هل يمكن زيادة الطول بعد بلوغ 21 سنة؟ وكيف ذلك؟
لقد انقضت فترة المراهقة منذ زمن، ومع بلوغ سن النضج يتوقف النمو في الطول عند نقطة معينة. ومن دون شك، يرغب الكثيرون في زيادة قامتهم بعض السنتيمترات، لكن هل من الممكن تحقيق ذلك بعد توقف نمو العظام؟ الجواب نعم، إذ يمكن لبعض التمارين أن تساهم في تحسين مظهر الطول ظاهريًا، ولكن كيف يتحدد طول الإنسان في الأساس؟
ما العوامل التي تُحدِّد طولك؟
تُؤثِّر بعض العوامل في طول الإنسان، ما يجعل الأطوال تختلف بين البشر، وذلك تبعًا لما يلي:
1. الجينات
تحدد الجينات طول الإنسان، بل هي من العوامل الأساسية في ذلك الشأن، إذ تمثل تأثيرها في الطول نسبة 60% إلى 80% مقارنة بالعوامل الأخرى، التي تستحوذ على النسبة الباقية، مثل النظام الغذائي، وممارسة التمارين الرياضية، والهرمونات، والنوم، وغيرها.
والغضاريف المشاشية، هي ألواح النمو في نهايات العظام الطويلة، وهي المسؤولة عن زيادة طول العظام. ونتيجة التغيرات الهرمونية، التي تتحكم فيها الجينات، أثناء سن البلوغ، تصبح هذه الغضاريف المشاشية صلبة وتغلق في النهاية، ما يوقف النمو والطول.
2. النظام الغذائي
إن الحصول على الكمية المناسبة من المعادن والفيتامينات ضروري لنمو الجسم بشكلٍ مناسب. وقد يؤدي سوء التغذية عند الأطفال إلى توقف النمو، وبالتالي قصر القامة.
لذلك، يُنصح بتناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية الضرورية للجسم لضمان نموه بشكلٍ سليم، مثل البقوليات، والدجاج، والزبادي، والبيض، والتوت، والأسماك، والخضروات الورقية، وغيرها الكثير.
3. التغيُّرات البيئية
قد تؤثر بعض العوامل البيئية في طول الإنسان، مثل تغيّر المناخ، والتمارين الرياضية، وحتى الأمراض. فمثلًا، الأطفال النشيطون بدنيًا تُطلق أجسامهم كمية أكبر من هرمون النمو، ما يساعد في زيادة طولهم.
كذلك، قد تؤثر بعض الأمراض والمتلازمات على الطول، لكن بشكلٍ مرضي، مثل العملقة أو القزامة، أو غيرها، مما يؤثر في نمو الطفل ويحدد طوله مستقبلًا.
4. الجنس
تصل الفتيات إلى سن البلوغ قبل الأولاد بكثير، مما يعني أن أجسادهن تتوقف عن إطلاق هرمونات النمو في وقت أبكر من الأولاد.
ويؤثر على النمو أيضًا مستويات هرمون التستوستيرون "هرمون الذكورة"، فهو يتناسب بشكلٍ مباشر مع نمو الطفل. ويمتلك الذكور مستويات أعلى من التستوستيرون من الفتيات، مما يجعلهم أطول عمومًا من النساء.
هل يمكن زيادة الطول بعد بلوغ 21 عامًا؟
بعد بلوغ سن البلوغ، تتوقف الصفائح المشاشية في نهايات العظام عن النمو، وتغلق بشكل يمنع الاستجابة لهرمونات النمو، مما يوقف نمو العظام وزيادة طولها. كما يتحكم النمو عمومًا في نشاط العديد من الهرمونات، مثل هرمونات الغدة الدرقية، والهرمونات التناسلية، وهرمون النمو.
لذلك، بعد بلوغ سن البلوغ، يصعب زيادة الطول، ولكن مع تناول الطعام الصحيح، واتخاذ وضعيات الجسم الصحيحة، يمكن للإنسان أن يبدو أطول مما هو عليه بسهولة.
لذا، إذا كان عمرك أقل من 21 عامًا، فتأكد من مراعاة العوامل التالية لتعزيز طولك بعد توقف نمو العظام. أما إذا كنت فوق 21 عامًا، فهناك أشياء يمكنك القيام بها لتبدو أطول قامة.
اقرأ أيضًا: أفضل تمارين حرق دهون البطن للرجال.. هكذا تتخلص من الكرش
كيف يمكنك زيادة طولك؟
يُمكِن للمرء أن يبدو أطول مِمّا هو عليه بالتزام بعض العادات الصحية، حتى لو توقفت الصفائح المُشاشية عن النمو، وذلك مثل:
1. تقوية العضلات الأساسية بالتمارين الرياضية
هي العضلات الموجودة في البطن على طول العمود الفقري لدعمه، وهذه العضلات لو لم يُقوِّيها الإنسان، فبمرور الوقت، يُصبِح العمود الفقري ضعيفًا، ثُمّ تُضغَط فقرات العمود الفقري، ويبدو الإنسان أقصر مِمّا هو عليه.
ومن التمارين التي تُساعِد في تقوية تلك العضلات:
- تمرين لوح الخشب (Plank): يُساعِد هذا التمرين في شدّ عضلات البطن وتقويتها.
