5 دقائق مع.. المذيعة بسنت شمس الدين: لا أحب الشهرة وأكره الذكاء الاصطناعي
"أنا حَد مجنون، مُحب للحياة جدًّا، عاشق للشغل بشكل هيستيري، لا أعرف أن أجلس في البيت من غير أن أشتغل، وصدوق، أصادق كل الناس ولدي علاقات مع كل الناس..." بهذه العبارات تقدم المذيعة في قناة الشرق بسنت شمس الدين نفسها لمنصة الرجل.
بسنت شمس الدين ترغب -بكل تواضع- أن نخاطبها بلقب المذيعة بدلًا من الإعلامية، بدأت مشوارها مبكرًا وقدمت عددًا من البرامج الترفيهية في محطات وقنوات تلفزيونية كبرى، محققة النجاحات والشهرة. دخلت بعفويتها وابتسامتها إلى القلوب والبيوت، وها هي تقدم اليوم برنامج (الناقد) في قناة (الشرق ديسكفري). تجربة مختلفة ومميزة برفقة اثنين من النقاد السينمائيين (ماهر موصلي ومحمود مهدي)، عن تجربتها وشغفها كان للرجل معها الحوار التالي.
دخلتِ مبكرًا الإعلام، ما الذي قادك إلى هذا الطريق؟
كانت بدايتي منذ سن الخامسة عشرة "موديل" في الإعلانات والمسلسلات، وشاركت في مسابقة ملكة جمال مصر. أنا أنتمي لعائلة فنية وتربيت في جو الفن، فتولَّد لدي عشق وغرام للتمثيل والغناء وليس للإعلام أبدًا. ومع الوقت حصلت على وظيفة في دولة الإمارات للعمل مذيعة فرأيت أنها فرصة ممتازة للسفر والتعلُّم والشهرة، وكانت خطتي أن أعمل لمدة سنتين وأرجع لمصر لاستكمال حلمي في التمثيل، ولكن بعد تجربتي للعمل الإعلامي وقعت في غرامه وتخليت عن أحلامي السابقة.
برأيك ما هي أقوى أدوات الإعلامي، ما الشيء الذي يجعله بارعًا في عمله؟
أهم شيء هو أن يكون طبيعيًّا وحقيقيًّا وصريحًا، بحيث يشعر المتلقي به، كما أن الاستعداد مهم جدًّا فمثلًا في بعض اللقاءات التي أقوم بها لا يكون لدي خلفية عن أعمالهم، فأبدأ بالبحث لعدة أيام، وأتابع مقابلاتهم، وأتابع أعمالهم لأفهم أكثر. عندما نحترم الأشخاص فهم يبادلوننا الاحترام نفسه، فبمثل ما تقدرينهم سيقدرونك في المقابل. وأخيرًا حب العمل والاستعداد له واحترام الضيف والمهنة التي يعمل بها.
بماذا تختلف تجربتك في الشرق ديسكفري عن تجاربك السابقة في إم بي سي وبرنامجك الشهير (Trending) وغيره؟ وماذا أضافت لك؟
في برنامج Trending الذي قدمته لست سنوات كنت أشعر الجمهور بأنهم معي في المنزل، حتى في مقابلاتي مع الفنانين وخارج الاستوديو كنت أتصرف بطبيعتي جدًّا، فالجمهور تعود مني ذلك، بينما في الناقد الوضع مختلف قليلًا فأسلوبي وأدائي مختلفان نوعًا ما. في الناقد أتحدث باللغة العربية الفصحى، والجمهور لم يتعودني بهذا الأسلوب، وعلى الصعيد الشخصي بدأت أتعلم معلومات جديدة وتحديدًا في عملي مع الناقدين (ماهر موصلي ومحمود مهدي). في الوهلة الأولى كنت متوترة قليلًا لأني كنت أشعر بأننا مختلفون، فحتى أسلوبهما وطريقتهما تختلف عني، لكن بعد ذلك اتضح لي العكس، اندمجنا جدًّا وبدأت أتعلم منهما كثيرًا. بشكل عام أنا لا آخذ رأي الناس كثيرًا لكن مع محمود الوضع مختلف وأثق برأيه جدًّا. تجربة الناقد مختلفة ومميزة وأنا مستمتعة بها.
