المديح سر الحياة الزوجية السعيدة.. وهذا سر احترافه
هناك الكثير من النظريات التي تتحدث عن أسرار العلاقات الزوجية السعيدة. صحيح أن السعادة من الأمور النسبية التي تختلف لناحية المفهوم أو التطبيق من شخص لآخر لكن هناك بعض النظريات التي تنطبق على الجميع.
سبب نجاح هذه النظريات يكمن في واقع أن ترتبط بطبيعتنا كبشر، وعليه فإن ردات الفعل متشابهة بغض النظر عن الظروف المحيطة.
واحدة من هذه النظريات ترتبط بالمديح وتأثيره الكبير جداً على السعادة الزوجية. فما السر هنا؟
المديح وتأثيره السحري على الدماغ
أي ثنائي يمر في مرحلة يشعر فيها بأن الآخر بالكاد يلاحظ وجوده وذلك بسبب الإنهماك بتفاصيل الحياة اليومية. كل شيء يصبح أولوية، الاولاد، المال، الصحة، النظام الغذائي وغيرها، بإستثناء تصبح العلاقة التي تصبح أسفل اللائحة.
المديح هنا يجعلها تدرك بأنك لا تعتبرها من المسلمات فحين تقوم بأمر ما مهما كان بسيطاً قم بمدحها، مثلاً عدت الى المنزل ولاحظت بانه مرتب أو بأنها قامت بتحضير طبقك المفضل قم بمدحها على ما فعلته فذلك سيرفع مستويات الدوبامين والإوكيتوسين عندها. هذه المستويات المرتفعة ستترجم بروابط عاطفية أقوى ومزاج أفضل.
المديح المحدد
كي يكون للمديح تأثيره الكبير عليك ان تبتعد عن الصورة العامة والتركيز على التفاصيل. ليس بالضرورة أن تكون شريكتك قد قامت بعمل آني يجعلها تستحق المديح فهناك ملايين الامور التي قامت بها سابقاً تستحق الثناء.
مثلاً يمكنك ومن دون مناسبة ان تبلغها بأن تقدر كثيراً واقع انها تهتم بالاولاد وبأنها تحرص على سعادتهم وعلى قيامهم بواجباتهم المدرسية. تريد شكرها لا تعتمد كلمة «شكراً حبيبتي» بل كن أكثر تحديداً «شكراً حبيتي بسبب الامر الفلاني».
التركيز على التفاصيل يجعل تأثير المديح أقوى لانه يجعله يبدو أكثر صدقاً.
المديح والمشاعر ..قوة لا يستهان بها
علماء النفس يؤكدون بأن المديح يصبح تأثيره أقوى بأشواط حين يتم ارفاقه بالمشاعر. مثلاً تمدحها على امر ما ثم تضيف بأن ذلك جعلك تشعر بالسعادة أو الفخر أو الراحة.
ردة فعلها ستكون أيضاً مختلفة، لان ما قمت به للتو هو جعلها تشعر بشكل افضل حيال نفسها، وأظهرت لها تقديرك الكبير وربطتها بمشاعرك ما جعل جملة بسيطة تقوي الروابط العاطفية بشكل كبير جداً وبالتالي باتت تشعر بانها محبوبة جداً وقيمتها كبيرة عندك.
ثقتها بنفسها.. ستتضاعف
زوجة تعاني من إنعدام الثقة بالنفس لا تعاني بمفردها فقط، بل ستؤثر بشكل كبير على العائلة كلها وعلى نوعية العلاقة التي تربطك بها. المديح المتكرر سيجعل ثقتها بنفسها أقوى واحياناً وان قمت بذلك بشكل صحيح وفي التوقيت المناسب ستشعر وكأنها لا تقهر. ليس بالضرورة أن تقوم بعمل يستحق الثناء المحاولة فقط أحياناً تكفي.
التأكيد والإثبات
التأكيد من الامور الهامة جداً في العلاقات لانك تثبت لها بأنها ما تزال محبوبة بغض النظر عن كل الشوائب التي قد تكون جزءاً من العلاقة. بطبيعة الحال لا يوجد اي علاقة مثالية، والمشاجرات وتقلبات المزاج من الامور الطبيعية.
لكن الموازنة بين السلبي والايجابي هو السر للسعادة والمديح الذي يتطلب اقل من دقيقة من وقتك سيخلق التوازن المطلوب.
يحسن التواصل
تميل العلاقات الى الدخول في مرحلة الصمت القاتل مع مرور السنوات إما لان كل طرف يشعر بانه لم يعد يملك ما يقوله للاخر أو لان الاحاديث غالباً ما تؤدي الى المشاجرات. لكن حين يكون المديح يومي فإن تأثيره على المدى القصير وحتى البعيد إيجابي لناحية التواصل.
كل واحد منكما سينطلق من مكان أفضل اذ انكما حالياً تشعران بالروابط القوية وبالحب والتقدير، واي مناقشة تنطلق من مشاعر إيجابية لا يمكنها أن تتحول الى السلبية.
يمكنك المطالبة بالمديح
الامر ليس مهمة خاصة بك وحدك بل عليها أيضاً أن تقوم بدورها أيضاً. بشكل عام حين تمدحها من المفترض أن تقوم بالمثل بشكل تلقائي عاجلاً أم آجلاً. لكن في حال كانت من النوع الذي لا يقوم بذلك لا خجل في المطالبة بما هو حق لك.
لكن حاول الا تكون مقاربتك عدائية أو غاضبة اي لا تعتمد الجملة الشهيرة «لا احد يقدر ما اقوم به ».. بل قم وبكل هدوء الطلب منها تقدير ما تقوم به وخلافاً لما يظنه البعض مطالبتها بالمديح لا يصنف كضعف في الشخصية بل في الواقع القيام بذلك يدل على ثقة كبيرة بالنفس.
المديح والعلاقة الحميمة
من المعروف بأن العلاقة الحميمة هي الداء والدواء.. فهي تحل المشاكل لكنها تخلقها أيضاً . لذلك ان كان حياتك الجنسية تشهد التقلبات أو ان كانت في أسوأ مراحلها حلك هو المديح والصبر.
مديحك هنا يرتبط بشخصيتها، لذلك على أن تتعامل مع الامر بحذر. اختر الجمل التي تجعلها تشعر بشكل أفضل حيال نفسها وطبعاً عليك، كما قلنا، ربطها بمشاعرك. في البداية لا تربط المديح بالفعل الجنسي، اي ان ابلغتها بأنها جميلة وبأنها ما زالت بالنسبة اليك الاكثر إثارة لا تقم بالمبادرة بعدها.. اي لا تربط المديح بالفعل لان ذلك سيبعد صفة الصدق عنه.
دع المشاعر تتراكم وحين تشعر بأن المديح ترك أثره المطلوب حينها يمكنك المبادرة.