- السباحة: تُساعِد السباحة في زيادة مستويات هرمون النمو، إلى جانب فوائدها في خسارة الوزن الزائد.
- نط الحبل: يُساعِد أيضًا في تقوية عضلات البطن، ويُكرَّر 30 - 50 مرة.
- تمرين بيربي: يقف الإنسان مستقيمًا، والأقدام مضمومة معًا، ثُمّ يتخذ وضعية القرفصاء ويجلس، ويلمس الأرض بأطراف أصابعه، ثُمّ يضغط على الأرض رافعًا يديه أعلى رأسه، ودفع الجسم إلى القفز، ثُمّ الهبوط على القدمين وثني الركبتين، ومرة أخرى وضعية القرفصاء ولمس الأرض بأطراف الأصابع، ويُكرَّر 10 مرات.
2. الوضعية الصحيحة للجسم
إذا كنت تجلس أو تقف وجسمك منحنٍ بدرجةٍ ما، فهذه وضعية خاطئة، إذ تُظهرك أقصر من طولك الفعلي. كما أنها قد تُسبب مشكلات صحية، مثل الصداع وآلام الظهر، بسبب الضغط الإضافي على العمود الفقري. وإلى جانب ذلك، فإن الرئة قد تنضغط، وتقل سعتها الاستيعابية للأكسجين.
لذلك، يجب محاذاة العظام والمفاصل بشكلٍ صحيح. فهذا يُخفف الضغط عن الظهر والكتف والرقبة. كما يعني أن الجسم لا يحتاج إلى بذل قصارى جهده لأداء وظائفه العادية. ومن ثم، يجب أن يكون الجسم في وضعية صحيحة أثناء الجلوس والوقوف والنوم، كما يتضح فيما يلي:
- تأكّد من إبقاء كتفيك مستقيمَين ومسحوبَين قليلًا إلى الخلف.
- احرص على أن تكون شاشة اللاب توب في مستوى عينك لا أعلى منها ولا أدنى.
- استخدام الوسائد لتدعيم الظهر.
- عند الوقوف، يجب أن تكون القدمين بعرض الكتفين.
- يجب أن يقع وزن الجسم على الكعبَين وليس على أصابع القدمين.
- تجنُّب الوقوف على أطراف الأصابع لفترات طويلة، فهذا يجعلك عُرضةً لآلام الظهر.
- إذا كُنتَ بحاجةٍ إلى الوقوف لفترة طويلة، فحاوِل أن تمشي قليلًا بدلًا من البقاء ثابتًا في وضعٍ واحد، فهذا يُساعِد في شدّ العضلات وتقويتها.
اقرأ أيضًا: ريجيم قاسٍ لمدة أسبوع.. نظام غذائي لإنقاص الوزن بين الفوائد والأضرار
3. النظام الغذائي المتوازن
ينبغي في فترة الطفولة أن يحصل الطفل على العناصر الغذائية الكافية للنمو، لأنّ نمو الجسم والدماغ يتوقّف على ذلك، وحتى بعد وصول سن البلوغ، ينبغي المواظبة على ذلك.
ويحتوي النظام الغذائي المتوازن على الكميات الآتية من العناصر الغذائية:
- 24 غم من الأحماض الدهنية المُشبَّعة.
- 30 غم من الألياف.
- 50 غم من البروتين.
- 70 غم من الدهون.
- 90 غم من السكر.
- 310 غم من الكربوهيدرات.
- المعادن والفيتامينات بالقدر المُوصَى به منها يوميًا.
وتُوفِّر الأطعمة الآتية معظم ما يحتاج إليه الجسم من عناصر غذائية:
- المكسرات.
- الجزر.
- البقوليات.
- الخضروات الورقية، مثل السبانخ والكرنب.
- البيض.
- البطاطا.
- اللحوم الحمراء.
- الدجاج.
- السمك.
- اللبن.
- منتجات الألبان.
وإلى جانب ذلك، ينبغي شُرب كميات مناسبة من الماء يوميًا، تتراوح بين 6 - 8 أكواب كل يوم، فهي تُحسِّن امتصاص الجسم للعناصر الغذائية الضرورية للنمو.
4. التعرُّض لأشعة الشمس
ضوء الشمس مصدر طبيعي لفيتامين د، الذي لا يمكن للجسم امتصاص الكالسيوم الضروري لنمو العظام بدونه. ويُفضل التعرض لأشعة الشمس في الصباح الباكر أو في وقت متأخر بعد الظهر، لأنّ الأشعة فوق البنفسجية تكون في أدنى مستوياتها في هذه الأوقات.
وإذا لم تتمكن من الحصول على فيتامين د من أشعة الشمس، فيمكنك تناول أطعمة غنية بفيتامين د، مثل حليب اللوز والزبادي، والسلمون والتونة، وكبد اللحم البقري، وغيرها.
5. النوم جيدًا
النوم ما يكفي من الساعات (6 - 9 ساعات) يُرِيح الجسم، ويُمكِّنه من إصلاح نفسه قبل الاستيقاظ، ومن دون النوم جيدًا، تتدهور معظم وظائف الجسم، كما أنّ هرمونات النمو تُطلَق خلال الليل، ما يعكس أهمية النوم في تعزيز نمو الأطفال، وزيادة الطول، وتحسين الصحة عمومًا.