أسباب وأعراض نقص فيتامين د وكيف تعرف أنك مصاب به
فيتامين دال من الفيتامينات الضرورية للجسم لمساعدته على القيام بوظائفه الحيوية، حيث تحتوي كل خلية على مستقبلات له على عكس الفيتامينات الأخرى.
فيتامين د - Vitamin D يصنعه الجسم طبيعيًّا عندما تتعرض البشرة لأشعة الشمس الصحية والخفيفة، كما يتواجد في بعض الأطعمة كالأسماك الدهنية ومنتجات الألبان، يحتاج إليه الجسم للحفاظ على صحة العظام والعضلات، والمساعدة على امتصاص الكالسيوم وموازنته في الدم.
لكن ماذا يحدث لك عندما ينخفض مستوى فيتامين د في الجسم؟ في هذا المقال سنُعرفك إلى أهم أعراض نقص فيتامين د ، والأسباب التي تؤدي إلى نقصانه وأخطار نقصان فيتامين دال أيضًا.
أعراض نقص فيتامين د الحاد
نقص فيتامين "د" من الأمراض الشائعة في العصر الحديث، تُشير الإحصائيات إلى أن حوالي مليار شخص في جميع أنحاء العالم لديهم نقص في فيتامين "د"، ربما لا يدرك معظم الناس أنهم يعانون من نقص الفيتامين، لأن أعراضه خفية، لكن له تأثير سلبي على حياتك. وتشمل أعراض نقص فيتامين د:
نقص فيتامين د يسبب
آلام الظهر وعظام الجسم: يحسن فيتامين "د" من امتصاص الجسم للكالسيوم، لذلك فإن نقصانه يؤثر سلبيًّا على امتصاص الكالسيوم والمستوى الطبيعي له في الدم، مُسبِّبًا آلام العظام وأسفل الظهر.
ضعف العضلات: غالبًا ما يصعب تحديد أسباب آلام العضلات وضعفها، لكن أثبتت الدراسات الطبية أن معظم البالغين الذين يعانون من آلام مزمنة في العضلات يعانون من نقص فيتامين "د".
ضعف المناعة والإصابة بالأمراض: أهم وظائف فيتامين "د" في الجسم هو الحفاظ على قوة الجهاز المناعي ليتمكن من محاربة الفيروسات والبكتيريا المسببة للعديد من الأمراض خصوصًا نزلات البرد والإنفلونزا والتهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي والجهاز التنفسي والربو.
ضعف التئام الجروح: إذا استغرقت الخدوش والجروح بعد الجراحة أو الإصابات وقتًا طويلًا للشفاء، فقد تكون علامة على نقص مستوى فيتامين "د". ووجدت إحدى الدراسات الطبية أن تناول مكملات فيتامين "د" يُهدئ الالتهابات ويُساعد على التئام الجروح والقرح خاصةً في حالات القدم السكري، أو التهابات الفم والأسنان.
الإصابة بهشاشة العظام: يعزز فيتامين "د" من امتصاص الكالسيوم من الأمعاء وزيادة كثافة المعادن والكالسيوم في العظم، لذلك فإن نقصانه يؤدي إلى انخفاض كثافة المعادن في العظام.
تساقط الشعر: يؤدي نقص فيتامين "د" إلى تساقط الشعر والإصابة ببعض الأمراض المناعية كداء الثعلبة، والذي يتسم بتساقط شديد في شعر الرأس والأجزاء الأخرى من الجسم، وهو من الأمراض المرتبطة أيضًا بمرض الكساح، وهو مرض يسبب ليونة في العظام عند الأطفال بسبب نقص فيتامين "د"، لكن قد يؤثر أيضًا في الإجهاد ونقص العناصر الغذائية الأخرى والعوامل الوراثية على نمو الشعر.
