ماذا يحدث للجسم عند تناول المشروبات الغازية يوميًا؟
باتت المشروبات الغازية ركنًا من الحمية الغذائية، ومع مذاقها الرائع، نُداوِم على شُربها دون معرفة ما قد يحل بالجسم. حقيقة الأمر أنَّ المشروبات الغازية ذات أثرٍ في كل عضوٍ من أعضاء الجسم تقريبًا، وإن لم يكن ذلك مرئيًا لأعيننا؛ إذ قد تزيد مستويات الدهون الثلاثية في الدم، وكذلك فرص الإصابة ببعض الأمراض كالسكري وأمراض القلب، فما الذي تصنعه هذه المشروبات في أجزاء الجسم دون أن نعي بها؟
ماذا يحدث للجسم عند تناول المشروبات الغازية كل يوم؟
كثرة تناول المشروبات الغازية مُنذِر بأضرارٍ عديدة على الجسم؛ إذ أشارت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية و منها "CDC" إلى ارتباط المشروبات الغازية بزيادة الوزن، السمنة، مرض السكري من النوع الثاني، تجاويف الأسنان، وغيرها.
1- تجاويف الأسنان
ارتبط تناول المشروبات الغازية بتجاويف الأسنان، تآكل مينا الأسنان، بل وفقدان الأسنان.
المشروبات الغازية حمضية إلى حدٍ ما، ومليئة بالسُّكريات، التي تتحوَّل إلى حمض اللاكتيك عن طريق اللويحات والميكروبات الفموية، ثُمَّ يشرع في إذابة الأسنان، وتعريض المرء لتجاويف الأسنان.
أيضًا، تُؤثِّر المشروبات الغازية في الفم من نواحٍ أخرى، مثل:
- تقليل إفراز اللعاب، المشهور بدوره في معادلة الأحماض، وحماية الفم، ما يُصعِّب التخلّص من البكتيريا الموجودة في الفم.
- التهاب اللثة وتهيّجها؛ بسبب السكر والأحماض في المشروبات الغازية، ما يُؤدِّي إلى تورّم أو نزيف اللثة، بل وانحسار اللثة أحيانًا.
قد يُؤدِّي إهمال التعامل مع مشكلات اللثة الناجمة عن تناول المشروبات الغازية إلى فقدان الأسنان، والتعرَّض لمشكلات صحية أشدّ خطورة في الفم.
2- تهيّج المعدة
قد لا تُتلِف المشروبات الغازية بطانة المعدة مباشرةً، لكنَّها تُهيِّج المعدة لمن يُعانُون مشكلات الجهاز الهضمي ابتداءً، مثل:
- قرحة المعدة.
- التهاب المعدة.
- ارتجاع المريء.
يُسهِم تناول المشروبات الغازية في مثل هذه الحالات في تفاقم أعراض اضطرابات الجهاز الهضمي، ومِنْ ثَمَّ لا يُنصَح بتناولها إلاّ بعد علاج مشكلات الجهاز الهضمي أولاً.
اقرأ أيضًا:10 طرق و4 مشروبات لسد الشهية وحرق الدهون
3- رفع مستويات السكر في الدم
تحتوي مشروبات الكولا الغازية على قدرٍ من السكر المضاف، وقد أوصت جمعية القلب الأمريكية بعدم الحصول على أكثر من 150 سعرًا حراريًّا في اليوم الواحد من ذلك السكر "ما يُعادِل 9 ملاعق صغيرة أو 36 غرامًا من السكر".
تحتوي علبة مشروبات الكولا الغازية العادية "ذات الـ 12 أونصة" نحو 37 غرامًا من السكر المضاف، وهذا يُمثِّل تقريبًا كلّ القدر المسموح به من السكر المضاف في اليوم الواحد للرجال.
ترتفع مستويات السكر في الدم إثر تناول المشروبات الغازية؛ إذ يُمتصّ السكر المُضاف سريعًا؛ دافعًا مستويات السكر في الدم إلى القمة.
يستجيب الجسم بإطلاق الأنسولين بكميات كبيرة؛ للتعامل مع ذلك السكر الذي اقتحم تيار الدم؛ لتقليل مستوياته، ما يُؤدِّي إلى تأرجح مستويات السكر في الدم باستمرار، والإصابة بمقاومة الأنسولين، وعدم فعاليته مستقبلاً في خفض مستويات السكر في الدم.
قد يُؤدِّي التقلّب المستمر في مستويات السكر في الدم على مدار اليوم إلى:
- التعب والإرهاق.
- التقلبات المزاجية.
- زيادة فرص الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.
4- زيادة مستويات الدهون الثلاثية
ليت الأمر قد توقّف عند السكر فقط؛ إذ يُؤدِّي دخول كميات كبيرة من السكر إلى الجسم إلى زيادة مستويات الدهون الثلاثية وانحدار مستويات الكوليسترول الجيد.
حسب دراسةٍ عام 2020 في مجلة جمعية القلب الأمريكية، فإنّ البالغين المُتناولِين للمشروبات الغازية بكثرة، أكثر عُرضةً لانخفاض مستويات الكوليسترول الجيد بنسبة 98%، ولزيادة مستويات الدهون الثلاثية في الدم بنسبة 53%.
