تليف الكبد وطرق الوقاية والعلاج.. وعوامل الخطر
يُعدّ مرض التليف الكبدي الوبائي من أكثر الأمراض انتشارًا في الوطن العربي، والعالم، ما دفع منظمة الصحة العالمية لإطلاق مبادرة للقضاء عليه، لما له من أضرار قصيرة وطويلة المدى على صحة الأفراد، والقوى العاملة، كما يؤثر بالسلب على الإنتاج، واقتصاد الدول.
ما هو تليف الكبد؟
يحدث تليف الكبد عند إصابة الكبد بمرض، أو خلل معين، وتحاول أنسجة الكبد إصلاح هذا الخلل، فتتكون أنسجة ندبية مع الوقت، تبدأ بمضاعفة عددها، وعمل تكتلات خلوية مع مرور الوقت.
والكبد عضو مهم في الجهاز الهضمي، ويؤدي عددًا من الوظائف الضرورية لجسم الإنسان، من أهمها:
- يعمل على توازن نسبة السكر، والبروتين، والدهون في الدم.
- يعمل على تخزين المواد الضرورية، والفيتامينات، والمعادن المهمة للجسم.
- يعمل على تنقية الجسم من السموم، والمواد الضارة.
- يساعد في عملية هضم الغذاء.
- يعد عاملاً مساعدًا في إيقاف النزيف، عن طريق إنتاج مواد مخثرة للدم.
أسباب تليف الكبد
تتعدد الأسباب المؤدية إلى تليف الكبد، لتشمل عوامل وراثية، وأخرى مرضية، منها:
- الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي المزمن.
- تراكم الدهون، أو الحديد في الجسم.
- اضطرابات في الجهاز الهضمي.
- تناول الكحوليات بشكل مزمن.
- خلل في جهاز المناعة، يؤدي إلى الإصابة بتليف الكبد.
- تصلب في القنوات الصفراوية.
- تناول بعض الأدوية، مثل: ميثوتريكسات (Methotrexate).
- خلل وراثي في عملية التمثيل الغذائي للسكر.
- الإصابة ببعض الأمراض، مثل: داء البروسيلات، وهو عبارة عن: عدوى بكتيرية، تنتقل من الحيوانات إلى الإنسان.
عوامل الخطر
هناك بعض عوامل الخطر، التي تزيد من فرص الإصابة بتليف الكبد، مثل:
- السمنة، وزيادة الوزن.
- الإفراط في تناول الكحوليات.
- الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي.
- التهاب الكبد الدهني.
أعراض تليف الكبد؟
لا تظهر أعراض تليف الكبد بشكل واضح في المراحل الأولى، بينما تظهر بعض الأعراض في المراحل المتقدمة، ومنها:
- الحكة.
- الوذمة، وهي تجمع السوائل في منطقة الرجلين.
- الاستسقاء، وهو تجمع السوائل في منطقة البطن.
- سهولة النزف عند الإصابة بجروح.
- الألم في منطقة البطن.
- الإحساس بالتعب، والإعياء العام.
- اصفرار في لون الجلد.
أعراض تليف الكبد المبكر
أحيانًا يكون من الصعوبة تحديد أعراض تليف الكبد المبكر، لكن هناك بعض العلامات والدلائل التي تسهل عملية التشخيص، واكتشاف المرض، مثل:
- فقدان الوزن.
- الشعور بالغثيان.
- التعب العام.
- فقدان الشهية.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- ظهور بقع حمراء في باطن اليد.
اقرأ أيضًا:عادات شائعة تدمر الكبد.. توقف عنها فورا
هل تليف الكبد مُعدٍ؟
لا ينتقل تليف الكبد من شخص لآخر، لأنه ليس من الأمراض المعدية، لكن الأسباب والوسائل المسببة لتليف الكبد هي التي تنتقل بين الأشخاص.
تشمل طرق انتقال العدوى ما يلي:
طرق انتقال التهاب الكبد الوبائي أ:
ينتقل عن طريق الطعام الملوث ببراز الشخص المصاب.
التهاب الكبد الوبائي ب:
تنتقل العدوى من جسم المصاب إلى جسم شخص آخر، عن طريق الولادة، إذ تنتقل من الأم إلى الطفل، أو عن طريق مشاركة الأغراض الشخصية، مثل: أدوات الحلاقة.
