رجل الأعمال حمود الهديب لـ«الرجل»: السمعة والمصداقية هما الركيزة الأساسية لأي عمل
عوامل كثيرة سارعت في نجاح رجل الأعمال السعودي الدكتور حمود عبد الله الهديب، أهمها دعم والده له من البداية، ثم استطاع بعزيمته وإصراره وحبه لعمله أن يصل إلى ما يريد، وقد أثبت أنه قادر على مواجهة أي صعوبة في الحياة، كما اقتحم ميادين كثيرة ونجح بها، وتوسع باستثماراته داخل وخارج السعودية.
يرأس اليوم شركة القادة القابضة وشركة عود العقارية، وشركة حمود الهديب للاستثمار. مستشار مالي وعقاري يعترف بالأخطاء التي تعلم منها، فلسفته الخاصة بالحياة ساهمت في نجاحه، واختير كشخصية ملهمة في عالم المال والأعمال من قبل جهات وشركات خاصة.
"الرجل" التقته وتحدثت معه عن كثير من محطات حياته العملية وبدايتها، وحياته الخاصة.
الدراسة والبدايات
ولد في العاصمة الرياض، وترعرع ودرس في مدارس الأبناء ومدارس العاصمة. وفي عام 1995 م توجه إلى الولايات المتحدة الأميركية، ودرس البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية في جامعة ألاباما، وبعدها حصل على الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة كولورادو التقنية، والدكتوراه كذلك في إدارة الأعمال من جامعة كولومبوس أوهايو في عام 2008. لكن في عام 2001 و خلال أحداث 11 سبتمبر انقطع فترة ليست بالطويلة عن الدراسة، ومن ثم عاد إلى أميركا.
ومن هنا كانت البداية، يقول: "فترة عودتي للسعودية كانت فترة مؤقتة في أثناء أحداث سبتمبر في أمريكا، عملت مع والدي في مجال استثمارات الأسهم والعقار، وهي كانت البداية في المجال العملي، وتعلمت من والدي رحمه الله تجارة العقار وكذلك مجال المقاولات".
ويتابع: "عدت لإكمال الدراسات العليا، وكنت أعمل هنا وهناك، وأتعلم وأحاول أن أمارس مجال المقاولات والعقارات من الخارج، وحقيقة أرى أنها تجربة جميلة تضم العمل التجاري والتعليمي في الوقت نفسه. وكان هناك تحد مع النفس ومع أسرتي، فأن تبدأ من الصفر لتصقل الموهبة وتتعلم من الميدان الاعتماد على نفسك وكيف يمكنك التطور تجربة جميلة".
ويوضح أنه استفاد من دراسته في مجال إدارة الأعمال، ولم يستفد من الهندسة، مشيرا إلى ضرورة تغذية الدراسة بالدورات، حيث يقول: "حصلت خلال مسيرتي العملية على عدة دورات، التي تعد بوجهة نظري أهم من الشهادات العلمية وتضاهيها".
ويضيف: "الدورات تساعد على صقل موهبتك وتخصصك لقد حصلت على عدة دورات في الاستثمار في مجال الأسهم ودورات إدارية في دبي وفي العاصمة الرياض، وحقيقةً استفدت منها كثيرًا، وأنصح الشباب والشابات بالحصول على الدورات لكي تساعدهم على التأهيل، والحصول على الخبرة التي تحتاج إليها الحياة، حتى يصبح فاعلاً ويستفيد من المجتمع ويفيد من حوله".
الدعم الأول
يؤكد الهديب أنه والديه هما داعمه الأول، ويقول: "حصلت على دعم من والديّ، فهما الداعمان لي بعد الله، فوالدي رحمه الله كان ملهمي والداعم الأول لي، ووالدتي كانت هي الموجه والمستشار لي، فهما أساس ما أنا عليه اليوم".
ويصف والده قائلاً: "قدوتي والدي عبد الله حمود الهديب، لقد كان أحد أبرز القيادات العسكرية، عمل مع كل الملوك تقريبًا: الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد رحمهم الله، وتقاعد مبكرًا ليتجه للعمل الخاص في العقار".
