الشاب السعودي خالد بن شعيل: أعمل بلا توقف وأحلم بصالة للسيارات الكلاسيكية في الرياض
كان يبحث منذ صغره عن صور للسيارات الكلاسيكية في المجلات المتخصصة، يجمعها لديه ويحتفظ بها حتى غدت هوايته وشغفه، وحين أصبح شابًا سَعى لاقتنائها وقيادتها، وكان له ما أراد، بفضل إصراره وصبره وعزيمته، بحسب تعبيره.
قاده طموحه للبحث عن السيارات الكلاسيكية القديمة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وقد امتلك العديد منها، أقدمها سيارة "فورد ثندربيرد" التي يصل عمرها إلى ستين عامًا.
إنه الشاب السعودي المهندس خالد بن شعيل، الذي كان لمجلة "الرجل" معه هذا الحوار.
كيف تعرفنا بنفسك؟ من يكون خالد بن شعيل ؟
أنا مهندس ميكانيكي ومؤسس قديم بمجال السيارات الكلاسيكية بولاية إلينوي في الولايات المتحدة، من مواليد الرياض، أرى نفسي شخصًا طموحًا جدًّا، بدأت قصة كفاحي موظفًا في الشرطة يؤمن بأنه لا حدود للأحلام.
شهادتك العلمية؟ وكيف استفدت منها في عملك؟
شهادتي: بكالوريوس في الهندسة الميكانيكية، واستعنت بها كثيرًا في صيانة السيارات الكلاسيكية التي اشتغلت في تصديرها من أمريكا إلى دول الخليج.
اقرأ أيضًا:رجل الأعمال صالح لوتاه: أستعدُّ لتحدّي "الرجل الحديدي".. والغربة مدرسة علمتني
التوازن والهدف
كيف تحقق التوازن بين التخصص والهواية؟
لم تكن الموازنة بين الدراسة والهواية سهلة، بالعكس، وكان من بين العقبات التي تغلبت عليها: إدارة الوقت وترتيب الأولويات.
كيف وصلت إلى تحقيق طموحاتك؟ وما هو أثر والدك؟
أهم العوامل -بعد توفيق الله- هو الاستمرار، وتكريس الوقت اللازم، والصبر، والإقدام على العمل، واستثمار الوقت.
أما والدي فقد كان سببًا في انطلاق هذه المسيرة، وانبعاث هذا الحلم في صدري.
صدقًا، الكلمات وحدها لا تكفي لشكره.
الحب والأفلام
كيف بدأت قصتك مع السيارات بصفة عامة؟
والدي كان يعمل في تجارة السيارات، ومنذ كنت طفلاً، كان يصطحبني معه لرؤية معارض السيارات، كان هو يشتري ويبيع، وأنا كنت أطالع المجلات وأبحث عن الصور لأحتفظ بها.
حب السيارات كبر معي منذ نعومة أظفاري.
وما شجعك لاقتناء السيارات القديمة والكلاسيكية؟
بعد جمع الصور انتقلت لمشاهدة السيارات في أفلام هوليوود، وهذا كان له أثر كبير في تغذية شغفي، ثم في الواقع رأيت أول سيارة كلاسيكية عند صديقي، ومنذ تلك اللحظة تشجعت لشراء أول سيارة، كانت موديل 1976( كابرس).
التميز والحلم
برأيك، ما أهمية السيارات القديمة والكلاسيكية؟
الفكرة أساسها: الندرة، لاحظت أن الناس تحب التميز، واقتناء الأشياء النادرة، والسيارات القديمة النظيفة تُعد نادرة وقليلة، ويرغب الهواة في اقتنائها، وتوافق هذا مع شغفي، وحبي لهذا النوع من السيارات.
ما هو الحلم الذي استطعت تحقيقه؟
حلمت بدراسة الهندسة، كما حلمت أيضًا بامتلاك معرض سيارات كلاسيكية، هذان الحلمان كبرا معي منذ الطفولة، وكلاهما تحقق بفضل الله.
حدثنا عن أهم السيارات الكلاسيكية التي تمتلكها الآن؟ وأهم مميزاتها؟ وتاريخها؟
أمتلك الآن "مرسيدس رودستر 560SL" التي صُنع منها 5 آلاف سيارة فقط، على مستوى العالم، و"كرايسلر" موديل 1972 .
اقرأ أيضًا:رجل الأعمال ناير السلمي: بدأتُ برأس مال لم يتجاوز 25 ألف ريال
فخر الصفقات
الصفقة الأهم التي حققتها وتفتخر بها دائمًا؟
ليس دائمًا يكون المال هو أهم الصفقات، شراكتي مع زميل دراستي السابق لافتتاح المعرض كانت أفضل صفقة حققتها في حياتي.
كيف ترصد انطباعات المتعاملين معك بمواقع التواصل الاجتماعي؟
سمعتي طيبة جدًّا في المجال، وهذا مكسب أهم من أي صفقة، حتى أني بعد عودتي للسعودية دُعيت لأكثر من مدينة من قِبل بعض الأصدقاء، الذين كانوا عملاء سابقين لديّ، أو اشتروا سيارات عن طريقي.
