5 دقائق مع الإعلامية مايا حجيج
رغم عملها بأهم القنوات العربية، وكونها أستاذة في كلية محمد بن راشد للإعلام بالجامعة الأمريكية في دبي، فإن مايا حجيج تعرف نفسها بكل تواضع وتقول: "أنا مذيعة أو صحفية". تتمنى أن تصبح إعلامية لأن هذه الكلمة برأيها تحملها مسؤولية كبيرة، وتقول: رغم عملي في الإعلام أكثر من 20 عامًا، أكتبها على مواقع التواصل لكن يصعب عليّ قولها.
بين أكبر قنوات الشرق الأوسط الإعلامية لماذا أنتِ اليوم في الشرق؟
الشرق هي جزء من المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام، وأنا نشأت على قراءة جريدة الشرق الأوسط، فعندما كنت طالبة كان علينا إحضار نسخة منها إلى الجامعة، لذا فالشرق هي تاريخ لنا. وما أن علمت أن تلفزيونا تابعا للمجموعة في طور الافتتاح، لم أتردد لحظة في التقدم للعمل فيه، فحققت حلم حياتي بهذه الخطوة بربط اسمي مع بلومبرغ العالمية أيضًا.
#5_دقائق_مع الإعلامية «مايا حجيج».. أسرار من حياتها ومسيرتها المهنية وكيف ترى "عقلية الرجل"؟@MayaHojeij pic.twitter.com/NHDCi1f8d9
— الرَّجل (@ArrajolM) September 6, 2022
هل تعتقدين أن وجود رجل في حياة المرأة العاملة يمنحها قوة؟
يعطيها قوة كبيرة فالرجل بحياة المرأة أمر مهم جدًا، لأنه الداعم لها وهو من يساعدها في دربها حتى تحقق معه جميع أحلامها. وأتمنى أن يكون ابني داعمًا لزوجته وأن تجد ابنتي الدعم الكافي من زوجها.
من تفضلين أكثر عقلية الرجل الشرقي أم الغربي؟
عقلية الرجل فيها مشكلة لا أفضل كليهما، لكن دعني أقل إن العقلية تتغير. كانت المشكلة بالجيل الذي سبقني بتحديد دور المرأة والرجل: المرأة في المنزل، والرجل في العمل، ونادرًا ما نسمع عن امرأة تعمل. مع جيلي تغيرت وتطورت الأدوار، وأصبح وجود المرأة في معترك العمل ضرورة اقتصادية وليس فقط مجرد حقوق. وجد الرجل صعوبة في تقبل هذا الأمر، لأنه تربى على قيم ومعتقدات لا تسمح له بتقبُّل المرأة في العمل، وفرضت عليه أن يبقى في شخصية الرجل الشرقي. في المقابل وجد الجيل الحالي طريقة مختلفة في التعامل والتقبل والانفتاح وأصبح ينظر إليها كشريكة.
ما المشاعر المسيطرة على مايا في هذه السنة؟
النجاح والقوة والاستمرارية.
انطلاقاً من خبرتك الطويلة كرئيسة تحرير، هل المرأة أنجح من الرجل في الإدارة؟
برأيي لا يتعلق الموضوع بالرجل والمرأة وإنما بطبيعة الشخص بحد ذاته.
طريقتي في الإدارة كانت مرتبطة بشخصيتي، سعيت دائماً لكسب ود الجميع، وهذا الأمر خطأ، لأن المدير يجب أن يكون صاحب قرار. برأيي أن المرأة قادرة على تولي زمام الأمور، لكن الدعاية السلبية عكس ذلك. المرأة متمكنة وبدليل أن الرئيس التنفيذي للمجموعة هي السيدة جمانا الراشد، وهناك غيرها الكثير في العالم العربي على رأس مؤسسات تحريرية وإعلامية. أتمنى أن أرى المرأة في مناصب قيادية تقود التغيير الإعلامي.
