ماذا تفعل إذا كنت أذكى من مديرك؟!
لا شك أن مديرك قد حصل على منصبه الإداري أو القيادي لسببٍ ما، ولا شك أن امتلاكك لقدرٍ أكبر من المعرفة لا يعني بالضرورة أنك أفضل من مديرك، لاختلاف مسؤوليات كلٍ منكما، حيث لا يوجد وجهٌ للمقارنة من الأساس، ومع ذلك، إذا كان مديرك شخصًا سيئًا أو غير ناضجٍ كفاية، فربما يعاقبك على ذكائك ومعرفتك التي تتخطاه بشكلٍ أو بآخر!
هل يشكل مديرك خطرًا عليك؟
من الطبيعي أن تتفاوت درجات المعرفة في بيئات العمل وفي كل مكان، حيث ستجد أُناسًا أذكى وأكثر منك معرفةً، والعكس بالعكس، ويُفضَل دائمًا ألا تأخذ الأمور على محملٍ شخصي، وأن تعلم أن الخبرة هي التي تُفرق شخصًا عن آخر، خاصة وإن كنا نتحدث عن المهام الوظيفية نفسها.
ففي بيئات العمل الجماعية، والتي تشمل مديرك بالمناسبة، عليك أن تضع غرورك جانبًا، وتحاول فقط أن توظف قدراتك المميزة في سبيل نجاح المؤسسة أو الشركة التي تنتمي إليها، وإن لم تفعل، وقتها فقط قد يشكل مديرك خطرًا عليك فعلًا، عدا ذلك فلن تواجه أي مشكلة مع مديرك، خاصة إن كان شخصًا سويًّا يضع النجاح على رأس قائمة الأولويات، ويعرف أنه لا يوجد وجه للمقارنة بينه وبين موظفيه أو فريقه، وباختصار، لا توهم نفسك أن مديرك يشكل خطرًا عليك طالما غابت علامات ذلك.
هل تُشكل خطرًا على مديرك؟
إذا كنت أذكى من مديرك أو أكثر منه معرفةً، فهناك عدة نصائح وخطوات ينبغي لك أن تتبعها، ولكن قبل أن تفعل أي شيء عليك أن تسأل نفسك: هل حقًا تُشكل خطرًا على مديرك؟ لحسن الحظ فإن هناك علامات واضحة تُجيبنا على ذلك.
أولًا: إذا كان مديرك دائمًا ما يمدح نفسه، ويتلقى ثناءً لا يستحقه، ويتملق الكِبار، وغالبًا ما يحاول أن يذل فريقه أو موظفيه، فمن الوارد جدًا أن تكون ثقته بنفسه منعدمة، وذلك قد يُعزى لأسباب كثيرة، منها أن أحدًا يُشكل خطرًا عليه ويهدد مكانته.
اقرأ أيضًا: كيف تكتشف الكاذبين فى مقابلات العمل؟ إيلون ماسك يجيب
ثانيًا، هناك علامات وعبارات تقطع الشك باليقين، أو على الأقل تدل بنسبةٍ كبيرة، على أن مديرك يغار منك، ويشعر بأنك تشكل خطرًا عليه، ومنها:
- مديرك يذمك بشكل مباشر ويوبخك أمام زملائك.
- مديرك يتجاهل آراءك ولا يطلبها منك أساسًا.
- مديرك يُكلفك بمهامٍ أكثر من طاقتك، أو يجعلك مشغولًا طوال الوقت لمجرد صرفك عنه.
- مديرك لا يُقدر مجهودك، ويخبرك باستمرار أن هناك الكثير ينقصك.
- مديرك يتجنب عقد الاجتماعات معك، وإذا حدث تجدها بلا فائدة أو جدوى، إلا إذا كان الهدف توبيخك.
- مديرك يهددك مباشرةً بأنه سيفصلك عن العمل ولا يعطيك أسبابًا مقنعة.
- مديرك يحاول أن يجعل سمعتك سيئة بشكلٍ مباشر أو غير مباشر أمام زملائك ومجلس الإدارة.
- مديرك يستخدم أساليب وحيلاً بهدف إجبارك على ترك العمل.
ماذا تفعل إذا كنت أذكى من مديرك؟
مما لا شك فيه أنك ستكون بين مطرقةٍ وسندان في حال كنت أذكى من مديرك غير السويّ، إذ سيطرح هذا السؤال نفسه: هل تستمر في بيئة العمل السامة وتجعلها تؤثر عليك مثلما تؤثر على 20% من الموظفين، مُتسببة باحتراقهم الوظيفي والضغط والقلق، مؤثرة على صحتهم العقلية والنفسية؟ أم تتركها وتبحث عن تحدٍ جديد محفوف بالمخاطر؟
إذا كنت مُضطرًا للبقاء بسبب التزاماتك العائلية، أو أيًا كان السبب، فلا بد من اتباع هذه النصائح إذا كنت تهتم لمصلحتك:
1. تجنّب الإيجابية السامة
ستجد زملائك ينصحوك بالنظر إلى نصف الكوب المملوء والجوانب الإيجابية في وظيفتك، والتي غالبًا لن تكون سوى "الراتب"، وهذا فخ يقع فيه الكثيرون، فالإيجابية السامة أو ما تُعرف بالـ"Toxic positivity" لا تقل خطورة عن السلبية السامة والمباشرة، وإذا أخذت بهذه النصائح فسيم استنزافك، ويُسرَق عمرك في مكانٍ أنت لا تطيقه.
