يوم خاص لـ"الرجل" في مصانع "شوبارد"
مدريد - جورج الريّس:
"شوبارد" ماركة عريقة يعرفها أصحاب الذوق الرفيع، لأنها رافقتهم منذ أكثر من 150 عاماً وما برحت الى جانبهم مقدّمة لهم آخر ما توفّر لديها من تصاميم وتكنولوجيا. وعند الحديث عن "شوبارد" لا بدّ من التطرّق الى كارل فريدريك شوفيلي، رئيسها المشارك، الذي أشرف عليها، بالتعاون مع شقيقته كارولين، في السنوات الأخيرة، وجعلها رائدة في مجال صناعة الساعات الفاخرة والمجوهرات الثمينة.
و خلال استضافته لمجلة "الرجل"،بعد دعوة خاصة الى مصانع الشركة في مدينة جنيف السويسرية، اكد على أن "شوبارد" ترتكز منذ تأسيسها على أعمدة أربعة، أولها تخصيص الخبرة والتجربة العالية المكتسبة في صناعة الساعات والمجوهرات، من أجل ضمان جودة لا تشوبها شائبة، وثانيها احترام التقاليد والقيم العائلية، ومنح أهمية كبرى لتمرير المهارات والابتكارات للأجيال الطالعة، وثالثها دعم الإبداع بالابتكار، ثم أخيرها وليس آخرها التزام الشركة الثابت والدائم بالأعمال الخيرية.
Gran Prix de Monaco Historique هي آخر ما توصلت اليه الشركة من النماذج التي أتت على شكل مجموعة من ثلاث ساعات صُمّمت خصيصاً لتقدم يد العون إلى سائقي السيارات. وتتكون هذه المجموعة ذات الأداء العالي من ساعة كرونوغراف، وأخرى بحركة آلية، والثالثة مجهزة بمؤشر احتياطي للطاقة، صنعت جميعها لخوض أشهر سباقات الجائزة الكبرى للسيارات الكلاسيكية. وسواء كانت من التيتانيوم والصلب، أو من الصلب الممزوج بالتيتانيوم والذهب الوردي، تجسّد هذه الساعات شغف شركة "شوبارد" بروعة السباقات والتزامها الشديد بأعلى معايير صناعة الساعات الفاخرة.
وشهدت هذه المجموعة استخدام اللون الأصفر الجديد الذي يعدّ من الألوان الأساسية في عالم سباق السيارات، إذ يشير هذا اللون الباهر إلى السرعة واليقظة والمخاطر معاً، وهي عناصر يتعامل معها السائقون في كل لحظة يقودون فيها سياراتهم. وتعكس هذه الساعات في تفوق أدائها وتعدّد وظائفها، روح الرياضة الميكانيكية بكل تعقيداتها، كما تبقى القدرة على التكيف مع الظروف المختلفة من أهم عوامل نجاح سائقي سباقات السيارات. لهذا نجد أن هذه الطُرُز مطروحة مع سوار من الصلب والتيتاتيوم، أو جلد العجل الأسود للتناغم مع جمال العلبة وأناقة الميناء، وإحكام تثبيتها على المعصم.
L.U.C. 1963 هي تحفة معتمدة أخرى من تحف ماركة شوبارد، وتأتي بوصفها طرازاً محدوداً من البلاتين في غاية الدقة والأناقة ونقاء المواصفات، مستوحاة من الكرونوميترات العظيمة والتاريخية. جُرِّد هذا النموذج من كل الوظائف الإضافية، ولا يعرض إلّا وظائف الساعة التقليدية الرئيسة: تقديم أدق وقت بأكبر قدر من الوضوح وبأرقى مواصفات الجمال. يتناسب شكل الساعة مع شكل آلية حركتها اليدوية التعبئة، وينبسط ميناؤها على جزء كبير من العلبة المصنوعة من البلاتين الخالص. تطرح هذه الساعة بإصدار محدود عدده 50 ساعة فقط، إحياء للذكرى الخمسين لاستحواذ عائلة شوفيلي على شركة "شوبارد" وإدارتها. ويأتي هذا الاحتفال بهذا العيد الخمسين بشكل رائع، مع إصدار هذه الساعة ذات الحضور القوي والمميّزة بمظهرها ومواصفاتها الكلاسيكية، وضمن أعلى معايير الدقة ومقاييس التقنية الحديثة.