التهاب الكبد الوبائي ج:
تنتقل العدوى عن طريق: استخدام أدوات المصاب الملوثة بالدماء، مثل: الحقن.
مدة حياة مريض تليف الكبد
من الصعب تحديد مدة حياة مريض تليف الكبد، لكن يمكن التنبؤ بذلك طبيًّا بشكل تقريبي وفقًا لمرحلة الإصابة ومضاعفات المرض، إذ يعيش مريض تليف الكبد في المراحل الأولى عادة لمدة 12 عامًا، أما في المراحل المتأخرة وظهور المضاعفات فقد تصل مدة حياة الشخص إلى 16 شهرًا، إذا شاء الله ذلك.
مراحل تليف الكبد
تنقسم مراحل تليف الكبد إلى أربع مراحل، يختلف فيها ظهور الأعراض، ونسب الإصابة، والمضاعفات.
المرحلة الأولى
يُصاب المريض ببعض الأعراض البسيطة لالتهاب الكبد، دون ظهور مضاعفات المرض.
المرحلة الثانية
يبدأ ظهور الدوالي، نتيجة زيادة ضغط الدم البابي.
المرحلة الثالثة
تُعد المرحلة الحقيقة في ظهور أعراض تليف الكبد بشكل واضح، بجانب مضاعفات المرض، مثل: تورم البطن، وارتفاع نسبة الخلايا النبدية في الكبد.
المرحلة الرابعة
هذه المرحلة بمثابة تهديد لحياة المريض، ويلزم حينها اللجوء السريع إلى زراعة الكبد.
اقرأ أيضًا: تعرف على 8 أطعمة تحافظ على صحة الكبد
درجات تليف الكبد
لا يصل المريض إلى المراحل المتقدمة من تليف الكبد بشكل مفاجئ، فذلك يحدث بمرور الوقت، وزيادة نسبة الخلايا المصابة، وفق أربع درجات.
الدرجة الأولى:
يبدأ هنا ظهور الأنسجة النبدية (cirrhotic tissue) في خلايا الكبد، دون ظهور أعراض واضحة على المريض.
الدرجة الثانية:
يتوسع ظهور الأنسجة النبدية في خلايا الكبد، ويصاحبها ظهور أعراض على المريض، مثل: ارتفاع ضغط الدم.
الدرجة الثالثة:
يتوسع ظهور الأنسجة النبدية بشكل واضح في خلايا الكبد، يصاحبه فشل تام في وظائف الكبد، مع ظهور مضاعفات بحالة المريض، مثل: تورم الساقين.
الدرجة الرابعة:
هنا تكون حياة المريض مهددة نتيجة فشل الكبد بشكل تام، وعجزه عن أداء وظائفه، ويتطلب الأمر زرع كبد بشكل سريع.
تغذية مرضى تليف الكبد
يعاني مريض تليف الكبد سوء التغذية نتيجة اضطرابات في عملية التمثيل الغذائي، المصاحبة لتليف الكبد، لكن يمكن الالتزام ببعض النصائح الغذائية، التي تساعد على تعويض الاضطرابات الغذائية، مثل:
منتجات الألبان:
تُصنف منتجات الألبان كاملة الدسم من: الأطعمة صعبة الهضم لمرضى الكبد، ويمكن الاعتماد على الزبادي اليوناني قليل الدسم، واللوز.
الحبوب الكاملة
يفضل الاعتماد على منتجات الحبوب الكاملة، والرز البني، بدلًا من الدقيق الأبيض.
البروتينات
تُعد البروتينات من الأطعمة الممنوعة على مرضى الكبد، ولكن يمكن تعويضها بنسب معتدلة من: لحوم الدجاج دون الجلد، وأنواع الأسماك المختلفة، مثل: السلمون، والبيض، والمصادر النباتية للبروتين، مثل: البقوليات المجففة.
اقرأ أيضًا: تعرف على 4 أطعمة لتنقية الكبد من السموم
أفضل طعام لمرضى تليف الكبد
يفضل أن تتنوع وجبات مريض تليف الكبد، ولا يُحرم من أنواع الأطعمة، ويمكن تناول مختلف الأطعمة بطرق طهي صحية وبكميات معتدلة، واللجوء إلى الزبدة، والزيوت الخفيفة، وهناك بعض أنواع الأطعمة المناسبة لمرضى تليف الكبد، منها:
- الزبادي اليوناني.
- المكسرات غير المملحة.
- البقوليات المجففة.
- الشوفان.