وما زال الحديث عن والده وداعمه الأول: "كان والدي رجلاً عسكريًا صارمًا ومنظمًا لأمور إخوتي: 6 شباب، وابنتان، أنا الأوسط بينهم. تعلمت منه الكثير وبتوجيهاته استطعت أن أوجد كيانًا خاصًا تجاريًا وأفكارًا جديدة في ذلك الوقت".
وعن رأيه بالشراكة العائلية يقول: "هي جيدة مع البعض وسيئة مع البعض الآخر، فاختلاف وجهات النظر هو أبرز المشكلات فيها، ويجب أن تثبت كل الأمور وتوثق حتى لا يحصل اختلاف في وجهات النظر".
انطلاقة حقيقية
ارتبطت حياة رجل الأعمال حمود الهديب بعدة مراحل يسردها لنا: "عام 2002 كانت البداية الفعلية لي بالعمل التجاري، وخوض التجارب الميدانية، وكنا من أوائل العاملين في مجال الاتصالات للجوالات (بيع التجزئة) وكان هو أول عمل تجاري خاص لي، وكذلك عملت في مجال قطاع الطيران من خلال شركة أنشأتها في العام 2015 باسم قادة الطيران وهي متخصصة بالطيران الخاص".
أما عن المرحلة الثانية بحياته وتوجهه لمجال العمل بالعقار فيقول: "العقار هو تجارة السعوديين أبًا عن جد وهو الأساس التجاري، فأغلب التجار والمستثمرين بداياتهم كانت من المجال العقاري، وكان تركيز والدي وتوجهه هو العقار، فبعدما تقاعد من قيادة الحرس الملكي برتبة لواء في العام 1402 هـ، تفرغ له تمامًا، وتعلمت منه في هذه الفترة الكثير".
أما عن مرحلة انتقاله بين مجال الاستثمار ومجال العقار والتنوع في المسيرة العملية فيصف ذلك بالقول: "النجاح الأساسي هو من خلال التماسك العائلي والترابط الأسري وترتيب الحياة الأسرية قبل أي عمل آخر، التي يترتب عليها أي نجاح آخر وفي شتى المجالات، والاستثمارات عمومًا إذا كان أساسها سليمًا ذلك يعني أنك تسير بخطى ثابتة ومتزنة فهذه من أكبر النجاحات من وجهة نظري".
العقار هو المستقبل
يرى رجل الأعمال حمود الهديب أن العقار مستقبل السعودية حيث يقول: "هو الاستثمار الأهم والأبرز في السوق السعودي، ويعد العقار هو استثمار أكثر السعوديين رجالاً ونساءً بصفته الأكثر أمانًا وربحية، مهما تعددت الخيارات والمجالات، ونجح السوق العقاري السعودي خلال الفترة الماضية في تحقيق نسبة نمو واستثمار مغرٍ".
ويؤكد الهديب: "على الرغم من التحديات التي أحاطت بمحركات العرض والطلب، الأمر الذي عزز من الطلب على القطاع العقاري وفقًا لمؤشر الرقم القياسي لأسعار العقارات الذي يعتمد على البيانات والسجلات المتوفرة لدى وزارة العدل عن الصفقات العقارية، سيشهد قطاع العقارات السعودي نموًا كبيرًا خلال العام 2022، عطفًا على مبادرات القطاعين العام والخاص الأخيرة، خاصة مبادرات وزارة الشؤون البلدية والإسكان لتعزيز هذا القطاع، إضافة إلى القوانين الصادرة عن الحكومة السعودية والتي سيكون لها أثر إيجابي للغاية على القطاع العقاري في المملكة".
ويوضح أن المؤشرات الاقتصادية التي ظهرت في 2021 مطمئنة، وتعطي مدلولات تبشر بالخير، فيما يتعلق بالسوق السعودي، مشيرًا إلى تفاؤله بأن القادم سيكون أفضل للقطاع العقاري، خصوصًا مع زيادة الإنفاق الحكومي على مشاريع البنية التحتية الضخمة والمشاريع الكبرى.
المجالات والاستثمارات
من خلال تجربة وخبرة يقول: "التحديات التي تقابل المستثمر بسيطة ويمكن تجاوزها، فالعقار مثلا استثمار آمن بإذن الله وقيمته دائمًا في تزايد، وعوائده متوسطة وأفضل من قنوات الاستثمار الأخرى المحدودة والمحفوفة بالمخاطر مثل الأسهم".
