رجل الأعمال عبد الرحمن الذيب لـ«الرجل»:أسَّست منصة للتمويل الجماعي…أستمتع بالقراءة وأحب المشي
- أسست أول شركة تمويل جماعي مرخصة بالمملكة
- ربط التّقانة بالتجارة سيُحدث نقلة نوعية
- منصّتنا تجمع الراغبين بالاستثمار والراغبين بالحصول على تمويل
- سيكون لشركات التقنية المالية نصيب الأسد من الجولات الاستثمارية
- المنصات الإلكترونية ستجعل البيع من المصانع مباشرة
- على الشباب الحذر من الشعارات الرنّانة
- حلمت في طفولتي بجعل العالم مكاناً أفضل
- أمّي الملاذ الآمن الذي ألجأ إليه دائماً
- لوالديّ وإخوتي الفضل الأكبر في دعمي المعنوي
- ما زلت أبحث في أسئلة الوجود والإنسان والهُويَّة
- أستمتع بالقراءة وأحب رياضة المشي
- لديّ ميول لنادي الهلال محليّاً ونادي يوفنتوس عالميّاً
- لا أحب رؤية الضعف عند البشر
- المرأة المثالية هي القوية والمتزنة
- لنقف صفّاً واحداً خلف قيادتنا الرشيدة
أسس شركة سكوبير أو (Scopeer) كأول منصة تمويل جماعي مصرحة من هيئة السوق المالية في المملكة العربية السعودية، فاتحاً آفاقاً جديدة أمام صناعة الخدمات المالية، جمعت بين المستثمرين والروّاد، وسمحت للشركات الناشئة بالحصول على التمويل من الجمهور بشكل مباشر.
في طفولته أحبَّ الرسم والقراءة وأشبع فضوله المعرفي بقراءات في الأدب ثم تحول إلى مجال الفيزياء النظرية والفلسفة الوجودية. حلمه الواقعي كان جعل العالم مكاناً جديراً بالعيش، وحلمه الخيالي اختراع آلة تستطيع نقل البشر بسرعة فائقة من مكان لآخر. في مطلع شبابه اهتم بالتجارة متأثراً بأسرته، واليوم أصبحت منصته من أهم مشاريع الخدمات المالية.
رجل الأعمال عبد الرحمن الذيب يُمارس اليوم رياضة المشي، ويسكنه حنين بسرقة الوقت من مشاغل الأعمال للعودة إلى فضاءات اللوحة والرسم، حاورته مجلة الرجل في رؤيته وأفكاره لمستقبل التقانة والريادة، وتوقفت عند جوانب مختلفة من حياته الشخصية والعامة.
الاسم: عبد الرحمن الذيب تاريخ الميلاد: 01 /09 /1989 التعليم: بكالوريوس في الاتصال الجماهيري تخصص في الإعلان والاتصال التسويقي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية المناصب:
|
نشأته وأسرته
ولد رجل الأعمال السعودي عبدالرحمن الذيب في الرياض، ونشأ في أسرة يتنوع توجُّه أفرادها ما بين العلم والتجارة. يقول لمجلة الرجل "والدي بدأ بممارسة العمل التجاري من سن صغيرة وكنت أرافقه في أيام المراهقة في نشاطاته التجارية، وكذلك أعمامي يعملون في عدد من الأنشطة التجارية. ولذلك كان العمل التجاري أحد العناصر الأساسية التي نشأت عليها والتي كنت أراها بشكل مستمر".
ويضيف: "كنت أعيش في أسرة متزنة ومتماسكة ومعتدلة، لم تكن تلك الأسرة تختلف بشكل كبير عن باقي الأسر في مدينة الرياض، حيث كان بإمكان أي شخص رؤية التّشابُه بين أسرتنا وباقي الأسر في مدينتنا".
وتوزعت اهتماماته بين القراءة والنشاطات الفردية بشكل عام، وقد جاء اهتمامه بالقراءة بدعم من والده، في ذلك الوقت. وعن والدته يقول "كانت وما زالت هي الملاذ الآمن الذي ألجأ إليه دائماً".
وما زال يشعر بالامتنان لدعم ومساندة العائلة، يقول "كان لوالديّ وإخوتي الفضل الأكبر في الدعم المعنوي والذي أستفيد منه حتى يومنا هذا".
أحلامه واهتماماته
يقسم رجل الأعمال الذيب أحلامه كطفل بين أحلام واقعية وأحلام خيالية، حيث كان الحلم الواقعي بالنسبة له كطفل هو جعل العالم مكاناً أفضل، يقول "ربما كان سبب ذلك نشرات الأخبار التي كُنّا نُشاهدها وكيف كُنّا نرى معاناة بقية الأطفال وصعوبة العيش التي يعانون منها".
أما فيما يخص أحلامه الخيالية فيكشف لمجلة الرجل "كنت وما زلت أحلم أن نستطيع التوصل لآلات تُمكِّن الإنسان من التنقُّل بين مختلف الأماكن بالعالم بشكل سريع جدّاً. ربما أصبح تحقيق الحلم الثاني قريباً مع رؤية التطور التقني الذي نمر به حاليّاً".