أخبرينا عن فكرة برنامج "الناقد" The Critics وما يقدم للمشاهدين؟
فكرة برنامج الناقد مختلفة عن برامج السينما والأفلام التي تهتم بالتريند والأحداث الراهنة والشائعات، بينما ما يميز الناقد هو ماهر ومحمود لأنهما ناقدان فعلًا بينما أنا مذيعة، ولدي لقاءات مع النجوم، فالناقد جمع بيننا وجعل المتابعين يشعرون أنهم معنا في البيت وهذا جعل الجمهور يستمتع بنقد ماهر ومحمود، بالإضافة إلى أن الجمهور يثق برأيهما لأنهما لا يجاملان أبدًا، وهذا لا يوجد في برامج كثيرة. فبطبيعة الحال يضطر بعض مقدمي البرامج إلى مجاملة الضيوف، لكن في الناقد الوضع مختلف. وما يعجبني فيهما هو الإعداد الممتاز الذي يقومان به حيث يتابعان كل الأعمال بكل التفاصيل ويقيمانها بالشكل الصحيح من وجهة نظرهما بعد هذا التمعن.
من هو أكثر شخص يشاهد برامجك؟ أو ربما يهمك أن يشاهدك؟ ولماذا؟
يهمني الجيل الأكبر في السن فيسعدني جدًا عندما أستمع لتعليقات الأمهات والجدات حول ما أقدمه، فهذا صنع فرقًا كبيرًا لأني معتادة على الجيل الأصغر الذي يهمه المحتوى الذي أقدمه، فلم أتوقع من قبل أني أصل إلى هذه الفئة العمرية.
من هو الملهم خلال مسيرتك المهنية؟ ماذا أخذت منه أو منها؟
ملهمتي الأولى هي والدتي. وهي الوحيدة التي رأت فيّ منذ الصغر شيئًا لم ألاحظه في نفسي، وآمنت بي وبموهبتي التي في بعض الأحيان كنت أشعر أنني لن أستطيع الاستمرار بها، ولطالما كانت تقول لي (إنني أرى نفسي فيكِ) وكانت هذه الجملة صعبة بالنسبة لي وتجعلني أتحدى نفسي دائمًا وأجعلها سعيدة بي وبإنجازاتي.
السوشيال ميديا تخطف الأضواء من الجميع، من موقعك وتجربتك كيف تنظرين للأمر؟
بصراحة أنا لا أفضل الوجود في مواقع التواصل الاجتماعي، لولا أني مضطرة لذلك، بسبب طبيعة عملي لنشر لقاءاتي وخلف الكواليس والحلقات والحفلات. أنا أرى أن فائدتها الأساسية هي التواصل وهذا لو استخدمناها بشكل صحيح لإيصال رسائل مفيدة لتعليم وتثقيف الجمهور، وأقل شيء أن نصنع ابتسامة، ولكن ما يحدث في مواقع التواصل الاجتماعي هو 10% مما تحدثت عنه، و90 % أتمنى ألا يكون موجودًا.
اقرأ أيضًا:5 دقائق مع الإعلامية ميراشا غازي | فيديو
وماذا عن أهمية الستايل وارتداء ثياب على الموضة في حضور الإعلامي واستحواذه على المعجبين؟
أولاً أريد أن أنوه بأني لا أحب التسوق كباقي السيدات وإنما ما أحرص عليه في اختيار ثيابي هو البساطة، حيث يهمني جدًا أن يكون مظهري بشكل عام جميلاً ومنسقًا في جميع مشاركاتي سواء في حلقات برامجي أو في الحفلات أو التغطيات، ولكن لا أهتم بالتفاصيل الدقيقة. أُومن بأنه كلما كنت بسيطة سوف يركز الجماهير معي شخصيًّا وليس مع ما أرتديه.
