أكبر صفقات الاستحواذ والدمج في قطاع التكنولوجيا (إنفوجراف)
شهد قطاع التكنولوجيا في السنوات الأخيرة طفرة هائلة في عمليات الدمج والاستحواذ، ما جعلها أحد أبرز الأدوات التي تعتمد عليها الشركات لتعزيز مواقعها التنافسية في السوق، فمن خلال هذه العمليات، تسعى الشركات الكبرى إلى توسيع مجالات عملها، واستحواذ تقنيات أحدث، وفتح أسواق جديدة.
وقد كانت صفقات الدمج والاستحواذ محورية في تشكيل مسار العديد من الشركات العملاقة، ما يجعلها جزءًا أساسيًا من استراتيجيات النمو في هذا القطاع.
السياق التاريخي لعمليات الدمج والاستحواذ في قطاع التكنولوجيا
بدأت ملامح الثورة التكنولوجية بالظهور في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، مع ظهور الحواسيب الشخصية، وتأسيس شركات مثل "آبل" و"مايكروسوفت".
ومع بداية التسعينيات وانطلاق عصر الإنترنت، تسارعت وتيرة المنافسة بين الشركات، ما دفع العديد منها إلى دمج أو الاستحواذ على شركات أصغر، لضمان حصتها في السوق الرقمي المتنامي.
خلال العقدين الماضيين، أصبحت عمليات الدمج والاستحواذ أداة رئيسية لمواجهة التحديات التكنولوجية المتغيرة، خاصة في ظل تطورات مثل الحوسبة السحابية، والذكاء الاصطناعي، وشبكات الاتصال المتقدمة.
في عام 2021، بلغت قيمة عمليات الدمج والاستحواذ في القطاع التكنولوجي حوالي 1.24 تريليون دولار، مما يبرز أهميتها المتزايدة في دفع عجلة الابتكار وتعزيز القدرة التنافسية للشركات.
اقرأ أيضًا:رسميًّا.. إيلون ماسك يشتري تويتر بـ44 مليار ويحوله لشركة خاصة
أكبر صفقات الدمج والاستحواذ في قطاع التكنولوجيا
خلال العقدين الأخيرين، شهد العالم مجموعة من الصفقات الضخمة في مجال التكنولوجيا، والتي شكلت محطات مفصلية في تطور هذا القطاع، وفيما يلي بعض أبرز هذه الصفقات:
مايكروسوفت وأكتيفيجن بليزارد – 69 مليار دولار
في عام 2022، أعلنت "مايكروسوفت" نيتها الاستحواذ على شركة الألعاب "أكتيفيجن بليزارد"، وهي الصفقة التي اكتملت في 2023 بعد موافقة الجهات التنظيمية.
تهدف مايكروسوفت من خلال هذه الصفقة إلى تعزيز موقعها في سوق الألعاب العالمي، خاصة على منصة "إكس بوكس"، وذلك من خلال ضم ألعاب شهيرة مثل "كول أوف ديوتي" و"وور كرافت" و"كاندي كراش".
ديل وإي إم سي – 67 مليار دولار
يُعتبر استحواذ "ديل" على "إي إم سي"، التي تختص بتخزين البيانات وأمن المعلومات، واحدًا من أكبر الصفقات في تاريخ التكنولوجيا.
هذه الصفقة سمحت لـ"ديل" بتوسيع نطاق خدماتها لتشمل حلولًا متقدمة في الحوسبة السحابية والبيانات الضخمة، كما مكنتها من تحقيق التكامل بين العتاد والبرمجيات.
إي إم دي وزيلنكس – 49 مليار دولار
تم الإعلان عن هذه الصفقة في عام 2020، واكتملت في 2022، حيث استحوذت شركة "إي إم دي" على "زيلنكس"، وهي شركة متخصصة في تصنيع أشباه الموصلات.
هذه الصفقة مكّنت "إي إم دي" من تعزيز قدرتها على المنافسة في سوق المعالجات وأشباه الموصلات، خاصة في ظل التنافس مع شركات مثل "إنتل" و"إنفيديا".
اقرأ أيضًا: ارتفاع تاريخي في ثروة إيلون ماسك بفضل صعود أسهم تسلا وشركة xAI
أفاجو وبرودكوم – 37 مليار دولار
في صفقة عملاقة في عام 2015، استحوذت "أفاجو" على"برودكوم"، في خطوة لتعزيز قدرتها على الابتكار في حلول الاتصالات وتخزين البيانات.
هذه الصفقة جمعت بين خبرة "برودكوم" في الاتصالات، وقدرات "أفاجو" الواسعة في البنية التحتية، ما أدى إلى تشكيل شركة تكنولوجية عالمية.