- خبز الحبوب الكاملة.
- حبوب الكينوا.
- زيت الزيتون.
- الأسماك، مثل: التونة، والسلمون.
تشخيص تليف الكبد
يجري تشخيص تليف الكبد عادةً عن طريق:
- الفحص البدني.
- تحاليل الدم.
- اختبارات التصوير.
- خزعة الكبد.
الفحص البدني:
يأخذ الطبيب معلومات من المريض عن: تاريخه الطبي، وتاريخ العائلة، وفحص الأعراض الظاهرة على المريض، مثل: اصفرار لون العين، تضخم الكبد، بقع حمراء في راحة اليد، انتفاخ في منطقة البطن.
تحاليل الدم:
يلجأ الطبيب إلى بعض تحاليل الدم، مثل: تحليل ALT
يتم فيه قياس نسبة أنزيم الكبد المسمى: أنزيم أمين الالابنين.
يكون الأنزيم في الحالة الصحية الطبيعية للكبد موجودًا داخل حدود الكبد، فيساعد على: عملية الهضم، وإنتاج البروتينات.
أما في حالة تليف الكبد فإن الكبد يفرز هذا الأنزيم داخل مجرى الدم، ومن ثم يسهم قياس نسبة الإنزيم في تحليل نسبة تليف الكبد.
وهناك أمور تسهم في التشخيص، من خلال التحاليل، مثل:
- يتم قياس نسبة البيليروبين، الذي يوضح كفاءة وظائف الكبد.
- قياس عدد خلايا الدم البيضاء، التي توضح إذا كان الجسم مصابًا بعدوى أم لا.
- يلاحظ ارتفاع في نسبة البروتين الجنيني ألفا، ويشير ذلك إلى الإصابة بسرطان الكبد.
- ارتفاع في مستوى أنزيمات الكبد، ينبئ بوجود التهاب الكبد.
- يعد انخفاض نسبة الصوديوم في الجسم دليلاً على تليف الكبد.
- انخفاض مستوى الألبومين وعوامل تخثر الدم، من علامات تليف الكبد وفقد قدرته على إنتاج البروتينات.
- وجود الأجسام المضادة الغذائية يوضح الإصابة بالتهاب الكبد المناعي.
اختبارات التصوير:
يلجأ الطبيب إلى بعض اختبارات التصوير، للمساعدة في تحديد نسبة الخلايا النبدية وشكل وملمس الكبد، مثل:
- التصوير بالرنين المغناطيسي.
- الموجات فوق الصوتية.
- الأشعة السينية.
اقرأ أيضًا:فوائد التفاح للصحة.. يطهر الكبد ويقوي العظام
خزعة الكبد:
يتم أخذ خزعة من الكبد لتشخيص حالة الكبد ومعرفة السبب الأساسي، وراء تليف الكبد.
علاج تليف الكبد
يعتمد نظام معالجة تليف الكبد على حالة الكبد، مرحلة الإصابة، الأعراض، المضاعفات الموجودة بالمريض، وأسباب الإصابة بتليف الكبد.
يشمل علاج تليف الكبد:
العلاج الدوائي:
ويكون بعلاج المسبب الأساس لتليف الكبد، عن طريق:
- الامتناع عن تناول الكحوليات.
- اتباع حمية غذائية صحية، خالية من الصوديوم، ومنخفضة البروتين.
- محاولة فقدان الوزن، لتقليل أحد عوامل الخطورة للإصابة بتليف الكبد.
- يصف الطبيب بعض الأدوية للسيطرة على الأعراض، والمضاعفات الجانبية لتليف الكبد، وبعض المضادات الحيوية، لمعالجة أي التهابات بالجسم.
زراعة الكبد:
يحدث اللجوء إلى زراعة الكبد في حالة المراحل المتأخرة، المهددة لحياة المصاب بتليف الكبد.
بقيت الإشارة إلى أن الحالات المرضية المرتبطة بتليف الكبد خطيرة، لذا يُنصح بمراجعة الطبيب المختص، عند ظهور أي عرض غير طبيعي، مرتبط بالمرض، إضافة إلى: ضرورة الالتزام التام بالعلاجات الموصوفة من قِبل الطبيب.
جرى تدقيق المعلومات الطبية من قبل د.سارة أحمد (اختصاص صيدلة إكلينيكية).
علماً أن موقع الرجل لا يتحمل مسؤولية المعلومات الطبية الواردة في التقرير.