بين الأداء الرياضي والعملية.. مواجهة Porsche 911 وMercedes AMG GT
منذ أن وُلدت فكرة السيارة الرياضية التي تحمل تصميمًا متطرفًا نحو الأداء العالي، وُلدت معها مشكلة الهوية، التي يجب على هذه السيارة أن تنتمي إليها.
فكونها وسيلة نقل قبل أن تكون آلة سريعة، وجب على السيارة أن تكون عملية، أي أن تتمكن من نقل الركاب مع حاجياتهم في جو من الراحة المقبولة، وأن تكون قادرة على توفير إمكانية الاستخدام اليومي.
هذان الأمران لم تكن هذه السيارة الرياضية قادرة على توفيرهما، إلى أن أبصرت "بورشه Porsche 911" النور في ستينيات القرن الماضي، التي أتت حاملةً معها هندسة ميكانيكية خاصة بها، مع محرك مثبت في الخلف، مع مستوى ممتاز من العملية بالنسبة لسيارة تتمتع بما تمتعت به هذه السيارة منذ جيلها الأول.
والأهم السعر، وإن كان يُعتبر مرتفعًا بالنسبة لعدد كبير من المستهلكين، إلا أنه يبقى مدروسًا للغاية، عند مقارنته بما توفره العلامات التجارية الأخرى المتخصصة في السيارات الرياضية.
التنافس بين بورشه ومرسيدس
وهكذا استمرت "بورشه Porsche" بتوفير هذا الانسجام الرائع، دون أي منافس جدي يتمكن من مجاراتها بالمواصفات والكلفة نفسها، ورغم ادعاءات البعض بتحقيق هذا التوازن بين الأداء الرياضي والشخصية الشبابية وبين العملية المعززة، ظلت ابنة "زوفنهاوزن" متفردة بهذا الدور المميز حتى إطلاق الجيل الأحدث من "مرسيدس جي تي Mercedes GT"، التي أتت بتصميم يتبع نهجًا يميل بنسبة كبيرة نحو توفير العناصر العملية، دون أن يضحي كثيرًا بعناصر الأداء العالي.
بورشه VS مرسيدس: الشكل الخارجي
قد يكون من الصعب مقارنة التصميم المميز لـ911 بأي تصميم آخر، لما للأولى من خطوط حصرية، صُقلت على مدار أكثر من خمسين عامًا، إلا أنّ Mercedes وفرت لسيارتها الرياضية تصميمًا خارجيًّا جذابًا بنسبة كبيرة، مع مقدمة تتمتع بشبكة تهوية واسعة، مقابل خطوط انسيابية ناعمة على جانبي السيارة وقسمها الخلفي.
المواصفات الميكانيكية
ميكانيكيًّا، وكما هو الحال مع "بورشه Porsche 911"، يتوافر لـ"مرسيدس أي أم جي جي تي Mercedes AMG GT" عدة خيارات على صعيد القوة الميكانيكية، تبدأ بمحرك الأسطوانات الأربع سعة 2.0 لتر بقوة 416 حصانًا، مرورًا بخيار محرك الثماني أسطوانات سعة 4.0 لتر مع شاحن هواء توربو، الذي يتوافر على صعيد ضبط عياراته بصيغتين، الأولى ضمن الفئة GT 55 مع قوة تبلغ 469 حصانًا، مقابل قوة 577 حصانًا في الصيغة المتوافرة على الفئة GT63، وصولاً إلى الفئة GT 63 S E PERFORMANCE الأقوى، التي تأتي معززة بتقنية هجينة ترفع قوة نفس محرك الأسطوانات الثماني إلى حدود الـ805 أحصنة.
أما Porsche، فتتوافر بخيارات عديدة، تبدأ من الفئة 911 Carerra مع محرك من ست أسطوانات سعة 3.0 لتر بقوة 388 حصانًا، ثم الفئة GTS مع محرك بسعة 3.6 لتر مع تقنية هجينة ترفع القوة إلى حدود الـ533 حصانًا، والفئة911 Turbo مع قوة 572 حصانًا، والفئة 911 Turbo S بقوة 641 حصانًا.
وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ 911 توفر فئات أخرى مع تركيبات ميكانيكية وديناميكية أخرى، إلا أنّ الأخيرة لا تدخل في المنافسة المباشرة مع AMG GT، خاصةً أنّ مجال المقارنة بين السيارتين هو فقط لناحية القدرة على الجمع بين العملية والأداء العالي، في سيارة يمكن استخدامها كل يوم بلا أي تعقيدات على صعيدي السهولة والاعتمادية.
اقرأ أيضًا: أناقة "فيراري 12 سلندر" في مواجهة أرستقراطية "أستون مارتن فانكويش"
بورشه VS مرسيدس: المقصورة الداخلية
قد تكون بعض الخيارات التصميمية التي اعتمدتها Mercedes مع GT غير رياضية تمامًا، كخيار تثبيت علبة التروس، المؤلفة من تسع نسب في الأمام وراء المحرك مباشرةً لا في الخلف، كما هي العادة مع سيارات الكوبيه الرياضية، ومن ثم التضحية بالتوازن الديناميكي في سبيل توفير مقصورة قيادة أكثر رحابة، تتسع لمقعدين إضافيين في الخلف.
والأهم تزويد المؤخرة بصندوق أمتعة واسع، قادر على استيعاب كمية كريمة من الحاجيات، وكنتيجة لذلك أصبحت مقصورة AMG GT الجديدة أكثر رحابةً، وأكثر فخامةً وأكثر عملية، مع وضعية قيادة تؤمن رؤية أفضل إلى الخارج.
أما في Porsche 911 فكل هذا بديهي، إذ تستمر سيارة "زوفنهاوزن" الأسطورية بتوفير المقصورة العملية ذات الجودة العالية ومستويات الرؤية الممتازة إلى الخارج.
أما مسألة الرحابة في الداخل، خاصةً على صعيد المقاعد الخلفية، فهي تتوافر بفضل تثبيت المحرك في الخلف، وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ Porsche توفر من خلال خدمة Exclusive Manufaktur إمكانية تخصيص السيارة بشكلٍ عام، والمقصورة بشكلٍ خاص كما يحلو لمالكها.