كيف هي علاقتك بالذكاء الاصطناعي، هل تتخيلين أن "روبوت إعلامي" سيحاور بدلاً عنك؟
صدقًا أكرهه ولا أفهم الكثير فيه لدرجة أن هاتفي المحمول لا أعرف أن أستخدم بعض الخواص فيه أحيانًا، لذلك كلما كان الشيء بسيطًا وجدت نفسي أميل له بشكل كبير. ولا أتخيل أبدًا أنه من الممكن أن يأخذ روبوت مكاني.
ما الشغف الذي مازال بداخلك ولم تختبريه بعد، تمثيل، غناء، أو ربما رقص؟
كان والدي دائمًا يقول لي أن أعيش حياتي وأن أستمتع بها، لذلك قمت بتجربة أشياء كثيرة في حياتي واستمتعت بها جدًا، وفي كل مرة كان يجب علي أن أتخذ قرار الشروع في شيء معين كنت أقوم به فورًا، ما دمت كنت أريد ذلك، ودون تردد، وأحيانًا كنت أندم عليه لاحقًا. وبالرغم من ذلك لا أقضي وقتًا طويلاً في الندم. بالنسبة للشغف فإني أجد عملي هو شغفي الأول والأخير لأني فعلًا أستمتع به. كما يجب عليّ توضيح أني لا أحب الشهرة ولكن أحب عملي الإعلامي جدًا لأني أرى أن وظيفة الإعلاميين كأي وظيفة أخرى كالطبيب والمهندس حيث يقومون بعملهم ويحظون بعدها بحياتهم الخاصة.
ما الأمنية أو المشروع الذي لم يتحقق بعد في حياتك؟
بشكل عام أنا لا أتمنى أو أخطط، بل أنا مؤمنة بأن كل ما يقدمه الله لي هو المشروع المناسب ويأتي في الوقت المناسب. ولكن يوجد لدي أمنية مميزة وأتمنى أن تتحقق وهي أن أفتح مطعمي الخاص، فأنا دائمًا أستمتع بالطبخ لضيوفي في المنزل، ومشاركتهم أطباقي، وأتمنى أن أحقق هذا الحلم وأن أكون موجودة دائمًا لأرى رد فعل الناس، وأن أرى الابتسامة على وجوههم.
ماذا يعني لك الرجل؟
الرجل يعني لي أخواي الاثنين، فأنا البنت الوحيدة بين ولدين، وتربيت بينهما، لذلك أحيانًا أشعر أني أشاركهما اهتماماتهما، وعندما أتذكر طفولتي أتذكر أنني كنت ألعب كل الألعاب التي كانا يلعبانها مع أصدقائهما في النادي والشارع والمدرسة، فكنت بعيدة عن ألعاب البنات كالدمى وغيرها، لذلك تشاركنا كثيرا من الذكريات وهما يعنيان لي الكثير. كما أن والدي لعب دورًا كبيرًا في حياتي فهو كان مصدر حب ودعم كبيرين. أحيانًا عندما تكون الفتاة محرومة من حب الأب تكبر وتنشأ متعطشة للحب، بينما والدي كان دائمًا بجانبي وزرع فيّ أسسًا كثيرة وأهمها أني لا أحتاج إلى أحد، وعندما كبرت كان والدي هو مثلي الأعلى لذلك هو الرجل الأساسي في حياتي.