ويضيف: "في الوقت الذي أحدثت فيه أزمة كورونا تأثيرًا قويًا في الاقتصاد العالمي انعكس كثيرًا على انخفاض أسواق الأسهم والمال والنفط، فإنها ستخلق في المقابل فرصًا استثمارية ذهبية خصوصًا بعد القضاء على هذا الفيروس الوبائي بشكل عام حول العالم، لأنه من الطبيعي بعد الخروج من تلك الأزمة العالمية ستعود كل الأسواق بشكل تدريجي إلى الارتفاع وهذا الشيء متوقع في عالم المال والأعمال".
ويؤكد أيضًا: "خلال فترة كورونا أصبح هناك فترة تصحيح لكل المجالات والاستثمارات، وأعتقد أن الفترة المقبلة ستكون جيدة وحليفة بالنجاح سواء على مستوى عملي الشخصي، أو على مستوى السوق بشكل عام، فنحن كشركة مقبلون على عدد من الشراكات والإعلان عن المشروعات الجديدة لدينا في الرياض نهاية العام الحالي 2022".
ويكمل عن فترة كورونا وكيف أثرت على السوق من ناحية وكيف بدأ السوق بالتعافي ويقول: "إن المملكة عملت منذ تفشي هذه الأزمة على وضع السياسات المناسبة للحد من تأثير فيروس كورونا في اقتصادها الوطني". لافتًا إلى أن هذه السياسات والإجراءات التي اتخذتها السعودية مؤخرًا ستحد كثيرًا من تبعات هذه الأزمة على اقتصادها، انطلاقًا مما تتمتع به كأحد الاقتصادات الرائدة عالميًا. مشيرًا إلى أنها عضوٌ في قمة العشرين، كما أنها تعد الاقتصاد الأكبر والأكثر نجاحًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الذي يتوقع أن ينافس اقتصادات عالمية.
ويوضح أنه "على الرغم من أن المملكة كانت تعتمد على الاقتصاد الربعي القائم على النفط كمصدر أساسي للدخل، فإنها ومن خلال رؤية 2030 وبرامجها التي تتنوع من التوازن المالي والتحول الوطني والاستثمارات العامة، مرورًا بجودة الحياة والإسكان والقدرات البشرية، وغيرها الكثير، استطاعت تنويع مصادر اقتصادها وبناء اقتصاد عصري أكثر استدامة، ما أكسبها سمعة متزايدة كقِبلة حيوية للاستثمارات الأجنبية المباشرة".
ويحلل الهديب واقع الاستثمار في الفترة القادمة ويقول: "أتوقع أن يكون الربع الثاني في العام الحالي بمثابة مرحلة ترقب وتشافي للأسواق بشكل عام وإيجاد خيارات استثمارية جديدة، فيما سيشهد الربع الثالث عودة الحركة إلى الأسواق المحلية والعالمية ودخول استثمارات جديدة ومجالات مستقبلية، خصوصًا بعد القضاء على أزمة كورونا بشكل عام، فيما سيكون الربع الأخير مرحلة جديدة من الاستثمارات بعد قراءة أفضل للسوق المحلي والعالمي".
اقتصاد المملكة
ويوضح الهديب وهو خبير ومستشار في الاستثمارات أن هناك أسبابًا متعددة وراء استمرار نجاح اقتصاد المملكة في تحقيق طفرة على مدار الأعوام الماضية، حيث يقول: "بيئة المملكة تحفز جذب الاستثمارات الأجنبية لديها". مبينًا أن الاستثمار في المملكة وهي عضوٌ بارز في مجلس التعاون الخليجي يُتيح أيضًا فرصة ارتياد أسواق الدول الخمس الأعضاء الأخرى والتعاون مع الاقتصادات الأخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
كما يؤكد أن "هناك الكثير من المغريات للاستثمار في المملكة منها امتلاكها موقعًا جغرافيًا استراتيجيًا يُشار إليه بالبنان، حيث تقف في مفترق الطرق بين أوروبا وآسيا وأفريقيا وشبه القارة الهندية، فضلاً عما تتمتع من بنيةٍ تحتية وشبكة مواصلات مُتميّزة، أيضا لديها جيلٌ متزايد من الشباب الذين كانوا ولا يزالون عاملاً رئيسًا في العديد من القرارات الاستراتيجية الحكومية". لافتًا إلى أن التحسن التدريجي لبيئة الأعمال في السعودية واستمرار مكافحة الفساد عزز ثقة المستثمر المحلي والعربي والأجنبي بمستقبل الاقتصاد السعودي التي باتت تستقطب أكثر من نحو ربع تريليون دولار قيمة استثمارات أجنبية.
