رجل الأعمال سالم بن شامخ: تشكّلنا من رحم المعاناة.. وسنكسب رهان الطحالب
البطاقة التعريفية:
الاسم: سالم محمد سالم بن شامخ.
مكان وتاريخ الميلاد: مكة المكرمة – 11- 12-1985.
الدراسة: المرحلة الجامعية لدراسة الهندسة مدة عام ومن ثم قرر التوجه للتجارة والعمل مع والده.
المهنة: الرئيس التنفيذي لشركة الصقر الذهبي للمعادن الثمينة المحدودة، وعضو مجلس إدارة مجموعة بن شامخ القابضة ونائب الرئيس التنفيذي لهـا.
الاهتمامات: الرياضة، والاقتصاد المحلي والعالمي، والبحث في قارة إفريقيا اقتصاديًا، خصوصًا الاستيراد والتصدير والبيئة والسياحة والبُنى التحتية، والمناجم (الذهب والفضة)، والبحث عن فرص استثمارية.
ولد رجل الأعمال سالم محمد سالم بن شامخ في مكة المكرمة لدى عائلة تمتهن التجارة، فعشق تفاصيل البيع والشراء، كان يرافق والده خلال العطلات الدراسية، ويمارس العمل التجاري بعد انتهاء الدوام المدرسي، يتعلم ويكتسب الجديد من أسواق المدينة التي تحتضن المسلمين في موسمي الحج والعمرة.
عمل تحت جناح والده مؤسس مجموعة بن شامخ القابضة، التي تعد مظلة لعدة شركات مختلفة التوجه والاستثمار، غير أنه لم يتوقف عند تجربة الوالد، فراح يشق طريقه بنفسه، مقتحمًا مجالات جديدة باحثًا عن فرص استثمارية جريئة. رجل الأعمال سالم بن محمد سالم بن شامخ يتحدث إلى مجلة "الرجل" عن شغفه بتجارة الذهب، والتطبيقات الإلكترونية وغيرها من الفرص والأبواب التي عبر من خلالها.
تحت جناح الأب
يروي رجل الأعمال سالم بن شامخ كيف تفتحت عيناه على التجارة، يقول «كنت لصيق الوالد، وبعد انتهاء دراستي الثانوية، كنت أرافقه في بعض سفراته».
وعن دراسته يقول «قررت دراسة الهندسة في جامعة أم القرى، ولكني توقفت وبدأت حياتي العملية مبكرًا، مقررًا أن الفرص الاستثمارية والاقتصادية أساسها الخبرة، واقتناص الفرص».
كان والده رجل الأعمال حريصًا أن يضم لمجموعته كل الأبناء، وكلٌ تحت مسمى وظيفي معين. يروي سالم بن محمد بأن والده محمد بن شامخ كان يطلب من كل واحد من إخوته أن يُرشح لهُ الشركات التي يُديرها، ليشكل بذلك مجموعته الخاصة، وبهذا أصبحت المجموعة تضم شركات مختلفة منها الدعاية والإعلان، والذهب والجواهر، والاستزراع المائي، والصناعات الخشبية، والصناعات البلاستيكية، والصناعات الإسفنجية، والصناعات الغذائية، والمقاولات، والتجارة والاستيراد، والتطبيقات الذكية، إضافة إلى معهد الألماس لتدريب صياغة الذهب والجواهر، الأول من نوعه في المنطقة.
حادثة فريدة
يروي سالم بن شامخ بأن والده الشيخ محمد بن شامخ كان يعمل في مجال الساعات والجواهر واللؤلؤ في سوق الأمير عبدالله الفيصل، الذي يقع أمام الساحات الشرقية للمسجد الحرام بمكة المكرمة، وذات صباح ذهب كالعادة ليفتح محله فوجده فارغًا لم يبق به قطعة واحدة، كان قد تعرض للسرقة ولم يترك اللصوص سوى الجدران والرفوف الفارغة.