الحل هنا أن تعترف بوضعك وواقعك المرير وتتصالح معه، هذا أولًا، وثانيًا، عليك أن توجه طاقتك نحو إيجاد فرصة عملٍ أفضل، لأن بيئة عملك الحالية لن تتغير على الأغلب إلا بحدوث معجزة أو اقتلاع أسباب المشكلة من جذورها.
2. شارك مشاعرك مع الأهل والأصدقاء
في ظرفٍ كهذا يكون من الضرورة بمكان أن تطلق العنان لمشاعرك وتشاركها مع مصادر دعمك الرئيسية، سواء كانوا أهلك أو أصدقاءك أو حتى زملاء عملك الذين تثق بهم، ما داموا بعيدين عن النميمة، فربما يرونك شيئًا كان غائبًا عنك، أو ينصحونك بعملٍ أفضل، أو يستمعون إليك ويشاركونك بعض ما يثقل كاهلك، ويعينونك على مشقة الأمر.
اقرأ أيضًا: كيف تتفادى الآثار السلبية لكبت مشاعرك في "العمل العاطفي"؟!
3. لا تقل سمعًا وطاعة دائمًا
نعم، فإذا كنت لقمةً سائغة طوال الوقت سيتم التهامك واستغلالك متى أُتيحت الفرصة، يجب ألا تأخذ الأوامر مسلمات وتناقش مديرك، بل تعارضه إذا شعرت أنه يحاول استغلالك، ولكن إياك أن تخرج عن إطار الاحترام والمهنية؛ كن دبلوماسيًا وتحدث معه على انفراد؛ اطلب منه وجهة النظر في التكليف الذي وكله إليك؛ وحاول أن ترى الصورة كاملة حتى تأخذ القرار الصحيح.
4. ساعد قدر الإمكان
بالتأكيد تعرف أن نجاح المدير -في الغالب- يؤدي إلى نجاح الفريق والعمل بأكمله، وتعرف أيضًا أن مديرك إذا كان يواجه صعوبة في شيء ما، فهذا سيعود بالسلب على المنظومة بأكملها، وعليه، حاول أن تساعد قدر المستطاع، ومن يدري، ربما يكون الحل هنا.
5. ركز على عملك وفقط
لا تشغل بالك بأي شيء آخر، واعلم أن آخر شيء تريده هو إضاعة الوقت في الشكوى من أداء مديرك الضعيف، بدلًا من ذلك، حاول أن تستخدم ذكاءك ومهاراتك في ترك بصمتك من خلال عملك ومن خلال مساعدة فريقك وزملائك على التطور، حتى تكون أنت التِرس الذي لا يمكن للماكينة أن تعمل دونه وتكون الورقة الرابحة في الشركةِ كلها.
إياك وهذه الأشياء!
إياك أن تظهر جانبًا غير احترافي أو غير مهني مهما كنت مُتضررًا من عملك ومهما كنت محبطًا أو تشعر بغصة، فسمعتك هي كل شيء ويجب أن تُعامل الجميع باحترام، خاصةً وأن فرصتك الجديدة قد تكون بالترشيح أو التوصية.
أيضًا، إياك أن تُظهر مديرك في صورة الشرير مهما كان الأمر مُغريًا، وحاول دائمًا أن تساعده لأن كلمة السر قد تكمن في هذه النقطة، وربما تكون كل أفعال مديرك السيئة نابعةً من رغبته في الحصول على مساعدتك بشكلٍ أو بآخر.
أخيرًا وليس آخرًا، إياك والنميمة، فلا أحد يحب أن تُشوَّه صورته خلف ظهره، وإذا تحدثت بشكلٍ سلبي مع أحدهم، توقع أن يتحدث أحدهم عنك بشكلٍ سلبي.
وفي النهاية أعلم أن كونك أفضل من مديرك معرفيًا لا ينبغي أن يكون شيئًا سيئًا على الإطلاق، بل على العكس، قد يجعل مديرك يعتمد عليك ويعاملك كأنك ذراعه اليُمنى، فقط حاول ألا تُشعره بتهديد مكانته، وساعده على التطور إذا استطعت، لأن ذلك سيعود بالنفع على المؤسسة بأكملها.