رجل يعيش تحت الماء! (فيديوجراف)
في قلب البحر الكاريبي، على عمق 11 مترًا قبالة سواحل "بنما"، يعيش المهندس الألماني "روديجر كوخ" داخل كبسولة صغيرة منذ شهرين، هذه الكبسولة الملحقة بمنزل عائم تُعد مركزًا لمغامرة استثنائية، تهدف إلى كسر رقم قياسي عالمي لإثبات قدرة الإنسان على العيش تحت الماء بالكامل!
"روديجر"، الذي يبلغ من العمر 59 عامًا، يرى في هذه العزلة هدوءًا غير مسبوق، حيث يصف الحياة البحرية بأنها ملاذ آمن بعيدًا عن ضوضاء المدن، حيث يسمع صوت الأمواج و"همس الأسماك"!
الكبسولة التي تبلغ مساحتها 30 مترًا مربعًا، وتحتوي على جميع الأساسيات: سرير، مرحاض، كمبيوتر، تليفزيون، ودراجة للتمارين، فيما تتصل بالعالم عبر الإنترنت بفضل الأقمار الصناعية، وتعتمد على ألواح شمسية لتوليد الطاقة، مع مولد احتياطي.
بدأت مغامرة "كوخ" في 26 سبتمبر 2024، ويخطط للبقاء حتى 24 يناير 2025، ليحطم بذلك الرقم القياسي المسجل باسم الأمريكي "جوزيف ديتوري"، الذي قضى 100 يوم تحت الماء.
ويقول "كوخ": "أعيش يومي بطريقة بسيطة؛ أستيقظ، أستمع للأخبار، أعمل، وأتناول فطوري"، وعلى طاولته نسخة من كتاب "20 ألف فرسخ تحت الماء" لـ"جول فيرن"، ما يعكس إعجابه بشخصية "الكابتن نيمو".
اقرأ أيضًا:منتجع "شيبارة" الفاخر في وجهة "البحر الأحمر" يبدأ باستقبال الحجوزات
الوصول إلى الكبسولة يتم عبر درج حلزوني داخل أسطوانة معدنية، فيما تُنقل وجبات الطعام من السطح، ورغم تحديات العيش، يشير "كوخ" إلى أن الأمر ليس صعبًا، لكنه يشتاق للسباحة أحيانًا.
ويتيح التصميم البيئي للكبسولة دعم الشعاب المرجانية وإيواء الأسماك، مع نوافذ دائرية تقدم مناظر خلابة للحياة البحرية.
اقرأ أيضًا: مؤسس غواصة "تيتان" يسعى لإنشاء مجتمع مزدهر على القمر بحلول 2063
فيما تراقبه أربع كاميرات على مدار الساعة لضمان سلامته، ويتابع خبير الأمن "إيال برجا" حالته من سطح المنزل العائم، ورغم عاصفة كادت أن تنهي المغامرة، استمر "كوخ" بعزيمته، مع زيارات محدودة من طبيب، وطفليه، وزوجته.
زميله الكندي "جرانت روموندت"، الذي ساعد في بناء الكبسولة، يرى في المشروع فرصة لإثبات أن الإنسان قادر على الابتكار والعيش في بيئات جديدة.
وعندما تنتهي مغامرة "كوخ"، يقول بثقة إنه سيبدأ بساعة استحمام طويلة، احتفاءً برحلته غير المسبوقة في أعماق المحيط.