فندق Mandarin Oriental.. فرصتك للاسترخاء على مضيق البوسفور بين قارتين
يلتقي الشرق بالغرب في مشهد ساحر داخل فندق «Mandarin Oriental» بمدينة إسطنبول، العاصمة السياحية لتركيا، إذ يقع في قلب المدينة القديمة النابض، التي ينقسم بين قارتي آسيا وأوروبا، ليمنح نزلاء الفندق إطلالات خلاّبة على الجانبين الأوروبي والآسيوي من المدينة، الوجهة المفضلة للسياحة في تركيا.
فندق في قلب إسطنبول.. أوروبا تعانق آسيا
يستوحي الفندق تصميمه الداخلي من طرازي المعمار الأوروبي والآسيوي، تحديدًا القصور المزخرفة التي عاش بها ملوك وأباطرة العصور القديمة بالقارتين، وما تزال متراصّة على ضفاف مضيق البوسفور.
وهو ما يوفر للمقيم تجربة خيالية تجمع الفخامة بالمغامرة، إذ يستلقي على الفراش في أوروبا، ويشاهد آسيا من خلال الستائر المفتوحة، ليستحوذ على نمط فريد من الرفاهية لن يجده حول العالم سوى في هذا الفندق ذي الخمس نجوم، الذي يتمتع بإطلالة ساحرة على مضيق البوسفور، الرابط بين البحر الأسود ببحر مرمرة، ويقطع المدينة ويقسمها بين القارتين.
يُعدّ البوسفور، الذي تطلّ 80% من غرف وأجنحة الفندق عليه، من أكثر المشاهد سحرًا في تركيا، فعلى ضفافه تتفاعل الطيور مع البشر، تغوص تحت السطح بحثًا عن الطعام، بينما تحلق الطيور المهاجرة في الأعلى، وتتقافز الدلافين في المياه، وتدور الغواصات ذهابًا وإيابًا.
الاسترخاء والرفاهية على ضفاف البوسفور
يتّسم فندق «Mandarin Oriental» بأفرعه المتنوعة بأعلى مستويات الفخامة، منذ افتتاحه للمرة الأولى في هونغ كونغ في الستينيات، لكن موقعه في إسطنبول أضاف لفخامته اللمسة التراثية التركية، والزخارف الدقيقة التي ضاعفت بهاءه وجماله.
تتزين الغرف والأجنحة برسومات زهور التوليب -شعار الرخاء والثروة في العصر العثماني- وأوراق الحائط الملوّنة والمفروشات الأنيقة، والسجاد التركي المفروش على أرضيات خشبية، وتغطي الحوائط لوحات مزخرفة.
وبالقرب منها، يقع الحمام الرخامي اللامع، ويحتوي على مستحضرات تجميل عطرية من علامة «Diptyque» الفرنسية المفضّلة لدى الفنادق، التي تقدم أعلى تجارب الفخامة.
تحفة الغرفة التي تجذب السياح إلى الفندق هي الشرفة الزجاجية، التي توفر إطلالات رائعة على مضيق البوسفور، وتحديدًا الأثرياء والمشاهير، فمنذ افتتاحه خلال النصف الثاني من عام 2021، استضاف مجموعة من نجوم هوليوود، وموسيقيين مشهورين، ورؤساء، وملوك.
اقرأ أيضًا: قصة فندق يجعل رأسك في سويسرا وساقك في فرنسا
تلك الأسماء اللامعة دفعت الفندق إلى مقدمة وجهات الإقامة الفاخرة في إسطنبول، ورفعت أسعاره حتى تتناسب مع مستويات الرفاهية والفخامة القياسية، التي تتفوّق على العديد من الفنادق ذات الخمس نجوم حول العالم، وذلك بفضل الخدمة الفاخرة الموجّهة إلى النخبة، مرورًا بأدق التفاصيل، ووصولاً إلى الخصوصية اللا نهائية، ويبدو ذلك منذ لحظة الترحيب في الردهة، ما ساهم في جعله «فندق النخبة» المفضل.
يقصد مشاهير العالم جناح «نايل سلطان البوسفور»، أكثر أجنحة الفندق توهُّجًا، ويبلغ سعر حجزه 24 ألف دولار أمريكي في الليلة الواحدة. ويتمتّع بمدخل خاص لفرق الأمن والطُهاة، كي تتمكَّن من الدخول وأداء أعمالها دون إزعاج.
مطعمان لـ«أطباق الشرق والغرب»
يضم الفندق، الذي يعدّ ملتقى الشرق والغرب في قلب إسطنبول، مطعمين رئيسين يقدمان تجارب طعام مختلفة تمامًا تلائم الروح العصرية والمتنوعة للفندق، وهما «Olea»، المتخصص في أطباق دول البحر المتوسط اللذيذة كالريزوتو بالزعفران وبيتزا المشروم الشهيرة. بينما يقدم «Novikov» مزيجًا فريدًا من الأطباق الآسيوية الإيطالية اللذيذة بما فيها من أكلات شعبية.
ويتميّز المطعمان بإطلالتهما الساحرة على مضيق البوسفور، إذ يستمتع من يتناول العشاء بمشاهدة الأفق الشرقي بمياهه الصافية وطرازه الآسيوي المدهش، والطيور المهاجرة التي تحلق في السما، فضلاً على الأطباق المميزة، التي تخلق عالمًا فريدًا من الرفاهية والمتعة.
ويمكن الاستمتاع بالمشهد ذاته من حوض السباحة الواسع، الذي يتوفر على تدفئة ذاتية.
