مليونيرات وسائل التواصل الإجتماعي كيف يكسبون الملايين؟
الرجل: دبي
8000 دولار في إينستاجرام ، و25000 دولار في” Vine” و 35،000 دولار في سناب شات: هذه بعض الأرقام التي تدل على أن رجال الأعمال البارعين في امور التكنولوجيا جعلوا حساباتهم في وسائل الاعلام الاجتماعية تكسبهم الملايين.
في شهر واحد يستخدم 288 مليون شخصا الشبكة الاجتماعية تويتر، بينما يستقطب إينستاجرام أكثر من 300 مليون مستخدم، أما أكثر من مليار شخص فهم يتوجهون إلى منصة الفيديو العملاقة يوتيوب.
و رغم ضخامة هذه الإحصاءات إلا أنها ليست مستغربة بالنظر إلى أن وسائل الاعلام الاجتماعية أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياة الكثير من الناس، وكما هو الحال مع أي شيء له اثر كبير، تحرص الشركات على القيام بكل ما في وسعها لإيصال رسالتهم التي عادة ما تكون “اشتروا منتجاتنا” إلى الجمهور.
الطريق الأكثر مباشرة لفعل ذلك هو بدفع ثمن الإعلان، ويعتبر الفيسبوك واليوتيوب اللاعبين الرئيسيين في هذا الصدد،حيث يوفر الفيسبوك إعلانات تبدأ كحد أدنى من 1 دولار في اليوم بينما اليوتيوب يتطلب شحن ما بين 10 و 30 سنتا أمريكيا لكل عرض.
في الفيسبوك الإعلان واضح جدا لجميع الأطراف المعنية: كلما دفعت الشركة أكثر للفيسبوك كلما زاد عدد المستخدمين الذين يرون الإعلان ، أما اليوتيوب، والتي حصدت أكثر من 1 مليار دولار في العام الماضي من خلال الإعلانات، فالأمر يختلف فهي تدفع للأشخاص الذين يصنعون و يرفعون المحتوى إلى المنصة من خلال عرض إعلانات الشركات على قنواتهم، ومن ثم تحصل على 45 في المائة من قيمة هذه الإعلانات.
و لكن ورغم ذلك فإن القنوات الأكثر شعبية لازالت تكسب الملايين من الدولارات ، فعلى سبيل المثال قناة يوتيوب DisneyCollectorBR، و هي لامرأة مجهولة الهوية تصور أشرطة الفيديو لنفسها و هي تفتح منتجات الأطفال لديها أكثر من 4.3 مليون مشترك وتحصل على 380 مليون مشاهدة شهريا، وعند تحويل هذه الأرقام إلى أرباح فإنها تقارب 4.9 مليون دولار في عام 2014 ، وهناك أيضا Felix Arvid Ulf Kjellberg السويدي البالغ من العمر 25 عاما و المعروف باسمه المستعار على الانترنت، PewDiePie هو خبير في ألعاب الفيديو أصبح رائج لدرجة أنه يكسب حوالي 4 مليون دولار سنويا، وذلك ببساطة عن طريق نشر أشرطة الفيديو لنفسه و هو يلعب و يناقش ألعاب الفيديو.
و في حين أن وضع الاعلانات قبل المقاطع الأكثر شعبية من أمثال DisneyCollector وPewDiePie هو وسيلة رائعة لضمان العرض فإن المشكلة الأزلية هي أن الناس الذين يشاهدون مقاطع الفيديو لا يريدون أن يكملوا الإعلان ، وبعد خمس ثوان الأولى من الإعلان و التي تكون مشاهدتها إلزامية يقومون ببساطة بتخطيه، وهذا يحدث على الفيسبوك وتويتر أيضا ففي معظم الحالات، يتراجع المستخدمون فور رؤية كلمة “إعلان” قبل المشاركات.
وبطبيعة الحال، المعلنين ليسوا أغبياء، فهم يعرفون هذا و لهذا فهم يبحثون دائما عن طرق أكثر ابتكارا لتوصيل رسالتهم، واستكشاف السبل المختلفة التي هي أذكى قليلا من الإعلان القياسي، و أحد هذه السبل هو استخدام الشخصيات الأكثر شعبية مباشرة للترويج لمنتجاتها بطريقة أكثر دقة بكثير من مجرد عرض إعلان كبير في وجهك في بداية الفيديو، و إينستاجرام هائل في هذا المجال، كما أن المزيد والمزيد من الشركات تستخدم الشخصيات الأكثر شعبية على الشبكة للحصول على قيمة مرتفعة و الوصول إلى مجتمعات كبيرة من المستخدمين .
و وفقا لتقديرات مختبر الوسائط المتنقلة، وهي الشركة التي يضع الأفراد الأكثر شعبية في اتصال مع الشركات التي تتطلع للإعلان، يمكن لمستخدم إينستاجرام مع 100،000 متابع أن يطلب ما بين 700 و 900 دولار في الصورة، بينما شخص مع 500،000 متابع يمكنه الحصول على 2000 إلى 8000 دولار وهذا يتوقف على نوع المنتجات التي يعرضها وهذه الأرقام تتعلق بالناس العاديين،أما إذا تعلق الأمر بأحد المشاهير مثل كيم كارداشيان، التي يتابعها أكثر من 30 مليون شخصا فإن الأرقام تصبح فلكية.
و هناك أموال كثيرة يمكن جنيها من قبل أولئك الذين يستخدمون وسائل الإعلام الاجتماعية كوسيلة للعب و المزاح، وأكثر هؤلاء شهرة هو الفرنسي جيروم جار البالغ من العمر 24 عاما، والذي ذاع صيته نتيجة منشوراته المليئة بروح الدعابة على سناب شات و” Vine”، وأصبح لديه 8.4 مليون متابع على ” Vine”،و حصل على مليون دولار من وكالة إعلانات في نيويورك مقابل حملة إعلانية،كما انه يكسب 25000 دولار و35،000 دولار عن كل مشارك يرعاه في كل من ” Vine”و سناب شات .
المبالغ المذكورة قد تبدو مبالغا فيها ولكن دهاء وسائل الإعلام وتمتعها بقدرات متزايدة لتخطي الأشكال التقليدية من الإعلانات، والمحتوى الأصلي الذي يقدمه أباطرة وسائل الاعلام الاجتماعية ليتمكنوا من جذب جمهور كبير، كل هذا يجعل الشركات تدفع بسخاء لتترافق معها.