من هو الرجل الذي كان سببًا في نجاحك؟
الكثير من الرجال وفي مقدمتهم والدي. يجب على كل شخص أن يكون لديه راعٍ، وبسبب وجود أساتذتي عبد الرحمن الراشد ونبيل الخطيب في قناة العربية، والأستاذ عمر الزين، وهو من أكثر الأشخاص الذين لهم فضل عليّ، لأني في بداياتي كنت أقرأ النص دون روح وبسبب متابعته تطورت جدًا، وأيضًا مديري في تلفزيون دبي علي عبيد الهاملي كان يؤمن بالمرأة قبل أن أومن بها أنا في المناصب القيادة. حملني مسؤولية الإدارة لإيمانه المطلق بشخصي قبل أن أومن أنا بنفسي في الإدارة. لقد كنت محظوظة بالرجال الملهمين من حولي.
هل حقًّا هناك فرق بين الرجل والمرأة؟
لم يميز أبي بيننا (ذكر أو أنثى) في التعامل، وشعرت بالصدمة عندما واجهت المجتمع في الحياة الأكاديمية والعملية، وتطور الأمر عندما أخذت قرار الارتباط، شعرت بأن هناك قوانين مختلفة بين الرجال والنساء لم أكن أعرفها حتى تخطيت العشرين عامًا، ومع العمر أصبحت أدرك أن الفرق كبير.
اقرأ أيضًا: رائد الأعمال فيصل القرني لـ «الرجل»: طاردت حلمي بالعمل الحرّ.. والمعوّقات امتحان للنهوض
ما الذي يجب على المرأة أن تتعلمه من الرجل؟
أن تحتفل بإنجازاتها ولا تخجل منها. وأن تطلب ما تريد وخصوصًا في مكان العمل. وأن تكون مغامرة وتتلقف الفرص المستحقة.
لديك مشروع "مدونة صوتية" ينمي المرأة هل تحملين رسالة إعلامية تحمي المرأة؟
الهدف من المشروع "مدونة صوتية" أن نروي قصصًا ملهمة لسيدات من عالمنا العربي، لأن التاريخ ظلم المرأة في توثيق نجاحها في العالم الشرقي والغربي، ويوجد الكثير من النساء، لم يتكمنّ من الاحتفاء بإنجازاتهن.
الهدف من عملي في المدونة الصوتية جعلها مساحة آمنة لهن، وأنا أومن أن المحتوى يتجه إلى الصوت أكثر بسبب طبيعة الحياة، وأتطلع لصناعة بعض الحلقات عن الرجال الذين ساهموا في نجاح المرأة.
متى يجب أن يظهر الرجل من داخل المرأة؟
كل إنسان لديه طاقة أنثوية وذكورية والمرأة لديها طاقة أنثوية كبيرة لكنها تحتاج إلى الطاقة الذكورية في بعض الأوقات، لأنها تتسم بالقوة.
أما طاقتها الأنثوية فهي تعاطف أكثر، وذلك عندما نتكلم عن المؤسسات العالمية وأهم الشركات، أجواء العمل صنعت للرجال من الرجال لذلك المرأة احتاجت إلى وقت أكبر للاندماج في بيئة العمل.
وكما نطلب دائمًا من المرأة أن تكون أقوى وأن تتحمل، أطلب من الرجل أن يكون أهدأ.
أنا بالنسبة لي عندما أريد أن أظهر قوتي أحدث الطاقة الذكورية داخلي، لكن لا يفكر الجميع بهذه الطريقة.
ما أفضل مرحلة في حياة الرجل برأيك؟
أعتقد عندما يكون يافعًا لأنه يجري صقل المهارات والأحلام والمستقبل، وهنا يستطيع الشخص أن يزرع التغيير، لأن المرحلة الجامعية يبقى أثرها كبيراً جدًا.
رسالتك إلى الرجل؟
الحياة تعاون وشراكة، فشكرًا لأنك شريك وأستاذ ومعلم، وأنا أيضًا أستاذتك وشريكتك ومعلمتك، فأنا لدي قدراتك نفسها.