زيادة الوزن: أظهرت بعض الدراسات الحديثة أن نقص فيتامين "د"، يزيد من دهون البطن والخصر، وأن تناول المكملات التي تحتوي على فيتامين "د" يُساعد على إنقاص الوزن، وانخفاض مؤشر كتلة الجسم.
العُقم: أظهرت بعض الدراسات وجود صلة بين انخفاض مستوى فيتامين "د" في الدم وانخفاض حركة الحيوانات المنوية وضعفها عند الرجال، ما يقلل من فرصة الإنجاب لديهم.
أمراض القلب والأوعية الدموية: ترتبط المستويات المنخفضة من فيتامين "د" بزيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والأوعية الدموية ومرض الشريان التاجي والتصلب المتعدد.
هل نقص فيتامين د يسبب رجفة بالجسم؟
من غير الشائع أن يسبب نقص فيتامين د رجفة بالجسم، ولكن بعض الأبحاث المتعلقة بمجال فرط الحركة ربط بينهما، والأرجح أن الرجفة بشكل عام لها علاقة باضطرابات خلل حركي أو ما شابه وقد تكون ناتجة عن نقص فيتامينات معينة ولكن ربطها بنقص فيتامين د أمر يحتاج إلى مزيد من الدراسة.
أعراض نقص فيتامين دال الشديد عند النساء
تتشابه أعراض نقص فيتامين دال الشديد عند النساء معها لدى الرجال ولكن هناك بعض الأشياء التي تميز تلك الأعراض في النساء، مثلا تزداد آلام الدورة الشهرية بشكل كبير قبلها وأثناءها، كما تزداد فرص تشوه الدماغ والخرف وألزهايمر لدى النساء في سن الشيخوخة ويؤدي هذا النقص إلى سلس البول عند النساء.
أعراض نقص فيتامين د النفسية
التعب والإرهاق: معظم الأشخاص قد لا يلاحظون هذا العرض لتشابهه مع آثار الإنهاك اليومي من ضغوط العمل ورعاية الأسرة والعائلة، لكن نقص فيتامين د يؤثر بشكل ملحوظ على قدرتك في أداء الأنشطة والوظائف اليومية.
نقص فيتامين د والاكتئاب
القلق والاكتئاب: وجدت إحدى الدراسات الطبية أن الأشخاص وكبار السن الذين يعانون من اضطرابات القلق ونوبات الاكتئاب لديهم نقص في مستويات فيتامين "د" مقارنةً بالذين لا يعانون من القلق في نفس الفئة العمرية، وقد ساعدت مكملات فيتامين "د" على تخفيف أعراض الاكتئاب وتحسين المزاج.
كيف تعرف أنك مصاب بنقص فيتامين د؟
بعد ملاحظة أعراض نقص فيتامين د السابقة أو بعض منها، سيطلب طبيبك إجراء فحص دم لقياس مستوى فيتامين "د"، والتأكد من إصابتك بنقصه.
سيأخذ أخصائي المعمل عينة دم من وريد ذراعك باستخدام إبرة صغيرة لقياس مستوى 25 هيدروكسي فيتامين د، المعروف أيضًا باسم 25 (أوه) د (25(OH) D).
بعد ظهور نتيجة الفحص ناقشها مع الطبيب لمعرفة مدى إصابتك بنقص فيتامين د، وصرف المكملات الغذائية المناسبة لحالتك، فضلًا عن تناولك الكثير من الخضراوات والفواكه التي تحتوي على فيتامين د أو ما يحفز الجسم لإفرازه.
أسباب نقص فيتامين د في الجسم
يمكن أن يحدث نقص فيتامين د بسبب عوامل طبيعية أو بعض الحالات الطبية، مثل:
العمر: تمتص البشرة أشعة الشمس الصحية، وتحولها إلى فيتامين "د"، لذا فكلما تقدم العمر، قلَّت قدرة الجلد على إنتاج فيتامين "د".
لون البشرة: البشرة ذات اللون الداكن أقل قدرة على تكوين فيتامين "د" من البشرة الفاتحة.