وعمَّا تحقق من تلك الأحلام يقول "للأسف عادةً ما يكون تحقيق هذه الأحلام صعباً، ولكن يجب علينا ألّا نتوقف عن السعي لتحقيق كلا الحلمين".
مع مغادرته مراحل الطفولة المبكرة، أخذت تثير اهتماماته مجالات مختلفة. ففي المرحلة المتوسطة بدأ بممارسة الرسم وتعلّق بمجال الفنون، أما في المرحلة الثانوية اهتم بمجال الأدب والشعر، وأخذ الحيّز الأكبر من وقته. يضيف "بدأت بقراءة العديد من الأعمال الأدبية ابتداءً من العصفورية (والتي أصنفها كأعظم رواية) انتهاءً بأعمال دوستوفسكي".
أما في المرحلة الجامعية فقد بدأ اهتمامه في مجال الفيزياء النظرية والفلسفة الوجودية بشكل خاص. يقول "كانت تساعدني بإدراك الكون والواقع الذي نعيش فيه وفهمه بشكل أفضل". أما اهتمامه بالتقنية فقد بدأ في أواخر المرحلة الجامعية، لينتقل بعدها للاهتمام بالنشاط التجاري بالتزامن مع الوظيفة الأولى. يقول "بدأت بتكوين صورة عن ربط التجارة مع التقنية وكيف يمكن أن تحدث نقلة في العالم الذي نعيش فيه".
المواعيد الكبرى
ارتبطت حياة رجل الأعمال الذيب بثلاث محطات تحوّل هامة، الأولى في المرحلة المتوسطة والثانوية حينما بدأ بممارسة القراءة والرسم، يقول "زاد هذان النشاطان من إدراكي للمحيط ورؤية العالم بشكل مختلف".
نقطة التحول الثانية فقد كانت في المرحلة الجامعية، حينما بدأ الفضول لديه حول الكون والوجود. يقول "بدأت تثار لديّ الكثير من الأسئلة التي لا أجوبة بسيطة لها، مما أدخلني في عالم معرفي صعب ومعقَّد حول الوجود والإنسان والهُويّة والذي ما زلت أبحث به من وقت لآخر".
أما التحوّل الثالث فقد حصل بعد أول وظيفة له بعد المرحلة الجامعية، يقول "كانت الشرارة الأولى ونقطة الانطلاق لدخولي عالم ريادة الأعمال".
تمويل جماعي
أسس رجل الأعمال عبد الرحمن الذيب شركة سكوبير وهو رئيسها التنفيذي، وتعتبر من أوائل شركات التقنية المالية في السعودية، وهي أول شركة تمويل جماعي مرخصة. وتوفر سكوبير نوعاً جديداً من أنواع التمويل للشركات الناشئة والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، الذي يجمع بين الراغبين بالاستثمار والراغبين بالحصول على تمويل استثماري عن طريق منصة إلكترونية.
أما كيف تبلورت لديه فكرة إنشاء هكذا شركة، فيقول لمجلة الرجل "جاءت فكرة إنشاء سكوبير في عام 2017، وذلك بعد الاطلاع على عدد من الشركات الناشئة في مجال التقنية المالية عالميّاً، وفهم أهمية هذا النشاط عالميّاً، وكيف سيكون له أثر كبير محليّاً".
وعن آلية العمل داخل سكوبير أو (Scopeer) والتي تسمح للشركات الناشئة ورواد الأعمال بالحصول على التمويل من الجمهور بشكل مباشر، يقول رجل الأعمال الذيب "تعمل المنصة على تجهيز الشركات الناشئة وطرحها للاكتتاب لعموم المستثمرين بمبالغ تبدأ من 1000 ريال فقط، حيث يستطيع طالب جامعي في مدينة جازان استثمار 1000 ريال فقط في شركة ناشئة في مدينة عرعر، من دون أن يضطر إلى السفر أو التواصل مع أصحاب الشركة الناشئة".
وأهم ميزات هذه التقنية بحسب الذيب هي "تيسير الاستثمار للمستثمرين، كما تُسهّل لرواد الأعمال الحصول على تمويل بأقل مجهود مقارنة بطرق التمويل التقليدية".
وحول العقبات والتحديات التي واجهها يقول "واجهتنا العديد من الصعوبات خلال المراحل الأولية من حياة سكوبير، وتُعدّ هذه الصعوبات استثنائية حتى بالنسبة لطبيعة الصعوبات التي تواجه الشركات الناشئة، وبسبب جهود فريق العمل لسكوبير، وبدعم من عدد من الأشخاص استطعنا التغلُّب على هذه الصعوبات وتجاوزها، ونمرّ حاليّاً بفترة نمو نعمل على الاستفادة منها إلى أقصى درجة ممكنة".
