رجل الأعمال محمد علي الرويغ: المخاطرة المحسوبة أهم ما يميز رائد الأعمال .. وأنا أول من يتذوق ما ننتجه
ترك الوظيفة كي يبدأ مشروعه الخاص في عالم الأعمال، يقول إنها كانت "أهم لحظة حاسمة في حياتي"، ضحى بكل ما كان يتمتع به من ميزات واستقرار، شعر بأنه تمرس في عمله ونجح في تسويق علامات تجارية كبرى، وقد حان الوقت ليوظف خبراته المتراكمة ونجاحاته في مشروعه الخاص، كي يقطف الثمار بيده، حافزه شغفه بالمطاعم وثقته بقدرته على بناء علامته التجارية المميزة، يدفعه عشقه للمخاطرة المحسوبة بدقة متناهية -على حد تعبيره-.
رجل الأعمال السعودي محمد علي الرويغ، المؤسس والرئيس التنفيذي لـ"سلسلة مطاعم برغرايزر" منذ 2009، وعضو مجلس إدارة "الغرفة التجارية الصناعية" في الرياض حاصل على الماجستير في إدارة الأعمال، تستضيفه مجلة الرجل في حوار يتصدر عددها الجديد، يتحدث خلاله عن تجربته في التسويق وعن مشروعه الطموح وأهم ما واجه من عقبات وجدران، وكيف تمكن من الوصول لافتتاح نحو 85 فرعاً في المملكة ويسعى للوصول الى 250 فرعاً، منافساً منتجات عالمية شهيرة.
جيل متحمس ومنطقي
هل من ربط ما بين طفولتك ومجال عملك اليوم؟
لا أبداً، ما كان في ذهني دائماً ومنذ الطفولة الحصول على الوظيفة الحكومية المرموقة، هذا هو الذي كان شائعاً في ذلك الحين وهو الاتجاه السائد وهو ينطبق على الجميع من حولي مثل الجد والوالد والإخوة والأصدقاء والأعمام والأخوال، كان هذا الهاجس هو ما يشغل بال الجميع.
أنت أقرب إلى المنطقة الوسط بين الجيل القديم والجيل الجديد من رواد الأعمال كيف تنظر لاختلاف الزمان والظروف؟
دعني أؤكد أن عامل التوقيت هام جداً، لكل زمان فرصة وكل وقت وله تحديات، ودعني أقارن بين بدايتي في العمل واليوم، في البداية كانت هناك رواج لتجارة المطاعم، وكان هناك فرص عديدة في هذا المجال أكثر من أي وقت آخر، اليوم هناك تحديات مختلفة، فمثلاً لم يكن هناك خدمات إلكترونية في الماضي مقابل كل هذه الإجراءات الإلكترونية التي نشهدها الآن.
في الماضي كانت الأفكار كلها متشابهة والكل يكسب أما الآن فيجب أن تكون فكرة المطعم مميزة ومنفردة كي ينجح المشروع ويحقق العائد منه.
واليوم هناك فرص متاحة، بينما في الماضي كان ينظر للتجار أنهم جشعون، ولم يكن أحد يفكر في كم الوظائف التي يخلقونها، ولا كيف يتحرك الاقتصاد في هذا المجال.
أما في وقتنا الراهن، لدينا رؤية 2030 بقيادة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، رؤية طموحة ومميزة تركز على الاقتصاد الحديث بصورة كبيرة وتفتح الأبواب أمام رواد الأعمال والشباب للعمل والمشاريع والاستثمار.
ما ميزات الجيل الجديد برأيك؟ وما عيوبه؟
لنبدأ في الإيجابيات: الجيل الجديد متحمس ومنطقي لأبعد الحدود، يستوعبون قيمة العمل التجاري وقطاع الأعمال، المشروع بالنسبة له ليس شيئاً يجب أن تقدمه له كما في السابق. حيث كان يتم بذل الجهود والمحاولة فقط لإقناع الشاب بالعمل في القطاع الخاص، بينما اليوم يتوجهون للعمل الحر وأحياناً تأسيس عمل خاص بهم بحماس وبالاعتماد على أنفسهم، أعتقد أن هذه ميزة رئيسة في الجيل الحالي.
لكن ما أرغب في أن ألفت الانتباه إليه، وأشدد عليه، هو ضرورة التحلي بالصبر والمثابرة وعدم الملل من العمل والمشروع بسرعة، هذا ما يفترض أن يتجاوزه شبابنا اليوم- ربما يندرج ضمن العيوب- وهناك أساليب وأمور كثيرة يمكن أن تعالج عدم الصبر في التجارب والمشاريع الجديدة.