آي بي إم وريد هات – 34 مليار دولار
في عام 2019، أكملت "آي بي إم" عملية الاستحواذ على "ريد هات"، الشركة الرائدة في البرمجيات مفتوحة المصدر، بهدف تعزيز قدراتها في سوق الحوسبة السحابية.
هذه الصفقة مكنّت "آي بي إم" من الاستفادة من خبرات "ريد هات" في حلول السحابة الهجينة والابتكار التكنولوجي.
اقرأ أيضًأ:هيونداي أول شركة سيارات تدخل عالم الرموز غير القابلة للاستبدال
سيلز فورس وسلاك – 27.7 مليار دولار
استحوذت شركة "سيلز فورس" في عام 2020 على منصة التواصل الفوري "سلاك"، في صفقة بلغت قيمتها 27.7 مليار دولار.
تهدف هذه الصفقة إلى دمج قوة "سلاك" في التواصل الفوري، مع قدرات "سيلز فورس" في إدارة علاقات العملاء، مما يساعد الشركات على تحسين عملياتها الداخلية.
مايكروسوفت ولينكدإن – 26.2 مليار دولار
في عام 2016، أعلنت "مايكروسوفت" عن استحواذها على منصة "لينكدإن".
هذه الصفقة هدفت إلى دمج قدرات "لينكدإن" في التواصل الشبكي والبحث عن وظائف مع خدمات "مايكروسوفت"، مما ساعد على تعزيز التكامل بين أدوات إدارة الأعمال والتواصل الاجتماعي.
إتش بي وكومباك – 25 مليار دولار
رغم كونها واحدة من أكبر صفقات الاستحواذ في ذلك الوقت، فإن استحواذ "إتش بي" على "كومباك" لم يحقق النجاح المنشود.
كانت الصفقة تهدف إلى توسيع نطاق أعمال "إتش بي" في سوق الحواسيب، ولكنها واجهت تحديات كبيرة أدت إلى تراجع في أداء الشركة.
اقرأ أيضًا: شركة مدفوعات مشفرة تجمع ملايين من مشاهير العالم
فيسبوك (ميتا) وواتساب – 19 مليار دولار
استحوذت "فيسبوك" على "واتساب" في عام 2014، وهي خطوة استراتيجية عززت مكانة فيسبوك في قطاع التواصل الاجتماعي.
الصفقة سمحت لـ"فيسبوك" بالاستفادة من قاعدة مستخدمي واتساب الضخمة، خاصة في الأسواق الناشئة، ما ساعد على توسيع نطاق خدماتها.
سيلفر ليك وكوالتريكس – 12.5 مليار دولار
في صفقة استثمارية ضخمة، استحوذت شركة "سيلفر ليك" على "كوالتريكس"، وهي شركة رائدة في مجال تحليلات البيانات وإدارة تجربة العملاء.
هذه الصفقة عززت مكانة "سيلفر ليك" كلاعب رئيسي في سوق التكنولوجيا، خاصة في مجال تحليلات البيانات.
دور الدمج والاستحواذ في تعزيز الابتكار
إلى جانب توسع نطاق الأعمال وزيادة الحصص السوقية، تساهم عمليات الدمج والاستحواذ في تعزيز الابتكار التكنولوجي، إذ تستفيد الشركات الكبرى من ضم الشركات الناشئة المبتكرة، ما يسمح بتطوير تقنيات جديدة وتحسين المنتجات والخدمات.
على سبيل المثال، استحواذ "مايكروسوفت" على "أكتيفيجن بليزارد" يعزز قدرتها على تقديم ألعاب جديدة مبتكرة، بينما يسمح استحواذ "آي بي إم" على "ريد هات" بتقديم حلول سحابية متقدمة، تعتمد على البرمجيات مفتوحة المصدر.
اقرأ أيضًا:شركة ملابس عالمية تسرق بصمات وجوه عملائها
يعد قطاع التكنولوجيا من أكثر القطاعات الديناميكية في العالم، حيث تلعب عمليات الدمج والاستحواذ دورًا حاسمًا في رسم معالم المستقبل، من خلال استحواذها على شركات مبتكرة، تعزز الشركات الكبرى قدرتها على مواجهة التحديات التكنولوجية، وفتح آفاق جديدة للنمو.
وفي ظل التقدم المستمر في مجال الحوسبة السحابية، والذكاء الاصطناعي، وأشباه الموصلات، يمكن توقع المزيد من صفقات الدمج والاستحواذ التي ستشكل مستقبل هذا القطاع الحيوي.