المياه الفوّارة.. هل هي بديل آمن للمشروبات الغازية؟
للمشروبات الغازية أضرار كثيرة على صحة الإنسان، خاصةً مع غناها بالسعرات الحرارية، وتأثيرها السلبي على العظام والأسنان، ولذلك عُدّت المياه الفوّارة بديلاً مناسبًا للمشروبات الغازية، فهي من اسمها تحمل نفس الفوران والفقاقيع في المشروبات الغازية؛ لكنّها قليلة السعرات الحرارية، ولا تُسبِّب نفس الأضرار، بل قد تُحسِّن الهضم، وتساعد على التخلّي عن المشروبات الغازية.
ما هي المياه الفوّارة؟
مياه مملوءة بغاز ثاني أكسيد الكربون لإحداث فورانٍ فيها "فقاعات"، كي تكون شبيهة بالمياه الغازية، ولا يُضاف إليها أي شيء بخلاف المعادن، أو النكهات الخالية من السعرات الحرارية.
قد تكون المياه الفوّارة طبيعية، وهي المياه المعدنية الفوّارة التي تحتوي على المعادن بصورة طبيعية، ويُحصّل هذا السائل من مصدره مباشرةً وهي الينابيع الطبيعية، وكذلك هناك نوع صناعي من المياه الفوّارة، وهو ما يتم من خلال إضافة ثاني أكسيد الكربون إلى الماء.
فوائد المياه الفوّارة
تُعدّ المياه الفوّارة بديلاً صحيًا للمشروبات الغازية، فهي بها نفس الفوران، وقد تحتوي على نكهات تُحسِّن طعمها، وتشمل فوائدها لصحة الإنسان ما يلي:
1. تحسين الهضم
وجدت دراسةٌ في المجلة الأوروبية لأمراض الجهاز الهضمي والكبد "European Journal of Gastroenterology and Hepatology" أنّ الماء الفوّار يُساعِد في التغلب على عُسر الهضم والإمساك، وقد لاحظ الباحثون دورها في تخفيف أعراض عُسر الهضم بنسبة 34%، وكذلك أعراض الإمساك بنسبة 18%.
وحسب دراسةٍ أخرى في مجلة الأكاديمية الكورية للتمريض "Journal of Korean Academy of Nursing"، وجدت أنَّ شُرب المياه الفوّارة ذو أثرٍ مُضاعف مقارنةً مع مياه الصنبور في تحسين حركة الأمعاء، والتغلُّب على الإمساك.
2. المساهمة في الحِفاظ على الوزن
قد يساعد الماء الفوّار في خسارة الوزن عند تناوله إلى جانب الوجبات؛ لأنّ فقاعات الماء الفوّار تُساعِد في إبقاء الطعام في المعدة وقتًا أطول مقارنةً مع المياه العادية، حسب علوم وأمراض الجهاز الهضمي "Digestive Diseases and Sciences".
كذلك تُساعِد فقاعات المياه الفوّارة في تعزيز الشبع، كما أنَّ المياه الفوّارة لا تحتوي على سعرات حرارية بخلاف المشروبات الغازية التي تحتوي على قدرٍ من السعرات الحرارية.
3. سهولة التخلِّي عن المشروبات الغازية
قد يعتاد بعض الناس على المشروبات الغازية لدرجةٍ تُقارب الإدمان، وتُعدّ المياه الفوّارة وسيلة مناسبة لخداع الدماغ والتخلِّي عن المشروبات الغازية، فهي تمنحك نفس الإحساس عند شُرب المياه الغازية، ويُمكِن إضافة الخيار، أو الفواكه إليها لتحسين طعمها بدلاً من المشروبات الغازية ذات السعرات الحرارية.
اقرأ أيضًا:أضرار المشروبات الغازية للرجال
أضرار المياه الفوّارة
نعم تُعدّ المياه الفوّارة بديلاً للمشروبات الغازية، لكنّها هي الأخرى لا تخلو من أضرارٍ محتملة، مثل:
1. تجاويف الأسنان
المياه الفوّارة ذات طبيعة حمضية خفيفة، لذلك قد تُؤثِّر في مينا الأسنان بما يُسبِّب تآكله، لكن كي تُتلِف المياه الفوّارة مينا الأسنان، لا بد من استهلاكها بكثرة على مدار اليوم، كي تُحدِث نفس أثر المشروبات الغازية أو عصائر الفاكهة، حسب المُتحدِّث باسم جمعية طب الأسنان الأمريكية.
