لأول مرة في العالم.. نجاح عملية زرع مشتركة للعين والوجه
في خطوة تاريخية نحو تقدم جراحة إعادة البناء، نجح فريق من الجراحين في مستشفى لانجون التابع لجامعة نيويورك في إجراء أول عملية زرع كاملة للعين والوجه على مستوى العالم.
والإنجاز الطبي الذي تم تفصيله في دراسة نشرت مؤخرًا في مجلة "الجمعية الطبية الأمريكية"، يمثل تحولًا نوعيًا في تقديم الأمل للمرضى الذين يعانون إصابات وجهية بالغة، خاصة مع فقدان العين.
تفاصيل الجراحة
وخضع لهذا الإجراء الرائد رجل يبلغ من العمر 46 عامًا، تعرض لإصابة كهربائية شديدة الجهد تسببت في تشوهات بالغة، ولم يحصل المريض على وجه جديد فحسب، بل تمت أيضًا زراعة عين يسرى كاملة من متبرع واحد.
وتعد هذه العملية محاولة مبتكرة لمعالجة أحد أكبر تحديات إعادة بناء الوجه وهو استبدال العين المفقودة، وهو أمر لم يتحقق من قبل في مجال الجراحة الترميمية.
التقنيات المستخدمة
وأصبحت عمليات زرع الوجه شائعة بشكل متزايد في العقدين الأخيرين، حيث أثبتت جدواها في تحسين حياة المرضى الذين يعانون تشوهات كبيرة. ومع ذلك، كانت عملية زرع العين إلى جانب الوجه تحديًا هائلاً نظرًا للتعقيد الفائق للعين باعتبارها عضوًا حساسًا، إضافة إلى تشابك الأوعية الدموية والأعصاب التي تدعم وظيفتها.
اقرأ أيضًا: في سابقة عالمية.. نجاح أول عملية زراعة قلب بالروبوت بمستشفى الملك فيصل التخصصي
وقاد الفريق الجراحي الدكتور إدواردو رودريجيز، الذي استخدم تقنيات جراحية متقدمة وأجهزة مخصصة لتجاوز هذه التحديات، وبفضل الأدوات المطبوعة ثلاثية الأبعاد والتخطيط الدقيق للوصلات الوعائية، تمكن الفريق من إجراء عملية زراعة للجانب الأيسر بالكامل من الوجه، بما في ذلك العين، في عملية استغرقت 21 ساعة.
الحفاظ على العين المزروعة
وكان الحفاظ على تدفق الدم إلى العين المزروعة أحد أكبر التحديات التي واجهها الفريق، وباستخدام أسلوب مبتكر، تم ربط الأوعية الدموية من منطقة الصدغ بتلك التي تغذي العين، ما ضمن تدفق الأكسجين والعناصر الغذائية اللازمة للحفاظ على الأنسجة الدقيقة للعين.
كما استخدم الأطباء خلايا جذعية مأخوذة من نخاع عظم المريض لتعزيز الشفاء وتقليل خطر الرفض المناعي، وهو ما أسهم في نجاح العملية على مستوى استقرار العين.
ورغم أن العين المزروعة أظهرت استجابة لمحفزات الضوء في اختبارات متعددة، فإن المريض لم يستعد بصره في العين الجديدة حتى بعد مرور عام على الجراحة، وعلى الرغم من عدم استعادة الرؤية، فإن الحفاظ على بقاء العين المزروعة يعتبر إنجازًا كبيرًا في عالم زراعة الأعضاء، وفقًا للدكتور رودريجيز، الذي يرى أن هذا النجاح يوفر رؤى مهمة لأبحاث المستقبل.
وفي بيان صحفي، عبر الدكتور رودريجيز عن فخره بهذا الإنجاز قائلاً: "لم يكن العديد من الخبراء يتوقعون وصولنا إلى هذا المستوى، لكننا نجحنا في زراعة عين والحفاظ عليها دون رفض مناعي".
وأضاف: "التحدي التالي الآن هو فهم كيفية استعادة البصر، ونحن نتطلع إلى مواصلة هذا البحث بالتعاون مع الأوساط الأكاديمية، بهدف تسريع الاكتشافات باستخدام تقنيات جديدة وأفضل العلاجات المتاحة".