الحادثة حصلت قبل نحو 40 عامًا، لكنها لم تكن النهاية كما خطط اللصوص، يروي سالم بن شامخ بأن تجار السوق تكاتفوا وقرروا الوقوف إلى جانب والده ووضعوا جزءًا من بضاعتهم تحت تصرفه لينهض من جديد.
بعد هذه التجربة الصادمة، قرر الأب أن يتجه إلى مجال الدعاية والإعلان، وتمكن أن يقف على رجليه من جديد محققًا نجاحًا باهرًا، حيث حصد عدة مشاريع كبيرة لعمل اللوحات الخاصة بالحرمين الشريفين، وإعلانات لشركة الاتصالات السعودية، والحملة الإعلانية بمناسبة مرور أكثر من 20 عامًا على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله مقاليد الحكم. وتوالت الإعلانات لكثير من الجهات والدوائر الحكومية والأسواق والمحلات والشركات لتصبح وكالة الشامخي للدعاية والإعلان من أهم الوكالات على مستوى الشرق الأوسط.
وعن عمله ودوره في تلك المرحلة يتذكر سالم بن شامخ قائلاً: «كنت أعمل مع الوالد في معمل اللوحات، وأذكر تمامًا البدايات حيث لم أتجاوز حينها اثني عشر عامًا، جامعًا ما بين الدراسة والعمل وهذا الوضع استمر حتى انتهاء المرحلة الثانوية، ومن ثم تحولت للدراسة الجامعية في أم القرى، وبعد عام قررت التركيز أكثر في مجال العمل وتأجيل الدراسة».
ويضيف «في هذا التوقيت كان الوالد توسع في عمله وبدأ بعقد اتفاقات مع شركات سويدية وأوروبية في مجال الدعاية والإعلان والإضاءة، حتى بداية عهد الملك عبد الله رحمه الله، وكنا لا نزال في مكة المكرمة. وفي عام 1418 هجريًا قرر الوالد الانتقال إلى جدة والتوسع أكثر فأكثر في المجال التجاري بحيث بدأنا بالتوجه لاستثمارات مختلفة».
مؤكدًا أن شركة بن شامخ القابضة تشكلت ملامحها بعد معاناةٍ كبيرة، وبدأت بضم أكثر من شركة تحت مظلتها منها المقاولات، بجانب الدعاية والإعلان.
تأنٍ وجرأة
لم يبعُد رجل الأعمال سالم بن شامخ عن والده والشركة الأُم (بن شامخ القابضة)، فأسس تحت مظلته عدة شركات، منطلقًا من أن «التجارة عالم يحتاج إلى كثير من القوة والجرأة، ومن لا يتحمل ضرباتها فالأفضل أن يفكر بالعمل الوظيفي، وإن أي ضربات موجعة من الممكن الثبات فيها ما دمت في قوة المنشأة الأساسية».
منوهًا بأن العمل التجاري يحتاج أيضًا إلى «ذكاء، وحكمة، وتأنٍ، وأهداف ثابتة». ويكشف بأنه منذ 7 سنوات بدأ التفكير في خلق شركات منفصلة مستقلة بذاتها، لكنها من ضمن المجموعة القابضة، ومنها:
- "ميرسك" للتدريب في مجال عالم البحار حيث أصبح وكيلها داخل السعودية.
- شركة "مدينة العمل" منصة للمهن كافة: كهربائي، سباك، نجار، مُصوِر، بيطري، طباخ، قانوني، محاسب… إلخ. فمن يحتاج إلى خدمات أي خدمة يمكنه طلبها بالتواصل مع صاحب الخدمة، وتضم قاعدة مزودي الخدمة أكثر من 1200 شاب من أصحاب المهن حتى اللحظة.
- الصقر الذهبي: تطبيق مختص ببيع وشراء الذهب الحقيقي، أو السبائك الخام وذلك بعقد موقع فيما بين الطرفين بحيث يمكن أن يشتري الزبون السبائك من الذهب والفضة، ومن ثم يعمل على تحويل المبلغ لتصله القطعة الذهبية أو يستلمها من أحد نقاط البيع التابعة للشركة.
