رائد الأعمال إبراهيم محمد آل الشيخ للرجل: الزواج الهادئ أساس النجاح.. نسعى للريادة بمشاركة الخاص
رجل الأعمال إبراهيم محمد آل الشيخ بدأ بشركة صغيرة لخدمات "البيجر"، وغدا اليوم رئيس مجلس إدارة مجموعة آل الشيخ الصناعية والتجارية، وأحد المشاركين في تعزيز النشاط التجاري في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات، من خلال شركة سعودي كول التجارية.
على المستوى العام يشغل منصب رئيس اللجنة الوطنية الصناعية بمجلس الغرف السعودية، وعضو مجلس إدارة غرفة الشرقية، ورئيس لجنة الصناعة والطاقة. يعمل على تطوير المنتج السعودي من خلال برنامج "صُنع في السعودية" ودعم الصناعة المحلية.
أسس مصنع البلاستيك لتصنيع البلاستيك الخام، ومصنع مواد الحفر بالتعاون مع أرامكو السعودية، وشركة إبريز العقارية التي تهتم بصناعة العقار الاستثماري والترفيهي.
في حواره مع مجلة الرجل، يدافع عن المنتج السعودي ويدعو للمحافظة على الجودة ويدعو للاستثمار في مجال الطاقة الشمسية، ويقدم النصح للشباب، ويتحدث عن جوانب من حياته الشخصية والعائلة.
النشأة والدراسة
نشأ رجل الأعمال إبراهيم محمد آل الشيخ في بيئة يصفها بـ"البسيطة"، يرى بأنها تشبه جميع الأسر متوسطة الحال بالسعودية. ويضيف: "كنت الثاني في الترتيب في الإخوة، وأتذكر اهتمامي بالقراءة، كانت تستهويني وتلهمني القصص التي تروي سير النجاح لرجال الأعمال".
وعن تحصيله الدراسي وهواياته يقول "حصلت على درجة البكالوريوس في تكنولوجيا المعلومات، كما حصلت على دبلـــوم التــــسويـــق كلـــية لنــدن للأعـــــمال". أما الهوايات فهي "القراءة والاطلاع، واستكشاف ما هو جديد في عالم الأعمال".
ويلفت رجل الأعمال آل الشيخ بأن اهتمامه بعالم الأعمال يعود لنحو 20 سنة، وقد تزامن مع الطفرة التكنولوجية ودخول أجهزة الكمبيوتر والجوالات إلى الأسواق، ما جعله يهتم بكل جديد ومتطور في مجالات الاتصالات وغيرها من مجالات التكنولوجيا، ليكون رافداً للقطاعات الاستثمارية، بحسب تعبيره.
وردّاً على سؤال مجلة الرجل عن السبب وراء اختياره دراسة التكنولوجيا يقول "في تلك الفترة كانت الحاجة إلى الحاسب الآلي والتطور في المجال التكنولوجي تٌشكِّل اهتماماً كبيراً في قطاع الأعمال، هذا ما دفعني لدراسة هذا النوع من التخصص، ولكوني مهتماً بقطاع الأعمال أردتُ تخصُّصاً يُحقق لي القدرة للدخول إلى سوق الأعمال، ما جعلني أحصل على دبلومة التسويق، مما ساعدني على فهم أكبر للسوق السعودي والأسواق الخارجية، ومعرفة أهمية التسويق في نجاح المؤسسات والشركات العالمية".
البداية صغيرة
وعن بدايات عمله في السوق السعودي، يقول "بدأنا كمنظومة استثمارية تحت نظام الشركات السعودية كشركة صغيرة لتقديم خدمات البيجر، لنتطور ونتوسع ونبدأ بالاستثمار في مجال مبيعات الجوال".
وعن الوضع الحالي يقول "الآن تمتلك المجموعة العديد من القطاعات التنافسية في السوق السعودي، ونسعى للتوسع بالدخول في الأسواق الخليجية من خلال الفرص التجارية المتاحة في تلك الدول".
المنتج السعودي
وعن رؤيته لكيفية تحقيق شعار "صنع في السعودية" يقول آل الشيخ إن "هذا البرنامج هو مبادرة وطنية أطلقتها هيئة تنمية الصادرات برعاية من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، كجزء من برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية".
وعن السبل للوصول إلى أفضل النتائج يوضح "لدينا برامج تحفيزية للاستثمار الصناعي، مما ساعدنا على طرح فكرة (تجسير) التي تهدف إلى التنسيق مع الشركات الكبرى في المملكة من خلال الاستفادة من المنتج الوطني وتمكينه في مشاريع الشركات العملاقة".
ويضيف "هذه الفكرة لم تكن الوحيدة، اهتممنا بالتكامل الصناعي في المنتجات من خلال تشجيع وتحفيز الاستثمارات الصناعية المحلية للمصنعين وموردين محليين على مستوى المنشآت الصغيرة والمتوسطة لتدعم احتياجات المنشآت الصناعية الكبيرة، ليُعزّز فرص الاستثمار الصناعي المحلي ويُشجع المستثمرين الجدد للاستثمار في هذا القطاع".
وعن الأهداف المنوطة بهذا البرنامج (صنع في السعودية) يوضح: "تحفيز الصناعات الوطنية وتشجيع المستهلكين على شراء السلع المحلية وتنمية وتعزيز صادرات المملكة إلى الأسواق العالمية، ومن هنا يأتي دورنا بالعمل على تذليل أي صعوبات للمضي قدماً، ويأتي في أول أولوياتنا المصانع الصغيرة والمتوسطة، كما أننا نرحب بالصناع الجدد مع التأكيد على ضمان جودة التصنيع وإمكانية الوصول لمستوى الأسعار العالمية، وهو ما سيدفع المستهلك النهائي إلى الثقة بالمنتج".
