"بصمة مهمة في حياته".. العمر المناسب لاصطحاب ابنك إلى الصالة الرياضية
ممارسة تمارين المقاومة لها فوائدها الجسدية والصحية المعروفة سواء للبالغين أو للأطفال، فهي تقوي العظام والعضلات وتعزز المناعة، بالإضافة إلى أنها تزيد من قوة الصحة النفسية والذهنية للبشر.
ومع كل تلك الفوائد، من الطبيعي أن يرغب الآباء في انخراط أطفالهم في أجواء تمارين القوة واللياقة البدنية، ولكن يبقى السؤال: ما الوقت المثالي لخوض الأطفال تلك الرحلة الشائقة؟
ما العمر المناسب كي يبدأ الأطفال رفع الأثقال؟
تمارين رفع الأثقال لا تتشابه مع الرياضات والأنشطة البدنية مثل السباحة أو الجمباز وغيرها من حيث المرحلة العمرية المناسبة لممارستها، وهذا ما يفسر خطورة ممارسة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 7 سنوات لأي تمارين تعتمد على رفع الأوزان.
الأمر لا يحتاج إلى شرح مفصل، وذلك لأن ألياف المجموعات العضلية للأطفال من الفئة العمرية الصغيرة لن تتحمل المقاومة الشديدة لعملية رفع الأثقال، ومن ثم ترتفع فرص تعرضها للإصابات الدائمة والمزمنة.
وفي الوقت نفسه فإن الأوتار الرابطة بين العضلات والمفاصل والداعمة لحركة الطفل لن تتحمل هي الأخرى أوزانًا إضافية بجانب وزن جسم الطفل، إذ إن هناك عظامًا في تلك الفئة العمرية الصغيرة لم يكتمل نموها بعد ولا تزال مجرد غضاريف ضعيفة.
وبغض النظر عن رفع الأثقال وتمارين المقاومة لا يزال هناك العديد من النشاطات البدنية والرياضات الأخرى -عزيزي الرجل- التي من شأنها تقوية عضلات وعظام طفلك تحت سن السابعة مثل الركض والسباحة وأداء القليل من تمارين اللياقة البدنية بوزن الجسم فقط.
تدريبات القوة البدنية × تمارين رفع الأثقال
على الرغم من عدم تعارض ممارسة تمارين القوة البدنية مع تمارين رفع الأثقال الهادفة لزيادة الضخامة العضلية، لكن الأمر يختلف بالنسبة للأطفال الصغار دون السابعة الذين ينبغي أن يبقوا بعيدين تمامًا عن استخدام الأوزان في تمارينهم.
فعلى سبيل المثال يعد استخدام الدمبل لتقوية عضلات الظهر بالنسبة للبالغين وممارسة تمارين اللات أو المجنص أمرًا طبيعيًّا، لكن بالنسبة للأطفال فإن تعزيز قواهم البدنية والعضلية غاية يمكن تحقيقها من خلال أنشطة رياضية مختلفة مثل الجري، أو التسلق، أو حتى ممارسة رياضة كرة القدم، فكل تلك الأنشطة تطور لياقتهم البدنية وتزيد قوتهم العضلية ليصبحوا قادرين على حمل الأوزان الحديدية فيما بعد.
أهم النصائح لتدريب الأطفال دون سن السابعة داخل المنزل
قبل التفكير في كيفية بناء العضلات للأطفال دون سن السابعة، على الآباء أولاً الحرص على الإبقاء على نشاطهم الدائم من خلال ممارسة بعض تمارين اللياقة البدنية بوزن الجسم داخل المنزل.
وتساعد تمارين مثل القرفصاء بوزن الجسم على صقل القوة العضلية لعضلات الجزء السفلي من الجسم، ودعم مرونة وقوة أوتار الركبة وصحة المفاصل، وفي الوقت نفسه تعزز من حركة الطفل والقيام بالأنشطة الحياتية اليومية الروتينية.
وأيضًا يجب ألا ننسى الصورة المبسطة لتمرين الضغط سواء بالاتكاء على الحائط وممارسة التمارين من الوضع واقفًا واستخدام الركبتين تخفيفًا لدرجة الصعوبة.
نصائح لتدريب الأطفال باستخدام الأوزان
التقنية السليمة
تذكر أن البدايات دائمًا هي الأساس الذي تتحدد من خلاله مدى جودة المكتسبات البدنية والعضلية، لذلك يجب أن يتعلم طفلك الذي تخطى سن السابعة التقنية الصحيحة والسليمة لحركة التمرين، ومن ثم اكتساب القدرة والترابط الذهني والعضلي على استيعاب تطبيق الأداء الصحيح للتمرين.