قفزت من الطائرة
ما الشيء الذي لا يمكن لرائد الأعمال أن يستغني عنه؟ ولماذا؟
بكلمة واحدة المخاطرة وأقصد بالتحديد المخاطرة المحسوبة، منذ طفولتي وأن أومن بهذا، وقد تعرضت لحوادث كثيرة، وهذا شيء غير محمود خاصة إذا كان الشخص غير واع بهذه المخاطرة التي يجب أن تكون محسوبة بدقة متناهية، عندما كنت أدرس في الجامعة قمت بمخاطرة القفز بالباراشوت من طائرة وهذه التجربة لم تكن في الحسبان لكن عندما جاءت الفرصة أخذت القرار ونفذت القفزة هذا بالرغم من خوفي الشديد في البداية لكن جرأتي ومعرفتي وتعلمي غلبت خوفي.
هل أخطأت مرة وندمت؟
أي شيء غير محسوب سيقودنا للخطأ، والوقوع في الخطأ ثم الندم، ليسا شراً بالمطلق، لا بل لهما فوائد جمة، إنهما بمثابة الفريق الذي يحفزنا على تجاوز العثرات والقيام بعمل شيء صحيح ومتقن في المستقبل.
على سبيل المثال قمت في بداية حياتي بشراء منتج وحاولت بيعه ولكني فشلت فشلاً ذريعاً، كنت أضعه أمامي في الغرفة بمكان سكني وأتساءل لماذا وصلت إلى هذا الفشل، حتى وجدت الأجوبة وتعلمت من تلك التجربة، ثم قمت لاحقاً بما هو صحيح وأصبح لدي العديد من الاستثمارات، دائما يجب النظر إلى الأمام وترك الماضي خلفنا بعد أن نأخذ منه العبرة ونفهم الدرس ونتعلم منه ما كان مفيداً جداً في حياتنا العملية.
وصفة النجاح
برأيك ما مواصفات رجل الأعمال الناجح؟
من واقع تجربتي ورؤيتي لعمل الآخرين يمكنني تكثيف المواصفات في ثلاث:
أولاً: وجوب أخذ المخاطرة المحسوبة لكل شيء، كل أنواع المخاطر ودرجاتها، وفي هذا السياق أدعو الشباب من الجيل الجديد لرواد الأعمال أن يحسب بدقة كل شيء، ماذا يتولد عن كل مخاطرة وما المكاسب المتوقعة في نفس الوقت.
ثانياً: الالتزام فيجب أن تلتزم بشدة وهذا ليس بالأمر السهل، ليس هناك من يتفوق عليك، هذا غير حقيقي، في الحقيقة أنت من تصنع كل شيء وتتكفل بكل شيء.
ثالثاً: أعتقد أن رائد الأعمال من الجميل أن يكون فناناً في توظيف الموارد المتاحة له، فالموارد دائماً تكون محدودة بشكل عام، في الغالب البداية تكون من أموال رائد الأعمال أو أنه يأخذ سلفة من إحدى الجهات أو الأشخاص ليبدأ في مشروعه الريادي، لذا عليه أن يحرص في إدارة الوقت والمال وتوظيف الموارد، عليه أن يقوم في -البدايات على الأقل- بكل المهام المطلوبة في نفس الوقت، عليه أن يكون المدير والإدارة ومدير المبيعات ومدير شؤون الموظفين.. وكل شيء في المشروع من أكبر أمر إلى أصغره.
ما أهم لحظة حاسمة في مشوارك ؟ ولماذا هي حاسمة ؟
أعتقد أن أهم لحظة حاسمة في حياتي هي ترك الوظيفة التي كنت أعمل بها، وهي من أهم الأمور التي حدثت في حياتي خاصة أن الوسط الذي أعيش فيه تعني له الوظيفة الكثير، ولقد اتخذت قراري هذا بالرغم من أن وظيفتي كانت براتب جزئي جيد جداً ومناسبة لي وكنت مستمتعاً بها لأبعد الحدود، كانت المسألة بالنسبة لي تحدياً ليس سهلاً.
معادلة الجودة والسعر
لماذا اخترت البرغرايزر بالذات وكيف كانت معاناتك مع افتتاح أول فرع؟
هذا القرار أخذناه أنا وشريكي عصام العسكر وهو شخص مقدام ولديه حماس شديد للعمل، كنت أدرس الفكرة منذ سنوات ولما تبلورت ونضجت لدي تقدمت بالعرض، وبناء عليه اتخذنا أنا وشريكي القرار بإنشاء أول فرع لنا لتقديم وجبات برغر.
بدأت في التحضير والاستعداد للمشروع رغم أني كنت مشغولاً بالدراسات العليا، وبعد الانتهاء من الدراسات أصبح لدى المزيد للعمل فقررنا افتتاح محل لبيع وجبات البرجر بجودة ومكونات تمتاز بالنكهة المنفردة وتستهدف العملاء الذين يبحثون عن الجودة العالية والطعم المميز بالرغم من دفع مبلغ بسيط إضافي.