تُعدّ المياه الفوّارة آمنة للأسنان حال تناولها مع الوجبات؛ لأنّ الفم يُفرِز مزيدًا من اللعاب الذي يُساعِد في معادلة الأحماض الراكدة على سطح الأسنان.
2. الغازات وانتفاخ البطن
ثمّة احتمال أن تُصِيبك المياه الفوّارة بالغازات وانتفاخ البطن، لكنّ هذه الأعراض المُزعجة لا تحدث إلّا مع تناول أكثر من 300 مل من الماء الفوّار، وهذه الغازات المتكونة طبيعية مع احتوائها على غاز ثاني أكسيد الكربون، فهو يتراكم في المعدة مُسبِّبًا ذلك الانتفاخ.
3. تفاقُم القولون العصبي
قد تزيد المياه الفوّارة أعراض القولون العصبي، خاصةً الذي تغلب عليه أعراض الإسهال، والانتفاخ، والغازات؛ نتيجة إطلاق غاز ثاني أكسيد الكربون داخل الجهاز الهضمي.
وقد لاحظت دراسة تفاقُم هذه الأعراض عند من يُعانُون القولون العصبي الذي يغلب عليه الإسهال، خاصةً مع تناول كمياتٍ كبيرةٍ من المياه الفوّارة.
هل تُؤثِّر المياه الفوّارة على صحة العظام؟
هناك تكهنات بشأن المياه الفوّارة وتسبُّبها في فقدان الكالسيوم من الجسم، لكن حسب كلية الطب بجامعة هارفارد، فإنّه لا يُوجَد دليل كافٍ على أنَّ حمض الفوسفوريك "يُستخدَم لإضافة نكهة في بعض العلامات التجارية للمياه الفوّارة" يُؤثِّر سلبًا على كثافة العظام، أو التمثيل الغذائي لها، كما لا يُؤدِّي شُرب المياه الفوّارة إلى هشاشة العظام، أو زيادة خطر الإصابة بكسرها مباشرةً.
وقد أشار موقع "healthline" إلى أنَّ المياه الفوّارة لا تُؤثِّر في صحة العظام بخلاف المشروبات الغازية المليئة بالفوسفور.
أهم النصائح لشُرب المياه الفوارة
ينبغي أن يكون شُرب المياه الفوّارة بصورة متكاملة مع الطعام والمشروبات الأخرى التي تتناولها على مدار اليوم، ويُفضَّل اتّباع النصائح الآتية في شُرب المياه الفوّارة:
- إضافة فواكه أو أعشاب لتحسين النكهة، مثل الأناناس والخوخ والتوت، أو إكليل الجبل والنعناع.
- شُرب المياه الفوّارة بكميات متوسطة دون إفراط؛ لأنَّ الكلى قد تعجز عن إزالة فائض الماء من الجسم، كما قد يُؤدِّي الإفراط في شُربها إلى تفاقم مشكلاتٍ طبية تُعانِيها، مثل ارتجاع المريء.
- يُمكِن شُرب المياه الفوّارة مع فاتح للشهية؛ للمساعدة على الهضم.
هل المياه الفوّارة آمنة للشُرب؟
يُعدّ شرب المياه الفوّارة آمنًا طالما لا تُكثِر من تناولها، خاصةً أنّ الإفراط فيها كل يوم قد يزيد خطر تجاويف الأسنان، كما أنّه آمن طالما لا تُعانِي مشكلات صحية تتفاقم بسبب المياه الفوّارة، مثل انتفاخ البطن، أو ارتجاع المريء.
وتتراوح الكمية المثالية لاستهلاك السوائل عمومًا من قِبل الأفراد الأصحاء بين 2.7 - 3.7 لتر يوميًا، حسب الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب، وهذه الكمية قد تختلف حسب العمر، ومستوى النشاط، والجنس، ونحو 20% من الاحتياج اليومي للسوائل يأتي من الطعام حسب مايو كلينيك "Mayo Clinic".