الإشراف الصارم
حتى لو امتلك طفلك موهبة فطرية تمكنه من الاستيعاب السريع لحركات التمرين الصحيحة، فهذا لا يعني تركه وحيدًا دون إشرافك وعنايتك حتى تتجنب حدوث أي خطأ يؤدي إلى حدوث إصابة خطيرة على مستوى العضلات والمفاصل.
اقرأ أيضًا: تحدَّ نفسك: كيف تزيد أحمالك التدريبية بشكل صحيح لتحقيق نتائج مذهلة؟
استخدام الأوزان الخفيفة
لا تزال القدرات العضلية والبدنية لطفلك ضعيفة ومحدودة ومتعطشة للتطور واكتساب المزيد من القوة، وهذه الغاية يتم تحقيقها من خلال منح الجسم الوقت الكافي للتكيف على الأوزان الخفيفة أولاً، ومن ثم ستلاحظ تطور قدرات طفلك البدنية بشكل مثالي على المدى القصير والمتوسط.
وإذا كنت لا تستطيع تحديد ما إذا كان طفلك يستخدم أوزان أثقل من قدراته البدنية، فكل ما عليك ملاحظته هو تكرارات المجموعة فإذا كان طفلك يعاني لأداء 8 عدادات للمجموعة الواحدة فهذا مؤشر واضح بأن الأوزان لا تتناسب مع قدرات طفلك البدنية.
تكرارات أكثر
في تلك المرحلة العمرية لن يحتاج طفلك إلى زيادة ليست ضرورية للأوزان، بل يحتاج إلى تهيئة جسده ليصبح أكثر قدرة على التحمل، ويتمتع بالقوة العضلية التي تمنحه القابلية للتطور فيما بعد، وهذا ما تؤمنه التكرارات المتعددة للتمارين الرياضية.
فترات زمنية قصيرة
يجب أن تتناسب فترات ممارسة التمارين الرياضية مع قدرة طفلك على الاحتمال وقدرته البدنية، لذلك من غير المنطقي أن تمتد مدة ممارسة التمارين الرياضية لفترات طويلة، ومن ثم المعاناة من استنزاف مخزونه البدني والعضلي، وبالطبع الإرهاق الذهني.
المتعة هي كل شيء
جعل فترة ممارسة التمارين الرياضية ممتعة ومحببة لدى طفلك لا يشعر خلالها بالملل أو الجدية الزائد عن الحد تساهم في جعل الطفل يقدم كل جهوده وطاقاته للتطور بسبب حبه وولعه لتلك الفترة التي يستطيع خلالها التنفيس عن طاقته.
اقرأ أيضًا: ماذا تعرف عن تمزُّق العضلة ثلاثية الرؤوس؟.. إليك الأسباب وطرق العلاج
عملية الإحماء وفترات الراحة
قبل أن يقوم طفلك بممارسة تمارين رفع الأثقال وتدريبات القوة، عليه أولاً القيام ببعض تمارين الإحماء الخفيفة مثل المشي أو الركض في المكان لمدة تتراوح بين 5 إلى 10 دقائق بحد أقصى، لإعداد العضلات بشكل جيد وتنشيطها لتحمل وتيرة التمارين الأساسية.
ولن تنتهي مهمتك عزيزي الرجل بانتهاء طفلك من ممارسة تمارينه الأساسية، فهناك 10 دقائق إضافية من تمارين التمدد الخفيفة التي تحافظ على تدفق الدم لأنسجة طفلك العضلية وتساعده على التعافي بشكل أسرع.
عملية الاستشفاء العضلي
كما هو الحال للرياضيين البالغين فإن الأطفال أيضًا بحاجة إلى الراحة لمنح أجسامهم الحيز الزمني المناسب لإتمام عملية الاستشفاء العضلي بجودة عالية.
لهذا عند وضع نظام رياضي لطفلك يجب أن تتم مراعاة أيام الراحة الأسبوعية بين التمارين حتى لا تتأثر عملية نموه وتطوره بسبب الإرهاق العضلي، أو التأثير السلبي على المفاصل والأربطة.
وتأكد عزيزي الرجل من حصول طفلك على الراحة لمدة يوم كامل على الأقل بعد كل جلسة تدريب للمجموعات العضلية مثل عضلات الظهر والصدر والكتف والذراعين وكامل عضلات الجزء السفلي من الجسم.
ولا تكن متسرعًا لظهور النتائج وملاحظة التطور لأن جسد طفلك ما زال قيد التطور والنمو، ولا يلزمه سوى بعض الوقت ليصبح أقوى ويكون قادرًا على أداء التمارين بقوة أكبر.