حكم الأضحية في عيد الأضحى.. تعرف على أبرز الضوابط الفقهية
يحل موعد عيد الأضحى وبشائره، ويتساءل كثيرون عن فقه الأضحية بشكل عام، وما يتم القيام به في هذه الأيام المباركة.
إن عيد الأضحى مناسبة يتقرب المسلمون فيها إلى الله عز وجل بهدي نبينا إبراهيم عليه السلام، الذي فدى ابنه إسماعيل بذبح عظيم.
يقول الله عز وجل في كتابه العزيز: "وفديناه بذبح عظيم * وتركنا عليه في الآخرين * سلام على إبراهيم* كذلك نجزي المحسنين*إ نه من عبادنا المؤمنين" (الصافات).
في هذه السطور نتحدث عن حكم الأضحية في عيد الأضحى للقادر وغيره ولغير الحاج، وما أحكام التوزيع والاشتراك.
ما حكم الأضحية في عيد الأضحى؟
تقديم الأضحية في عيد الأضحى سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتكون لمن تتوفر لديه القدرة على أن يضحي بحيوان واحد من الماشية، ويرى معظم علماء المسلمين القدامي والمعاصرين أن الأضحية عادة مستحبة من كونها سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنها ليست واجبة لدى أغلبية الآراء.
اقرأ أيضًا: أعظم مقاصد وآداب عيد الأضحى في الإسلام
حكم الأضحية في عيد الأضحى لغير الحاج
بالنسبة لغير الحاج، فإن حكم الأضحية في عيد الأضحى كما ذكرنا أنها مستحبة لكونها سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعادة مستحبة درج عليها المسلمون ولكن يجب أن يكون المرء قادرًا وألا يرهق نفسه من أمره عسرًا نظير هذه العادة.
من ناحية أخرى، فإن غير الحاج تم الاختلاف في تقديمه الأضحية أم لا، فالبعض يرى أنها مستحبة للحاج أيضًا كما هي لغير الحاج، والبعض الآخر يرى أن الحاج لا يجوز أن يرفض فعل ما يفعل في غير الحج، والبعض يرى أن الحاج لا يقدم الأضحية قولًا واحدًا.
ولذلك، فإن الغالبية على أن حكم ذبح الأضحية في عيد الأضحى لغير الحاج مستحبة بينما للحاج بين آراء مختلفة، وقال المختلفون الذين يرون أن الحاج لا تجب عليه الأضحية ومنهم أبو حنيفة، إن مشروعية الأضحية تكون للمقيمين بينما الحاج يكون مسافرًا، كما أن هديه ليس به صلاة عيد، وإنما التمتع والقران.
اقرأ أيضًا: أشهر عادات العرب في عيد الأضحى.. بين الفتة والمرقوق
حكم الأضحية للمقتدر
ذهب جمهور الفقهاء أن الأضحية سنة مؤكدة للقادر عليها ويأثم في حال تركها، ويقول الحنفية أن الأضحية واجبة للمقتدر ولا يجوز تركها مثلما لا تُطلب ممن عجز عنها، وقد حث النبي صل الله عليه وصلم على الأضحية بقوله " ما عمل ابن آدم يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم، وإنه ليؤتى يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع بالأرض، فطيبوا بها نفسا".
وتعددت آراء الفقهاء في حكم ترك الأضحية مع القدرة عليها، وذلك اعتماداً على حكم الأضحية حيث يقول جمهور الفقهاء بأنّ الأضحية سنة مؤكدة على المقتدر؛ وبالتالي يكره له تركها.
وأكد الحنفية وجوب الأضحية على المقتدر؛ وبالتالي يترتب الإثم على من تركها، ويتّضح بذلك أنّ القدرة أو الاستطاعة شرط للأضحية عند من يقول بوجوبها أو سُنّيتها، ولا يجوز للمقتدر تركها، كما أنَّها لا تُطلب ممّن عجز عنها.
ودليل العلماء في ذلك قول أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَنْ وَجَد سَعَةً فلم يُضَحِّ فلا يَقْرَبَنَّ مُصَلاَّنا)، والمقصود بالقدرة على الأضحية للفقهاء تفسيرات لمعنى القُدرة على الأضحية ومقدار هذه القدرة، لذا تعرف على حكم الاضحية في المذاهب الاربعة
على النحو التالي:
الحنفيّة: القادر هو من يملك مائتي درهم وهو نصاب الزّكاة، أو من يملك أثاثاً زائداً عن حاجته يُقدّر بهذا المبلغ بينما المالكيّة: القادر هو من لا يحتاج المبلغ المُخصصّ للأضحية لشيءٍ ضروري، وإن كان باستطاعته أن يأخذ ديناً فليستدين.