شغفي بالذهب
ومن بين استثماراته المتنوعة يبدي رجل الأعمال سالم بن شامخ اهتمامًا خاصًا بتجارة الذهب، وعن شغفه هذا يقول: «الذهب هو أصل المال، وقوة الدول في ذهبها، فالذهب والفضة دائمًا ما يشكلان قوة أصلاً للفرد والمجتمع، ويعد الاستثمار في شراء السبائك الذهبية من أنجح الاستثمارات حيث إن المال يبقى محفوظ القيمة، ومهما تأثر هبوطًا وارتفاعًا بسبب التغيرات فإنه يستطيع التعافي بسرعة وتحقيق أرباح مستقبلية».
ويمتدح تجارة الذهب في تغريداته على مواقع التواصل الاجتماعي قائلاً: «ما أجمل الذهب وما أثمنه! فترة كورونا رأيناه في صعود غير مسبوق، وهبوط خفيف، والقادم في ظل الأسواق العالمية سيكون مختلفًا»، مؤكدًا أنهُ سينفرد بقوته مستقبلاً حيث إن المؤشرات العالمية تشير إلى ارتفاع مؤشر الذهب والفضة، خصوصًا أن الأخيرة أصبحت مطلوبة حاليًا في الأسواق تقنيًا.
ولفهم كل مكونات العمل التجاري وأبعاده يطالب رجل الأعمال سالم بن شامخ بإنشاء معاهد تدريبية ودورات اقتصادية تثقيفية في المجالات التجارية كافة، ويكشف أنهم حاليًا بصدد تأسيس معهد تدريبي للذهب والجواهر مع كبرى الشركات العالمية للتصميم العالمي في هذا المجال وتدريب الشباب على التصميم، ومهارة البيع والشراء، ومهارة التعرف على القطع الثمينة، واكتشاف الأصلي من المزيف، ومهارة التصميم ثلاثي الأبعاد K3D، والتعامل مع الأزمات، وغيرها من المهارات المطلوبة في التوجه ذاته، بحيث يتخرج الشاب في المعهد ليكون صاحب مشروع في مجال المعادن النفيسة.
ومنصة "أرحب"
وعن جديد مجموعة بن شامخ يكشف رجل الأعمال سالم بن شامخ أن المجموعة تسعى لإعداد التراخيص المطلوبة لمنصة جديدة ستُطلق قريبا، وتُعنى بالنقل التشاركي الاقتصادي، حيث يتمكن صاحب السيارة من مشاركة طريق السفر برًا مع مجموعة مسافرين وفق الاحترازات الصحية.
وعن هذا التطبيق، يوضح «يستطيع مستخدمو تطبيق أرحب مشاركة طريق سفرهم برًا مع سائق له الوجهة ذاتها من السائقين على الطريق، المنضمين إلى التطبيق، ويمكن لمستخدم التطبيق أيضًا أن يحدد ما إذا كان مسافرًا مع مجموعة حسب التصنيف: مدخن أو غير مدخن، متحدث أم لا يحب التكلم في أثناء الرحلة، يسمح بالحيوانات الأليفة أم لا… إلخ. هذه الخدمة تساهم في حل مشكلة محبي التنقل ما بين المدن السعودية برًا، وكذلك فُرصة التعرُف على أصدقاء جدد، إضافة إلى أنه موفر اقتصاديًا من حيث فرق السعر»، مؤكدًا أن التطبيق سيدشن بحلول العام الميلادي الجديد.