ويرى أن هذه الأهداف "ليست مستحيلة في ظل حرص الدولة على رقابة الجودة داخلياً وخارجياً ومحاربة الفساد في جميع القطاعات، والعمل على تقنين جميع المجالات التجارية والصناعية، مما جعل الجودة المحلية تتوافق مع معايير الجودة العالمية".
استثمارات جديدة
وعن الاهتمام بمشاريع الطاقة يؤكد آل الشيخ ومن موقعه كرئيس لجنة الصناعة والطاقة، بأن الفرص الاستثمارية في السعودية لا تقتصر على الصناعات النفطية ومشتقاتها، ويضيف بأن "هناك العديد من الصناعات التي بدأت حكومتنا الرشيدة بدعمها لتأخذ نصيبها في السوق الاستثماري في السعودية".
ويشير آل الشيخ إلى الطاقة الشمسية مؤكداً أن "السعودية حباها الله بالعديد من الصناعات المختلفة، من بينها صناعة الطاقة الشمسية وصناعة المعادن وأن هناك العديد من الفرص الاستثمارية الصناعية التي يتم العمل على الاستفادة منها وفقاً للخطة الزمنية لتلك الاستثمارات المتوافقة مع رؤية المملكة 2030".
تنوع وتحول
ويرى رجل الأعمال آل الشيخ بأن رؤية المملكة 2030 "واضحة". ويضيف: "هي مثلما ذكرها سمو ولي العهد تسعى للاستثمار الصناعي والتنوع في هذا المجال بمختلف قطاعاته، بالإضافة إلى التحول الرقمي والاستثمار الذكي، من خلال خلق فرص استثمارية بشكل عام وصناعية بشكل خاص تكون جديدة ومتطورة، تخدم رؤية المملكة المستقبلية، لتكون رائدة في مجالها".
ويضيف "كما تسعى للاستفادة من المقومات الحالية، مثل السياحة الدينية، والاستثمار الجغرافي؛ فالمملكة تقع على أهم طرق التجارة البحرية العالمية".
معوقات وحلول
ورداً على سؤال مجلة الرجل حول كيفية إزالة المعوقات كافة في سبيل تطور ونمو الصناعة الوطنية؟ يقول آل الشيخ إن "المملكة استطاعت خلال السنوات القليلة الماضية دراسة الوضع الاقتصادي من خلال المجلس الاقتصادي، الذي يرأسه ولي العهد، وطرح المعوقات الاقتصادية المطروحة في ذلك الوقت، والمحتملة مستقبلاً، مما جعل المجلس يضع حلولاً لهذه المعوقات لتفاديها، والسعي إلى تطوير الاقتصاد وتقويته، والذي أكد قوة المنتج المصنع محلياً في الأسواق العالمية ومنافسته للمنتجات الدولية ذات الخبرة في مجالها".
زواج هادئ
وبالانتقال للحديث عن حياته الأسرية يكشف رجل الأعمال آل الشيخ لمجلة الرجل بأنه متزوج وهو أب لبنتين وأربعة من الأولاد. ويضيف "أسأل الله أن يحفظهم ويجعلهم قرة عين لي".
وعن أثر الزواج على حياته كرجل أعمال، يوضح "لا يخفى عليكم أن الزواج الهادئ المستقرّ له أثر في نجاح الشخص، لقد تزوجتُ في 1-01-1990، والحمد لله حظيت بحياة زوجية هادئة، ومما كان له أثر إيجابي للتركيز في مجال الأعمال، وذلك من خلال تفهُّم الزوجة لمجال العمل مما ساعد على النجاح ولله الحمد".
أفتخر بعملي
وحول تدرّجه بالمناصب وصولاً إلى رئيس اللجنة الوطنية الصناعية يقول "العمل في مجال الاستثمار بالسعودية أمر يدعو للفخر. ولكوني من أبناء هذا الوطن الغالي، أردتُ أن أشارك في تقديم الخبرات التي اكتسبتها من إخواني في مجال الصناعة والاستثمار".
قيمة مضافة
وعن النصيحة التي يرغب بتقديمها للشباب السعودي يشير إلى أن "الشباب السعودي يحظى اليوم بالعديد من برامج الدعم والتحفيز من حكومتنا الرشيدة، ما جعل سبل نجاحهم في قطاع الأعمال أسهل من أي وقت مضى". ويضيف "نصيحتي لهم البدء بالعمل الجاد في مجالات الاستثمار المتعددة والسعي لأن تكون أعمالهم قيمة مضافة في القطاع الصناعي والاستشاري".
كلمة أخيرة..
وفي كلمة أخيرة لمجلة الرجل يقول "أشكر مجلة الرجل على إتاحة هذه الفرصة لي للتحدث إلى قرائها، كما أودّ من خلال هذه الفرصة أن أؤكد بأن الاستثمار الصناعي بما يحظى من اهتمام من القيادة الرشيدة هو أحد المحركات الأساسية، ومن أهم عوامل النجاح لتحقيق رؤية 2030. وبذلك أوجه الدعوة لجميع رجال الأعمال بالتوجه نحو الاستثمار الصناعي لرفع اسم صنع في السعودية عالياً".