أول تحدٍّ واجهناه هو إيجاد الموقع المميز واستغرق البحث مدة 8 أشهر، وبذلنا الجهود لإقناع صاحب العقار بتأجيره لنا، والتحدي الثاني أننا نسوق علامة تجارية جديدة ويجب أن يكون السعر مناسباً للجميع وفي متناول الجميع دون التخلي عن الجودة العالية، كانت معادلة صعبة لكننا استطعنا تحقيقها.
وفعلاً استأجرنا المحل في الموقع الذي كنا نعتقد أنه مميز وبدأت العمل، ولكن عندما استشرت زميلا أثق به قال لي هذا الموقع غير مناسب لعملك ولمنتجك ونصحني بالبحث عن مكان آخر وموقع آخر لمشروعي، وعدنا إلى نقطة الصفر، وبالفعل استمعت للنصيحة وغيرت مكان المشروع وبالرغم أنني أخذت وقت طويل لإيجاد مكان مناسب مما سبب لي حرجا بالغا حتى وجدت المكان المناسب فقمت أنا وشريكي بتوظيف عمالة ذات خبرة كبيرة في المجال وقمنا بعدة تجارب حتى وصلنا للمنتج الذي نرضى عنه بجودة عالية ونكهة مميزة.
متى وكيف اتخذتم قرار التوسع في مشروعك ؟
في الواقع كان لدينا خطة وقناعة أن الوصول لأرقام معينة في المبيعات هو مؤشر للتوسع في المشروع وافتتاح فروع أخرى وهذا ما حدث وبالتالي وصلنا تقريباً إلى ما نصبو إليه.
هل كان التوسع سهلاً أم أنك اصطدمت بعقبات و جدران؟
في الحقيقة عندما بدأنا التوسع في المشاريع كان الأمر قاسياً جداً علينا في إدارة المشروعات، كانت القضية على الشكل التالي: كيف تستطيع أن تكرر نموذج العمل الناجح في عشرات المحلات الأخرى، وتحافظ على نفس مستوى من النجاح وتفي بالوعود وتحافظ على الجودة وتلقى ذات الإقبال من عملائك..!
في فترة من الفترات يمكن أن يأتي لك شك في النجاح، وهذه الشكوك قد تختلف كلما اصطدمت في جدار أو عقبة، وعندما كان يراودني هاجس ما كنت أفكر بالطريقة التي يمكنني التغلب عليه، وكنت أومن بأنني سأستطيع وكنت دائماً أقول لنفسي إن من يتجاوز هذه العقبات ليسوا بأفضل مني، هم أناس فكروا ووجدوا الحلول وتمكنوا من اجتياز هذه العقبات ووصلوا للنجاح، فالشركات الكبيرة كانت في يوم من الأيام صغير فكيف تعاملوا مع الموضوع.
هذه الطريقة بالمحاكمة العقلية كانت حاضرة لديّ دائماً، وجعلتني أومن بأنني أستطيع تجاوز العقبات كافة بأمر الله ومشيئته.
التسويق واحتياجات العميل
قبل أن تبدأ مشروعك تخصصت بالتسويق ونفذت حملات تسويق لعلامات تجارية بارزة برأيك ما أهم دروس في هذا المجال ؟
الدروس كثيرة جداً لكن أهمها أن تفهم ما يريد العميل بالضبط من هذا المنتج ، وللأسف مع زحمة العمل اليومي ننساه جميعاً، يجب أن تعرف من هو عميلك وطلباته واحتياجاته ونتأكد أنك ستخدمه بصورة مناسبة ومرنة بحيث تستطيع التغيير في خدمته وتمنحه المنتج الذي يستحقه.
خلال عملك السابق انتقلت من التسويق إلى الإدارة، ما المهارات الجديدة التي اكتسبتها بهذا التحول؟
حين كنت أعمل في التسويق والحملات الإعلانية كانت القرارات تنضج على مهل وتأخذ وقتها الطويل من الدراسة والتخطيط والبحث، أما في إدارة المبيعات فالموضوع ليس بنفس الرفاهية في الوقت، لا يوجد لديك وقت طويل للتفكير وإنجاز ودراسة التقارير، تحتاج بشكل يومي إلى أن تتخذ العديد من القرارات وبسرعة لأن بعض المنتجات قد تفسد قبل توزيعها وبالتالي ستتكبد خسائر فادحة إن لم تتخذ القرار بالسرعة المناسبة، وهذا أكسبني خبرة كبيرة وقدرة على اتخاذ القرار الصحيح وبالوقت المطلوب.