رؤية 2030
وعن تطلعاته في ظل رؤية 2030 يضيف أن "المملكة لم تُخف رغبتها في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي تعد واحدةً من أكثر الطرق فعالية لتنويع الاقتصاد وتوفير فرص العمل للأجيال القادمة، حسب وجهة نظره حيث قال: "السعودية في إطار رؤية 2030م أعطت الاستثمار أولوية قصوى وحضورًا أقوى".
مبينًا أنها "تتطلع في ظل هذه الرؤية إلى تحقيق الهدف الاستراتيجي المتمثل في رفع نسبة الاستثمارات الأجنبية المباشرة من إجمالي الناتج المحلي من 3.8% إلى المعدل العالمي 5.7% والانتقال بالاقتصاد الوطني من المركز 25 في مؤشر التنافسية إلى أحد المراكز الـ 10 الأولى".
وتابع: "رؤية 2030 أتاحت فرصًا واعدة للمستثمرين المحليين والأجانب، الأمر الذي سوف يتم إنجازه من خلال توفير مشروعات عملاقة، من شأنها توفير المزيد من فرص الاستثمار، كمشروع القدية، الفيصلية، نيوم وبرنامج جودة الحياة بالإضافة إلى رفع أصول صندوق الاستثمارات العامة من 600 مليار ريال بما يعادل (160 مليار دولار)، إلى ما يفوق الـ 7 تريليونات ريال ما يُعادل (1.8 تريليون دولار)، بالإضافة إلى تطلعها إلى أن يصبح هذا الصندوق قوة محرّكة للاستثمار والجهة الاستثمارية الأكثر تأثيرًا على مستوى العالم بأصول تقع تحت إدارته بمليارات الدولارات فضلاً على جذب أهم الشركات الأجنبية لضخ استثمارات في البلاد".
ويضيف: "كما أن الانفتاح الحاصل والتطور يجعلنا متفائلين بسوق واعد وخصب في المملكة العربية السعودية خلال الفترة المقبلة، فالسوق السعودي سوق متين ومبني على أسس صلبه وهو يحتاج إلى إعادة هيكله لبعض الاستثمارات، وأنا أجد أن السوق السعودي من أهم الأسواق في منطقة الشرق الأوسط، وستكون السعودية الأولى في منطقة الشرق الأوسط في مجال الترفيه والسياحة وريادة الأعمال والمشروعات بأنواعها خلال السنوات الخمس المقبلة، وستكون محط أنظار العالم أجمع".
المرحلة القادمة
نحن نعيش على التفاؤل والطموح وتحقيق الرؤية ومواكبة التطورات التي تمر بها المملكة العربية السعودية بشكل إيجابي هكذا بدأ بالتعبير عن المرحلة القادمة، وقال:
"المرحلة المقبلة في مسيرة رؤية 2030 المرتبطة بتنمية المجتمع والاقتصاد الوطني ستتطلب مضاعفة الجهد وسرعة الإنجاز والمحافظة على جودة المخرجات مع التركيز كثيرًا على تطوير القدرات المعرفية والمهارية للشباب والشابات السعوديين أو كما أطلق عليهم "جيل الرؤية" في المرحلة المقبلة، وعلى مستوى عملي شخصيًا فنحن لدينا استثمارات في العقار والطيران سابقًا في دبي ولكننا توقفنا لفترة، والآن خلال هذا العام سنعود للاستثمار في مجال العقار مجددًا، وفي مجال الطيران في مدينة دبي ومملكة البحرين خلال الربع الأخير من العام الحالي 2022".
وتابع: "كما توجهنا مؤخرا للاستثمار في السوق المصري من خلال المجال السياحي والعقاري والزراعي وسيتم الإعلان عنها لاحقاً لوجود شركاء استراتيجيين تضم بلدين بحكم حجم المشروعات التي ستنطلق قريبًا في القاهرة، وأسعى من مكاني إلى تكثيف الجهود في إيجاد أفكار ومشروعات جديدة في السعودية وخارجها ومواكبة التطور الحضاري والرقمي والتقني الذي تعيشه المملكة".