وحين يكون الطقس باردًا، يصبح الـ«Spa» الجوفي المكان المثالي.
وبعد السباحة، ينصح دائمًا بالاسترخاء في الساونا، ثم التمدُّد في الحديقة واحتساء شاي الأعشاب التركي الشهير.
ولا تحلو نهاية اليوم دون خوض تجربة الحمام التركي التقليدي، والاستلقاء على منصة رخامية ساخنة مُغطّاة بالرغوة والماء الدافئ وسط أجواء من الرفاهية ومستحضرات عطرية ساحرة تنعش الجسد، وتجعل ملمس الجلد حريريًا.
اقرأ أيضًا: فنادق الكاريبي تنتظر عشاقها.. مع سحر الطبيعة وجمال العمارة وشمس كبيرة
تجارب سياحية متنوعة في قلب إسطنبول
الانطلاق من وإلى فندق «Mandarin Oriental» يحمل تجربة فريدة أخرى، حيث تتصدّر القوارب وسائل المواصلات، يستأجرها المقيمون لاستكشاف إسطنبول.. مزيج الثقافة والفن، في أوقات فراغهم، وترسو على رصيف الفندق ذهابًا وإيابًا.
ولدى العودة ليلاً يتوهّج الفندق بضوء المصباح بينما يرسو القارب على رصيفه، ليصبح أكثر من وسيلة مواصلات بين أنحاء المدينة الساحلية الفريدة، إنما وسيلة مواصلات بين الشرق والغرب، وبين أوروبا وآسيا، وبين زمنين وعالمين مختلفين إلى حدٍّ كبير.
تلك التجربة المميزة لا يمكن المرور بها إلاَّ في إسطنبول.
تُحيط الفندق، الذي يقع في المركز السياحي للمدينة، أحياء أكثر هدوءًا يسكنها سكان إسطنبول الحقيقيون، ما يمنح الضيوف شعورًا دافئًا بترحيب المدينة ولُطفها، وأبرز تلك الأحياء، حي «بيبك» الراقي، الذي يقدم تجربة تسوّق رائعة من أشهر البوتيكات في تركيا، واحتساء القهوة والعصائر الطازجة وتناول الطعام الفاخر من أفخم المقاهي والمطاعم، فضلاً على التجوّل بين أغلى العقارات والمباني في تركيا.
والانطلاق جنوبًا من الفندق، يأخذ الزوار إلى تجربة تختلف كثيرًا عما ألفته في المنطقة المحيطة بالفندق، وهي حي «أورتاكوي»، قرية الصيد السابقة التي تشتهر بأكشاكها المتخصصة في الوجبة التركية الشهيرة «البطاطس المخبوزة بالزيتون والمخللات»، بالقرب من مسجد أورتاكوي، الذي يجاور العبَّارة، وسيلة المواصلات الأسرع بين أنحاء المدينة التي يبلغ عدد سكانها 15 مليون شخص، ويعود تاريخها إلى خمسينيات القرن الماضي.
تجربة الطعام هي الأكثر ثراءً في عاصمة تركيا السياحية، فعلى الجانب الآسيوي أطباق دسمة بديعة، وعلى الجانب الأوروبي أطباق أخرى خفيفة ولذيذة في الوقت نفسه، حيث صيد الأسماك وطهيها مباشرةً أمام أعين الزبائن، حتى يستمتعوا بأشهى الأطباق والمأكولات البحرية، قبل تناول مشروب «الراكي» التركي المعروف باسم «حليب الأسد».
الاحتلال الإنجليزي وجيمس بوند مرّا من هنا
على الجانب الآسيوي جنوب الفندق، ينتقل الضيوف إلى جغرافيا بديلة، حيث منطقة أقل شهرة ولكن أكثر ثراءً من حيث التاريخ، وهي «مقبرة حيدر باشا»، القطعة الأكثر شهرة من التاريخ البريطاني في تركيا، وما تزال تتمتّع بذات طابعها المعماري منذ القدم، إذ كانت مقابر للجيش البريطاني الذي قاتل في حرب القرم، وتلوح في الأفق مسلة ضخمة، بُنيت بناءً على طلب الملكة فيكتوريا فوق شواهد القبور.
وعلى بعد خطوات من الفندق أيضًا، يقع المزار الكبير، وهو واحد من أقدم الأسواق المُغطاة في العالم، وكان سطحُه مسرحًا لمطاردة ساخنة في فيلم جيمس بوند الأكثر مشاهدة «Skyfall».
وفي مناطق قريبة، يمكن معاينة مواقع تصوير أفلام «007» الأخرى، ومواقع تصوير خاصة بأفلام أخرى كـ«From Russia With Love»، الذي صوّرت بعض مشاهده في غُرفة تحت الأرض بـ«Basilica Cistern»، بُنيت على يد إمبراطور بيزنطي في القرن السادس وتُعدّ موقعًا أثريًا بارزًا، تضفي عليه العروض الضوئية المزيد من السحر.
تتشابه جميع أحياء إسطنبول، التي تحتفظ بمسافات قريبة مع فندق «Mandarin Oriental» ملتقى الشرق والغرب، ليلها الساحر، حين يتألق مزيج من ألوان السماء الوردية المُشرّبة بحُمرة الغروب، التي تتجلّى خلف مآذن المساجد الواقعة على قمة تلال إسطنبول، التي تغيب وراءها الشمس. المشهد الذي يمكن مشاهدته بأعلى جودة وسحر مُمكنين من شرفة الفندق الزجاجية التي تطلّ على أجمل إطلالات مضيق البوسفور.