التعرض لأشعة الشمس: يعاني الأشخاص الذين يقيمون في المنزل أو قليلو الخروج ككبار السن من نقص فيتامين "د" مقارنةً بالأشخاص كثيري الخروج والتعرض لأشعة الشمس النافعة.
التليف الكيسي ومرض كرون والداء البطني: هذه الأمراض لا تسمح للأمعاء بامتصاص ما يكفي من فيتامين د من خلال الأطعمة أو المكملات الغذائية، فيؤدي إلى نقص في فيتامين "د"، وينصح في هذه الحالة بصرف أمبولات فيتامين "د" العضلية لهم.
جراحات إنقاص الوزن: تُقلل عمليات إنقاص الوزن من حجم المعدة أو تتجاوز جزءًا من الأمعاء الدقيقة، وبالتالي تقلل من امتصاص فيتامين "د" والعناصر الغذائية الأخرى من الأطعمة أو المكملات الغذائية، يحتاج هؤلاء الأشخاص إلى مراقبة دقيقة من أطبائهم، وإجراء الاختبارات كل ثلاثة أو ستة أشهر.
السمنة المفرطة: يرتبط مؤشر كتلة الجسم الذي يزيد على 30 بانخفاض مستوى فيتامين "د" في الدم، حيث تُحافظ الخلايا الدهنية على فيتامين "د" معزولاً حتى لا يتم إطلاقه، لذلك قد يعاني الأشخاص المصابون بالسمنة المفرطة من نقص فيتامين "د"، وينصح بتناول المكملات الغذائية للوصول إلى مستواه الطبيعي في الدم.
أمراض الكلى والكبد: يتواجد فيتامين "د" في شكلين أحدهما فيتامين "د 2"، ويأتي من الأطعمة، والآخر فيتامين "د 3"، ويأتي من أشعة الشمس وبعض الأطعمة، تحولهما إنزيمات الكلى والكبد هذين الشكلين إلى الشكل المستخدم في الجسم "25 هيدروكسي فيتامين د "، لذلك فإن الإصابة بأمراض الكلى والكبد تؤدي إلى تقليل كمية الإنزيمات اللازمة لتغيير فيتامين "د" في الجسم، وبالتالي تؤدي إلى نقص مستواه عن المستوى الطبيعي.
تناول الأدوية: يؤدي استخدام بعض الأدوية إلى انخفاض مستوى فيتامين "د" في الدم، منها:
- المسهلات، يستخدم لعلاج الإمساك.
- المنشطات (مثل: بريدنيزون)، هرمونات تُستخدم في تقليل الالتهابات كالكورتيزون.
- الأدوية الخافضة للكوليسترول (مثل: كوليسترامين، وكوليستيبول).
- أدوية ضبط النوبات، أو الصرع (مثل: الفينوباربيتال والفينيتوين).
- أدوية علاج مرض السل (ريفامبين).
- أدوية إنقاص الوزن (أورليستات).
هل نقص فيتامين د خطير؟
نقص فيتامين د قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل تلين العظام أو الكساح أو التشوهات أو ضعف العضلات والآلام المزمنة الشديدة في المفاصل، والأمر خطر عند الأطفال أيضا إذ قد يؤدي نقص فيتامين د إلى زيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام في سن مبكرة.
وفي النهاية، قد يعاني بعض الأشخاص من جميع أعراض نقص فيتامين د أو بعضها وقد لا تظهر الأعراض فيما يعرف بالوباء الصامت، احرص على تناول الأطعمة التي تحتوي على فيتامين "د" والحصول على أشعة الشمس الصحية في الصباح الباكر، ولا تنسى إخبار طبيبك دائمًا عن الأدوية التي تتناولها ومكملات فيتامين د وغيرها من المكملات الغذائية للتأكد من الجرعة المناسبة لك، لتجنب ارتفاع مستواه عن المستوى الطبيعي والإصابة بتسمم فيتامين "د".
المصادر