ماذا عن تجربتك في توزيع المنتجات بالسيارة، هل هي عقوبة أم ميزة ؟
في البداية كانت عقوبة، لكن فعلياً هي تجربة مثمرة، أتذكرها بكل خير وأقول الحمد لله أن أخذتها وقد فهمت التفاصيل جيداً على كافة المستويات، كل ما يقوم به زملائي من أعمال وما يستطيعون تنفيذه وتحقيقه مع احترام مجالات عملهم وتقديرهم واحترام صبرهم وجميع الأنظمة الخاصة بهم.
نسعى للعالمية
إلى أي مدى كان عملك السابق مفيداً في قيادتك لمشروعك الخاص ونموه؟
أنا المؤسس مع شريكي وأشغل منصب رئيس مجلس الإدارة ورئيس اللجنة التنفيذية للشركة، أعتقد أن تجربتي قبل المشروع ساعدتني كثيراً في بناء علامة تجارية مميزة والوصول الى بناء نموذج عمل رائع يمكن أن يكبر وينمو على المدى الزمني البعيد وهذا كان له أكبر الأثر في نجاح المشروع.
الأمر الثاني هو الخلفية التسويقية ولدت لدي الحافز لوجود علامة تجارية ناجحة مميزة في مجال البرجر، علامة سعودية تسعى لأن تكون إقليمية ثم عالمية وهذا هو الطموح .
أهم ما يميز منتجك من البرجر ؟
نحن نركز على الجودة وأن يكون المكون من اللحم الطازج ولا نستخدم اللحوم المثلجة، نشتري من أماكن ذات سمعة طيبة ونختار قطعاً معينة من اللحم، ونتأكد من جودتها ونفرم اللحم ونضع التوابل اللازمة ونشكلها ونوزعها على الفروع .
هل أنت راضٍ عن حجم المنشآت لديك ؟
نحن أصغر من طموحنا، كنا نأمل الوصول إلى 100 فرع قبل كورونا ولكن بسبب ما حدث أصبحنا 80 فرعاً فقط، ولكننا نأمل بعد زوال الغمة أن نصل ل 200 أو 250 فرعاً على مستوى المملكة خلال الخمس سنوات القادمة.
أنا أب ديموقراطي
ما تأثير الكورونا على نشاط المطاعم ؟
هناك تأثيرات بالغة على حجم العمل لكن بفضل الله تم تجاوز هذه المرحلة الصعبة.
ماذا تعلمت من هذه التجربة ؟
حاولنا أن نأخذ طريقاً آخر في التعامل مع هذا الوقت وقمنا بتوزيع منتجاتنا على البيوت التي قامت هي بالطبخ حيث إن المنتجات كانت جاهزة لذلك نجحت الفكرة.
كما قمنا بتنشيط التطبيقات وقمنا بإنجاز تطبيق خاص للجوال، ونسعى لأن يكون طعامنا صحياً قدر المستطاع ونستخدم زيوت ذات جودة عالية وكذلك منتجات قليلة السعرات الحرارية وتم الاهتمام بالتغليف وأدخلنا نظام الكيتو ووفرنا المنتجات الخاصة به وهناك إقبال عليه.
هل تأكل من مطاعمك ؟
نعم من أجل تذوق الطعام باستمرار والتأكد من الجودة وبهدف التحسين قدر المستطاع، وكذلك نجرب أكل المنافسين للتعرف على مدى ما وصلوا إليه.
وبالنسبة لأولادك ؟
أنا أب ديمقراطي وأترك لأبنائي الخيار فيما يشتهون من أكل.
حماس وطموح
كيف ترى السعودية في ظل قيادة سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين ؟
أرى الحماس والطموح والسعي للأفضل دائماً وحل المشكلات بالطرق العلمية والعملية السليمة.
كيف ترى وضع المرأة السعودية مؤخراً ؟
أمر مبهج جداً أن نرى ما صلت إليه المرأة السعودية من تطور وقيادة السيارات، لقد سعدت عندما رأيت أن المسؤولات عن إحدى المدن الترفيهية هن من النساء ولديهن جودة عالية وفهم لطبيعة المشروع.
تأثير عمل المرأة بمجال المطاعم ؟
هناك اهتمام بالغ من إدارة المطاعم بتوفير المناخ الجيد لاستقبال العائلات وتوفير الخصوصية لهم وأن يكون المكان أكثر راحة وهدوءاً ويوفر المتطلبات كافة.
ما رأيك في السنة الماضية وآمالك في السنة الجديدة ؟
أعتقد أن السنة الماضية فرصة للمراجعة على المستويات كافة، وأتمنى أن تكون السنة الجديدة أكثر تفاؤلاً بإذن الله.
ما هي النصيحة التي تقدمها للشباب؟
يجب على الشباب السعي للمخاطرة المحسوبة وأن يبذلوا الجهود للوصول إلى طموحاتهم.
كلمة أخيرة
أشكر الجميع وأتمنى من الله أن تكون 2021 سنة سعيدة علينا جميعاً.