة جأشي وطبعا تمكنت من ذلك وأدرت الحوارات بشكل مهني.
ما هي هواياتك؟
القراءة الصوفية والتجوال الجبلي والموسيقى الصوفية وقيادة السيارات.
حلم تحقق واخر لم يتحقق؟
أحلامي معظمها أحلام عامة ومعظمها لبلدي. لازلت أحلم ببيت لكل طفل شوارع وبعيش كريم لكل أسرة مصرية وبكرامة لكل مواطن. أحلم بالأمان لنفسي ولكل من أحب وبأن أظل متسقة مع نفسي وأمينة مع نفسي ومن حولي.
متى تنامين وانت في قمة السعادة؟
حينما أعتذر لشخص تسببت له في ألم أو أجعل شخصا يبتسم.