بحث ومعايير
كيف تبحث عبر الإنترنت عن السيارات القديمة والكلاسيكية؟
غالبًا ما أبحث في المواقع الأمريكية لبيع السيارات، وأحيانًا أضع إعلانًا للبحث عن السيارات النادرة والقديمة، ثم يتواصل معي مُلاك تلك السيارات، ويتم الأمر.
ما هي المعايير التي ترتكن إليها عند شرائك للسيارات؟
نظافة الطلاء، ووجود كامل إكسسوارات السيارة بدون زيادات أو تعديل، ونظافة السيارة من الداخل، والتأكد من عدم وجود صدأ، ومن سلامة المحركات.
خطط ومنافسة
ما هي خططكم المستقبلية؟
أحلم بافتتاح أول صالة تتخصص في السيارات الكلاسيكية الفارهة في الرياض، وبعون الله، سيتحقق هذا الحلم مهما طال الزمن، وسنكون في المرتبة الأولى بهذا المجال.
ماذا عن المنافسة في سوق السيارات القديمة والكلاسيكية؟
في بداية المشوار كانت هناك منافسة شرسة، وكنت وما أزال، أتمايز عن غيري في مهارات التسويق، والتصدير، والانتشار.
المرأة وقيادة السيارة
كيف تنظر لقرار السماح للمرأة بقيادة السيارة؟
جميل جدًا، وخطوة جبارة للتقدم، من شأنها أن تخدم الجميع، وقد انعكست إيجابيًا على سوق السيارات، وما زالت تأثيراتها قائمة.
ما رأيك في تمكين المرأة برؤية المملكة 2030م؟
تمكين المرأة السعودية وفتح المجالات أمامها، يُعد من أهم القرارات التي تعود بالنفع على المجتمع السعودي بشكل مباشر، وهي خطوة نوعية انتظرها الكثيرون منذ فترة طويلة.
الاستثمار والنجاح
برأيك، كيف توفر رؤية المملكة 2030 بيئة استثمار جاذبة للسيارات؟
لا شك أن جذب رؤوس الأموال للبلد، من شأنه أن يساهم في نشاط وحيوية مجال السيارات، و"الرؤية" وضعت كل التسهيلات لنمو هذا القطاع، وتنظيمه بالشكل الأمثل، وبات مجال السيارات بالمملكة من أهم أسواق الاستثمار في الشرق الأوسط، فهو سوق ضخمة، وواعدة.
ما هي مقومات النجاح ؟ وكيف تحافظ عليه؟
أرى أن مقومات النجاح تكمن في: الصبر، المثابرة، الإصرار، والعزيمة.
أما كيف أحافظ على طموحي ونجاحي، فأنا لا أتوقف عن الحلم، ولا عن العمل، ولا أحب الملل.
كيف يكون الإبداع في مجالك؟
الإبداع في اختيارك لنوع السيارة، وتقديرك لأهميتها، واهتمامك بجميع تفاصيلها.
نصائح شبابية
بماذا تنصح الشباب المقبلين على مهنتك؟
حب ما تعمل، وتأكد من امتلاكك الشغف لدخول مجال السيارات الكلاسيكية، قبل الخطوة الأولى لك في المهنة.
الشخصيات التي تأثرت بها؟
ليس هناك شخصية معينة، لكني أتابع دائمًا قصص النجاح، وأتأثر بها، خاصة حين تكون بداياتها صغيرة، وغير متوقعة، وحينما تكون مليئة بالتحديات.
أهم القرارات التي اتخذتها في حياتك العملية؟
ترك الوظيفة الرسمية والتحول للعمل في المشروع الخاص الذي يحاكي شغفي، وهو نقطة التحول الكبرى في حياتي.
اقرأ أيضًا:رجل الأعمال الإماراتي محمد علي الأنصاري: الشطارة في كسب الثقة… الانسحاب أهم قراراتي
أستمع لـمحمد عبده
كيف تقضي وقتك مع عائلتك وأصدقائك؟
أنا اجتماعي جدًّا، ومحبوب نوعًا ما، وعادةً أجتمع مع الأصدقاء لممارسة رياضة أو لعبة، وأخصص وقتًا للعائلة، فكل أسبوع أجعلهم يجربون ركوب سيارة كلاسيكية، ونذهب معًا في نزهة لتغيير الأجواء.
ما هي طقوسك عند قيادة السيارات الكلاسيكية؟
أولاً يجب أن أستمع لأبي نوره (الفنان محمد عبده) يغني لي، وأنا أقود سيارة كلاسيكية، وثانيًا أحب أن أركب سيارتي بمفردي، لأني في الحقيقة أخاف عليها، خاصة الأنواع النادرة منها.
هوايتي
هوايتك المفضلة؟ والأمنية التي لم تتحقق؟
أحب كرة القدم، وسبق أن كنت لاعبًا محترفًا في ناشئي وشباب نادي الرياض، أما عن الأمنية التي لم تتحقق، فهي أن أصبح لاعبًا في المنتخب الوطني للمملكة، فهذا بالطبع لم يحدث.