دور الشباب في الرؤية
وعن أهمية دور الشباب يقول: الشباب المتعلم والمنظم القادر على العمل لساعات أطول وإنتاج متسارع سيكون لهم الدور الأكثر تأثيرًا في تحقيق التنمية المستدامة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في ظل رؤية المملكة 2030، التي بدأت من عمق احتياجات المجتمع السعودي، وأن المملكة واحدة من الدول التي تهيمن فئة الشباب على تركيبتها السكانية، إذ إن أكثر من نصف سكانها البالغ عددهم 34 مليون نسمة تحت سن 30 سنة، وهو يؤكد بشكل قاطع بأنهم سيكونون القوة المحركة للنمو الاقتصادي والتنمية، وزيادة الإنتاجية، وريادة الأعمال والابتكار، والتطور التقني". داعيًا إياهم إلى العمل في المجال الاستشاري، وأنه متاح بشكل واسع، خصوصا في مجال تقنية المعلومات والتسويق والإعلام والاتصالات وقطاع السياحة والترفيه والاستشارات القانونية والتأمين والاستشارات المالية وتطبيقات المسؤولية والاستدامة.
ويضيف أن "معدل التغيير سيكون سريعًا جدا، نتيجة التطور التقني وتطور العلوم التطبيقية وتسارع نمط الحياة اليومية، والتطور الهائل والمستمر لتقنية المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات والإعلام سيكون له أكبر الأثر في الحياة اليومية في أداء المؤسسات العامة والقطاع الخاص، مع تزايد الاعتماد على الطاقة، نتيجة نمو الاحتياج والاستمرار في تطوير تطبيقات الحكومة الإلكترونية كإحدى أهم أدوات التواصل مع المواطنين وتلبية احتياجاتهم".
ويتابع: "أعتقد أن الحكومة استحدثت مجالات وهيئات وأنماطًا جديدة كثيرة، والسوق يستوعب الجميع فلا يوجد حاليًا بطالة بمعناها الحقيقي، وإنما احتياجات لتخصصات دون أخرى، لذلك على كل شاب تطوير نفسه وأدواته وخبراته لسوق العمل واحتياجاته".
العقبات والتحديات
وعن العقبات والتحديات التي واجهته يقول: "أي عمل يتخلله عقبات، ولكن الجميل بالأمر هو أن يستمر الإنسان، ولا يستسلم ولا ينظر للخلف، ومن أبرزها بالنسبة لي كانت انهيار سوق الأسهم في العام 2006، وكذلك انهيار السوق الخليجي والعالمي في نهاية العام 2008. وأزمة كورونا أثرت علينا بشكل كبير جداً وكانت من أكبر العقبات والتحديات".
ويوجه حمود الهديب نصيحة مهمة في هذا الشأن ويقول: "حقيقةً السمعة والمصداقية هي الركيزة الأولى والأساس لأي عمل تجاري حتى يحافظ الإنسان على عمله التجاري وسمعته الطيبة وأنا أنصح الكل بالمحافظة على السمعة الطيبة والمصداقية التي يبنى عليها العمل التجاري".
مشروع عود سكوير
أشرفت مجموعة الهديب على عود سكوير والذي لاقى نجاحًا باهرًا ويحكي عن هذا المشروع وذكرياته مع هذا المشروع: "كانت الفكرة سباقة وفريدة من نوعها، ففي العام 2015 انطلقت الفكرة كبذرة وافتتح المشروع في العام 2018 وتديره شركة عود العقارية، ويعد المشروع الأول من نوعه في حي السفارات والعاصمة الرياض في ذلك الوقت، وقد نجح نجاحًا كبيرًا ولله الحمد، ويعد أول مشروع خاص بشركة حمود الهديب كفكرة للمطاعم والمكاتب والخدمات بشكل حضاري جديد. وها نحن نرى قطاع الترفيه والضيافة جانبًا مهمًا اليوم في السعودية ولابد من استراتيجية فيه، وهو من أهم القطاعات والاستثمارات، وأنصح بالاستثمار فيها، وبحكم أن كل تركيزي واهتمامي على قطاع العقارات فنحن نبني ونصمم ونطور ونؤجر ونبيع للقطاعات الأخرى. وقطاع الترفيه هم شركاؤنا في كل مشروعاتنا".