وقد أشار بعض مُختصِّي التغذية إلى أنَّه ما لم يتحوَّل السكر المُتناوَل عبر المشروبات الغازية إلى طاقة عبر النشاط البدني، فإنَّ الكبد يُحوِّل هذا القدر الزائد من السكر إلى دهون "الدهون الثلاثية"؛ لذا من الشائع ظهور الكبد الدهني لمن أقاموا على تناول المشروبات الغازية لسنوات.
5- زيادة الوزن
قد يُؤدِّي تناول المشروبات الغازية كل يوم إلى زيادة الوزن؛ إذ تحتوي العلبة الواحدة منها على 150 - 200 سعر حراري، مصدرهم السكر المضاف.
يتسبَّب ذلك في وجود فائض من السعرات الحرارية، خاصةً إذا لم يشرع المرء في نشاطٍ بدني، ما يُفضِي إلى اكتساب الوزن.
أشارت دراسةٌ منشورةٌ في مايو 2020 في المجلة الدولية للتغذية السلوكية والنشاط البدني إلى أنَّ النشاط البدني الذي أجراه بعض الناس خلال أوقات فراغهم، لم يكن قادرًا على منع زيادة الوزن المُكتسَبة جراء تناول المشروبات الغازية.
6- هشاشة العظام
لم تنتهِ مُكوِّنات المشروبات الغازية بعد، فما زال حمض الفوسفوريك يتوعَّد العظام، ويُهدِّدها بمنع الكالسيوم عنها.
يُعرقِل حمض الفوسفوريك امتصاص الكالسيوم، ما يُؤدِّي إلى ضعف العظام وهشاشتها، وربَّما سهولة الكسر.
وقد أشارت دراسةٌ عام 2014 في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية إلى أنَّ كل مشروبٍ غازيٍ تناوله المشاركون خلال النهار، زاد خطر الإصابة بكسر الورك بنسبة 14%.
7- ضرر الكلى
تزيد المشروبات الغازية مستويات حمض اليوريك في الدم، خاصةً تلك المصنوعة بشراب الذرة عالي الفركتوز.
تُؤدِّي زيادة حمض اليوريك في الدم إلى ترسَّب بلورات في الكلى، ومِنْ ثَمَّ زيادة فرص تكوين حصى بها، إضافةً إلى الإصابة بداء النقرس.
8- الجفاف
قد تروي المشروبات الغازية الظمأ لحظيًا، لكنَّها ليست مصدرًا مناسبًا للإرواء؛ إذ تحتوي على الكافيين، المعلوم إدراره للبول، ومِنْ ثَمَّ فقد تُسبِّب المشروبات الغازية الجفاف إذا شُربت بكميات كبيرة.
اقرأ أيضًا:أضرار المشروبات الغازية للرجال
أعراض الإفراط في تناول المشروبات الغازية
يصحب الإفراط في تناول المشروبات الغازية بعض الأعراض التحذيرية، مثل:
- ألم الصدر، وحرقة المعدة، خاصةً لمن يُعانُون اضطرابات الجهاز الهضمي.
- عُسر الهضم، الغثيان، الإسهال، وانتفاخ البطن؛ نتيجة الكميات الكبيرة من السكر، أو المُحلِّيات الصناعية.
- زيادة التبوّل، والإصابة بأعراض الجفاف كجفاف الفم، الإجهاد، والصداع؛ نتيجة كافيين المشروبات الغازية.
- التقلّبات المزاجية، والضعف، والجوع؛ نتيجة تأرجح مستويات السكر في الدم بين قمةٍ وقاع.
- النهم الشديد لتناول الأطعمة والمشروبات السُّكرية.
لا ينبغي إغفال دور المشروبات الغازية في زيادة فرص الإصابة ببعض الأمراض، مثل:
- أمراض القلب.
- مرض السكري.
- ارتفاع ضغط الدم.
- متلازمة الأيض.
ما هو أشدّ أعضاء الجسم تأثُّرًا بالمشروبات الغازية؟
الفم أكثر ما يتعرَّض للمشروبات الغازية، وأشدّ أجزاء الجسم تضررًا منها؛ نظرًا لما تحويه من سكريات وأحماض تتفاعل مع البكتيريا الموجودة مسبقًا في الفم، ما يُؤدِّي إلى تجاويف الأسنان، ومشكلات الفم.
هل تُتلِف المشروبات الغازية المعدة؟
قد يُؤدِّي شُرب كميات كبيرة من المشروبات الغازية إلى تهيّج المعدة؛ نتيجة ارتفاع كمية الأحماض الداخلة إليها، لكن لا يُوجِد دليل على تلف المعدة أو حدوث تغيّرات كبيرة بها بعد تناول المشروبات الغازية.
جدير بالذكر أنَّ من يُعانُون اضطرابات الجهاز الهضمي أكثر عُرضةً لتفاقم هذه الاضطرابات مع تناول المشروبات الغازية باستمرار.
بدائل المشروبات الغازية
من الصعب الإقلاع عن بعض العادات، خاصةً مع المداومة عليها فترات طويلة، وقد تجد ضالتك فيما يلي إن كُنتَ ترغب في تقليل مقدار ما تتناوله من المشروبات الغازية:
- شُرب المياه الفوَّارة بدلاً من المشروبات الغازية.
- إضافة شرائح الخيار أو الفواكه إلى المياه الطبيعية التي تشربها.
- شُرب فنجان من القهوة أو الشاي إن كُنتَ تشتهي الكافيين.
- شُرب شاي البابونج، الكركديه، أو شاي بلسم الليمون لتخفيف التوتر.