لاعتكاف بلا مشاكل صحية.. نصائح عليك اتباعها
الاعتكاف سنة نبوية، يقضي فيها المسلم فترة يتفرغ فيها كلياً للعبادة في المساجد، لا سيما في العشر الأواخر في رمضان.
هناك إختلاف بين العلماء حول مدة الإعكتاف فوفق اللجنة الدائمة للإفتاء وفي حال لم يكن المعتكف قد عقد النية للعشرة الأواخر فإنه يحق له تحديد المدة التي تناسبه. في المقابل هناك فئة من العلماء تؤكد أنه لا يجب أن تكون أقل من ثلاثة أيام. وبعيداً عن الإختلاف في التفسيرات بين العلماء هناك الفئة التي تعتكف في العشر الأواخر في رمضان وعليه فهي تمضي فترة طويلة داخل المسجد.
للإعتكاف فوائده النفسية العديدة، لانه قائم على تطهير النفس والتقرب من الله، ولكنه في المقابل منهك جسدياً، وفي أطار حملة #رمضان_سيجعلني_أفضل، إليك مقاربات خاصة تساعد المعتكف على المحافظة على قوته كي يتمكن من إتمام إعكتافه على أكمل وجه.
اختيار المسجد
عند اختيار المسجد الذي ستعتكف فيه حاول أن تختار مسجداً بتهوئة جيدة وحاول قدر الإمكان الإبتعاد عن المساجد التي يكتظ فيها المعتكفين. فحينها لن يمكنك التعبد كما تريد، كما أن الحشود يمكنها أن تثير التوتر عند البعض. الإكتظاظ أيضاً يعني أنه لن يمكنك إختيار بقعة مناسبة ومريحة، وبالتأكيد لن يمكنك القيام بالنصائح التي سنذكرها لاحقاً.
وضعية الجسد
يجب إختيار وضعية جسد غير منهكة. هناك الكثيرين الذي يقومون بإحناء ظهورهم الى الامام خلال تلاوة القرآن أو قراءة الأدعية. هذه الوضعية وخصوصاً خلال ساعات الصيام يمكنها أن تجعلك تشعر بالدوار أو على الاقل بضبابية دماغية.
هذا بالطبع بالإضافة الى آلام الظهر والكتفين. إن كان بالامكان الجلوس بشكل مستقيم فعليك القيام بذلك، اما إن لم يكن بالإمكان القيام بذلك فعليك إسناد ظهرك الى الحائط أو أي من عواميد المسجد لضمان إستقامة عمودك الفقري. بعض المساجد توفر وسائد يمكنها ان تتخذ شكل الكراسي وهي مثالية لتحقيق وضعية جلوس مريحة.
تبديل وضعية الجلوس
حاول تبديل وضعية جلوسك بين حين وآخر كي تخفف من الضغط الذي تضعه على عمودك الفقري ولتنشيط الدورة الدموية. الجسد «ينطفئ» عند الجلوس لفترة طويلة وهذا الإنطفاء يجعله يبطئ من وتيرة تنظيم معدلات السكر في الدم ما قد يجعلك تعاني من إنهباط حاد في السكر كما أنه يؤثر على ضغط الدم خصوصاً خلال ساعات الصيام.
التريض قليلاً
يجوز للمعتكف أن يتجول داخل المسجد أو في باحته شرط عدم الخروج منه وذلك لا يبطل إعتكافه. لذلك إحرص على أن تقوم بالتريض بمعدل كل ساعة أو ساعتين كي تنشط الدورة الدموية وتتنشق الهواء النقي ولإستعادة نشاطك.
نوعية طعام الإفطار والسحور
تناول الطعام في المسجد جائز ولكن في حال لم يكن هناك من يمكنه أن يجلب لك الطعام فالخروج من المسجد لا يبطل الإعكتاف. الوجبات يجب أن تكون خفيفة لكنها مغذية في الوقت عينه. الأطعمة الدسمة يمكنها أن تجعلك تشعر بالنعاس كما أنها تضاعف العطش وبالتالي ستجد نفسك تتناول الكثير من الماء ما قد يرغمك على إبطال الوضوء بشكل متكرر. حاول أن تتناول الخضروات والفواكه التي تحتوي على كميات كبيرة من الماء لانها ستزودك بما تحتاج اليه من ترطيب من دون خلق الحاجة للتبول بشكل متكرر.
الاستحمام
من أدبيات الإعتكاف المحافظة على النظافة والتعطر. أما من الناحية الصحية فإن الإستحمام سيعيد اليك النشاط خصوصاً إن كان خيارك الماء البارد أو الفاتر في الحد الادنى. ولكن في حال كنت تعاني من تشنجات شديدة في عضلات الظهر أو الكتفين فيفضل الاستحمام بالماء الساخن. وفق العلماء الخروج من المسجد للاستحمام لا يبطل الاعتكاف إن لم يكن في المسجد ما يمكن المعتكف من القيام بذلك.
الأدوية
في حال كنت تتناول أدوية معينة عليك أن تضعها في علبة خاصة بها وهي تباع في كل الصيدلات بحيث تكون مقسمة الى عدة أقسام صغيرة تمكنك من توزيع أدويتك عليها. وبما أنه يسهل عليك خلال الاعكتاف نسيان موعد تناول الدواء يمكنك الإستعانة بمنبه هاتفك كي يذكرك بموعد تناول علاجك. في حال كنت لا تتناول الأدوية لعلاج مرض معين يفضل ان تأخذ معك مسكن ألم وبعض المكملات الغذائية كي تلجأ اليها عندما تستدعي الحاجة.
النوم
بطبيعة الحال لا يمكنك البقاء مستيقظاً طوال الوقت خصوصاً وإن كنت تعتكف لعشرة أيام كما لا يمكنك النوم بنفس المعدل الطبيعي الذي كنت تعتمده قبل الإعكتاف. يجب النوم عندما تشعر بالنعاس أو التعب وفي حال الشعور بالوهن يمكنك الإستلقاء لتريح جسدك حتى ولو لم تتمكن من النوم. هناك الكثير من جداول الاعتكاف التي تضع بالحسبان ضرورة النوم، عادة موعد النوم يكون بعد صلاة العشاء والتراويج لمدة ساعة أو ساعة ونصف. ثم يلي ذلك فترة راحة بعد السحور لفترة قصيرة ثم يصار الى النوم لساعتين أو ثلاثة بعد صلاة الفجر. وبعد صلاة الظهر وقراءة القران هناك موعد للقيلولة عند الساعة الواحدة تقريباً وعلى أن يحصل المعتكف على فترة راحة بعد الإفطار.