عن سكوبير
|
المستقبل للتقانة
يرى رجل الأعمال الذيب أن المستقبل في المملكة هو لمشاريع التقانة المالية. ويؤكد أنه خلال السنوات الخمس المقبلة "سيكون لشركات التقنية المالية نصيب الأسد من الجولات الاستثمارية حيث تعمل هذه الشركات على توفير بنية تحتية مهمة وأساسية لبقية الشركات التقنية والتي ستظهر وتزدهر تباعاً بعد تأسيس بنية تحتية صلبة عبر شركات التقنية المالية".
أما خطته لشركته سكوبير يوضح "نعمل حالياً على إطلاق عدد من المنتجات التي تسهل لعملائنا العملية الاستثمارية. كما نعمل على الجانب التمويلي من إطلاق منتجات تمويلية تتناسب مع مراحل مختلفة من عمر الشركات الناشئة".
وردًّا على سؤال «الرجل» كيف يمكن إزالة كافة المعوقات في سبيل تطوير ونمو المنتجات السعودية، تحقيقاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030. يقول رجل الأعمال الذيب "نعمل حاليّاً مع العديد من الجهات على تمكين المنتجات الوطنية. كما لهيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية الدور الأكبر في تطوير مجال الصناعات الوطنية، وربما يكون لتمكين الشركات التقنية التي تعمل على تعزيز الصناعات المحلية أثر أكبر في دعم هذا القطاع. ومن الممكن أن نشهد خلال السنوات القليلة المقبلة ظهور منصات إلكترونية بنظام (Factory-to-consumer (F2C والتي تُتيح لمطوري المنتجات التصميم والإنتاج والبيع من خلال تلك المنصات عن طريق المصانع مباشرة بدون الحاجة لنقاط بيع".
شعارات رنانة
وتعليقاً على ظاهرة انجذاب الشباب إلى ريادة الأعمال، وترك وظائفهم لصالح إغراءات العمل الخاص، يرى رجل الأعمال الذيب أن "النجاحات قد تُشكّل هالة حول ريادة الأعمال، حيث يحلم الكثير من الأشخاص بالوصول لذلك النجاح، وتكوين الثروة عن طريق ريادة الأعمال، ولا عيب في ذلك، فالعمل التجاري بشكل عام ميسّر للجميع حاليّاً، لكن تكمُن المشكلة في عدم فهم الصورة الكاملة والانسياق وراء القصص المغرية والشعارات الرنانة مع عدم معرفة وفهم الصورة الكاملة لهذا الطريق، الذي يكون عادةً شاقّاً ومجهداً. لذلك يقوم البعض بالمجازفة بوظائف مستقرة مُعرِّضين حياتهم العملية للخطر".
الحلم والهوايات
وعن دور الحلم والطموح في رحلة رواد الأعمال يقول "الحلم والطموح يعطيان الدافع الأساسي الذي يدفع أي شخص في أي اتجاه يريده، لذلك يجب أن يكون الحلم واقعيّاً حتى يتمكن الحالم من تحقيقه، عدا ذلك، سيكون الشخص الحالم يسير خلف الأوهام".
أما الهوايات التي لا تزال تشدُّه يقول "كان الرسم هو أول هواية لي في المرحلة المتوسطة، وبسبب مشاغل الحياة توقفت عن هذه الهواية موقتاً وأعمل على العودة لممارستها قريباً، كما أستمتع بالقراءة بشكل عام خاصةً في المجالات التي تثير اهتمامي".
أما الرياضة المفضلة لديه فيوضّح "ربما رياضة المشي هي الرياضة التي أمارسها بشكل مستمر مؤخراً، لكن بشكل عام لست من المهتمين بالرياضات، ومتابعة كرة القدم".
وعن الفريق المفضل لديه يكشف لمجلة الرجل بأنه لا يتابع كرة القدم بشكل كبير حاليّاً، ولكن هذا لم يحُل دون ميوله وتشجيعه لنادي الهلال محليّاً ونادي يوفنتوس عالميّاً، وذلك بسبب تأثير البيئة المحيطة في مرحلة المراهقة.
المرأة المتزنة
وعن الصفات الأهم في الزوجة والشريكة يقول "بشكل عام لا أحب رؤية الضعف في الناس، ولذلك ربما المرأة القوية المتزنة هي المرأة المثالية". أما عن مكانة الأطفال في قلبه، فيقول: "الأطفال زينة الحياة". ويرفض رجل الأعمال المفاضلة بين أولاده على أساس الجنس، معتبراً أنه لا فرق بين ذكر وأنثى. وعما يتمناه لأبنائه يقول "أن أوفّر لهم حياة كريمة تمكّنهم من النمو".
كلمة أخيرة..
وفي كلمة أخيرة يرى رجل الأعمال عبد الرحمن الذيب أن ما تشهده المملكة هو نهضة لم يسبق لها مثيل بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمير محمد بن سلمان. ويضيف "من واجبنا كسعوديين أن نقف صفّاً واحداً خلف قيادتنا الرشيدة حتى نستطيع ضمان مستقبل مشرق لوطننا ولأبنائنا".