توفّق علبة الساعة بين الأناقة والحجم الكبير. فمخالبها المنفصلة قليلاً عن العلبة البالغ قطرها 44 ملم، تتناسب جيداً مع المعصم، وجوانب العلبة المصنوعة من الذهب الوردي 18 قيراطاً محدّبة ومصقولة بالفرشاة. يحتضن الميناء الأبيض النقيّ الخزفيّ والشفاف ميناءً آخر صغيراً عند الساعة التاسعة، مهمته عرض الثواني، وعقارب بشكل "دوفين" وأرقام رومانية سوداء، ومؤشرات الدقائق بشكل السكك الحديدية، كلها عناصر مستوحاة مباشرة من عصر الكرونومترات الذهبي. ولكن الجدير بالذكر هنا هو أنه قد أعيد تصنيع كل هذه العناصر من جديد. L.U.C. 1963 هي تحفة فنية ذات شخصية فذة، بفضل طبيعتها وخصائصها الفريدة التي تتماشى مع تراث الشركة العتيق في مجال صناعة الساعات. وبالرغم من ذلك لن ينتج من هذه الساعة الا 50 جميعها مخصصة لمحبّي الساعات الكلاسيكية الفاخرة.
أما L.U.C. XPS Poinçon de Genève فهي ساعة معتمدة في غاية الرقة والتميّز، مصنوعة من البلاتين ومزودة بميناء رمادي أزرق، تستوفي أرقى معايير الأداء الختامي في صناعة الساعات، ألا وهي معايير دمغة أو ختم جنيف التي ختمت بها خلفية كل ساعة. وتكفل هذه الدمغة منذ عام 1886 مستوى استثنائياً من الجودة، إذ تلزم الراغبين في ختم ساعاتهم بإتقان جميع أجزائها، كي تضمن بذلك مستوىّ عالياً من الدقة للمنتجات التي تحملها، واستدامة براعة صناع الساعات الحرفيين. ويزيد هذه الساعة الاسستثنائية جمالاً خلفيتها الشفافة التي تتيح تأمل عيار شوبارد L.U.C. 96.01-L وهو عيار مزوّد بوحدة دوّارة مدمجة تميّز ساعات L.U.C. Chopard وهي كتلة التذبذب. ويزيد أناقة الساعة عقاربها المطلية بالروديوم على غرار مؤشراتها التي تتميّز بالرصانة. ويأتي هذا الإصدار التذكاري الذي يمزج الجمال بالتقليد شاهداً جديداً على تمسّك "شوبارد" بتقاليد صناعة الساعات الفاخرة والعالية الجودة.
لا بدّ من الاشارة هنا الى أن الساعة المعتمدة هي التي حصلت على دمغة أو ختم جنيف، بدأ العمل بها في عام 1886 بموجب قانون محليّ، وتقضي بالالتزام الشديد والصارم باثني عشر معياراً بدءاً بتصنيع التجهيزات، ووصولاً إلى الأداء الختامي، مروراً بطبيعة المواد، فضلاً عن تركيب العيار وتجميعه. وتتطلب هذه الشروط مستوىً رفيعاً من البراعة ينحصر بحفنة صغيرة من العلامات التجارية تؤلف دائرة حصرية تفتخر شركة "شوبارد" بالانتماء اليها.
وتتقن "شوبارد" تصميم آلية الحركة، وتصميم المنتج النهائي وصهر الذهب وتصنيع العلب وختمها، ومكونات آليات الحركة والشدف والتزيين اليدويين التقليدين، ومعالجة السطح والصقل والتجميع والضبط ومراقبة الجودة. كل هذه المزايا التي تشترطها دمغة جنيف، التي جعلت منها "شوبارد"هدفها الأخير تتقنها حتى درجة الكمال، وتجعل من كل ساعة من ساعاتها ساعة اسثنائية حقاً.
ولم تتوقف "الرجل" عند هذا الحد من الخبر، بل تأكدت من كل هذه الخطوات التي اتخذتها شوبارد بيرقاً لها، وذلك من خلال زيارة مصانعها في فلورييه وجنيف، والوقوف على كيفية تصنيع الساعة من الألف إلى الياء. ورأت كيف أن ساعة واحدة من ساعات "شوبارد" تحتاج إلى ثلاثين مهنة وحرفة لإنتاج كل واحدة منها، بدءاً بالمهندسين، ثم صانعي النموذج الأول والمصمّمين والصائغين والساعاتيين والخرّاطين، وصانعي الأدوات والصقّالين، والعاملين في صهر المعادن، والنقّاشين وغيرهم.