ويكمل: "أعتقد أن مشروع عود سكوير وعود ديونز في حي السفارات كانت نقلة كبيرة لي في مشواري ونقطة تحول وقد استغرق ثلاث سنوات لإنهائه".
وعن سبب اختيارهم اسم عود سكوير يقول: "كان هناك عدة اختيارات لأسماء ولكن تم الإجماع على اسم عود لأنه خفيف لطيف وسهل الحفظ وهو رمز للضيافة والكرم واختيار المكان بحي السفارات كونه الحي النموذجي، وينقصه الجانب الترفيهي وهي كانت فرصة، وتم استغلالها، وحرصنا على تصميم عود سكوير بشكل جيد يتناسب مع التوجهات الحضارية".
وتابع: "كانت تجربة رائعة تحتاج إلى الجرأة خصوصًا أن المشروع في حي السفارات، ويعد مكانا حساسا، فالدخول له إجراءات وأنظمة والخروج منه كذلك. وحاليًا وعلى الخطى نفسها نعد لمشروع جديد في جدة حيث تم توقيع اتفاقية لابيرل في تطوير مشروع في جدة هو مشروع سيرى النور قريبًا، وهو أيضًا يعود لشركة عود العقارية، وأنا أترأس مجلس إدارتها وسيتم الإعلان عن كل تفاصيله قريبًا".
طموحات وأحلام
وعما إذا كان هناك أي قرار اتخذه وندم عليه يقول: "لا بد من الأخطاء، فنحن بشر نتعلم كل يوم من أخطائنا، لكن مع الطموح يفخر الإنسان بما حققه وبما سيورثه لأبنائه، وكيف يكون أثره الجيد على أسرته، وعلى من حوله، وأسعى الى تحقيق ما تبقى لي من أهداف وطموحات، فأنا أعد نفسي إلى الآن لم أحقق حلمي، ولكن تحقق جزء منه وما زلت أطمح بأهداف أخرى على المستوى المحلى والدولي".
فلسفته بالحياة "ابتعد عن العداوات قدر الإمكان ولا تخسر أحدًا"، وشعاره "رضا الوالدين من أسرار النجاح"، حيث يقول: "أهدي نجاحاتي لوالدي يرحمه الله وإلى والدتي يحفظها الله، وأطال الله في عمرها. ولزوجتي ولأبنائي هم الجوهرة 12 عامًا وعبد الله 11 عامًا وعبد العزيز 6 أعوام وعلى 4 أعوام. وهنا لا أنسى دور زوجتي الغالية التي تحملت الكثير والكثير حتى وصلت أنا لهذه المرحلة فتحملت غيابي وانشغالي وقدرت ذلك فهذا الأمر ليس يسيرًا على أي أنثى وسيدة، ولكن للمجد ضريبة".
أما عن شخصية رجل الأعمال حمود يقول: "حقيقة احترام الناس هو أكبر وأهم تكريم حصلت عليه، والجوائز ليست على مستوى شخصي، بل هي لمشروعات لدينا نجحت وحققت مكاسب، وأما التكريم الشخصي فهو من قبل منظمات وجهات كان آخرها احتفالية اليوم العالمي للرجل كشخصية ملهمة في عالم المال والأعمال".
ويكمل: "لدي أصدقاء من كل فئات المجتمع وكذلك في عالم المال والأعمال فأنا اجتماعي وأحب الحياة ولدى علاقات اجتماعية كثيرة وجيدة".
وعن هواياته يقول: "أعشق السفر وسباقات السيارات والفروسية وأعشق اقتناء السيارات الرياضية والدراجات النارية بأنواعها".
وعن اختياره للسفر مع عائلته أم أصدقائه يقول: "أحب أن أكون أكثر مع عائلتي وأغلب الوقت ما بين أمريكا وأوروبا وتحديدًا سويسراـ أما المالديف وموريشيوس فهي خياراتنا مؤخرا أنا وعائلتي وذلك لعشقنا للبحر".
ولقراءة عدد مجلة الرجل لشهر مايو كاملاً اضغط هنا.