أجمل تكريم واحتفاء بك ما هو؟ أجمل يوم بحياتك؟
أني أعمل في مجال الإعلام منذ 19 سنة وقمت بتقديم برامج كثيرة وحفلات لأهم نجوم الوطن العربي، ولكن قبل فترة قصيرة قمت بتقديم الفنان عمرو دياب في إحدى حفلاته، وكانت هذه أول حفلة تحضرها والدتي من تقديمي، وبعد أن انتهيت من التقديم ذهبت لأبحث عنها فوجدتها خلف الكواليس تبكي، وقالت لي إن هذه أول مرة تسمع صوتي على المسرح فشعرت برهبة وقوفي على المسرح، وغمرها هذا الموقف بالسعادة من أجلي، حتى أنها شعرت بأنها هي التي تقف على المسرح. هذه المشاعر التي وصلتني منها ولرؤيتها لي على المسرح لأول مرة كانت كبيرة بالنسبة لي ويعد هذا اليوم من أجمل الأيام في حياتي.
مهنتك تفرض عليك ربما العمل لساعات طويلة، ماذا يبقى لك من مساحة؟ كيف ترفهين عن نفسك؟
حياتي مقسمة بين أهلي وعملي، صحيح أن لدي كثيرًا من العلاقات، ولكن أولويتي تذهب دائمًا لأهلي وعملي، ولكن عندما يكون هناك بعض الوقت لنفسي وهذا لا يحدث كثيرًا أقضيه مع أصدقائي القريبين، ولهذا السبب أنا لا أحضر كثيرًا من الحفلات، وبعض الناس تتصور أني لا أحب حضور الحفلات، ولكن ليس هذا السبب وإنما أفضل أن أقضي هذا الوقت مع الأهل والأصدقاء.
من خلال متابعتك للحراك والتحديث بالمملكة العربية السعودية، ما الانطباعات التي تولدت لديك؟
منذ فترة بعيدة ونحن نرى أن المملكة لديها عديد من المواهب، ولكن كنت دائمًا أشعر بأنه يجب تسليط الضوء على هذه المواهب وتحديدًا الشباب، وكنت أقول أحيانًا أني غيورة من التطورات التي تحدث الآن في المملكة، وذلك بسبب أن جميع الدول العربية لديها المواهب، ولكن للأسف الأشخاص المعنيون أو الحكومات لا يهتمون بهم أو يعطونهم الفرص المناسبة. وبالرغم من وجود عديد من المجالات الفنية كالتمثيل والغناء والتأليف والإخراج وغيرها، فإنّ التركيز منحصر على المواهب الحالية فقط التي نراها باستمرار أو أقاربهم. ولكن ما حدث في المملكة بالنسبة لي باهر جدًا، وتسليط الضوء على الشباب ومنحهم الفرص المناسبة وبشكل عام النجاح الآن أصبح في كل المجالات. سابقًا كنا نقول جدة غير لكن الآن الرياض غير، والعلا غير، وكل المملكة غير. كل هذه الأحداث التي تحدث في المملكة تقام بشكل كبير وعلى مستوى احتراف عالٍ، فهذا مشرف ليس فقط للمملكة وإنما للوطن العربي كاملاً.
هل ما زلتِ تطعمين العصافير في الصباح؟
تعلمت هذه العادة من جدي والد والدتي لأني كنت مقربة جدًّا منه، وبعد وفاته -رحمة الله عليه- كنت أذهب يوميًّا قبل المغرب بطبق به أرز مع ماء إلى حديقة المجمع السكني الذي أسكن به، وأقوم بإطعامهم، وأتأكد أنهم أكلوه، وفعلًا أقوم بهذه العادة بشكل دائم.
ما هي هواياتك واهتماماتك بعيدًا عن المهنة؟
التلوين لأنه يفصلني عن عملي في الإعلام، فبطبيعة الحال أنا أحب أن أتحدث كثيرًا، فدائمًا أصدقائي يضحكون على كلامي كثيرا، وفي كل مرة أخبرهم أنه دائمًا يتم دفع الأموال لي لأتحدث، ولكن التلوين هو الشيء الوحيد الذي يجعلني أفصل عن العالم وأن أعيد ترتيب أفكاري.
ماذا يعني لك غدًا؟
لا يعني لي أي شيء على الإطلاق، أنا الآن في الحاضر، وهو ما يعنيني، وما يحدث غدًا هو في يد الله عز وجل.