فرص استثمارية
يرى سالم بن شامخ أن المستقبل يحمل فرصًا استثمارية مثمرة، مضيفًا: «كثير من الشركات خلال أزمة كورونا أعلنت إفلاسها ومن ثم توقفها، هذه الشركات ليست بالضرورة ضعيفة وإنما لم يكن لديها تناسب وتنظيم مالي، أو تسهيلات بنكية، أو المُستشار المالي لم يتنبأ بالمخاطر المُحيطة لصدها والتعامُل معهـا، أو أي سبب أدى إلى خروجها من السوق؛ هنا يأتي دور التجار ممن يقتنصون الفرص للاستحواذ على هذه الشركات وتحويلها من فرص بائسة، إلى استثمارات ناجحة».
منوهًا بأن على التجار تشكيل تحالفات اقتصادية داعمة لا قاهرة لهؤلاء التجار بإعادة نهوضهم، «فجميل أن يجتمع المال مع الخبرة، بالتمازُج بينهم وخلق كيانات لدخول السوق وتحويل هذه الشركات والعُقُول من فرص مهدرة إلى ناجحة، وتحقيق أرباح حقيقية منها».
صفقات إفريقية
تتوجه أنظار رجل الأعمال سالم بن شامخ إلى القارة الإفريقية، فهو يرى فيها أرضًا خصبة سياحيًا واقتصاديًا واستثماريًا. ويضيف: «تجمع إفريقيا ما بين الطبيعة الساحرة، والهدوء الجميل، والخدمة المتميزة، والمعاملة الطيبة، إضافة إلى أننا بصدد الترتيب مع بعض الشركات العالمية بالتعاون مع الحكومات الإفريقية لعقد صفقات استثمارية للبحث في التنقيب في مناجم الذهب والألماس، والأسماك، والمكسرات».
وفي المقابل يرى بن شامخ أن «فتح المجال للشركات الأجنبية للاستثمار في السعودية هو جانب تطويري مهم سيحقق كثيرًا من التحولات المستقبلية». وينصح كل رجل أعمال في المملكة بـإعداد برنامجه اليومي، قائلاً: «هذه قاعدة جوهرية تعلمناها من الوالد حفظه الله، وخلال السنوات الخمس القادمة علينا أن نعد منهجية واضحة خصوصًا في ظل دخول الشركات الأجنبية، ويجب أن نركز على الاستثمار في الفرد السعودي لنكون من أكبر العقول المفكرة على مستوى العالم، ونتعامل مع التطورات الحديثة القادمة، ومواكبة الفكر العالمي المتقدم، وسنعمل لنكون من أكبر الشركات في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنية عالميًا، ومجال النقل، وجميع المجالات».
سنكسب التحدي
ويكشف رجل الأعمال سالم بن شامخ أن مجموعة بن شامخ تسعى من خلال شركة الطحالب الوطنية المحدودة للأحياء المائية والبيئية لخطة استراتيجية تضع حجر الأساس «لكسب التحدي العالمي وترجيح كفة صادرات المملكة العربية السعودية النوعية والكمية». ويكشف أن شركته «استحوذت على حصة تتجاوز 50 % من إنتاج العالم في إنتاج الطحالب الدقيقة في نوعها المتخصص وتصديرها»، لافتًا إلى أنه «بهذا نساهم بقوة في تحقيق رؤية المملكة 2030».
مؤكدًا أن المشروع يحظى بدعم كامل من وزارة البيئة والمياه والزراعة، ومن المتوقع أن يكون له انعكاس إيجابي على الصناعة الزراعية في السعودية، وتحويلها إلى قطاع جاذب للاستثمار المحلي والدولي.
ومناصب إدارية
يذكر بأن رجل الأعمال سالم بن شامخ شغل عدة مناصب منها مدير العلاقات العامة للهيئة العامة للتعليم في رابطة العالم الإسلامي سابقًا، وشغل منصب رئيس رابطة الجاليات في السعودية أيضًا، وهو المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة رواء للدعاية والإعلان، التي تعمل على إنشاء المواقع الإلكترونية والاجتماعية وتصميمها، وفازت بتمثيل "معرض رياضة الإمارات 50 عامًا" في السعودية والمقام في الثاني من ديسمبر في مركز التجارة العالمي في دبي.