أقرأ أيضًا:أضحية العيد.. شروطها وكيفية اختيارها وذبحها وتوزيعها
والشّافعية: القُدرة عندهم هو أن يملك المرء مالاً زائداً عن حاجته وحاجة أهله. الحنابلة: كلّ من يستطيع الحصول على ثمنها، ولو بالدّين فهو مُقتدر على الأضحية.
حكم الأضحية عن الميت
الأضحية عن الميت بغير وصية منه من المسائل التي اختلف فيها العلماء، والذي نفتي به هو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والحنابلة، وبه قال بعض الشافعية، أنها جائزة وإن لم يوص بها الميت، ويصل ثوابها إليه بإذن الله تعالى.
فقد روى الإمام مسلم في "صحيحه" عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِكبش لِيُضَحِّيَ بِهِ، فأَضْجَعَهُ، ثُمَّ ذَبَحَهُ، ثُمَّ قَالَ: (بِاسْمِ اللهِ، اللهُمَّ تَقَبَّلْ مِنْ مُحَمَّدٍ، وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ ضَحَّى بِهِ)، ومن المعلوم أن من أمة محمد صلى الله عليه وسلم من هو ميت، وقد جعلها صلى الله عليه وسلم لكل أمته، فدل على جوازها عن الميت.
وقد تضافرت النصوص الشرعية الدالة على وصول ثواب الأعمال للأموات، ومن ذلك جواز الصوم عن الميت إذا مات وعليه صيام، وكذلك جواز الحج عنه، وقد ثبت ذلك بالأحاديث الصحيحة؛ فإذا كان الصوم -وهو عبادة بدنية- والحج -وهو عبادة بدنية مالية- يصل ثوابهما إلى الميت؛ فوصول ثواب الأضحية عن الميت من باب أولى.
ثم إن العلماء أجمعوا على وصول ثواب الصدقات إلى الأموات، والأضحية من جملة الصدقات، ولا تخرج عنها؛ لهذا كله فإنا نرى جواز الأضحية عن الميت وإن لم يوص بها.
أقرأ أيضًا: دليلك لأماكن وأسواق بيع أضحية العيد في الرياض
حكم الأضحية خارج بلد المضحي
وفقًا لرأي علماء الدين عن حكم الاضحية للمسافر، يجوز شرعًا ذبح الأضحية في غير بلد المضحِّي حيث اتفقوا على جواز الإنابة في ذبح الأضحية، ولم يشترطوا أن يكون الذبح ببلد المضحِّي؛ إذ ليس في الشرع ما يدل على اشتراط ذلك، بل إنهم صرَّحوا بجواز الذبح في غير بلد المضحِّي؛ سواء كان الذابح هو المضحِّي أو نائبه أو وكيله.
حكم توزيع الأضحية في عيد الأضحى
بعد أن تناولنا حكم الأضحية في عيد الأضحى، نتعرف على حكم توزيعها، الذي أثار الخلاف أيضًا بين قائل بعدم وجود ضرورة للتوزيع ولا آلية له، ومنهم المالكية.
وبين رأي يقول إن السنة المستحبة في توزيع الأضحية هي تقسيمها إلى ثلاثة أثلاث: ثلث للمضحي وثلث للفقراء وثلث للإهداء، وهو رأي الحنابلة والحنفية.
حكم الاشتراك في أضحية عيد الأضحى
البعض يقوم بالاشتراك في الذبيحة كي يتم توفير النفقات ورعاية أكبر عدد من الراغبين في أداء السنة المؤكدة، وعن هذا أكدت دار الإفتاء المصرية، أنه يجوز الاشتراك في الأضحية بشرطين: الأول: أن تكون الذبيحة من جنس الإبل أو البقر، ولا يجوز الاشتراك في الشياه، والشرط الثاني، أن البدنة أو البقرة تجزئ عن سبعة بشرط ألا يقل نصيب كل مشترك عن سبع الذبيحة، ويجوز أن تتعدد نيات السبعة.